مش هتسلك موسى سام مراجعة معازف 8 إنش خالد برجونا يوسف أوشا
مراجعات

مش هتسلك | موسى سام

عمار منلا حسن ۱۷/۰۳/۲۰۱۹

بعد عامٍ على صدوره، لا أزال أرى مكستايب OV الذي افتتح به موسى سام مسيرته كأحد أكثر التسجيلات إثارةً للاهتمام مما صدر في مشهد الراب المصري. ليس لأن المكستايب كان خارقًا، إذ لم يكن كذلك، بل لأنه كان غريبًا. كان كبركان غير متوقع من التدفقات والإيقاعات المتغيرة بسعار، في محاولة للّحاق بـ موسى سام وهو يخوض في أزمات شخصية وأسرية ووجودية بحرارة وانفعال. كم الزخم والاندفاع المخيفين دفعاني للتخمين أن موسى سام سيصبح سريعًا أحد أولئك الرابرز الذين يصدرون أغنية كل أسبوع وألبوم قصير كل شهر وآخر. لكن ما حدث هو العكس، صام موسى معظم العام الماضي سوى عن إصدار أغنيتي مهما تكلمت للسما، ولسا متدعفل التي دخلت قائمة معازف لأفضل خمسين أغنية عربية للعام. مرت نصف سنة تقريبًا منذ صدور لسا متدعفل، حتى أنهى موسى انقطاعه من أيام بإصدار أغنيته المصورة الأولى، مش هتسلك.

كما يتضح أغنيةً تلو الأخرى، يمتلك موسى سام خامة صوت فيها مستويات الخشونة والرنين والبحّة المثالية للتراب والمؤثرات الصوتية المقترنة به، لذا ليس مفاجئًا أن تأتي أغنية مش هتسلك كاستعراض لما يمكن أن يحققه موسى بصوته. تبدأ الأغنية بمقطع بطبقة جهيرية عميقة، يليها غناء موسى الحيوي بطبقة صوته الطبيعية، قبل أن تبدأ الآد ليبس والعينات والمؤثرات الصوتية والهتافات المبحوحة بالتزاحم، لبناء أغنية تعزل نفسها عن الساوندكلاود راب وتظهر جوعًا للاستوديوهات الكبيرة والإمكانيات الإنتاجية العالية.

https://youtu.be/kp4uEmr_0vc

لا أعرف إن كانت هذه الحركة مقصودة من المنتج ومهندس الصوت سيريس أو حدثت بالغلط، إلا أنه مزج معظم الآد ليبس والعينات الغنائية في الأغنية فوق صوت موسى بدلًا من خلفه، كاسرًا أبرز أعراف المزج في التراب، ومانحًا الأغنية صوتًا مفاجئًا، قادرًا على أن يصبح من نقاط قوة الأغنية متى ما بدأ المستمع بالتآلف عليه. على خلاف الإنتاج، لا تحمل كلمات الأغنية أي مفاجآت، تستمر بالدوران حول ذات الثيمات التشاؤمية التي يختص بها موسى، مع فقدانها بعضًا من الآنية والواقعية.

لحسن حظ موسى، تصادفت أغنيته المصورة الأولى مع بلوغ مجموعة التصوير ٨إنش أفضل مستوياتهم حتى الآن، بعدما شحذوا أسلوبهم عبر فيديوهات لـ علي ويزي وهشام رابتور وزوكا وكاتي وسواهم. كتب خالد برجونا مشاهد تحاكي الثيمات العُصابية المضطربة الخاصة بأغاني موسى، دون أن يختزل الفيديو بهذه المشاهد، فيما استمر المخرج والمصور يوسف أوشا بتعديل أسلوبه لينسجم مع كل رابر، واختار هنا حركات كميرا أكثر سينمائية (الـ dolly zoom effect مثلًا) ولقطات أكثر هدوءًا. أتى الاستخدام المتقن لتقنية تصحيح الألوان ليزيد الفيديو وزنًا ورصانةً، بشكلٍ انسجم مع حضور موسى سام الذي بدى في لحظات كنسخة التراب المصري من ماتيو هايلي.

بالنسبة لرابر واعد لا تزال مسيرته في بداياتها المبكرة، يتخذ موسى سام قرارًا واحدًا صحيحًا على الأقل في كافة أغانيه الماضية، وهو التمهل وإعطاء الأمور حقها من الوقت. كل ما يلزم موسى اليوم هو التحرر من مواضيعه المعتادة، والاستمرار بالعثور على تعاونات صحيحة في الإنتاج والتسجيل، ولن يتبقى بينه وبين منافسة ملوك الراب المصري سوى الوقت، والوقت – على ما يبدو – هو لعبة موسى.

المزيـــد علــى معـــازف