عربي جديد

طوال النهار وطوال الليل | فوضيل

هيكل الحزقي ۱۲/۰٦/۲۰۱۸

خلال العشرية الأخيرة، ارتبط اسم فوضيل بنوستالجيا ١ ٢ ٣ سولاي وموجة الراي المتفرنسة التي انتشرت بين أواخر التسعينات وبداية الألفينات. لم نكد نسمع عنه شيئًا عدا سقوطه الجماهيري بعد مساندته لساركوزي خلال انتخابات ٢٠٠٧ (تعذر فوضيل بمساندة جاي زي لباراك أوباما أثناء ظهور له في منوعة فرنسية)، ومحاولته الانتحار التي كشف عنها في سيرته الذاتية الصادرة سنة ٢٠٠٨.

كان من المفترض أن يعلن فوضيل عن عودته بأغنيته أول داي أول نايت التي أعلن عنها ربيع السنة الفارطة، ولكنه انتظر، مفضلًا على ذلك التعاون مع خرّيج آراب آيدول محمد عساف في راني، والعمل مع المنتج المغربي رِدوَن الذي أنتج أعمالًا هامة لـ ليدي جاجا وجِنيفر لوبيز والشاب خالد، والذي هندس عودة فوضيل المظفرة.

في أول داي أول نايت، استنسخ رِدوَن بعض ملامح سي لا في لخالد [Mtooltip description=” إعلاميًا، تخلى الشب خالد عن لازمة الراي، وأصبح يعرف بـ خالد فقط” /]، خاصةً من حيث التردد في صوت الكورال عند غناء اللازمة: أداء قريب جدًا ونفس التلونات الصوتية، مع بصمة رِدوَن الواضحة في مقاطع صاخبة وراقصة. تخلى فوضيل عن الطفولية التي تميز بها واستنزفها في بداية مسيرته، وظهر بأداء أكثر ثباتًا. الخلفية الصوتية المكررة في الأغنية حملت نفس البصمات الأسلوبية للخلفية المستخدمة في راني، أما المؤثرات فسمعناها من قبل في أغنية رِدوَن، دونت يو نيد سَم-بادي. تظهر في النهاية جملة مميزة بالأكورديون تخلق ومضةً دافئة، قبل أن تقفل الإيقاعات الإلكترونية الراقصة الأغنية.

تساهم الأغنية [Mtooltip description=”الأولى على قناة فوضيل على يوتيوب” /] بخلق صورة مبهجة لعودة فوضيل الذي يقول إن الفكرة خامرته سنة ٢٠١٤ بعد أن شاهد فيديو آي ام هابي لفارِل ويليامز، فتملكته الرغبة بالعودة عبر أغنية مرحة واحتفالية بعد انقطاعٍ دام سبع سنوات. قد تكون هذه أيضًا بداية مرحلة جديدة من مسيرته. فمن ناحية نجد فوضيل قد تخلى عن الراي ليدخل مشهد البوب المغاربي الجديد، كما يمكننا أن نعثر على مقاصد دلالية في الفيديو، حيث يظهر فوضيل أكثر انطلاقةً وديناميكيةً من وراني، وكأنه قد تخلص من مخلفات اكتئابه. تقنيًا، الفيديو جميل وبرّاق، غني بالألوان والرقص ووجه فوضيل الضاحك على الدوام، يقدم صورة مناقضة للحالة التي كان عليها، وما عاشه من اكتئاب وتوقف عن الإنتاج لسنوات.

قد يكون لهذا النجاح جانبٌ مقلق، إذ سمعنا فوضيل يقول في حوار مع مجلة تالكال الفرنسية: “لقد قمت بفوضلة رِدوَن.” الأمر ليس كذلك. تحمل الأغنية تضاريس البوب الراقص المغاربي الذي ساهم رِدوَن بتأسيسه بنفسه إلى جانب جلال الحمداوي ثم أن فوضيل لا يعود بشخصية أسلوبية قائمة بذاتها بعد غيابه المطول وبعد تفريطه بإرث الراي التسعيني. إضافة إلى ذلك، ليس من الصعب أن نتخيل خامة صوتية مغمورة ونضعها محل فوضيل لننتهي بأغنية مماثلة، ولو أن نجاح الأغنية بشكلها الحالي يرتبط إلى حد ما برومانسية عودة فوضيل التي بدت في وقت ما مستحيلة.

المزيـــد علــى معـــازف