.
أجريت هذه المقابلة في منزل الموند، أو مهاب كما كان يُعرف سابقًا، في التجمع الخامس بالقاهرة. وصلت لأجده وحيدًا في منزل مظلم بعض الشيء، بإضاءة خافتة بالكاد تُظهر التفاصيل. دخلنا إلى غرفة تحتوي على شاشة تعرض فيديو قديم وباهت الجودة لبعض فناني الراب البريطاني أثناء تقديمهم لفريستايلات. تحدثنا قليلًا، ثم بدأنا المقابلة.
الموند رابر قاهري ذو ٢١ عامًا من منطقة السواح. ظهر في المشهد المصري عام ٢٠٢٢ بأسلوب مختلف عن الدريل السائد خلال هذه الفترة، حيث تميزت موسيقاه بشخصية فريدة ذات طابع لحني، ومشاعر ثقيلة يغلب عليها الحزن. تطورت مسيرته بسرعة ملحوظة بفضل إنتاجه الغزير الذي أثمر عن ثلاثة ألبومات طويلة خلال عامين فقط. وصل هذا التطور إلى ذروته مع ألبومه الأخير، انتفاضة، الذي قدم تجربة راب متماسكة بمفهوم وفكرة صلبة، بالإضافة إلى تطور أسلوبه وكتابته.
صدر انتفاضة بالتزامن مع إعلان تغيير اسمه الفني إلى الموند، ورافق الألبوم مجموعة من المواد البصرية المفاهيمية. شملت صورًا وفيديوهات، وصولًا إلى حفلة إطلاق الألبوم التي ربما كانت أول حفلة راب مصرية بتصميم مفاهيمي مستمد من الموسيقى. يشهد الموند حاليًا مرحلة انتقالية في مسيرته، تعد بتجربة منعشة ومُحفزة لمشهد الراب المصري.
بص انا جربت حاجات كتير يعني. مش عارف بحس إن أنا من بدري مش بفكر بشكل طبيعي، يعني فاهم اللي هو فيه حاجات كتير قوي يعني. فكنت بحاول ألاقي حاجة أطلّع فيها أفكاري دي وحسيت إن المزيكا هي اكتر حاجة جرّبتها ادتني المساحة إني أعمل دا، لأن فيه حاجات كتير قوي حوالين المزيكا.
كل حاجة بقى زي فكرة الآرت وورك. الألبوم مثلًا بتبقى رحلة مرعبة؛ بتحط أصوات متشابهة في التراكات كلها، يبقى فيه تسلسل معين. الألبوم دا مثلًا حالة واللي بعده فيه حالة تانية كدا يعني. حسيت إن المزيكا هي أكتر حاجة بتديك المساحة دي، ولو ما كانتش المزيكا كنت ممكن أخرِج ولو مكانش الإخراج كان هيبقى حاجة ليها علاقة بالفن عامة.
يعني مش عارف دماغي بتشتغل بشكل سريع نيك، من زمان بحس إن فيه حاجة زيادة.
أنا رحت كل استوديوهات مصر، جربت كتير أوي وكنت بكتب. عارف ٦٩ راب؟ كنت بغني في العربية كدا تراكات وأصورها وأنزلها هناك، وكانت بتجيب فيوز يعني أكتر من باقي الناس في الفترة دي. وبعدين بقى جبت مايك كدا بـ ١٥٠٠ جنيه وسجلت تراكات في الأول كدا وجربت ولقيت الموضوع حاسس إني بعمله بسهولة، مش بحزق. بس وفي الفترة اللي كنت بجرب فيها اتعرفت بقى ودي كانت مشكلتي، بداية المشكلة أصلًا.
لإني كنت بجرب، ما كنتش واخد الموضوع بجدية، وفي نفس الوقت برضه لما اتعرفت بكام تراك كدا في الأول، كنت لا ثانية واحدة مش دا اللي انا عايز اتعرف بيه اصلًا، وإيه دا أنا مش مبسوط. فبطلت سنة كدا وبعد كدا رجعت بقى … مكتئب نيك.
