.
جريت هذه المقابلة في ٢٢ أيلول / سبتمبر ٢٠١٦، قبل عرض جايكا في اليوم الثاني من مهرجان مسافات. أخذت صورة الغلاف فيكي جراوت.
صار لي في القاهرة يومان وأجدها، أجدها رهيبة. إنها مدينة مذهلة، محتدة جدًا. قديمة وجميلة. والأناس مذهلون. أحب المدينة. أعني أنني سعيد فعلاً بأنني أتيت إلى هنا.
نعم، إنها مدينة مزدحمة! (يضحك) الكثير من الناس، والناس محتدون كما في لندن. تبدو كمدينة مستقبلية، الناس يحصلون على أشياء، بلى، إنها، إنها تشبه لندن بطريقة لكن بطرق أخرى هي مختلفة. لكن هذا جيد، أحب المدينة، لطالما أردت القدوم إلى هنا.
حسناً، كان هذا من وقت طويل، وكنت، كما تعلم، كنت فناناً لوقتٍ طويل، أقصد، فنان بصري وصانع أفلام، فهذا كان عملي طوال الوقت. الطريقة التي أعمل وفقها، أن أطور أشياء بطريقة ما. لقد أتيت من خلفية علمية، والدي كان عالمًا، فالأمر أشبه بما يكون، عندما أريد القيام بشيء أريد أن أبرع به، وأن أتطور، أن تكون لدي فكرة وأعرف كم من الوقت سيلزمني لتطويرها. فبالنسبة لي، في اللحظة التي عرفت فيها أنني استطيع أداء الراب على الإيقاع، عرفت أنه بإمكاني صناعة الموسيقى، وكان الأمر متعلقاً بالعمل والعمل والعمل والتسجيل والتسجيل بشكل متواصل، كما تعلم، الكثير من الأعمال التي لن تسمعها أبدًا، لكنها موجودة، وفي نهاية الأمر عثرت على صوتي أخيرًا، أسلوبي الخاص لترجمة ما بداخل رأسي للعالم الحقيقي، مباشرةً، بلا هموم حول ما سيعتقده الناس، أو إذا كان ذلك مفهومًا لأي شخص آخر سواي، وهكذا عثرت على صوتي.
حسناً، أنا أميل لـ …، لم أفكر حقاً بأنني انتقلت، أحاول إنتاج أعمال فنية شاملة، فالأمر بأكمله يتعلق بالجماليات كما تعرف. لذا هناك دائماً صلة بصرية، حيث أخرج ما أقوم به في كل أعمالي، لكن حقاً، المبدأ، إنه نفسه، وهو متعلق بالجماليات، ومتعلق بالمساحة، ومتعلق بالنسيج، وهذه الأمور قابلة للتحول من وسط لآخر. الأمر يتعلق بـ … أكان لوناً، أو صوتاً محدداً أو لحناً محدداً، بدلاً من أن يكون شكلاً سيكون بنية أغنية، أو سيكون، كل الأمر يتعلق بالإحساس، الأمر بالإجمال هو نوع من التحفيز، خلق شعور، وبالنسبة لي سواءً كنت ترسم بقلب رصاص أو حبر، تتعامل مع فيديو أو موسيقى، هذه الوسائط ليست مختلفة، إنها مجرد أدوات مختلفة للتواصل.
بالضبط، تمامًا.
لا، الأمر يتعلق بكيف أعيش حياتي. لقد انخرطت دائماً في أمور كثيرة، نظمت الحفلات لسنوات، أحببت الموسيقى وكنت منخرطًا في عدة ثقافات فرعية مختلفة، وكنت دائمًَا جزءًا من أشياء، ككوني من خلفية جامايكية، بالتالي الدانس هول والموسيقى المشابهة. عندما قدمت إلى لندن هذا ما كنت أسمعه في الشارع، وثم انتشر الدبستب، لكنني كنت أحب أيضًا موسيقى الفرق، أقصد الجيتار وكل هذا، كنت مهتمًا بهذه الموسيقى أيضًا لأنها صايعة. هذه هي فكرتي، كل هذه الأصوات موجودة في رأسي، وكنت أحاول أن أختبرها شعوريًا، لا أن أحولها إلى مصادر تأثر، كل ما أفعله هو سماع صوت والقول: لا، أوكي، هذا الصوت يناسب عملي، لا يهم أكان مألوفًا بشكل أكبر في صنف موسيقي آخر، إنه يناسب عملي، وهكذا، هكذا أحصل على تأثري من كل هذه الأشياء. لم يكن الخوض في هذه الأصوات صعباً، أبدًا، إنه ببساطة جزءٌ ممن أكون.
