fbpx .
عندي طموحات تعبيرية | مقابلة مع نزار روحانا

عندي طموحات تعبيرية | مقابلة مع نزار روحانا

عبد الهادي بازرباشي ۲۰۲٤/۱۱/۲۷

بين سمّيعة العود يترافق اسم الفلسطيني نزار روحانا دومًا مع الإشادة. بين مقابلتنا الأولى مع نزار وهذه المقابلة هناك ثمان سنوات بين نزاعات وحجر صحّي وفقد عزيز وإبادة، وبين رسالة دكتوراه وصقل لحرفة التأليف وكسر حاجز تهيُّب صناعة ألبوم قائم على العود. يقص علينا نزار في المقابلة رحلة خروج ألبومه الجديد، صفا، إلى النور، ويخبرنا كيف انعكست زوايا من حياته الشخصية في الطابع الشخصي والحميمي للألبوم.


عبد الهادي: أول شي كمان مرة ألف مبروك ع الألبوم الجديد.

نزار: الله يبارك فيك.

أنا شفت إنك كنت جزء من ألبوم مدار من خمس سنين. بس فعليًا كمشروع نزار روحانا لهلق إنت ملتزم، ما بعرف إذا بالصدفة، بس ملتزم بمسافة ثمان سنين بين ألبوم والثاني. هل في سبب معين إنه لهالدرجة الموضوع بياخد وقت؟

الظروف صارت هيك. أنا لما أطلقت سرد أطلقته بطريقة مش بروفيشنال لأنه أنا أطلقته بنفسي. يعني عملنا بيان صحفي ورحنا شربنا كاسة بشي بار وحطيناه بشي مجلة وخلص. وفيسبوك ومش فيسبوك وكل السوشال ميديا كانت بعدها لسه مبلشة. 

لليوم بسمع من الناس إنه سرد هو أحلى ألبوم عندك. بقول، لو سرد طلع اليوم يمكن كان بيكون كتير بصالحي يعني الشي، فاهم؟ كان ممكن يعمل ضجة أكبر مما إيش عمل. اللي صار إنه أنا عملت سرد وكنت عايش بحالة إنه أنا ما بدي أقعد بالبلد، خلاص إنه بدي أترك واروح ع أوروبا، بس بدي أخلص هالألبوم، أعمل هالألبوم وأنطلق.

إنت برضه بتشوف إنه سرد أحلى ألبوماتك؟

بيتعلق من أي ناحية. يمكن هو أكثر استساغة للناس. يعني فيه إشي قوي سرد. فرات بحس إنه انظلم شوي. وانا يمكن ظلمته شوي، استعجلت عليه بالإنتاج.

فيه نضج تلحيني في فرات أكثر من سرد بحس. بس الأداء بسرد أقوى، والصوت كصوت أسهل للناس. بفرات رحت على صوت إكستريم طبيعي. من الناحية التجارية ما كانتش خطوة ذكية.

بتصور جاذبية سرد المستمرة لليوم بتتعلق، بالإضافة لجودته، بالفترة. يعني هديك الفترة كانت أكثر خصوبة ببحث الناس عن شي مثل هاد، اللي هو ما قبل الربيع وازدهار موسيقى الأندرجراوند وبحث الناس عن بديل للشي الرائج، وطاقة هديك المرحلة وذكرياتها، بتخلينا نتعلق بالصوت اللي سمعناه بهداك الوقت كصوت أيام بنشتقلها.

إيه، موافق أنا.

هلق بالنسبة إلي أنا لأ صراحة، ألبوم صفا أحلى، وكمان أكتر واحد عشري.

طيب مبسوط أسمع أول حدا بيقول لي، يعني لسا الناس ما سمعتوش. اللي بدي أقلك إياه إنه شاءت الظروف إنه فيه ثمان سنين بين كل ألبوم. بين سرد وفرات خدلي وقت إني لقيت حالي بدي أروح ع أوروبا. لقيت حالي عم بعمل دكتوراه، اللي كمان عوقتني كتير. فيه كمان صار عندي أزمة تلحين بهاي الفترة، فأخدت وقتي.

بعد فرات اللي صار برجع بقول دكتوراه، كوفيد، الوالد مرض وفارقنا الله يرحمه. شوي كان كله كتير علي. وأنا أخدت هالفترة درست تأليف. هلق مثلًا عندي تخطيط لكمان ألبومين. فيه ألبوم مع تريو هلق عم بشتغل عليه، وفيه ألبوم مع عازفة العود الايرانية ياسمين شاه حسيني، الموسيقى جاهزة وفيه منحة وفيه كل شي.

حلو كتير.

وأنا اليوم خلص لما بدي أقعد ألحن ألبوم، فش شي مشوشني. كمان كمؤلف بحس حالي خلص ناضج بما فيه الكفاية إني أقعد وأألف كحرفة، فاهم؟ هو علشان يصير حرفة برضه بده وقت.

من قبل كنت حس إنه قصة الإلهام ومش الإلهام، أقعد أستنى ع الفكرة شهرين ولا نص سنة، وأرجع ألعب فيها وهيك. اليوم لأ عندي التقنيات إنه أعرف ألاقي أفكار جديدة، وأعرف أتعامل معها على طول. يعني أوكي، الموضوع بوخذ وقت، ألبوم مش حاجة سهلة بالمرة، بس أنا اليوم عندي مادة لألبوم ونص جاهزين.

