مولوتوف مقابلة راب كصري مهرجانات معازف Molotov Ma3azef
سلسلة الخوارج

عايز افهم أنا مين | مقابلة مع مولوتوف

فيروز كراوية ۲۵/۰٦/۲۰۲۰

هذه المقابلة هي الجزء الأخير من سلسلة مقالات لـ فيروز كراوية حول الموسيقى المصرية المعاصرة وثقافة الشباب.


لن تكتمل سلسلة عن موجة الموسيقى الشابة المصرية إلا بسماع صوت من داخلها. طلبت من مولوتوف، أحد أبرز المنتجين على الساحة المصرية الآن، أن نجري مقابلةً أونلاين. كان رحب الصدر وكريمًا في منح الوقت. حكى عن تاريخه الشخصي ونظرته الشيقة إلى المهرجانات والسوق الذي يعمل داخلها، وعن طموحاته.

فيروز: في الأول عايزة اتعرف عليك. منين ودخلت ازاي في اللعبة دي؟

مولوتوف: أنا إسمي أحمد. عندي ٢٤ سنة. في معهد سينما قسم مونتاج في سنة رابعة. عايش في حدايق حلوان.

يعني المونتاج والبرودكشن جايين مع بعض.

آه ليهم علاقة ببعض. من حوالي عشر سنين اتسحلت مع الراب والمزيكا بتاعة الشارع، وأصلًا كنت مسحول مع الشارع. أنا ساكن في حلوان جنوب القاهرة. رجلي ودتني للشارع، وفيه ثقافة وحاجات بتحصل في الشارع على طول، والراب كان مرتبط فشخ بالموضوع دا. طبعًا كانت المزيكا ابتدت تتغير شوية في الوقت دا، وكان فيه راب في الشام عاملين حركة جامدة، شباب زي الراس والفرعي، وفي مصر علي طالباب كنت بسمعه كتير أوي.

لكن عمْر ما كان ليك علاقة بالمزيكا قبل كدا؟ يعني ما بتلعبش آلة ولا أي علاقة غير السمع؟

آه بالظبط، كنت بسمع. وفيه حاجات عبيطة اتعلمتها على كيبورد بس ما قعدتش كتير، وكان فيه جيتار في البيت حاولت العب عليه. بس دي حاجات كدا وسط الحاجات الكتير يعني، بس ما كنتش لسه دخلت في المزيكا، كنت مسحول مع كتابة الكلام إن انا أقول وكدا. كنت بدوّر ع النت على الناس اللي بيعملوا مزيكا شبه اللي بحبها، آخد حاجات، لحد ما حسيت اني عايز اجرب إني أعمل المزيكا اللي هغني عليها، وبعدين كنت بجرّب على غراج باند.

في نفس الوقت شفت فيلم دوكيومنتري إسمه إلكتروشعبي. كان عن فيجو والسادات وفيفتي وأوكا وأورتيجا. لما شفته كنت بسمع مهرجانات بس قشطة، مش واخد بالي من الموضوع. الفيلم دا خلاني آخد بالي من الموضوع. لقيت اللي انا شايفه دا هو هو نفس ثقافة الشارع، وهو هو الراب بس بشكل مصري وبشكل حقيقي أكتر منه بكتير. في نفس الوقت وانا بتسحل مع المهرجانات كنت ابتديت أسمع حاجات تكنو وكدا. أنا مش بركز مع الأشخاص بس مع التراكات نفسها، زي الأسيد تكنو والصوت بتاع برلين الغشيم أوي دا، دي أكتر حاجات اتسحلت معاها.

وابتديت اجرب أعمل حاجات. ولما ابتديت اركز مع المهرجانات لقيت بينها وبين التكنو عناصر مشتركة كتير. زي مثلًا فكرة التكرار، إن يبقى فيه ميلودي هيَّ هيَّ بتتكرر طول الوقت بس فيه حاجات حواليها هيَّ اللي بتتغيّر. التكرار دا بيعمل سحلة معيّنة. كمان في المهرجانات فيه لوبس نازلة غير الحاجات اللي بيتغنى عليها اللي هو المولد. المولد دا كان تكنو فشخ بقى. غير الدرامز، كان فيه حاجات في عناصر الدرامز زي الهاي هاتس مثلًا، أصواتها تكنو، وفكرة ان هو دارك برضه. إسمعي مثلًا دا اسمه اللوب المجنون، موجود على يوتيوب.