قطعًا غير مخطط له. إنه عفوي، لكن ليس تماماً. الأمر ليس متعلقًا بالموسيقى فقط، بل بحياتي كلها. لذا، أينما أذهب، ما آكله، ما أقوم به، مبني على ما أريد القيام به، لا ما يتوجب علي القيام به، لو فهمت قصدي. ولا أمانع الذهاب إلى أي مكان. لو قررت أن أسجل أغنية فيها آلة مصرية لأنني ذهبت لمصر فسأقوم بذلك، لو فهمت قصدي، لا أفكر بالأمر مليًا، هذا كل ما في الأمر.
أعتقد أنه عن لندن اليوم، أعتقد أنه عن … أنا ببساطة أتصور، أفكر أحيانًا كيف بإمكانك أن تعرض الناس لرؤية مستقبلية وتدعهم يفكرون بها. كالقاهرة، لأنك عندما تريهم شيئًا ما، عندما تُري شخصًا ما صورةً من الماضي، أتفهم قصدي؟ لذا لتُري الناس ما يحصل الآن، عليك توقع المستقبل، أتفهم علي؟ وأن تتحدى الطبيعة التقليدية للفيلم التي تعرض شيئاً حصل في الماضي. هكذا أرى لندن الآن، وهكذا أترجمها صوتيًا وبصريًا، بأن أضعها في، ما يمكن أن تسميه، حيزاً مستقبلياً، لكنه في الواقع تعليق على المدينة كما هي الآن.
نعم
نعم. ناز، يانج ثاج، كاينو، أقرأ كتباً دينية، الإنجيل، القرآن، كتاب الحياة والموت، أجل، أعني أقرأ الكثير من أشهر الـ … لا أميز بين ما يعتبر ثقافة رفيعة وما يقال عنه إنه شعبي، كله معلومات بالنسبة لي. لذا، لا أستطيع حتى أن أشرح … أعتقد أن أسلوبي آني جدًا. أحاول العيش في الحاضر، لذا أدخل هذه الكتب إلى رأسي دون أن أقوم بمعالجتها فعلاً، على الأقل ليس بطريقة واعية.
نعم، نعم، نعم، لا أجلس وأدون ملاحظات، أتعرف قصدي؟ لا أقتنع بأنني أكتب كلماتي بطريقة بحثية، فقط أقول ما في قلبي، وما في قلبي سيكون متأثراً بما أقرؤه.
أميل لكتابة الكثير بشكل سريع جدًا، أحاول كتابة رسائل لأناس، أناس حقيقيين. أحاول ببساطة أن أخبرهم بالحقيقة، ليس بالأمر الصعب حقًا، أتفهم قصدي؟ أنا، مثلاً، أنا أريد أن أجري هذه المحادثة معك، لهذا تبدو كلماتي موجهة جدًا، لأنني خلالها قلت ما أريد قوله لك الآن، فهمت قصدي؟ مثل “لِتس تيرن آب!”، صح؟ أو ربما تعليق عميق لأننا نحظى بمحادثة عميقة ويلائمها ذلك. أنا أكتب ببساطة، أحاول أن أكتب أغانٍ للناس ولنفسي، لذا يحدث الأمر بشكل سريع جدًا جدًا.
صح.
أشعر بشكل جيد، أعني، سأسافر إلى أمريكا الأحد، وهو مكان ذهبت إليه العديد من المرات قبلاً. لدي جولات طول الوقت، ليس فقط في أمريكا. الآن، أنا أعمل على تسجيل جديد سيصدر قريبًا، لذا أجل، أشعر بشكل جيد إزاء كل هذا، أستطيع السفر حول العالم ولعب الموسيقى، إنه ليس، إنه ليس بالشيء المحزن (يبستم ويستمر بالابتسام حتى نهاية الجواب)، لا تدع الناس يخبروك بأنها حياة صعبة، أتفهم قصدي؟ (ضحك) إنها حياة صايعة.
أجل، بالطبع، أعني، الناس جنّت تمامًا. جنون وعنصرية. الأمر نفسه يحصل هنا وهناك، إنها ليست توازيات، بل الأمر نفسه تمامًا. الأمر يشبه الخوف من كوكب أسود.
أجل، أجل، بالطبع. أتحدث عن كل … أعيش في هذه اللحظة، لذا فما يؤثر على حياتي، كل ما في رأسي، يجد طريقه إلى التسجيلات. هذا ما أحاول تحقيقه، هذا كل ما أقوم به.