هلق بحاول لاقي تمويل للتريو. مشروع ياسمين واقف لأنه هي مشغولة والوضع السياسي مش مساعد وفيزتها مشكلة، دايمًا بتأخذ فيزا أسبوعين على أوروبا وبتنهزم. فأنا اليوم في مكان أحسن بكتير، يعني ممكن من تمن سنين لتمان تشهر الألبوم الجاية [يضحك].

طيب كنت عم تحكي عن تطور صنعة التأليف، وحكيت إنت كمان بمقابلتك الماضية بمعازف عن كيف إنت عانيت لتطوير أساليب تلحين وتقنيات تأليف شرقية، مع إنه هذا الشي ما بيتدرس ومهمل تمامًا. فلما تقول أساليب التلحين وتقنيات التأليف وتحوُّلها لصنعة شو بتكون قاصد؟

بالنسبة إلي، كل لحن بيجي من ارتجال. بتقعد إنت ترتجل، بتقعد تتخيل لحن، يعني أنا ممكن أستعمل العود اليوم علشان أرتجل الفكرة الأولى للحن، ممكن أستعمل صوتي، ممكن أستعمل البيانو. مش البيانو كعازف، لأ الكيبورد كآلة إنه تطلع بالفكرة الأولى.

هلق الفكرة الأولى ممكن تكون أي إشي بالقطعة، هي لازم يكون فيها إشي قوي، بتحس إنه ممكن تعطيك مجال للحن كامل.

دائمًا فيه اللحن التحتي، أو الخط اللحني الأساسي، اللي هو مثلًا بيكون فيه إشي منطقي، بما إنه بيكون نازل من نوتة رايح على نوتة تانية بتسلسل منطقي، ومش معلق بشي محل. فممكن تلاقي هذا الجانب تاع الفكرة موجود أو تلاقي إنه الفكرة فيها ممكن تكون لازمة، اللي تلعب فيهن إنت بعدين. وبتبلش تشتغل إنت ع الموضوع، بتوصل لوضع إنه عندك بنية أو شكل، ممكن الشكل تشوفه قبل، يعني مع الفكرة، وممكن تشوفه بعدين، ع الأغلب بتشوف الشكل بعدين، هيك بيصير معاي. فيه ناس عندها القدرة إنها تقول هذا هو الشكل، خليني هلق أدور على فكرة لمدها عليه. فيه عدة طرق كيف ممكن تتوجه للموضوع.

أساليب المط والتطوير والمد، هاي صرت أنا متمكن فيها أكتر، هي كان عندي فيها مشكلة. فمشكلة تخيل اللحن وين موقعه؟ وشو بطلع منه؟ هل أنا عم بحكي ع اللازمة أو هالفكرة جاي هل هي الـ بي بارت أو التطوير أو … فاهم علي؟

لليوم أنا بعدني بروح عند بشارة [الخل] وبخليه هو يتفرج كمان، دايمًا بيكون عنده القدرة انه يلقي نظرة على اللحن من فوق، بيشوف كل شي. طبعًا هو خبرته بالموضوع أعلى بكتير.

أكيد في الموسيقى الغربية الشي مدروس أكتر. بس طبعًا فيه اختلاف عن الموسيقى الغربية، إنه مرجعياتي الاصطلاحية غالبًا ما بتكون غربية، مش لأنه موسيقتي بتطلع غربية بالآخر، لأ، بس الخبرات الموجودة في الموسيقى الغربية هي الخط الموجّه. لأنه خبرات القصبجي ما بعرف عنها شي. القصبجي ما حكاها لحد ولا السنباطي حكاها لحد.

برأيي ضروري أو حتى إجباري نقعد نسمع موسيقتهن طبعًا، اتعلمت كثير منهم واتعلمت تأليف من الموسيقى تبعتهن، ومن عبد الوهاب وغيرهن وغيراتهن، ويمكن لازم أوضح إنه دايمًا بقول القصبجي والسنباطي بس لأني اتعاملت معهن كتير.

بس يعني لما بقعد مع حدا زي بشارة اللي هو دراسته غربية إحنا بنقعد نحلل شوبان، لأنه هو بيعرف شوبان كويس أو بيعرف برامز أو بيعرف رحمانيوف. والمصطلحات كلها مصطلحات غربية، بس إنه مفهوم الكودا مثلًا، هذا شي موجود بالموسيقى العربية، موجود بالتقسيم وموجود بإيش بدك. ففيه إشي شامل هون.

كمان كنت بدي أسألك، مثلًا بصفا، أو عامة لما إنت بتشتغل على ألبوم، كيف بتجري عملية التأليف؟ يعني هل اسم الحالة بيطلع قبل لحنها ولا بتطلع الموسيقى وبعدين بتشوف لوين أخدتنا؟

الاسم هذا آخر معاناة وأصعب معاناة. هيك أنا السستم الإنتاجي تاعي بيشتغل. خود إنت الموسيقى الغربية كمثال، كانوا يسموا السيمفونية أرقام. طبعًا كان فيه حالة يعني إنه السيمفونية بتحكي عن … مثلًا زي التالتة تبع بيتهوفن موضوعها إله علاقة نابليون. شوف، حتى لو التقسيمة عطيتها اسم بتوخدك ع حالة. يمكن هذا أحسن مثل، لما بتجي بتقول تقسيمة سميها درويش، فهي بتعطيك حالة. يعني تقسيمة ممكن أسميها نهاوند ري، بس هيك مش رح توحي بشي لحد.

طيب كيف تشكّل صفا؟

اللي صار بالألبوم هذا هو كولكشن من أشياء عملتها بالدكتوراه. تقاسيم اللي ما سجلتها بطريقة رسمية وفيه قطعتين من فرات اللي هم اتسجلوا مع تريو أو ديو.

