.
شارموفرز إحدى الفرق التي تمتدحها إن قلت إن مستواها انحدر مؤخرًا، لأن ذلك يفترض أن مستواها كان جيّدًا في وقت ما. رغم ذلك، هناك انحدار جديد لا يمكن إنكاره في أغنيتهم المصورة الجديدة، مفتقد الحبيبة.
تتعثر الأغنية حتى قبل بدايتها، إذ يبدأ الفيديو بخمسين ثانية من حديث ومشاهد مبتذلة عن علاقة تنتهي، تبدو كبوست فيسبوك من النوع الذي يدفعك لحذف حسابك أكثر من فضائح تسريب البيانات الأخيرة. مقدمة غايتها الصريحة استعطاف المستمع والتحايل عليه، تليها بداية الأغنية الواقعة بين ريجي متحجر وشخص ثلاثيني لديه قناعة راسخة بأنه كوول، وأن ذلك يعطيه صلاحية غناء عبارات من قبيل: “بس برضه مفتقد الحبيبة / طيب يعني إيه كلمة حبيبة؟” بصوت متلوي متحذلق.
تنعس شارموفرز في منتصف الأغنية وتأخذ قيلولة يتحول تركيزك فيها إلى الفيديو، فتلاحظ الاستسهال في استخدام تصحيح الألوان Color correction، وتبدأ بالتساؤل حول شخصية “العجلة الثالثة” التي تظهر في معظم المشاهد دون أن نفهم علاقتها بالقصة. ما علينا. تستيقظ الفرقة مع اقتراب الأغنية من دقيقتها الثالثة، ومع عبارات من قبيل: “بس أنا عايز أحتويكي / وأتدفى باحتوائي ليكي.” يتسع توزيع الأغنية فجأةً ليشمل قسمين نفخي ثم وتري، ينصبّان كالزيت فوق نار مشاكل التسجيل والمزج، وينتهيان بحريق صوتي لا يمكن إنقاذ أي جزء من الأغنية منه. آخر ما تمكنا من سماعه في أغنية شارموفرز هو صرخات أحمد بهاء: “المشكلة فيا ولا فيكي”. المشكلة فيكم يا شباب.