يعني كنت بتلاقي الحاجات على يوتيوب مش المكتبات اللي بنحمّل منها السامبلز أو تورنت؟

آه هيَّ مصادر المهرجانات والسامبلز بتاعتها مختلفة تمامًا، وموجودة من زمان من قبل ٢٠١١ بكتير، بس الفكرة كانت مع مين ومين بيستخدمها. يعني فيه بروديوسرز زي فيجو وعمرو حاحا من زمان، دول مثلًا عندهم أصوات ومسجلين حاجات، وبعد كدا الناس بتستخدمها. وساعات يبقى مكتوب عليها أسماءهم. كانت اللوبس دي كتيرة وبتنزل، ممكن تتسمع لوحدها وممكن تشتغل في أفراح. 

كانوا الموزعين بيعملوا تراكات مش بس للغنا، تراكات للمزيكا بس وتشتغل في الفرح للرقص ومع الدي جاي، وليها رقصات معينة معروفة بس مرتبطة بثقافة الأفراح أكتر ما هيَّ بتتسمع في الشارع والتكاتك وكدا. اللوب دي كلمة زي كلمة بيت بينزل على بعضه مش سامبلز لآلات كل واحدة لوحدها.

فـ أنا شفت المهرجانات كأنها نوع كبير طلع منه حاجات كتير. طلع حاجة ليها علاقة بالراب وثقافة الراب جدًا، وفيها حاجة تانية ليها علاقة بالإلكترونيك ميوزيك وثقافة التحفيل والدس، وبرضه الأفراح وكدا. وفيه حاجة تالتة، التراكات اللي بيتغنى عليها تحسيها غُنا شعبي أكتر مش راب. تحسي انه موضوع كبير طلع منه حاجات كتيرة.

يعني كان مفتوح يستقبل تنوعات متهيألي، لأن ما كانش فيه ناس مصرة على حاجة معينة، كان مفتوح يستقبل حاجات مختلفة مظبوط؟

آه بالظبط. الفكرة إن الإيقاع المصري زي المقسوم بقى حاجة أساسية، وبيُستخدم بشكل إلكتروني وأصواته بقت قوية، تقدري تستخدمي كيكس وتجمعي بين نوعين مختلفين منها مع الأصوات اللايف، صوت دُف ومعاه صوت إلكترونيك، مع الكومبرِسور والإيفكتات. في الإلكترونيك ميوزيك فيه فكرة الكيك أربعة على أربعة بس في ترانس وهاوس وتكنو. كلهم نفس البيت بس اللي حواليهم بيتغير، فبيديهم إحساس مختلف مع إنه نفس البيت. أنا حاسس المهرجانات نفس الفكرة. فيه بيت مقسوم بس اللي حواليه بيغير الموضوع وممكن يعمل مليون حاجة.

لما سمعت تكنو لقيت فيه طاقة حسيت انها نفس الطاقة اللي كنت حاسسها في الوقت دا. لقيت فيه حاجة من اللي عايز اقولها واعبر عنها مش موجودة في مزيكا تانية، ولما ابتديت ابص للمهرجانات اكتشفت نفس النقطة، إن فيها الطاقة بتاعتي في الأربع سنين من ٢٠١١ ل ٢٠١٤. ساعتها كنت أنا وشباب كتير في نفس الحالة. مروا بتجربة مشابهة لأن كنا بنخرّج طاقات كتير في حاجات كتير، وفجأة كل دا ما بقاش موجود، فالقوة والغشامة اللي فـ مزيكا المهرجانات كانت بتعبر عننا.

وبعدين؟

دخلت في مرحلة اكتئاب طويلة وبعدت عن كل حاجة. كنت عايز افهم أنا مين. ما عادش يهمني أنا مسلم ولا مصري ولا كل الكلام دا. كنت عايز أعرف نفسي كدا كإنسان. واتسحلت في المزيكا والأفلام والقراية. كنت بشوف كل حاجة، مش فارقة معايا نوع معين ولا مزيكا معينة. كنت عايز اعرف أنا بحب إيه. واحنا اتربينا بطريقة مقفولة أوي. حتى أهالينا بيبقوا باينين فاهمين وتلاقيهم هُمَّ نفسهم مش فاهمين حاجة.