نزلت على ساوندكلاود في الأول وبعد كدا يوتيوب.
ما مسحتهاش بس كنت عايز امسحها، بس فيه حد عمل هاك للأكونتس والحاجة اتمسحت، بعد كدا رجعناها فمسحتها أنا بقى. قلت لا خلاص بقى هي الدنيا عايزة كدا.
لا أنا كنت صغير وقتها كنت شاب، دراسة عادي كان عندي ١٦ سنة، أولى ثانوي.
أنا ف حقوق بس سبتها.
حسيت إني ما كنتش عايز أذكر منطقة معينة، والقاهرة أصلًا كلها لها روح معينة كدا غريبة، فاهم؟ ما فيش رابرز في القاهرة عرفوا يظبطوها الظبطة المعينة الغير متعلقة بالمزيكا، يعني الثقافة نفسها وكل حاجة. بس فحسيت إنه توجّه حلو يعني.
أنا بحب الجماليات بتاعة القاهرة. فيه روح غريبة، يعني أنا لما بخرج من هنا بحس إن انا مخنوق بجد. مثلًا رحت اسكندرية وكل المحافظات تقريبًا، حلوة بس يومين تلاتة، السفرية بس. هنا أنا اتعودت على الدوشة واتعودت على كل حاجة.
أنا بحب الجرايم نيك والناس اللي بتقعد تفريستايل قدام الكاميرا، الناس القديمة دي كنت بسمعها. ولا انت قصدك في مصر؟
مش عارف لأ. يعني بالنسبالي الموضوع ما كانش مظبوط، يعني أنا مهتم بكل اللي حوالين المزيكا فاهم؟ ما حدش مهتم بدا في مصر أوي، ودي مشكلة، دي اللي بتبين مين اللي هيعمل شركة ومين اللي مش هيعمل. يعني مهم جدًا الآرت وورك والتفاصيل اللي حوالين المزيكا.
هقولك، يعني أنا دلوقتي مثلًا، أنا ممكن اخسر حاجة في نفسي لكن ما اخسرش بني آدم، عكس الفترة اللي فاتت. ليه؟ الفترة اللي أنا فيها دلوقتي بالذات، حاسس اني لقيتها خلاص، عرفت بتتعمل ازاي، فهمت الفورميولا يعني، حاسس إن أنا بجمع بشر، كل واحد ماسك حاجة، فيه كل حاجة حوالين المزيكا.
أفكاري مين هيصدق عليها؟ ما انا عايز آراء. أنا برضه مش كل مرة هسمع رأي الناس لأن انا لو مشيت ورا رأي الناس على النت هتسوّح، هم مش عارفين اللي معايا، فلازم أجمع ناس حواليا كدا ذوقها زي ذوقي، عشان الموضوع يبقى فيه استمرارية.
يعني عامل مثلًا موفمنت، لوكشة أكاونتس كدا حواليني. يعني الموند كونسرتس مثلًا ليها علاقة بحاجة، الموند سوسايتي فيه حد بدأها وعجبتني الفكرة. فحسيت إنه طالما فيه عمق في المزيكا والأفكار لازم أغذي اللي بيسمع واللي عايز يتأثر من خلال الأفكار دي. لو فيه بشر مهتمين بـ اللي انا بقوله فاشبعهم بقى معلومات، أتكلم مثلًا إني عملت الفيديو دا عشان كدا، الإضاءة هديت هنا عشان كذا، اللي هو الناس اللي هتهتم بالتفاصيل الصغيرة دي اللي فيه ناس تانية هتقول يا عم بلاش عبط. بس الناس اللي عندها نظرة جماليّة معينة ومهتمين بتفاصيل الفنان دول اللي أنا عايزهم بصراحة.
أنا زي ما قلتلك في الأول برضه نربط دا بالقديم، أنا ما اخترتش أي حاجة، في العادي لما تبقى في سن معين قبل ما تبدأ بتختار نوع مزيكتك بشكل معين، بتختار الجمهور المستهدف، بيبقى فئة ناس معينة عايزها تسمعك، أنا ما اخترتش دا نهائي، ما اخترتش أي حاجة. في نفس الوقت بصراحة ما كانش عندي الجرأة الكافية إني أشكل صورتي على مزاجي.