ميادين ومدار حجاز.

أيوا، بس هني بالأصل قطع صولو.

وهنن أحلى لما رجعوا صولو.

والله؟ طيب يللا منيح.

كنت بدي أسألك كمان بهالخصوص إنه هالمقطوعتين بالذات ليش حبيت تسترجعن صولو؟

شوف، أنا بحس إنه ستايلي كمؤلف وكعازف موجود بهاي المقطوعات. زي قطعة سرد مثلًا، كل الفكرة إنه فيه عندك فكرة لحنية إيقاعية ناتجة عن أنماط شغل على الأوتار المفتوحة بالعود. أنا وبشارة كنا نسميها أو نقول كأنها بريلود، زي البريلود تبع باخ مثلًا. البريلود كقطعة على البيانو فيه نمط نغمي بيكون عالأغلب بيعيد ع حاله، فاهم علي؟

بس هذي القطع شي كتير آلاتي. يعني هي مش شي بيتغنى. إزا بدك تغنيه بتجرده. طبعًا في لحن تغنيه، مثلًا بسرد [يدندن مقطعًا]، أهبل من هيك لحن فش، بس شو اللي عامل الحالة؟ الإيقاعية والجو تاع الأوتار اللي كله متشابك مع بعضه.

فهدلول الألحان، وكمان صفا، هني التوقيع تاعي كمؤلف. هيك بتصور أنا، يعني ما حسيتش إنه فيه حد عنده تجارب من هالنوع، ع الأقل عدة تجارب زيي. ممكن تلاقي حدا مجرب قطعة. أنا اليوم عندي أربع خمس ست مقطوعات من هالشكل.

منهن صفصاف أبيض؟

صفصاف أبيض تقسيمة. هلق هذا نمط تاني. أنا اللي اشتغلت عليه بالدكتوراه إنك تعمل تأليف للتقسيم. فهو ألبوم صفا فعليًا فيه ثلاث أنواع تلحين، زي البريلود، التقسيم، والنوع التالت اللي هو كان بالنسبة إلي إشي جديد، هو اللحن الغنائي، وهم قطعتين اللي هني ياسمين وأغنية بدون كلام. هدول جداد علي.

وحلوين.

حتى بشارة بيقوللي هذول أحلى شي بالألبوم، حتى بالعروض بقوللي هذول كانوا أحلى شي. ما بعرف، يعني ممكن.

بخصوص أغنية بدون كلام، القطعة فيها دراما وبتحسها تصويرية وفيها قصة. هل إنت بتفضل بالحالة العامة تضل القطعة هيك بدون كلمات وبدون ما تكون مرافقة لفيلم مثلًا؟ ولا لو إجا مثلًا عرض لإنك تعمل موسيقى تصويرية لعمل فإنت حتحب؟

طبعًا ححب. ما عندي مانع بالمرة أعمل تجارب حتى لو فيه مغني أو مغنية بدها أغاني من تاليفي ما عندي مشكلة مع الموضوع، بحب أجرب. بس ما عندي خبرة بصراحة. بس أنا كمان فيي إشي ثوري وفيي إشي غاضب على الموسيقى العربية وكل التعلق بالمغنى أو التعلق بالنص، باعتقادي المغني أو المغنية موجودين في موقع قوة، وأنا بصراحة مش متاكد إنه هذا الشي إيجابي دايمًا.

حتى أم كلثوم عندي نوع من النقد عليها من هالناحية. أم كلثوم رائدة، هي فتحت المجال هذا أصلًا. إنه أم كلثوم كانت بالآخر تقرر كيف رح يكون شكل الموسيقى. هي قررت إنه بليغ حمدي مش السنباطي، مش القصبجي. وهذا إشي إله تأثير كبير، بتحكي على إشي مهول إنت هون.

بالاخر، المغني بالنسبة إلي هو مؤدي. مغني الأوبرا في الموسيقى الغربية هو مؤدي، هو آلة. المغنية لازمها قصبجي. أم كلثوم كان لازمها قصبجي عشان تصير. ما بيكفي صوتها، لازمها قصبجي ولازمها سنباطي وزكريا. فيروز لازمها رحباني.

بس كمان هنن احتاجوا هي الأصوات.

أكيد أكيد معاك أنا مية مية. في إشي تاني هون، إنه إحنا شعب متعلق بالكلمة، وأنا عندي مشكلة مع الموضوع، شوف الغرب كمثل واضح. حتى الموسيقى الغربية كانت غنائية بس عرفت تطلع وأعطت مجال للموسيقى الآلاتية. إنه مثلًا، لما تقول اليوم شو أعظم مقطوعة موسيقية بتاريخ الموسيقى الكلاسيكية؟ بيقلك السيمفونية التاسعة، ما بييقولولكش الأوبرا مش عارف مين. بيقوللك السيمفونية التاسعة. بيتهوفن. المؤلف. 

فالجماعة هدول وصلوا لمحل إنه الموسيقى الآلاتية هي منتج حضاري مهم وضروي. فيه مجال للموسيقى الآلاتية، بينما نحنا اليوم هل عنا مخزون موسيقى آلاتية؟ فش، فيه عبد الوهاب، هو الوحيد اللي عملله شي ٥٠-٦٠ مقطوعة، ما فش غيره، يعني القصبجي مع حبي إله ولّا السنباطي شو عملوا؟ معملوش شي. العثمانيين أوك عملوا يعني ماشي الحال، الطنبوري بس كمان.