الطبقة المتوسطة عايشة بأخلاق ومبادئ ثابتة. اللي فوق عايشين براحتهم وبيعملوا اللي هُمَّ عايزينه، يشربوا يسكروا يعرفوا ستات. واللي تحت برضه كدا بس بطريقة تانية. وانا كنت بفكر في كل دا ومتلخبط ومكتئب. والحاجة الوحيدة اللي كانت بتطلّع طاقتي هيَّ المزيكا. أصل الطاقة دي هتروح فين؟ لازم تطلع. والشباب في مصر ما عندهمش أماكن ولا شوارع يعملوا فيها حاجات وأفكار ويشتغلوا. يعني أنا أعرف ناس كتير أوي ما يقلوش عن أي حد في العالم وعندهم طاقة وعايزين يبقوا حاجة.

المهرجانات وكدا ممكن تطلع عنف وممكن يتحجم شوية، بس يبقى فيها الشتيمة والغضب والرقص والتنطيط والدق والتشكيل. كل دا أحسن من التقفيل، بدل العنف دا ما يطلع بطريقة تانية. مثلًا عجبني في فيلم فايت كلَب إنه خرج من السيستم والحياة دي. الحياة اللي كلها على تراك واحد. وده بحسه في شباب جيلي كلهم. الفوضوية. اللي هيَّ شخصية الجوكر. أنا مثلًا مقدرش اعيش زي الموظف، عندي نفس النظام كل يوم وبعمل نفس الحاجة. على طول عايز اكسّر وافكّر في حاجات جديدة. هُمَّ في الفيلم عملوا تراك موازي يطلع فيه العنف والقهر. فيه قوة وحماسة. أنا بفكر ان اللي في دماغي عنف بس في نفس الوقت مش بنفذ العنف بنفسي. وبمشي لما يبقى فيه عنف.

إيه العناصر اللي خلت المهرجانات مزيكا الشارع في الوقت دا؟

هو فيه عناصر كتير أولها الزحمة وفي القاهرة كمان بالذات، إننا كلنا محشورين. وعنصر التكنولوجيا والنت. أنا اتربيت على النت وفيه جاب (فجوة) كبيرة بيننا وبين الأهل، ودي الوسيلة الوحيدة للتواصل. وفكرة السرعة بتاعة التكنولوجيا.

إحنا عايشين في عصر يعني زي ما كانت السريالية في وقت حرب وكل الحاجات واقعية جدًا، وهيَّ بتسخر من كل دا، أنا حاسس اننا في عصر زي دا. كانت أفكارنا كلها في الواقع وكل كلامنا جد، بعد كدا دا اتغير خالص، وبقينا احنا بنسخر من الواقع وبنهرب من الواقع وبننسى الواقع، وبنعيش في عالم تاني افتراضي غير العالم بتاع الناس دي، بس.

يعني المزيكا كانت طريقة انها تعزلك عن الجو اللي حواليك؟

آه موضوع شبه الصوفية شوية، اللي هو بتعلى كدا. الشباب عامة في العالم كله مش في مصر بس. كنت بشوف في الأفراح في الشارع فيها مخدرات وفيها تركيز مع المزيكا بشكل رهيب.

أنا من الطبقة المتوسطة، عيلة متوسطة بالظبط فشخ، جدي الكاتب خيري شلبي، عارفاه؟ ساكن في حدايق حلوان، وفيه أفراح بتحصل عندي في المنطقة ومناطق قريبة. أنا بحب ابقى قاعد في المحيط بتاعي. ومن ساعة ما اتسحلت في المزيكا واهتميت بالمهرجانات بقيت اركز مع الشارع والتكاتك أكتر. كنت عايز ابقى متواجد أكتر عشان احس بكل حاجة كل حد بيحس بيها. سواق التكتك دماغه متركبة ازاي وبيسمع ازاي. لقيت ان البيئة المحيطة فيها الزحمة والتلوث والإزعاج وصعوبة الحياة نفسها والضغط النفسي. وانا قاعد سايق وشغال على تكتك هاكون عايز اسمع بيت قوي بيقول نفس اللي جوايا دا دب طاخ دب طاخ.

ده موجود أصلًا في الشارع. في الأصوات وفي النور وفي كل حاجة. طبيعي يبقى معكوس في المزيكا. الفكرة اني كنت عايز احس بالضغط دا، أحسه عليَّ، في جسمي، والاقي نفسي بفهم الموضوع. فيه ناس بتسمع المهرجانات وهيَّ مش فاهمة الرقص بتاعها ازاي، لكن انتي لو قعدتي مع مغني مهرجانات وتابعتي جسمه بيتحرك ع المزيكا ازاي، وشفتيه هو فاهم المزيكا ازاي، دا هيغيّر فهمك أصلًا للمزيكا، فاهمة؟ هتفهمي جاية منين ومفروض الواحد يتحرك عليها ازاي. فيه ناس عمرها ما هتحس بالمزيكا دي مثلًا.

