نادر خليل | نادر خليل

كتابةياسين - March 24, 2022

ظهر منتج الراب والهايبر بوب نادر خليل لأول مرة أوائل العقد الماضي، خلال ذروة العصر الذهبي لساوندكلاود. طرح ألبومه القصير الأول وورف في ٢٠١٣ تحت أسم نوك فرُم ذ فيوتشر، ليعقبه بـ إيه+ في ٢٠١٤ وبومبز ١ في ٢٠١٦. حتى ذلك الوقت جمّع نادر في رصيده سلسلة من التعاونات الملفتة مع فنانين مثل رائد الهايبر بوب، ديلان برادي (من ١٠٠ جكس) ونايت لوفل وكوزين ستيز، ونجم الراب البديل كيفن أبستراكت (من بروكهامبتون).

ظهر المؤشر الأول لتوجه خليل الموسيقي والجمالي الجديد بعد إصداراته الفردية باسم ٠١٤، التي جاءت بعد انقطاعه لعام ثم إزالته لكثير من أعماله السابقة من يوتيوب. خطى خليل داخل ضباب الإنترنت الغامض مع كرود، تراك تراب منوّم ومشوّه، شكّل بجانب ٩٨ في ٢٠٢١ تحوّلًا شخصيًا لخليل، الذي شحذ همته لإصدار أعمالٍ باسمه الحقيقي.

أحتوت تراكاته الفردية الأخيرة أفضل ما في إنتاجاته تحت كلٍّ من أسمائه المستعارة، مازجًا إياها في تركيبة جديدة تقع عند نقطة تقاطع بين الكلاود راب الرشيق، وبين انحرافاته الغاضبة تجاه الهايبر بوب، ما مهّد الطريق لإصدار ألبومه المعنون باسمه في شباط / فبراير ٢٠٢٢.

انطلاقًا من وايلد ترانس، لم يضيع خليل وقته لتأسيس اللوحة الصوتية للألبوم: بيتات تراب حديثة مشوّهة، كوردات سنث سو (saw wave) عالية الفولت، وسولوهات ليد سنث تخترق الأذن على غرار سولوهات الجيتار الكهربائي. يشهد الإصدار أيضًا تجميع خليل أساليبه الغنائية المتنوعة التي استكشفها في مشاريعه السابقة، لتبلغ ذروتها بدفقاتٍ غائمة من سيل أفكار ومشاعر ترتكز بعمق على غرائبيات الجنرا، إلى حدٍّ يمكن فيه سماع محاولة الأوتوتيون للحاق بغناء خليل المشدود عمدًا.

تقودنا الإيقاعات القاسية والمعدنية إلى تراك سينر مان، الذي يعيد صياغة بيت تراك كرود الصادر في ٢٠١٩ بشكلٍ موسّع أكثر؛ ويرفع مستوى الطاقة نحو أغنية راقصة ضاربة، ذات لحن ليد سنث صاخب وتدفقات أكثر عمقًا وتركيزًا.

على مدار الألبوم، تتباين الذُّرى المفعمة بالطاقة مع لحظات رقيقة غير متوقعة؛ كما في الفواصل القصيرة المحلّقة في النصف الأخير من سينر مان ولاست تراي. كما نلاحظ طبيعة فجّة تهيمن على التراكات، بما ينسجم مع الطاقة الهائلة التي تحيط بإنتاج الألبوم. يبدو أن هذا كان قرارًا واعيًا من خليل، إذ لا يستمر أيٌ من التراكات أكثر مما ينبغي (لا يوجد سوى تراكين يتعدى طولهما دقيقتين). على مدار الـ ١١ دقيقة المكثّفة التي يستغرقها الألبوم، يحافظ خليل على جودة أدائه الصوتي العميق والخشن.

أما التراك الأخير في الألبوم، آراب واي، فيقدم واحدًا من أكثر البيتات المثيرة في هذا المشروع، من خلال دمج كوردات سوبر سو (supersaw) تذكّر بـ بيير بورن مع إيقاعات شرقية. ربما كان ينقص هذا التراك تحديدًا بعض العناية الإضافية، إلا أن نادر خليل قد أجرى في إصداره الجديد عملية استكشاف مكثفة لصوته الجديد، على أمل أن تكون بداية فصل جديد في مشواره الفني.