لا. أعن…
نعم، نعم. أعرف. لا، لا، لا، أعتقد، أجل، أعني أن كل شيء يقوم به كل أحد هو بالأصل متصل بالعالم، لذا، كما تعلم، مثل، حقيقة أنني لا أزال موجودًا هي اعتراض على أمور معينة. هل موسيقاي، هل أضعها في صنف بوب ديلان؟ لا. هل أضعها في شيء قريب لما يفعله بوب مارلي؟ أتمنى! هل أسميها موسيقى احتجاجية؟ لا! هل أشعر أنها … حقيقة أنني أرغب بقول الأمور بشكل مباشر، وأن أكسر ما هو تقليدي لأنني لا أكترث له، صح؟ إذًا، هل هو احتجاج؟ بالطبع هو كذلك. لذا، لا أعرف لو يجيب ذلك على سؤالك.
أجل. أي شخص من بركستون، حتى لو كانت موسيقاهم تقتصر على المخدرات والمال، أو الفتيات، إنها احتجاجية، لأنهم في الإطار العام يرفعون صوتهم على المؤسساتية التي لا تكترث لهم حقًا. كل ذلك موسيقى احتجاجية، كل الراب هو موسيقى احتجاجية بالأصل.
الأمر هو، حقيقة أن الراب موجود، حقيقة أن الناس، أعني الأمريكان السود، قادرون على صناعة الموسيقى، هي احتجاج بحد ذاتها. أتفهم قصدي؟ هل أعتقد أن صنفًا مثل أغاني الفولك الاحتجاجية، أعني، إنها لا تقنعني، لأنها بشكل عام تأتي من أشخاص ليس لديهم شيء يحتجون ضده، أتفهم علي؟ (يضحك) مثلاً، الفتيان الأمريكان البيض ذوي الشعر المنكوش، ليس لديهم حقًا ما يحتجون عليه، صح؟ أو لديهم، لكن ليس بطريقة واعية، ورغم ذلك فإن موسيقاهم ينظر لها بشكلٍ ما على أنها موسيقى احتجاجية، أو ينظر لها بطريقة ما على أنها مقبولة أخلاقيًا أكثر من راب العصابات. حسنًا، إنها ليست كذلك. ليست كذلك! أكبر موسيقى احتجاجية بالنسبة لي، على الإطلاق، كانت إن دبليو آيه! ليس هناك احتجاجية أكثر من أن تقول حرفياً: “فك ذ بوليس!”، هذا ما قالوه، مباشرةً! أجل، أعلم أن أناسًا آخرين، أنهم لا يروا الموضوع بهذه الطريقة بالضرورة، لكن هكذا أراه أنا.
لا أعرف… لعبت عدة حفلات إلى جانب إسلام شيبسي، لا أعرف إن كان من القاهرة. أعتقد أنه كذلك. شاهدت عروضه عندما أدينا نفس الأماكن أو المهرجانات. لا أعرف كثيرًا عن، أعني البارح قمنا ببعض، سجلنا بعض الأمور، وكانت رهيبة. أجل، أريد أن أعرف. أريد أن أعرف ما الذي يجري حقًا هنا.
أوكي. حسنًا، نعم، أقصد. إنه شيء خططنا القيام به، أحب أن أقوم بذلك. سنرى ما سيحصل مان.
لا. أختارهم بناءً على كونهم رهيبين أم لا. هل هم مذهلون أم لا. كيف بإمكاني أن أحكم عليهم بناءً على طلاقتهم وصنفهم الموسيقي؟ موسيقاهم هي صنفهم الموسيقي. هم لا يؤمنون بفكرة الأصناف الموسيقية، لديهم موسيقاهم الخاصة مان. لذا فهم طليقون بما يقومون به، لا أستطيع أن أقرر ذلك، أنا أقرر فقط إذا ما كان أعجبني هذا الأسلوب، أتفهم قصدي؟
أجل، هناك بعض الأغاني. سمعتَ هذه الأغنية. لدي بعض الأغاني، دائمًا ما يكون لدي بعض الأغاني. سيصدر المشروع الجديد قريبًا، وفيه كافة أنواع الأمور المختلفة، ستسمع الكثير من الأغاني الجديدة هذا المساء. بعضها دانس هول أبوكاليبتيكي، بعضها آر آند بي، لا ألتزم بشيء واحد.
هذا ما أقوله، هذا ما أقتنع به. أعني عليك أن تحدد هذا، أن تخلقه، كما تعرف، هذا النمط الجمالي. كل شخص لديه شخصيته الخاصة في العالم، ومع ذلك على الناس أن يحددوا أنفسهم بناءً على ما يقوم به الآخرون. حسنًا، ليس أنا! بالنتيجة، أنا لا أقوم حقًا… لا جديد في موسيقاي، لأنها كلها جديدة طوال الوقت، أتفهم قصدي؟ (يضحك).