كنت محطوط في بوتقة المُحن [يضحك] بجد والله أنا بسميها المحن، اللي هي بتاعة أنا حقيقي ومش لازم اتظاهر بحاجة. إنتو شايفيني كدا يبقى أنا كدا. مع إنه لأ، على النت اصلًا الموضوع مختلف، كل حاجة ماشية بالزق، يعني الناس بتردد بجد الكلام اللي بيتقال، يعني لو حد بيقول أنا حلو هتلاقي الناس بتقول إن أنا حلو، حد قال يا عم دا وحش هتلاقيهم بيقولوا أنا وحش.
هو الموضوع ماشي على النت كدا، فانت لازم ببساطة شديدة ترسملهم صورتك وهُمَّ يبدأوا بقى يعدلوا فيها، والله دي صورتي يا جماعة، أنا شايف نفسي كدا. إنت شايفني بأنهي طريقة؟ براحتك بقى، أنا شايف نفسي كدا. دا اللي انا فيه دلوقتي، يعني أنا عملت الحفلة وما وقفتش، ما نمتش ولا ثانية واحدة لسه الشغل مخلصش، تعالوا بقى نوريكوا أنا شايف الحفلة ازاي، إنت شوفها زي ما تشوفها، حصل غلطات حصل مش عارف إيه شوفها زي ما تشوفها أنا شايفها كدا. يلا افضل بقى انت قول اللي تقوله عليا قول إن دي احسن ما انت تتخيل، براحتك بقى، مش فارقلي أنا شايفها كدا. فانا كنت محطوط في البوتقة دي، اللي هي بتاعة لا أنا مش هتكلم، هُمَّ شايفني كدا يبقى أنا كدا.
بالظبط.
بس المقارنة مع الفارق برضه لإن أول ألبومين دول أنا ما حستش انهم قريبين من بعض، في الزمن أقصد. أقولك ليه، علشان المزيكا كانت وسيلة للتعبير بشكل مبالغ فيه، اللي هو عشان أعيش النهاردا، بجد مش أفورة اقسم بالله، كان عشان أعيش النهاردا لازم أعمل أغنية، لازم أكتب حاجة، أنا شايف كدا النهاردا يا جماعة كذا كذا كذا. فبعمل أغنية وبسيبها بجد اللي هو بسمعها، خلاص كدا هكمل يومي.
ما كنتش اللي هو أنا عايز أعمل أغنية عشان أنزلها. بعد كدا جمعتهم في ألبوم. حتى هتلاقي أول ألبوم اسمه ليه علاقة بحاجة حصلت في النص، اللي هو حد كتبلي باي يا مهاب لما عمل هاك فسميته باي. هو ما لوش فكرة وما لوش أساس ولا كونسبت هو أنا كنت بعمل تراكات طلعان دين أمي فيها، يعني مثلًا هي دي الدنيا أنا كنت عاملها جواب انتحار يعني، الموضوع كان في الحتة دي. فكتر التراكات ساعتها كان بسبب إني كنت متدمر، هي كانت الوسيلة الوحيدة للتعامل مع الشيء دا.
دلوقتي فيه انتفاضة، واللي بعده برضه. أنا دلوقتي بعمل المزيكا اللي أنا عايز أسمعها، لو أنا كنت مستمع كنت هحب أسمع اللي انا بعمله دلوقتي حالًا، يعني انا بحب الراب، الأول الموضوع كان آر أند بي أكتر، بس كانت دي الطريقة اللي كنت بحس إني بوصل مشاعري، اللي هي كانت باينة في الصوت من غير ما تسمع الكلام، بس أنا كنت أتمنى إن ما يحصلش كل دا، ما يحصلش أي حاجة وأبدأ من دلوقتي حالًا.
ما كانش هيطلع اسم انتفاضة أصلًا، لإن انتفاضة طالع من الحزن والاكتئاب اللي هو انتفاضة بقى، آه الحمد لله، بس مش عارف.