ففيي هذا التعصب للموسيقى الآلاتية.

إنه بدك تضل وراها لحتى تاخد المساحة اللي المفروض تاخدا؟

آه. أنا فش عندي مساومة على هذا الموضوع بالمرة، ما عنديش مشكلة أتعامل مع لحن كأغنية، بس حتى هدول القطع زي اغنية بدون كلام وياسمين، بشي محل بيطلعوا من المغنى وبيروحوا على شي آلي أكتر، يعني عادةً بالتطوير أو بالذروة، بيصيروا آليين أكتر لأنه بتحس إنه بدك الدافع أو التطوير على هيك شي.

ما بعرف إذا ممكن أعمل تجربة ثانية، إنه يكون اللحن عامل زي الأغنية من الأول للآخر يعني تحس حالك بأغنية. حتى أغنية بدون كلام بتروح على إشي مش عارف من وين إجا، إشي فارسي على مش عارف شو دينه. لما قعدت أنوّت مش عارف، جملة بتسعة جملة بسبعة جملة، مش عارف من وين إجا. مع إني ما ليش بهذا الـ … أنا بحب الأربعة والتلاتة بحبهن كتير، وبستصعب أكتب إشي بـ ٧، عندي مشكلة، ما بحسش إنه إيقاع الـ ٧ لغتي أصلًا.

بس الناتج جميل، يعني أغنية بدون كلام مؤثرة، الواحد بيحب يسمعا.

هي المفروض قلب الألبوم، حطيتا بالنص مخصوص. حتى ترتيب الألبوم شي كمان بتغلب فيه كتير بصراحة. حتى هون فيه تفكير كثير بالموضوع. بعد ما يكون عندي التسجيلات بروح بشتري سيديات وباجي بقول طيب شو الترتيب؟ طيب هاد أول واحد، بختار ترتيب للقطع، بطبع السي دي وبقعد أسمع، بشيله كم يوم، وبعدين بركي هاي بركي هاي، تغييرات بسيطة يعني. بس مقطوعة صفا مثلًا كان واضح إنها الأولى.

ملاحظة كمان ع الموضوع، البريلود أو المدخل وأغنية بدون كلام كانوا قطعة واحدة. حتى لليوم بالحفلات بعملهن كطقم. هلق بالألبوم مش مبين هالشي، كنت ممكن سميهن أغنية بدون كلام – مدخل، وأغنية بدون كلام، أو شي إنه يبينوا كطقم، شفتها لبكة فخليتهم كيف ما هم. حتى البريلود كنت عاملله قفلة تانية بالمرة أقوى بكتير. مُحكمة أكتر. بس قلت بخفف القفلة شوي عشان تخلي مجال للي بعده. ف بعرفش يمكن هاي الفكرة ما مرقتش بالألبوم، بس برضه خليتهم ورا بعض. 

فكرة إنه سلالم القطع كمان مثلًا، إنه أنت بدكش تقعد بشي سلم شبيه بنهاوند ري تلات قطع، يعني شي ربع ساعة. كل هاي اعتبارات يعني فاهم؟ تقسيمة مش تقسيمة، تقسيمة غناية بريلود، كلها اعتبارات بحسها مهمة في ترتيب تسلسل قطع الألبوم.

التقاسيم كلها ملحنة صح؟

كلها ملحنة آه.

بتذكر لما حكينا أول مرة وقت كنت عم بعمل مقال السنباطي، قلتلي إنه تقاسيم السنباطي ملحنة وفيها من أغانيه حتى.

مش كلها ملحنة، بس فيه مقاطع تلحين، يعني ما تقوللي هاد الزلمة قاعد بعمل هي المقاطع عفويًا وهو قاعد بالاستوديو. كتير صعب أتخيل هذا الشي، بالذات إنه رايح على استديو. يعني السنباطي طالع من بيته رايح على استوديو. بتصور واحد زيه شخص مرتب، بحسه كان بني آدم مرتب كثير بحياته اليومية وكمان بموسيقته. بتصور إنه بروح محضر حاله، عنده خطة.

لسه تقاسيم القصبجي صاعقة أكثر يا زلمة، يعني شو التلات دقايق هدول المثاليين؟ تقسيمة بتطلع ٣ دقايق وفيها ذروة ونهاية وقفلة. كمان غريب. يمكن عشانها اللغة هديك بعيدة عنا؟ يعني أنا بحس حالي بعيد عن هديك اللغة، لغة السنباطي أقربلي اليوم، وإبن اليوم أرتبلي فاهم؟ مفهوم أكتر من لغة القصبجي وقتا.

شوف أكبر مثال مواويل عبد الوهاب أصلًا، مواويل عبد الوهاب مؤلفة.

هلق في صبية بتعمل دكتوراه هون بهولندا من تركيا وعم تكتب عن الطنبوري، وبتحكيلي إنه الطنبوري تسجيلاته فيه إلها اسكتشات كاتبها. إنه هو كاتب اسكتش لشي بده يروح يعمله بالتسجيل، فاهم؟

فهاي فكرة تأليف التقسيمة مش من عندي أصلًا، يعني تأليف التقسيم هذا شي من زمان موجود، بس لازم يتثبت. بس مين كمان فيه حدا قال لي إنه حتى مواويل عبد الوهاب موثقة بالتمارين؟

هو أساسًا موثق إنه عبد الوهاب أول من لحن الموال.