إسم مولوتوف جه منين؟

أصحابي كانوا بيندهوني بيه عادي، بس لما دخلت في حوار المزيكا حسيت انه إسم لايق فشخ على المزيكا والفكرة وكل حاجة.

على انفجار الطاقة اللي كنا بنتكلم عليه؟

بالظبط كدا.

إيه اللي حصل للصوت بتاع إيقاع المقسوم في المهرجانات؟

هو راح في حتة خشنة وعالية زي ما قلنا. هُمَّ بيدوروا ازاي يعملوا ماسترينج، السماعات نفسها تبقى أكبر وصوتها أعلى من غير ما الصوت يبوظ. ومزيكا المهرجانات محتاجة دا أصلًا، سماعات صوتها والبيز فيها أعلى من اللي في السوق. والسماعات المستخدمة في الأفراح وفي التكاتك بيبقى فيها سنة ديستورشن ومن غيرها المزيكا مش هتبقى حلوة. هيَّ سماعات نوعها ليه صوت معين، حتى لو أنواع رخيصة بس هيَّ المناسبة مع المزيكا دي. الناس من نفسها بتدور على تقنيات جديدة وسماعات مختلفة يكون البيز فيها عالي جدًا. والجمهور اللي بيسمع مهرجانات عنده ودن قوية جدًا، يعني مش زي الراب اللي بيرتبط بالكلام مثلًا، لكن المهرجانات ثقافة شارع ولبس ورقص وأغلب الناس بتعرف ترقص. واللي بيعرف يرقص لازم يكون فاهم الإيقاع وسامعه كويس، وهمَّ سميعة جدًا وعارفين التراك دا حلو ليه وده ليه.

كلمني عن الرقص.

هو فيه التشكيل وفيه الدّق. فيه شبه من البريك دانس بس كمان ظهر لما المهرجانات بدأ يبقى فيها المقسوم القاعد. بيحرك جسمه بشكل منتظم أكتر ما بيحرك إيده. معتمد على الجسم كله. والبروديوسر بيراعي كل دا زي ما المستمع حاسس بيه، ومركز مع الشارع وبيحاول يوصل لحاجة ترقّص أكتر، يوصل لـ كيك تبقى قوية أكتر، هيَّ والسنير مع بعض يدوكي إحساس انك عايزة تكسّري في الرقص بطريقة معينة. كل فترة البروديوسر بيقعد يجرب مع نفسه لحد ما يوصل لتركيبة وتقعد معاه كذا شهر بعدين يغيرها، وكل تركيبة بتبقى مناسبة للوقت اللي موجود، وبيجربوها في تكتك أو فرح يشوفوا الناس هترقص عليها ولا لأ. بيعملوا التجارب دي قبل ما التراك ينزل.

في الشهور دي كل البروديوسرز بيقلدوا نفس التركيبة ولا بيطلعوا بحاجات جديدة برضه؟

هو فيه بروديوسرز قليلين اللي ينفع تسميهم بروديوسرز. يكونوا بيعملوا صوتهم وحاجة بتاعتهم. اللي هو تسمعيه تعرفي ان هو فلان، زي عمرو حاحا، وزة منتصر، فيجو، حتحوت. أعتقد كل حد منهم، حتى لو سامعة شبه بينهم، بس هتعرفي ان كل واحد منهم مميز وبيعمل حاجة جديدة. وفيه ناس كومرشال أكتر زي المدفعجية. بس فيه ناس بتبقى على أصوله ومركزين أوي، حتى لو مش فارق معاهم أوي الجمهور، مركزين مع المزيكا كلعبة، هو بيعمل إيه فيها، الناس اللي مهتمة فعلًا بالمهرجانات. يعني فيه تراكات مش مشهورة بس هيَّ قوية جدًا.

أول تراك ليك على يوتيوب بقاله سنة بس.

أول حاجات عملتها كنت بنزلها على ساوندكلاود في ٢٠١٣، بعدها نزلت حاجات مع ١٠٠ نسخة. كانت هيَّ الليبل الوحيدة اللي موجودة، ورد عليا محمود رفعت وكان فيه وقتها بيعملوا مشروع ريتيون، مجموعة بروديوسرز مع بعض، عملت تراك فيه. وبعد كدا اتعرفت على فيفتي، ودي أول حاجة أعمل فيها فوكالز، كان مهرجان بلعب أساسي.