المُحن اتشال، المحن بتاع أنا حقيقي، انا مش زيهم، أنا مش زي حد، بيرسونا إيه وشكل إيه. يعني لما كنت باجي أقعد مع كرييتيف دايركتورز وكدا، آه كنت بنبهر بناس كتير، بيبقى فيهم حاجات بنت متناكة اللي هو ايه اللي هُمَّ عاملينه دا وبتاع وأقول طب ما إنت ممكن تبقى كدا، بقول لا، أنا شب عادي وبتاع. دي النقطة اللي أنا تخليت عنها.
دلوقتي أنا هعمل شعري بالشكل اللي أنا عايزه، هلبس الشيء اللي أنا حاسه، عادي ان انا أرسم كدا كل حاجة، يبقى فيه نية، أنا عايز ابقى ازاي؟ أنا نفسي أبقى واحد اتنين تلاتة، هرسم كدا أنا عايز أبقى عامل ازاي، وأبقاها. دي ملهاش علاقة بإنك متبقاش حقيقي، هو دا المُحن اللي بتكلم فيه، أنا كنت متمسك جدًا بفكرة خليها تيجي زي ما تيجي، وبسبب كدا الناس كانت بترسم صورة عني زي ما هي عايزة، ودا غلط.
زائد إن كان فيه حاجات كتير قوي من اللي انا كنت عايزها حصلت. يعني كان فيه مشاكل كتير مع أمي، ما كانش فيه تواصل ما بينا خالص، دا اتحول تحول تام، ما كنتش عايز غير كدا اصلًا. في نفس الوقت الدنيا كانت بايظة خالص ماديًا، أنا ما كنتش عايز أي حاجة غير اللحاف الأبيض والملاية البيضا والستارة البيضا والزرعة [يضحك] الحاجات دي هبقى تمام قوي يعني. وكل دا حصل، وجبت العربية اللي أنا عايزها وجبت الحاجات اللي أنا عايزها.
في نفس الوقت برضه، حتى لما أنا كنت تحت قوي كدا، فيه ناس شايف إنها خدت مني حاجات كتير، وأنا الوحيد اللي واخد بالي وما باخدش كريديت، فاهم؟ أنا الوحيد اللي واخد بالي وعمري ما هقول، مين وإيه وخد إيه، أنا وهو بس اللي عارفين. والله وناس كبيرة مش صغيرة، ناس كبيرة في اللي هي بتعمله، فيه حاجات فلوهات وريثمز وحاجات معينة أنا كنت بلعب فيها اتاخدت كدا صرف، وكنت بقول تمام.
الحاجات دي كانت سبب من أسباب الاكتئاب برضه، اللي هو أنا ما كنتش عارف آخد حقي، فهو دا برضه اللي اتغير. لأ، تعالوا بقى يا ولاد المتناكة نشوف الحوار دا، بس فبقيت مش موافق ف حاجات كتير من الآخر، اللي هو مش موافق وهبين اني مش موافق.
بالظبط آه، وعامةً برضه في الألبومين اللي قبله كان فيه تسلسل بس أنا دلوقتي مش فاهم إزاي حصل، يعني أول ألبوم الدنيا كانت نازلة خالص أنا عايز اموت، تاني ألبوم أنا نفسي ونفسي ونفسي وعايز أعمل ويا رب الدنيا تظبط، تالت ألبوم بيقول خلاص يا ولاد الـ تعالوا بقى. فكان فيه تسلسل، يعني بقى فيه أساس أنا بالنسبالي مبسوط بيه، اللي هو أنا فاضلي ألبوم أو ألبومين وأركز بقى في البيزنس، اللي هو خلاص كدا، يعني رغم كل دا حاسس اني مشيتها صح.
هقولك، أنا في العادي يعني في الكلام الطبيعي التعبير سهل قوي بالنسبالي. أنا سهل أعبّر عن اللي جوايا، يعني حتى في الكلام دلوقتي انا تقريبًا فصّلتلك الدنيا كدا بشكل مجزء، فدا بيعود على الكتابة يعني، ببساطة شديدة هي حاجة فيا. اللي هو أنا بعرف اعبّر.