طيب هلق إنت مقيم بهولندا، لأي درجة موسيقتك بتلاقي محل هون؟

أنا كموسيقي وموسيقتي هالقد مشرشة بمنطقتنا وبجمهورنا، بحس إنه اللي أنا بعمله لما بعزف لجمهور غربي بينبسط، بس بتحسش إنه فيه التواصل هادا تاع … ومش ع قصة طرب ومش طرب والناس طربت وقالتلك الله مش ع هاد الحكي. 

للأسف، الواقع إنه أنا ما فيني أعتاش من إني أعمل ألبومات وأطلعها للعالم العربي؛ لأنه ما حد بيدفع، أصلا ما حد بيستعمل سبوتيفاي في العالم العربي، فاهم؟ يعني غريبة إنه جمهوري مثلًا العربي موجود ع ساوند كلاود، كل موسيقتي الببلاش بتشوف إنه كل الاستماعات من العالم العربي، من القاهرة، من مصر كثير مثلًا.

في سبوتيفاي بتلاقي أمريكا ومش عارف مين، فيش عالم عربي أصلًا بسبوتيفاي، فاهم؟ أنا بتطلّع منيح ع كل الأناليتيكس. للأسف هذا الواقع يعني الواحد بيعمل ألبوم بيعمل عقد مع ليبل اللي هو ليبل غربي أصلًا، ما فيش ليبل بالعالم العربي.

فالواحد فش عنده عنوان، إنه ليبل عربي فاهم مين جمهورك، وكيف يعطيك استراتيجي.

وكيف بتحس بيتعاطى الجمهور عندك مع شي بهالخصوصية؟

زي ما قلتلك بحس إنه كان عندي الخوف إنه الألبوم لما أنا قاعد بسمعه لا يوحي بالصحرا والجمال، فاهم علي؟ وأنا شايف السوق منيح هون، كلهم بيعملوا نفس الشي. إنه بيعمل الإيقاع ١٩/٢٧، إيقاعات غريبة عجيبة يعني ويللا ارتجل.

الخطورة في الموضوع إنه المشهد بأوروبا والغرب عم بيحددلنا كيف نعمل موسيقى، وأنا بشوف إنه هذا الشي عم يتخلخل عند الشباب للأسف. فشي كثير محبط بصراحة.

أنا بتصور إنه هذا [ألبوم صفا] كمان تجريبي بس من نوع آخر. إنه في كثير ناس قاعدة بتعمل تجريبي وبتجيبلك الدرامز على الجيتار على مش عارف شو تمام. إنه هذا أتراكتف يعني أوكيه. ماشي الحال.  بس يا عمي والله فيه محل لإشي ثاني كمان.

كنت بفضل أكون عايش بفلسطين وعندي بكرا عرض نازل ع القاهرة، وأعمل مصرياتي واروح وافكر في الألبوم اللي بعده، فاهم علي؟

وليش لأ؟

للأسف ما فيه عنوان بالعالم العربي. صفا صدر مع ليبل من أستراليا، اللي هو معني بالموسيقى الشعبية أكثر. من إيران وأفغانستان ومناطق من هالشكل يعني، وكان عندي تحفظ شوي على الموضوع. في نظرة شائعة بالعالم الغربي على إنه حضارة وموسيقى هي الشعوب والمناطق إنها التراديشنال، أو زي نوع من موسيقى المتاحف؛ وأنا جاي بتعرف من محل ثاني أصلًا، حسيت حالي مش ظابط هناك كمان.

إذا هيك متل ما عم تقول صح. هنن ببالن شي ثاني.

فهذا واحد من التخوفات اللي كانت عندي. بس الليبل بيشتغل كويس وبيبعت بيحاول يجيب مراجعات للألبوم وعامل خطة للإصدار وهيك. ف يعني هاي تخبطات الفنانين اللي زي حالاتنا.

هلق لما فكرت تعمل ألبوم صفا؟ شو اللي فكرت تحققه مقاميًا أو تقنيًا أو تأليفيًا؟

أنا ما عنديش طموحات مقامية بصراحة. بالنسبة إلي المقام هو أداة للتعبير. وبتصور عندي مثلًا تقنيات كتير جديدة، أو مش جديدة بس مش تقليدية. كثير مثلًا من قطعي بيقفلوا على الرابعة ما بيقفلوش ع الأساس. لو بياتي مثلًا بتقفل عالصول ما بتقفلش ع الري، زي فرات. بس معنديش مثلًا مقامات غريبة، بدور على كيف المقام يخدمني، وعلى إنه اللحن يضل منساب، حتى لو المقام بيطلع كإنه بسيط بالآخر. دايمًا باخد مثال قطعة لعبد الوهاب كمثل تأليف، بنت البلد، بحبا كثير أنا. لحن بياتي، كله بياتي، بس فيه مقاطع كثير وفي انسيابية في اللحن. فما عنديش طموحات مقامية، عندي طموحات تعبيرية بتقدر تقول.

كان مكتوب يمكن بالبيان الصحفي إنه دايمًا كنت أشوف ألبوم صولو عود، أو ألبوم صولو لأي آلة شي كبير، تحدي. وبتصور فيه كثير عازفين ما بيوافقوني، فيه كثير عازفين طلعوا بصولو أول شي. بس بالنسبة إلي فكرة إنه صولو كنت لازم أكون جاهز.

لهيك كنت مأجله؟ كنت متهيب موضوع الصولو؟

متهيب آه طبعًا.