إمتى نزلت تلعب لايف؟

في الفترة دي كنت بنزل قليل، تلات مرات كدا في الجريك كامبس ومسرح روابط مع ١٠٠ نسخة. بعدين وقفت فترة طويلة، وبعدين حاليًا بدأت أنزل لايف تاني. كنت عايز اجرب أنزل في فرح شعبي وعملتها قريب، وكانت تجربة مختلفة فشخ. كان فيه باند موجود ودرامز وابتدوا يلعبوا معايا، وتواصلهم معايا كان حلو جدًا، كانوا مستغربينّي في الأول بس الموضوع مشي وكان لذيذ جدًا.

نحكي حكاية ويجز؟ انتو اتقابلتوا وهو عنده تراك ناجح بالفعل، باظت، وقاعدة جماهيرية.

أنا بسمعه من قبل ما اشتغل معاه، وتخيلته في المزيكا اللي بعملها. هو اشتغل انه يحط طعم مصري في الأداء والكلام، جدّد من شكل موضوع الراب زي بالسلامة. فيه حاجات فلكلورية ليها علاقة بالعديد (النواح على الميت) والموالد. بحس انه راح في المنطقة دي من الطريقة والألحان اللي بيغني بيها. لما بشتغل مع حد بيحس انه بيسمع حاجة جديدة فدا بيشجعه يطلع حاجة جديدة.

بتشتغلوا مع بعض دايمًا في نفس المكان وتجربوا مع بعض؟

بالسلامة عملناه كدا أكتر. دورك جاي كان هو في اسكندرية وانا في القاهرة. هو سجل فوكالز في اسكندرية بالكلام وبعتهالي. بعد كدا عملت انا التوزيع الموسيقي. وفضلنا مع بعض نعدّل ونغير على التليفون. أنا دايمًا بعمل جزء بسيط من المزيكا، وبعدين لما يغني ويسجل أبتدي اشتغل عليها واكمل التوزيع.

إيه النقط اللي بتختلفوا فيها؟

تقسيم التراك مثلًا. هو كان عايز دورك جاي يبقى أقصر وحاسس هيعمل ملل. أنا قلتله هيَّ مش مملة كدا القصة بتاعتها كاملة. أحيانًا بشارك في كتابة الكلام، أتكلم معاه في طريقة الغنا وصوته، عشان ببقى شايف النتيجة النهائية وانا محتاج إيه. اتناقشنا في الميكسينج بتاع الصوت، هو عايز التراكات أقرب للبوب وعايز الصوت حقيقي أكتر.

فيه ناس بتتكلم عن السامبلينج وان فيه تراكات ممكن تبقى بالكامل مسروقة. عايزة اسألك بتتعاملوا ازاي مع الكوبي رايت؟ وإلى أي مدى النقل والاستعارة ممكن يبقى حر، أو تقليد أسلوب الصوت وتغيير الصوت عشان يشبه أداء مطربين تانيين؟

فيه حاجتين. ممكن تقلدي حاجة بالمللي وتغيري حاجة بسيطة، دا تقليد. وفيه إنك تسمعي ميت حاجة وتطلعي حاجة، كأنك عملتي ريميكس لأفكار كتير. بالنسبالي مش بعمل سامبلينج كتير أوي. لأن اللي بيميزني اني بحب العب بالأصوات لحد ما اوصل لصوت أوريجينال محدش تاني بيعمله. ولما اكون شغال مع حد لازم الحاجة اللي تطلع تكون بتاعتنا أوي. أنا شايف ان معظم الناس في مصر بتقلّد وبتنحت. وساعات المزيكا اللي بعملها بتتقلد وده بيضايقني جدًا. وبحس ان دا استسهال وخاصةً ان بقى عندنا فرصة نبقى أوريجينال. ليه بنعمل كدا؟ زي باظت، هو تراك متقلد.

يعني انت شايف ان لو فيه تراك أصلي وانا مقلده للدرجة دي مفروض أذكر دا مظبوط؟ حتى لو راب أو تراب؟

الفكرة ليه أنقل أصلًا. ممكن يبقى فيه فكرة ان فيه أغنية لحد وعايز اعملها، أعملها بجد ويبقى ريميكس. في المهرجانات فيه ميلوديز وسامبلز مع الموزعين وبيستخدموها كلهم. هنا مثلًا فيه حرية، وفيه نقاش حتى في العالم دا سامبلينج ولا تقليد، بس في المهرجانات كلهم بيستخدموا نفس الميلوديز أحيانًا في تراكات مختلفة. بس ممكن آخد سامبل لميلودي أو صوت بس اكون عامل فكرة تانية، مش واخد الفكرة الأساسية نفسها للتراك كله.