تسلسل المزيكا كله، اللي هو ما فيش حد أعتقد إلا من رحم ربي عنده تسلسل القصة في المزيكا نفسها. جوه الموسيقى نفسها تلاقي كلام بيشرح نفسه، يعني لو سمعت اول البوم هتعرف انا كنت فين ساعتها، هتسمع تاني ألبوم هتحس إن دا طبيعي جدًا، الشخص دا انتقل من هنا لهنا، هتسمع الألبوم التالت هتلاقي نقلة برضه، بس.
زي ما قلتلك أنا عمري ما كان فيه جمهور مستهدف، بس دا مش معناه إن أنا بعمل دا لحد برضه، يعني اللي هو أنا عايز ناس معينة تسمعني، مش كل الناس. يعني عايز ناس تقول إيه دا جامد قوي وعايز ناس بجد تقول إيه البضان دا، والله بجد [يضحك] أنا عايز كدا فعلًا. بس الناس بتقعد تقول بيعبر عن الشباب وبتاع بس عمر ما كان دا الهدف.
الحمد لله، بس ما كانش قصدي إن دا يحصل، يعني أنا كنت في حتت وصلتني إني أقول كدا وأكتب كدا، ما كانش ف دماغي اني أعبر عن حد، أنا أصلًا لما بشوف الحاجات دي بجزع شوية، لأن ما كانش قصدي كدا. لما بسمع كلمة بتعبر عني دي بحس إن أنا نمرة مثلًا [يضحك].
أنا عمري ما رحت الاستوديو عشان أعمل أغنية، يا إما بتيجي كدا بكتب أو أكون عايز أعمل حاجة معينة، لازم يبقى عندي فكرة أو فيه حاجة عايز اقولها. فمية في المية بتبقى لنفسي. اللي بيحدد الجمهور بالنسبالي مش المزيكا، على قد الحاجات اللي حواليها، يعني آه هغير مزيكتي وشايفها دلوقتي بطريقة مختلفة وكل حاجة، بس دا تطور طبيعي لأي مزّيكاتي ومش هعمل جنرا معينة عشان ناس معينة تسمعني. لأ هخلي اللي حوالين المزيكا يحدد مين اللي يسمعني، شكلها، شكل الصوت. مش الصوت نفسه.
جمهور الراب في مصر ناقص ثقافة، زائد ان فيه مشكلة في الأمثلة نفسها اللي شدت الجمهور دا. فيه حاجات كتير لازم تتغير ودا مش هيحصل غير بتغيير الأمثلة.
لا ما كانش اختيار، هو صاحبي من زمان من قبل المزيكا أصلًا. أنا عامل كمان تراكات مع الوايلي وعامل تراكات مع إيفو وعامل تراكات مع ناس تانية. بس أغلب الوقت ببقى موجود معاه، بنبقى قاعدين أو بخلص تراك بعضم معين ببعتهوله، يعني أحا عندي فكرة مش عارف إيه كدا كدا بسمّعه واقوله جاتلي فكرة فيقوم مكمل.
أيوه، بس مش عايز دا يبقى الشئ يعني، لنفسي فقط، عمري ما هعمل لحد يعني وعمري ما هركز فى الحوار دا، لأني أنا مركز في حاجات تانية زي ما قلتلك، فمش عايز أركز في حاجة جنب الغنا من ناحية الإنتاج يعني. عايز أعمل كل حاجة ليها علاقة بالبيزنس وشكل الشيء وازاي أوريه للناس وبتوع الفاشون وازاي نربطه بالمزيكا وتعالى نعمل ميرش ابن متناكة، كدا يعني.