يعني هذا تحديدًا هو كان الدافع ورا صفا؟ هو الشي اللي بدك تحققه من صفا إنه ألبوم صولو تكون راضي عنه ومتكامل ومكتفي بذاته إنه صولو؟

أيوا، مكتفي بذاته إنه صولو، ومن خبرتي مع ألبومات الصولو لأني سمعت كتير ومع حبي واحترامي لكثير عازفين، دايمًا كنت حس إنه ناقص شي. إنه ما لاقيت ألبوم صولو عود بيرويك عالاخر، بالذات على المستوى التأليفي. 

بالآخر بالنسبة إلي الموسيقى هي فكر تأليف، صفا هو ألبوم صولو مبني وبيركز ع التأليف. يعني فيه التقسيم اللي إحنا منعرفه، كل ألبوم صولو عود فيه تقسيم، في صفا لغة التقسيم موجودة بس بطريقة تانية. لما أحط ألبوم إقعد اسمعه كله، بالذات ألبوم عود مثلًا، الفكر اللحني بالنسبة إلي هو أهم شي. 

بحب أسمع قصة ورا قصة ورا قصة، كل قطعة هي عالم بحاله، فاهم علي؟ 

يعني الفكرة من صفا إنه ألبوم صولو عود ماله معتمد عالتكنيك بدون وجهة وبدون عاطفة.

لأ، هو ألبوم صولو عود معبر للناس اللي بتحب العود وبدها تسمع ألبوم فيه إشي جديد.

كنت بدي قلك إنه بنية الألبوم وطوله مخليين المقطوعات بشكل حلو واقفين بالنص بين البوح والتأليف، فيهن عاطفة ومعبرين، وفيهم تأليف الواحد أكيد بينتبهله. وفعليًا هاد أقصر ألبوماتك وأكبر عدد تراكات. كنت مثلًا توصل للست والسبع دقايق هون بين ٣ و٤ دقايق بس كل تراك مقفول ع بعضه.

بصراحة بقولك هو صفا من هاي الناحية بوب، يعني مرجعيتي هي البوب. إنه الناس متعودة على بوب اليوم إنه الأغنية ٣ دقايق، خلص. فهاي فكرة إنه لحن بيتطور بيتطور والناس قاعدة بتسمع، حبيت أطلع من هاي الفكرة، يعني آجي بطريقة شوي عملية أكثر ما تتعب المستمع أكتر من اللازم، بس بالآخر يوخد وجبة، يعني القطعة وجبة مش دوقة.

طيب بتعاوناتك مثل التريو ومثل مدار، إنت اللي كنت تتولى تأليف المقطوعات؟

هلق التريو آه ألبوم من تأليفي، فرات زيه زي سرد وصفا. مدار قصة تانية، ذكرناها بس ما حكيناش عنها إحنا. مدار كانت فكرته إنه كل حدا بيجيب قطعتين، هو كولكتيف من الموسيقيين وكل موسيقي يجيب قطعتين، وفيه تركيز على فكرة الارتجال كمان.

طبعًا هو ظروف إصدار الألبوم مش كويسة، هو إجا بالكوفيد وراح بكوفيد. هو مبادرة تبعي وتبع طوني أوفرواتر اللي هو عازف بايس بشتغل معاه كثير. هو بيشتغل مع ريما خشيش من زمان. هو طوني بيحب هاي الفكرة، زي الجاز والارتجال.

فهيك طلع كأنه ألبوم إلي ومش إلي. أنا اليوم في رصيدي ثلاث ألبومات، وفيه قطعتين بمدار اللي هيك بحسهن انظلموا، يعني راح أرجع أسجلهم.

كمان أنا فكرت بالموضوع، فكرة إنه تعمل كذا فيرجن من القطعة، بتصور مثلًا أغنية بدون كلام عم فكر إنه الألبوم الجاي تكون مع بايس وإيقاع. ممكن، مش عارف.

قطعة ياسمين مثلًا هي من الألبوم مع ياسمين. هي كتبتها لعودين أنا أصلًا، رح إرجع سجلها. بما إني عم بتعب كتير هالقد على اللحن واللحن ما بيجي بسهولة بيجي بلا مؤاخذة زي المرة اللي بتولد. فليش ما كون شوي عملي أكتر؟

فيه مثلًا إلي قطعة من سرد، عراق، بحبها كتير وبعزفها كتير والناس بتحبها لليوم. وعراق، بألبوم سرد، أنا كانت فكرتي سجلها عودين، بس ما عرفت ألاقي عوّيد يعزف معاي، فرحت أنا سجلتها عودين، أنا بعزف عودين هناك بس ما حدا ملاحظ، مش كثير مبين هالشي. فراح أرجع أسجلها مع ياسمين، بس راح خلي العودين يبينوا من خلال تباين بالأدوار.

فكمان أنا عم بكشتف حالي. بحس إنه محاولاتي هلق أنضج، يعني ممكن أستغل أشياء عملتها من قبل بطريقة أحسن، وليش لأ؟

يبدو الألبوم فعلًا مثل تعريفه، أكثر شي عملته شخصي والبطل فيه مش العازف اللي بيختبر إمكانيات الآلة بقدر ما هو الفنان اللي بده يوصل لخلاص ما عن طريق تفريغ عاطفته وأفكاره بموسيقى. فهل هاد الشي اللي صار فعلًا وفرق بتجربته عن اللي قبله؟

أنا عازف عود، تمام. بس صعب أفرق كوني عازف عن كوني ملحن. الشغلتين بيمشوا مع بعض، وبتصور هذا اللي بيميزني، يعني إذا بتطلع أنا ما عندي … مرات بحس إنها تهمة إنه الموسيقى سهلة، ما فيهاش هالحرفنة بالعزف. مع إنه مش مظبوط، بصفا في كذا قطعة مش سهلين. حتى صفا القطعة نفسها ببينش قديش هي صعبة، لأنه ما فيها سرعات بس يعني إنك تحافظ على ضرب الأوتار هذا بإيقاع وتطلع الجمل واضحة مش إشي سهل. أنا بقعد بتمرن عليها قبل العرض كتير بقعد أقول ليش أنا بالي حالي بحالي؟ وبلاقي بدي آخد عودين لأنه ديزاينها غير شكل.