بس انت متفق ان المشهد بشكل عام جزء كبير منه معتمد على النقل الكامل للأفكار والأصوات؟

ده كله. هو مين اللي مش بيقلد أو بينقل. مفيش حد فاهم يعني إيه يبقى عندي صوت خاص مش مكرر كمنتج موسيقي. الناس بتشوف تراك فكرته ناجحة وتنقله بالظبط. بابلو وويجز وأبيوسف ومروان موسى مثلًا، دول ناس بقى ليهم شكل خاص. دول بينقلوا بس بطريقة صايعة. بيحطوا أفكار من عندهم مع موضوع متجمع من كذا حاجة. وساعات ياخدوا حاجات من بره بالمللي. بس بيعرف في الآخر يحسسك ان ليه شخصيته. 

أبيوسف عنده براند وشخصية مستقلة فشخ. هو بيتعامل مع زولي ومؤخرًا ليل بابا، ودول عندهم حاجات ما تتنقلش. بيتس بسيطة والاعتماد أكتر بيبقى على غُنا أبيوسف لأنه في منطقة الراب أكتر. بس انا بتكلم كصوت بيعبر عن حاجة. تلاقي عندنا مفيش براند معينة ومجموعة أفكار معينة تلاقيها مكملة زي برا. بتلاقي الحاجات متفرقة وعشوائية. وممكن نكون بنقلد عشان احنا لسه جداد في الثقافة دي وبنتعلم. وفيه حاجة برضه ليها علاقة بالجمهور. لما بينزل تراك مثلًا زي باظت ومزيكته متقلدة بالظبط دا مش هيفرق مع حد. إحنا ما بندققش كمصريين في السرقة والحقوق، لا الفنانين ولا الجمهور، وده بيدي مساحة لأي حد يعمل أي حاجة.

إنت بتقول إن فيه ناس هتنتج بطريقة تجريبية واحترافية أكتر وناس بطريقة تجارية. طيب شايف الموضوع هيروح فين والحفلات اللايف، يعني الموضوع هيمول نفسه ولا الإعلانات ولا شركات إنتاج؟ إحنا عارفين مية نسخة مثلًا. فيه تراكات ليك مع مغنيين أنجح من تراكات بتجرّب فيها بحريتك.

هو كل فترة السوق بياخد شكل مختلف. في الأول كان كل واحد بينتج لنفسه بشكل مستقل، مفيش حد بيدعمه، والمكاسب بتبقى من النت والحفلات والأفراح. وفيه ناس زي أوكا وأورتيجا والمدفعجية اللي راحت للكوميرشال أكتر. في الفترة الأخيرة، السوق أخد شكل مختلف أكتر. فيه ناس أكتر ممكن تدخل في الجانب التجاري. وهتظهر حاجات تانية هتبقى الأندرجراوند بتاع الحوار. أنا حاسس اني في مرحلة انتقالية بين دا وبين التجاري، بس انا مش عايز أبعد عن فكرتي ان يبقى ليا البصمة بتاعتي. الفكرة بس ان بقى فيه حاجات ممكن تتعمل بفلوس كتير. الناس في الشارع ما دام بتسمع دا فـ الإعلانات عايزة تجذب الشباب فـ هتعمل الحاجة اللي هُمَّ بيسمعوها. بس احنا عايزين الكوميرشال ما يحصلش فيه زي زمان، ما يبقاش تافه، ويبقى فيه فن فعلًا.

إنتو بتلعبوا لايف فين؟ لو حابب تضمن حفلتين مثلًا في الشهر تقدر؟ إيه النظام الاقتصادي اللي بتشتغلوا بيه؟

فيه كذا نوعية من الحفلات. فيه حفلات كبيرة بتتعمل في أماكن زي الجريك كامبس زي المنارة ودار المؤتمرات الجديدة. بتبقى راب أكتر. حفلات للشباب الصغير وفيه سبونسر ممولها والتيكت بتبقى حوالي ميتين جنيه. والفلوس اللي تبقي طالباها بتاخديها تقريبًا، فيه مساحة تكسبي منها.

فيه بقى الكلَبز clubs ودي قليلة، زي كايرو جاز كلَب والروف بتاع جريك كامبس.