لا مش صعب، مش حاسه صعب خالص، لو عندك أساس صح تمام يعني. يعني أنا كنت بنزل ألبوم كامل الساعة واحدة بليل عادي يعني، طالما عندك أساس ومصدق اللي انت بتعمله وعندك مزيكا حلوة هتتسمع. الموضوع مالوش أي علاقة بشركات الإنتاج. اللي صوّر الصورة واحد صاحبي، اللي صوّر الصورة التانية واحد صاحبي تاني، إنت بس بتفضل تسعى وتزق وتتحايل وتتذل وتمام يعني. إنت لو مصدق دا وعايز تبقاه هتفضل موافق إنك تتذل كدا عادي، بس.
مش عارف بحس إن أنا فاهمها [الدنيا] قوي، دى كلمة كبيرة قوي على سني بس مش عارف أنا حاسس إني فاهمها من بدري قوي. آه في فترة من الفترات كنت غلط بس بقالي كام سنة مش حاسس إني غلط في أي حاجة، بصراحة. حاسس إني عارف ازاي الشخص ينجح، عارف ازاي الشخص يجيب فلوس، عارف ازاي تبقى مبسوط في حياتك، حاسس اني فاهمها فبحس إن بيطلع من بُقي كلام صح لأي حد حتى لو أحيانًا جارح بس بحسه في الصميم نيك. ومايك دين دي فليكساية بقى، بحس ان حسه في المزيكا حلو يعني.
هقولك، عشان أنا حسيت دا، أولًا. السبب التاني عشان ببساطة شديدة زي ما قلتلك أنا ما اخترتش أي حاجة لما ابتديت، كان نفسي اختار حاجات كتير رغم إني بعتز قوي باللي فات وفخور بكل حاجة حصلت بس كنت أتمنى إني ابقى بدماغ دلوقتي وبخبرات دلوقتي وابدأ من دلوقتي، فأنا لو كنت اخترت كل حاجة كنت هختار الناس اللي بتسمعني وكنت هختار شكل المزيكا فكنت هختار اسم تاني مش مهاب. بس عمر ما هيبقى فيه مزيكا اسمها مهاب، مستحيل، مستحيل يبقى فيه مهاب تايب بيت، مش عاجباني، وطلّع بقى من حوالين مهاب حاجات تخدم الفكرة الأكبر، مش هتنفع.
آه، اللي هو يعني إيه أصلًا، وهتشد ناس مش عايزها. لا تعالى بقى، الموند. الموند دا صدفة، الاختيار جه صدفة. في أغنية الموند كنت بكتب عادي جدًا، كنت بدلع نفسي اللي هو “الموند مش منزل آب عشان الرادارات” جت كدا فقلت يا نهار اسود هي دي، خلص الموضوع واتصلت بالشباب قلتلهم يا جدعان أنا هغير اسمي، كنت هنزل الألبوم الأسبوع الجاي، دا بجد كان قبل الألبوم بأسبوع. قلتلهم انا هغير اسمي. أحا؟ ايه اللي انت بتقوله دا؟ يا ابني اسمك جايب مش عارف كام مستمع شهري وملايين مشاهدات. قلتلهم يا جدعان مش عاجبني ولو الموضوع دا حصل خلاص هابقى تمام قوي وما فيش أي حاجة موقفاني.
أنا ليه اتفرج على ناس أجانب وناس برا واقول لا بس اسمه مساعده لا بس هو شكله مساعده. خلاص يا عم توكلنا على الله فيه إيه، طالما انت مش بتفكر في الحجم بتاع مصر، بس خلاص يا عم، فيه كام مليون بني آدم مش عارفني؟ لو فيه مليون واحد عارفني باسمي وكل حاجة، خلاص تمام فيه كام مليون مش عارفني. مستني الملايين اللي هتعرفني بالاسم الجديد، ومش هيبقوا عارفين مهاب وايه حوار مهاب دا؟ كان اسمه مهاب؟ تخيل، يعني انا تخيلته كدا بس. ما تخيلتش أي سلبيات. بس يعني.
