.
في مطلع ٢٠٠٤ جمعت شركة بووست موبايل للشبكات ثلاثة رابرز في بداية مسيرتهم الفنية: لوداكريس، ذا جايم، وكانيه وِست، تعاونوا لإنتاج سنجل بعنوان وير يو أت كإعلان لشبكة المحمول الجديدة في أمريكا وقتها. عمل كانيه كمنتج موسيقي على بيت جديد في الاستوديو، وحمل هاتفًا محمولًا يستخدم شبكة بووست موبايل ليتصل بلوداكريس وذا جايم للعمل على الأغنية، لتبدأ فترة راب الرينج تونز، عندما كانت تستخدم هذه الأغنية وغيرها كنغمات للهواتف المحمولة في هذا الوقت.
التراك منفصل تمامًا عن المنتج المعلن له، وفكرة جديدة على هذا النوع من الإعلانات. تتحدث بارات الأغنية عن نشأة الرابرز، والجانب الإعلاني هو قوة الشبكة لدرجة استخدامها لعمل تراك عبر مكالمة تليفون. استغل الإعلان نجاح ألبوم كانيه وِست الأول ذَ كوليج دروباوت وقتها، الذي أنتجه بعد بضع سنوات كمنتج موسيقي لجاي زي وأليشيا كييز وغيرهم؛ ونجح في ذلك تمامًا.
على غرار فكرة “لو نجح محل كشري، الشارع كله هيبقى محلات كشري” تبنت شركات الشبكات المصرية هذه الفكرة في إعلاناتها. بعد عشرين سنة، ما زلنا نرى الإعلان نفسه بكلمات مختلفة لعمرو دياب وفودافون في رمضان، وغيره من الفنانين لباقي الشبكات في ثيمات وكلمات مستهلكة عن التواصل والعائلة واللمّة.
لا أنتظر كثيرًا من تراك لإعلان تجاري، لكنني أنتظر ألبوم ويجز بعد توقف طويل وتراكات فردية متباينة الجودة. يظهر ويجز في إعلان لشركة سامسونج وهو نوع إعلانات جديد للشركة بعد بضعة أيام من تراك منوعات ٢٠١٩ لمروان موسى وعفروتو. هل إعلان سامسونج ردًا على ديس “على الأقل مش زي التاني اللي أخذ من المجال وساب / مش هذكر اسمه / يا ويجز ازاي تسيب الراب”؟ لا أظن ولا أهتم.
بيت كاتشي مع إيقاع ثابت فوق بايس عميق وسنثات زاحفة، تؤثث باراتٍ مباشرة بأكثر من معنى. ويجز “دايمًا بيلعب على كبير” فعلًا. يغني راب وتراب وبوب. أغنية عاطفية مرة، أغنية مع أنغام على المسرح مرة، تمثيل مرة أخرى. يجرب ويبدو كأنه غير مهتم بنجاح التجربة إلا أنه يدرك أنها هتتشاف و”هتعمل قلق”.
لا توجد مقارنة بين إعلان ويجز لسامسونج وإعلانات عفروتو لعصير بيتي ومروان موسى لوي مثلًا. في رأيي، يكسب ويجز هذه الجولة فنيًا بسهولة.
“شوف انت بتعرف تعمل ايه / وانت بتعرف تعمل ايه / بعرف اعمل الاتنين” Multiwindow
“كل دا بتحمل / أنا حاسك بتتأمل / أنا الحمد لله سريع” NFC
“عمري ما بيعت واحد صاحبي” Secure Folder
“أنا بلقطها من بعيد” إشارة كاميرا
أعجبتني الأغنية وحمستني لألبوم أنضج وأقل تجارية من إنتاجاته الأخيرة. ويجز فنان ذكي. تمامًا كما يقال على عمرو دياب، قادر على الاستمرار وإنتاج أغانٍ كاتشي حتى لو كانت خارج السياق. يقدم بيرسونا معتمدة على النجاح والذكاء والكاريزما. كما يضع نفس الحاجز الشفاف بينه وبين الجمهور مهما اقترب منهم. هو ذكي، طموح، وغير مهتم دائمًا ولا يُخفي ذلك.
ليست المفاجأة في الأغنية ذكاء ويجز، بل قدرته على تطويع أغنية إعلان لعدة أهداف؛ ردًا على ديس مروان موسى وعفروتو – إن أردت، بيت جديد، كلمات ذكية، ومقدمة إعلان فيها مواصفات الموبايل حتى لا يضطر لقولها في الأغنية. إصابة مباشرة بصراحة.