يعني فيه حالة مختلفة كانت خلال تأليف صفا بتخليه حميمي أكثر؟

هو شوف فيه موضوع شخصي، الوالد رحل عنا، وبالنسبة إلي الألبوم كان لازم يكون لذكرى الوالد. هو بلانا بالعود، هو علقنا بالعود. فيه هذا الجانب.

وحسيت إنه ليش لأ، يعني هاي هي الفرصة، وفيه قطع، فيه قطع الدكتوراه، وفيه ميادين ومدار حجاز. بس لازم توازن شوي لازم إشي تاني، زي ياسمين. ياسمين كانت جاهزة بس مش بالوارد كانت، كانت محطوطة لألبوم ثاني، بس لما صرت أدور على شي غنائي أكثر، ياسمين كانت هناك وفي أغنية بدون كلام، وصفا كمان قطعة جديدة طبعًا.

يعني أول قطع الألبوم كانوا قطع الدكتوراه، تلاتة، زدت عليهن درويش اللي هي من نفس النمط، بس كانت تجربة إنه أنا طلّعت عندي مودل بالدكتوراه كيف أعمل تقسيمة. فقلت جرب المودل بيشتغل عنجد ولا لأ. بس هي فعلًا من أسهل الألحان اللي طلعت معي، ما تغلبتش كتير فيها، لأنه فعلًا فيه نمط وتقنيات تطوير واضحة.

فزي ما تقول فيه ست قطع كانت جاهزة، وكان لازمني أربعة يعملوا شوية توازن. كمان صفا وقتها كانت عم تبلش تبين كقطعة، من قبل كانت موجودة بالبراد، أنا دايمًا بسميه البراد، إنه فيه عندي أفكار بحطا بالبراد، وإلها زمان بالبراد.

يعني الفكرة الأولى تاعت صفا من ٢٠٠٩. فكرة أغنية بدون كلام موجودة كمان من ٢٠١٣ فيها الأربع أو التمان مازورات الأوائل بس. وقتها مكنتش عارف أطلع منها، ما كنتش عارف شو بدي أعمل فيها. كان دايمًا العازف أو الآلاتي اللي فيي يقعد يباطح في هاللحن، وهي غناية أصلًا. بس بمجرد إنه استوعبت وقررت إنه هاي غناية حسيتها خلص بينت.

فهو الألبوم دمج بين حالة شخصية لحالة فنية كمان أنا بدور عليها. وكان عندي كثير تخبط بهالمرحلة: أسجله؟ ما سجلوش؟ هلق؟ مش هلق؟ بما إنه صولو هو أصلًا مش بالحسبان، يعني فيه عندي ألبوم مع ياسمين وفيه تمويل وفيه موسيقى ولازم ركز هناك وفيه كذا خطة لألبوم. بس بالآخر قررت إنه هلق وقته، وبيكون نوع من بداية لمرحلة جديدة. هيك أنا حاسه.

على سيرة قطعة صفا، بالنسبة إلي حسيت لسبب ما فيه جماليات خاصة بتسجيل هالقطعة. كأنها دون التراكات الثانية مو مسجلة باستوديو أو فيها شي خام أكثر، كأنه مثلًا سجلتها على ريكوردر بساعة رواق. فهل هالشي كان مصادفة؟ ولا في شي بالفعل فكرت فيه بشكل مختلف بتسجيل صفا؟

يعني إنت حاسس الصوت تبعها مختلف تقنيًا؟ مش عارف، هو أنا سجلتهم كلهم على نفس الإعدادات، بس فيه قطع أنا توجهتلها بطريقة أنعم بالعزف، مثلا ياسمين وأغنية بدون كلام. العزف أرق بكتير. صفا بتصور الإشي اللي فيها حالة الأوتار هي اللي شغالة مع بعض بتعمل نسيج تاني، الصوت بيتغير، ويمكن الميكس اتغير.

نحنا عملنا ميكس أخدنا تراك واحد كلهن فوق بعض وعملنا ميكس عليهن، بس ضل فيه فروقات. بعدين لاحظت إنه مثلًا في ياسمين فيه مقطع …كإني بكتشف العود من جديد، وقديش العود حساس. 

المقطع الأخير من ياسمين فيه هيك شي [يعزف] هي الجملة فيها ٣ أوتار مفتوحين. يعني أنا لما كنت أسمع بالميكس، أقلله لبشارة، لأنه بشارة عمل الميكس، هو مهندس صوت، أقلله يا زلمة ليش الصوت بيتغير هون؟ هو عملنا التسجيل ب ٤ ميكروفونات، فإنه شوف شوف مشان الله شوف هالشغلة، صار عندي حالة هوس إنه شو اللي عم بيصير؟ ليش عم بتغير الصوت؟ بعدين جيت ع العود، مسكته، وعزفت المقطع، وساعتها انتبهت قديش الصوت بيتغير في الآلة.