كان فيه مخرج كدا اشتغلت انا معاه وكنت شايف ان هو شاب كويس وكنت شايف انه هيطلع الصورة اللي لو أنا مخرج هطلعها. ببساطة شديدة كان معايا مبلغ معين، كان أول رقم كبير أجيبه في حياتي. أجرت المكان دا وكان على الأرض ولا كان فيه أي حاجة كنت ببات على الأرض. فقلت بالمبلغ دا أنا هعمل فيديو لأن هو كان شرطه إن لازم ميزانية وبتاع فقلت تمام يلا بينا. وما ركزتش في أي تفصيلة أنا كنت واثق فيه جدًا، فوق ما تتخيل.
تعالى نصور فصورنا، طلع مش حلو. وانا كنت بتعامل مع الولا دا على إنه صاحبي، من التيم، من العيلة. فكنت صريح معاه قلتله بص دا مش عاجبني وأنا مش بعيب فيك، بس دا أوحش فيديو إنت عملته لنفسك وفيه حاجات كتير أوي واضح انها متاخدة من حاجات. أنا مش حابب أكون في الحتة دي ومش دا أنا ومش شايف نفسي في الفيديو. كان فيديو تجاري بزيادة. قاللي إنت محتاج حاجة زي كدا، وخلاصة الكلام كان المشكلة فيا. أنا مكنتش عارف بقى هو المشكلة فيا فعلًا؟ المشكلة في شكلي مثلًا، أنا مش عاجبني ولا انا قدام الكاميرا ولا أسلوبي؟
فقلت لا وربنا لانزل اصور فيديو. فرسمت كدا جربت أعمل تريتمنت الأول. أخدت حتة كدا من فيلم اسمه كليفتي لباسم سمرة كدا قديم مش عارف كان وثائقي ولا إيه، كان ماشي كدا وسط الناس فنزلت صورت قمت ماشي كدا فحسيت أحا الفيديو دا حلو، فكملت عليه باقي الفيديو. فعرفت إن المشكلة مش فيا ببساطة شديدة يعني، وقلتله مش عاجبني باحترام نتفق او نختلف شوف انت محتاج إيه قالي يا إما انزله يا تجيب فلوس الشغل بتاعه وما كانش معايا جنيه. بس جالي حاجة بعديها والحمد لله تمام اديتهم فلوسهم كلهم وهو نزله في الآخر برضه.
كان فيديو لأغنية اسمها حلو، والفيديو ما كانش حلو خالص، بالنسبالي ما كانش بيخدم الفكرة ومش بيخدم اللي انا عايزه. يعني كان فيديو في منتهى العادي، اللي هو لو دي الطريقة اللي انت شايفني بيها أنا مش عايز اعرفك تاني خلاص شكرًا.
فنزلت جربت حسيت إنه هو انا بجيب مخرج ليه أصلًا؟ هجيب مخرج اتخانق معاه؟ حسيت انه الغلط فيا إني اتعاملت مع مخرجين كدا أصلًا لأن الوحيد اللي بنخرج حاجات وهنخرج حاجات حسين مرديني عشان صاحبي زي حوار سيف كدا، عشان هو عارفني، عارف انا عايز اعمل إيه وعارف أنا أظهر إيه وأفرق ازاي عن باقي الناس لأن السوق كبير وكل الفيديوهات واحدة يعني.
فإزاي يبقى فيه فرق؟ ما ابقاش انا عمال بحرت وبحرق في حتة إن الشكل والدنيا والصورة وإنت تعملي فيديو ما يخدمش أي حاجة. بس هو دا اللي خلاني أخرٍج. لسه انا عامل معالجة لاربع أغاني كمان لسه هصورهم.
لا بيرجع طبعًا، بينزل طبعًا لأن هنقول إيه … الموضوع بدأ حقيقي قوي وحاجة كدا فيها أصالة بمعنى أصح لكن الموضوع دلوقتي سوق قوي، ماشي دا التطور الطبيعي لأي مجال بس مش عارف، ممكن التعاونات بقى هي اللي تغير دا عشان كله يفهم.