مع المغنيين بنعمل اتفاقات مختلفة، ممكن يحاسبني على التراك، أو تراك يبقى عندي لو من ناحية المزيكا هو بتاعي أكتر. وممكن كل واحد فينا يبقى ليه الحقوق مية في المية، كل واحد فينا يتصرف بطريقته. 

حاسس ان فيه نوع من الاحتواء أو إننا نقدم المهرجان المهذب؟ بتعتبر محمد رمضان من الفئة دي؟

آه دا موجود. بس رمضان مش بعتبره مهرجان مهذب. دي فئة عايزة تاخد المهرجان لحتة تانية مالهاش معنى بالنسبالي. بشوف اللي بيعمله دا حاجة وحشة أوي. أنا مثلًا بحترم حمو بيكا، إنما رمضان كأنك بتاخد تاريخ ناس تانية وتنسبه ليك.

أنا شايف ان الناس مستسلمة بنسبة كبيرة، مفيش ناس بتتكلم أوي. ممكن يكونوا معترضين ومتضايقين، بس نفس الشخص لو محمد رمضان كلمه هيروح على طول عادي جدًا. في نفس الوقت هُمَّ حاسين ليه شخص نجح النجاح دا في نفس الحاجة اللي هُمَّ بيعملوها وهُمَّ مش في النجاح دا. أنا شايف ان فيه ظلم للناس بتوع المهرجانات لأنهم ناس فقرا. ولازم مساعدة ولو بسيطة هتفرق في نظرتهم للفن اللي بيعملوه، بدل ما يبقى أكل عيش وبس.

دا بيحصل لما تظهر شركات من داخل الحركة نفسها.

اللي مضايقني إن البوادر اللي ظهرت دلوقتي من ناحية شركات الإنتاج بتاعة السينما والإعلانات ما ظهرتش للناس دي. شركات زي ريد بول زي جود بيبول. هُمَّ بصوا لنجاح أغنية زي دورك جاي وعايزين زيه. فيه حاجات بيخططولها لسوق الميوزيك فيديوز زي استثمار ويجز أو الناس دي لكن مش للشارع. والمهرجانات بتتطور وخرج منها حاجة جديدة تانية زي اللي أنا عملته مع ويجز مثلًا، ودي اللي ممكن تروح لنواحي تانية. بس بعدِت عن الناس بتوع المهرجانات وهُمَّ لسه في نفس المستوى ما خرجوش منه.

بتبص ازاي لكلمة سرسجية اللي بتتقال دايمًا على بتوع المهرجانات؟

موضوع سرسجية دا نسبي. يعني حسب النية. ممكن واحد يقوله قاصد يقلل من حد أو يهينه. مع إنه حد عايش حياته عادي وليه لبسه وثقافته ومزيكته ومش مهتم بكل دا. أنا مثلًا حد يقولي انت جربوع أو صعلوك. طب ما دي حاجة كويسة. هو قاصد يضايقني بس انا مبسوط كدا. أنا في الشارع ومع الناس، وبشوف حاجات جديدة وبتعلم الناس بتفكر ازاي وجسمها بيتحرك ازاي، وسط الزحمة والنور العالي والتلوث والدوشة. اللي راكب توكتوك عايز يسمع بيز عالي يهزه ويحرك جسمه بطريقة معينة، ولما بعمل مزيكا ببقى فاهم كل دا وعايزه يطلع في المزيكا. عشان كدا كل بتوع المهرجانات بيجربوا عشان يطلّعوا الصوت زي ما بيتسمع في سماعات التوكتوك والصبّات اللي في الشارع. صوت خشن ومتوسخ وهيَّ دي حلاوته، وعشان كدا هو أوريجينال.

إيه الشكل اللي انت بتتمناه للموضوع؟ أي شركة إنتاج تجارية هتتعامل بنفس المفهوم اللي مضايقك غالبًا.

المفروض يبقى فيه شركات كتير مش كلها بتشتغل بنفس المفهوم. بتجمع بين الفني والتجاري. ناس مثقفين أو ناس عندهم وعي وفاهمين الموضوع. وعندهم حلقة وصل بين دا ودا ويدخلوا في الصناعة. فيه ناس كتير أعرفها بتعمل شغل كويس بس محتاجين ناس تعملهم شكل، ازاي يصوروا فيديو، إيه الموضوعات.

منتِج فني يعني.