فصرت تكشف بالآلة أشياء ما كنتش تعرفها قبل. إنه أنت بتعزفها بالبيت، بس ما بتنتبه لها، أما لما بيحطوك تحت المجهر، زي ما بقولوا، بتشوف كل شي، بالذات لما تكون لحالك بالستوديو، يعني مكشوف عالآخر. هاي واحدة من صعوبات الألبوم الصولو بحسها. بس ما فيه شي تقني مقصود، اتسجلت زيها زي غيرها.

طيب شو أكثر أنواع بتلهمك أو تمتعك من المعاصرين؟

بصراحة قليل ما بحاول أكتشف موسيقات جديدة. بحس إنه مثلًا اللي عم بصير بالفلامينكو محمّس. يعني مرة لمرة عم حاول أكتشف أو أشوف شو فيه كونسرتس عنا هون عنا مسرح كبير مهم، اسمه تيفولي فريدنبرغ بأوتريخت، مسرح بميزانيات مهولة وبيجيبوا أسماء، بس من موسيقى الشعوب بتحس إنهم دايمًا هنن نفسن الموسيقيين.

مين بالفلامينجو بتحس إنه عم يعمل شي؟

في واحد بيعجبني كثير، مش كثير متبعه بصراحة بس مرة لمرة مثلًا اكتشفته مؤخرًا، اسمه جيراردو نونز.

كمان الله يرحمه باكو عمللنا أزمة. كنا نحب باكو دي لوسيا كتير. هو مش زمان مات. حسيته عمل أزمة شوي لما مات باكو. يا زلمة هالزلمة شو رهيب. كمان تقنيًا يعني تتفرج ع شي، هو موجود في مكان تقني، فظيع. بس التقنيات مش هي الهدف، بتحس فيه موسيقى، موسيقى جامدة.

بالنسبة للألبومين المخططين، الألبوم اللي مع ياسمين حيكون عودين صح؟

عودين وإيقاع. بحس إنه ياسمين هي شريك مكمّل. هي كتير مشهورة وأكتف البنت، مطلوبة كتير.

مين الإيقاع؟

ع الأغلب راح يكون شب ألماني اسمه روفن روبك، بيشتغل مع كثير ناس مثل ناي برغوثي أو بشتغل مع تريو جبران، شاطر ومجتهد ومطلوب كثير، خطرات بتحسه موجود بكل مكان، بشتغل فلامينكو على عربي على هندي على شو بدك. مرتب كثير يعني، ميوزيكال ومرتب، كثير نظيف. عم يعمل معاي تريو برضه، عم بجدد التريو، هو حيكون معي ع الأغلب.

الألبومين رح يكونوا تأليفك؟

هلق ألبوم ياسمين خلينا نقول شي ٧٥٪ تأليفي. فيه قطعتين لياسمين، وفي قطعتين على نمط التقسيم، يعني تأليف مشترك، بس لسا مش مؤلفين ع الآخر، هدول بدهن شغل لسا، والباقي تأليفي، عم نحكي على ٥-٦ قطع تأليفي.

هاد الأقرب ولا التريو؟

هذا أقرب نظريًا بس هو أبعد تطبيقيًا. هي إنسان مشغول كتير كعازف، وكمان أمها بإيران ومريضة، وفيه الواقع الإيراني أصلًا، إنه بيطلعولها فيزا أسبوعين أو أسبوع، وبلشت دكتوراه باليونان ولسه فيزتها مش مظبوطة. فيه قصص كتير. بس نظريًا الموسيقى تقريبًا هناك، المصاري موجودين أخذنا منحة من آفاق، بس لازم نلاقي الوقت.

اللي عم يصير هلق إنه فيه مشروع التريو الجديد. من ناحية التأليف أنا بتلت الطريق، بس إذا بكون عملي شوي فيه قطعتين من مدار، فيه قطعة يمكن من صفا، ممكن آخد قطعة من ألبوم ياسمين، فأنا بنص الطريق. ما قررتش لسه بس الفكرة إنه الألبوم هذا بطلع كمان سنة، يعني السنة الجاية بكون أنا في إصدار الألبوم الجديد، وهاد كله تأليفي.

ممتاز، أنا متحمس جدًا وبانتظارهم، ومن هون ليطلعوا حضل إسمع صفا.

يؤسفني إنه الوضع بالعالم العربي هيك، يعني أنا عادة بعمل إصدار ألبوماتي الجديدة بفلسطين، خلص فيه العادة إنه بيطلع الألبوم وبيكون فيه سلسلة عروض بفلسطين وبجرب روح على الأردن، يعني بالعادة مع فلسطين.

هاي السنة ضليتني أدفش أدفش أدفش بالإصدار، كان الألبوم مخطط من قبل يطلع. حتى عملنا كراود فندينج بس … كنت متخبط أطلع بكراود فندينج بصراحة، مستحي، إنه الناس عم بتموت وأنا قاعد بشحد فلوس.

ف يعني كله هيك دفش دفش دفش، وبعد فترة خلص قررنا عالتاريخ، وقلت يعني شو بدها تقعد الحرب سنة عنجد؟ مش رح تقعد سنة، وهينا شوف.

فهلق رح أعمل إصدار هون بأوتريخت، بالمكان اللي حكيت لك عليه، هو كمان ثلاث أسابيع.

بس يؤسفني إنه ما بعزف بالعالم العربي، هلق بهاي الفترة. هذا أكثر شي حازز فيي. ممكن كنت أعمل جولة بفلسطين هلق ونجي عمصر، ولا مش عارف.

المزيـــد علــى معـــازف