بس انا مش هتعاون دلوقتي خالص، مبدأيًا أنا اتحط في مكاني اللي انا أستحقه وبعدين تعالى بقى نشوف هنعمل إيه. عشان ساعتها يحترموني. بس انا لو عملت كدا دلوقتي محدش هيقدّر. أنا الأول بس أنفّذ اللي في دماغي وبعد كدا اللي عايز يجي يجي. بيتي دا هيبقى كله ناس بتغني [يضحك]. أنا بعدت عن السؤال؟
هقولك سببين، السبب الأول إن محدش بقى مهتم بالتفاصيل، التفاصيل هي اللي بتخلي الموضوع مهم وشكله حلو وليه تأثير. الموضوع بقى فاست ميوزك، زي الفاست فاشون والفاست فوود، عارف الموجة بتاعة اللوكال براندز اللي فتحت دي أرزع أي حاجة ستريت وير شكون بكون مش عارف إيه. كل حاجة تجارية وسريعة وعايزة ترضي كل الناس ودا طبعًا بينزل قيمة الشيء.
يعني موجة الدريل دي، أنا بحب الشباب كلها، بس بص على الشباب دي بتعمل دريل برضه (بيشاور على الشاشة على فيديو شغال لسكيبتا وبعض اليو كاي رابرز) الشباب دي فيهم حتة بنت متناكة مخلية الموضوع مش همجي بس، فنانين برضه.
دا اللي كان محتاج يبقى موجود، اللي هو آه فيه عوجة البق بتاعة الشارع، هو حلو بس كان محتاج يبقى فيه حتة فن بس، حتة بس صغيرة. زائد إن الكبار كمان ما بقوش يهتموا بالتفاصيل. هقولك حاجة حلوة جدًا، موضوع الأمثلة اللي محتاج يتغير زي ما قلتلك، إنت دلوقتي عايز تغني، فيه شاب عايز يغني لو دخل عند فلان الفلاني اللي بيعملها سهلة، يلا ننزل أغنية يلا آرت وورك مالوش علاقة بأي حاجة هو هيحس بإيه؟ هيحس إنه أوف إيه دا الموضوع سهل، حفلة، إعلان مش عارف إيه، والحفلة تطلع زبالة وتحرش واغتصاب ومش عارف إيه. بس اللي هيخش عندي أنا هيفكر كتير، بص دا بيعمل إيه وازاي الحاجات مربوطة ببعضها وشكل الحفلة وازاي كل حاجة بتخدم فكرة، فاهمني؟ دا اللي محتاج يحصل عشان ميطلعش أجيال فاشلة وعشان الجمهور برضه يبقى مثقف.
مش عارف أنا بحس إن طول عمري فيا السمات اللي ظاهرة قوي دلوقتي، القسوة وإني ما بضحكش على نفسي وصريح مع نفسي ومع البشر والشفافية الأوفر اللي ممكن تزعل الناس مني وساعات أصلًا تكئبني اللي هو هقول لنفسي “إنت رجلك طلعان دين أبوها، إنت فيه حاجات مش هتعرف تعملها، مش هتعرف تروح جيم مش هتعرف تتنطط على الستيدج” فاهمني؟ ببقى مش أي حاجة غير صريح، أنا بس حاسس إن السمات دي كانت موجودة بس بدأت تظهر قوي وتكبر ثقتي ف أفكاري وف دماغي، سمات بتبقى بارزة أكتر.
أنا حاسس إن دماغي أعلى من كل اللي موجودين، فمش هعرف أوصل دا بالغنا بس، لازم أعمل كل حاجة تانية جنب المزيكا، حاسس إن الموضوع هيروح لبعيد قوي برا المزيكا. انا عندي ٢١ سنة، عملت كل اللي انا عايزة ومش ببص لدا عشان انا لسه ببني، وكل دا اتصرف في الشغل وتمام. حاسس ان الموضوع هيروح لبعيد جدًا برا المزيكا، المزيكا هي حاجة أنا مش بحزق فيها، دي يومي الطبيعي وانا مش عايز الموضوع يبقى مزيكا بس عشان عمرها ما هتبقى مستمرة، لأن عادي ممكن يجيلي بلوك. أنا عايز أكون أنا الشيء، مش مزيكتي.