أيوه منتجين فنيين شباب مثقفين عندهم نية الدعم، ومقتنعين انهم يعرفوا يكسبوا من دا. فيه تجارب كان عندها مساحة انها تخلي المهرجانات زي الجرايم في بريطانيا. وكان عندها كل اللي بيعملوا مهرجانات في مصر. بس بصوا تحت رجليهم، والمصلحة بتخلص مفيش حاجة بتحصل. أحيانًا دا بينزّل المهرجانات ويأثر عليها سلبيًا. كان ممكن يعملوا نقلة للمهرجانات واتصالات بالخارج. رأيي ان كل اللي اتعمل كان ممكن يبقى أقوى وتأثيره أقوى بكتير. يعني السادات دا بالنسبالي أيقونة، ناقصه إيه عشان يبقى عالمي؟ موهبة وفكر وأداء.

المهرجانات اللي فيها تسلية بس بتجيب فيوز أكتر وببساطة دا اللي المنتج هيبص عليه.

الكلاينت أو السبونسر ممكن يقول كدا، بس المنتِج لازم يبقى عنده بعد نظر. الناس دلوقتي بتدور على حاجات تانية وبتسمعها. فيه حاجات مش هلس بس هتتسمع أكتر من الهلس بكتير، دا اللي حاصل دلوقتي. وبعدين انت بتعمل حاجة عشان المهرجانات، ما تخليش اللي بيعملوها يبقوا كارهين الموضوع، وبيعملولك حاجة عشان الفلوس والمصلحة. فيه ناس عملت تراكات حلوة وطلعت أفكار حلوة وخارجة من الوقت اللي احنا فيه. المنتِج بيخليهم يبدلوها بحاجات فيك (مزيفة). المفروض انت شخص بتدعمني عشان أنا بتاع مهرجانات. مفروض تساعدني أطلّع حاجة بتاعتي واثبّتها، وإلا جايبني ليه أصلًا؟ عشان نمثل كلنا حوار؟ وانا استفدت إيه؟ ولما يعمل كدا ما خلاص الصورة هتبان كدا. بيحاربوا ان الحاجات الحلوة تبقى موجودة خلاص دا اللي هيفضل منها. مع إنك ممكن تكسب من وراها أكتر.

إنت كفنان نفسك تروح فين؟

عايز اروح ناحية اني ما ابقاش في مصر بس. عايز اخرج برا النطاق المحلي واشتغل على حاجات مختلفة وأنواع مزيكا مختلفة. أشاور على حاجات تغير شكل المزيكا شوية. ونفسي أفضل اعمل كدا على طول وشغلي ما يتغيرش. في المستقبل ممكن اكون عندي شركة إنتاج، أطلع منها أفكار أكتر في البيزنس ما اقدرش اطلعها دلوقتي.

عمرك اتقابلت مع مؤلفين موسيقيين أو ملحنين أو مطربين من العالم التاني؟ ولا دايمًا في العالم دا بس؟

لأ بقالي شوية في العالم دا بس عايز أخرج. عايز اتعاون في الفترة الجاية مع ناس مالهاش علاقة بالمهرجانات والراب. لأني متخيل المزيكا لما تعمل حاجة مع الموضوع دا هيبقى حاجة تانية خالص. ونفسي أوصّل الناس تسمع مزيكا بس من غير غنا، والموضوع دا ينتشر. فكرة الدي جاي والمزيكا اللي الناس بترقص عليها وبتتسحل عليها من غير فوكالز. أنا حاسس اني بعمل تراكات رايحة في الحتة دي بعيد عن الأغاني.

أنا شفت حاجات أقرب للترانس إنت عاملها.

بالظبط كدا. وعارفة كمان فرقة المصريين مثلًا وشغلهم، وعمر خورشيد والصوت بتاع السبعينات اللي جايب من الفلكلور ومطور فيه وفي نفس الوقت مصري. لما بسمعه بحس بمصر، مش بالشرقي أو بالصحرا. أنا مسحول مع الصوت دا وبسمعه بقالي حبة، وحاسس إن دا اللي فيه الحاجات المشتركة، وممكن يبقى محتاج حاجة زي الإيقاع بتاع المهرجانات دلوقتي. لأنه ساعتها كان بيتعمل بإيقاعات جاز مثلًا وديسكو، بس كانوا بيخلوا الجيتار شرقي. هنا بقى الموضوع هيكتمل لما الإيقاع نفسه يبقى شبهنا. يعني أنا بالعب صوت إلكتروني جدًا بس الطريقة اللي بتحرك بيها مع الإيقاع والميلودي الملعوب بطريقة معينة هيَّ اللي تفرق. أنا بفكر في كدا، حاجة شبه اللي حصل في الوقت دا بس متكاملة أكتر.

المزيـــد علــى معـــازف