fbpx .
مادو الفظيع مجدي شطة يا مرشدين الهنا معازف
مراجعات

يا مرشدين الهنا | مادو الفظيع ومجدي شطة

معازف ۲۰۱۸/۰۷/۰۵

عملنا ثلاث حلقات من أفضل خمس مهرجانات جديدة حتى الآن، ولم نستطع تجميع حلقة منهم دون أن تتضمن مساهمة واحدة على الأقل لـ مادو الفظيع. الزلمة موهوب، وقد يكون موزِّع المهرجانات الأقوى اليوم. عمل مادو مع مجدي شطة بضعة مرَّات، أشهرها تعاونهما على أغنية باب السجن التي ضربت قبل عامٍ تقريبًا، وحصلت منذ أسبوعين على فيديو. على كل حال، وعلى نجاحها، تبدو باب السجن مشوشة، من ناحية يغلب كونها أغنية شعبية على كونها مهرجانًا، ومن ناحية تغلب النبرة المتذمرة لمجدي شطة محاولات مادو لخلق جو راقص.

منذ بضعة أشهر، تعاون الاثنان مجددًا على أغنية كل يوم يوعدني، استعادة لأغنية البوب / شعبي ألف وعد من غناء كارين نوالي. ما يصبح واضحًا هنا، هو أن مادو الفظيع يحاول أن يخلق أغنية ترضيه هو وترضي مجدي، تفسح المجال للغناء الشعبي الحزين وللإيقاعات والتوزيع الجذابين. قبل مادو أن ينحي خبرته في الإيقاعات الزخمة الراقصة في سبيل إنجاح الأغنية، وترك فسحة الضوء لمجدي مكتفيًا بإيقاعات بيانو ووتريات وضربات بايس أو كونتراباص متباعدة. لو سمعنا كل يوم يوعدني بدون الغناء لاعتقدنا أنها أغنية البوب المصري الألفينية المبكرة المتأثرة بالشعبي التي نعرفها. لكن حتى هذا التحايل قاد الأغنية إلى رواج مقبول دون أن توظف كل من مواهب مجدي ومادو على النحو الأقصى.

في يا مرشدين الهنا، العمل الطويل الذي يقارب الست دقائق، يجد مادو الفظيع ضالته أخيرًا. يعثر على وصفة لا يلغي فيها أحدهما الآخر. تبدأ الأغنية على نحوٍ مفاجئ بعينة قصيرة خارجة عن السياق من الموسيقى المحيطة، قبل أن يدخل مجدي على طول ويرافقه مادو إيقاعيًا بتوزيع شعبي تقليدي. يبسط مادو الأغنية بإيقاعات قصيرة على الناي والدفوف والكيبورد، تدعم غناء مجدي دون مزاحمته أو منافسته، لكنها تؤسس بشكلٍ خفي لمزاج راقص قوي يمشي كتفًا بكتف مع غناء مجدي المتألم، والذي يستفيد من ذكاء كلمات خشبة الذي حول ثيمة الغدر والخذلان المعتاد توجيهها إلى الأصحاب في المهرجانات والشعبي، لتصبح هنا موجهةً إلى المرشدين / المخبرين، ما أخرج الكلمات عن المعتاد النمطي وأكسبها حدةً من نوعٍ ما.

عندما تصل الأغنية إلى ما يشبه اللازمة مع غناء مجدي: “بس قولولي / بس قولولي”، نكتشف أن إيقاعات مادو القصيرة المهادنة ما هي إلا خلايا نائمة، تنتفض وتبدأ انقلابًا هدفه سحب البساط بسرعة من الأغنية الشعبية إلى المهرجان. ابتداءً من الدقيقة الثانية والنصف، بإمكاننا بسهولة تخيل ما نسمعه شغالًا على مكبرات الصوت في فرح أو جو راقص.

في الدقيقتين الأخيرتين وبدايةً من مقطع “يا مرشدين ملكمش أمان”، يستمد يا مرشدين الهنا من جزء من موروث الغناء العربي الفولكلوري، حيث يكون في الكثير من الأغاني الموضوع حزينًا والغناء مكسورًا والجو الإجمالي طربيًا منتشيًا راقصًا رغم كل شيء. إذ يأخذ مادو الفظيع مجده التوزيعي، ونسمع في الدقيقة ٣:٥٠ مثلًا إحدى الوصلات الإيقاعية المزمارية الثخينة الأيقونية التي يختص بها، بينما يستسلم مجدي لغناء مواويلي شعبي مسترسل، وللأغنية التي أنجبت مهرجانًا.

الملفت في يا مرشدين الهنا إجمالًا، عدا عن كونها أغنية جميلة تتحول إلى مهرجانٍ جميل، هو كونها تجليًا لسعة حيلة مادو، والتي لا توفر تلاعبًا بالبناء أو التوزيع لا تلجأ إليه حتى تنتهي بعمل بزخم مضاعف، يحافظ على أفضل ما لدى مجدي ومادو نفسه، وهو تحدٍ غير سهل بكافة المقاييس.

المزيـــد علــى معـــازف