.
تشعرنا جازمين بيرك، مغنية ويفز وكاتبة أغاني الألبوم، بأنها شخص لم يعد لديه ما يخسره. في ألبوم الفرقة الطويل الأول تُفصّل جازمين مشاكلها شديدة الشخصية والحميمية بدرجات متطرفة من الصراحة، تتجاوز الخوف العام من مجرد الاعتراف بالوحدة لتوسل العلاقات والتهديد العصابي في حال تركت لوحدها، وتخصص أحد الفيديوهات المرافقة للألبوم للإدلاء بإفادة عنيفة بأن وحدتها تنسب بشكلٍ ما لمظهرها. لحسن الحظ تستطيع برك تحول هذه الحياة لمادةٍ للسخرية السوداء والعبث، ما أكسب الألبوم صوته العصابي المضطرب الذي لا يسمح للمستمع بطرد مشاعر الخوف أو الكآبة حتى في أكثر لحظات الألبوم بهجةً واحتفاليةً.
ازداد تعقيد صوت الألبوم وعصابيته نظرًا لتعامل باقي أعضاء الفرقة مع توجه الموسيقى لأجل الموسيقى، وعزل الموسيقى عن التعبير، بدرجات متطرفة بدورهم، فلم يعد هناك أي توازيات أو تداخلات بين الأغاني ومواضيعها، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بعازف الجيتار مورجن واترز، والذي اكتشف طريقًة لنسج صوت جديد من توليفة (جيتار، بايس، طبول) شديدة الاستهلاك، ولم يفرط بهذا الصوت عبر تقييده بأي مواضيع أو سمات أو تدفقات عاطفية قد تفرضها الكلمات.
جاءت النتيجة على شكل ألبوم مصاب باضطراب ثنائي القطب bipolar، يبدي تقلباتٍ مزاجية عنيفة وسريعة وأحيانًا متداخلة، لا تظهر بين الأغنية والأخرى بل بين المقطع والآخر وبين أسطر الجيتار المكررة. وفي معظم الألبوم لا نكون متأكدين من أي قطبي الحالة المزاجية يأتي الصوت الذي نسمعه، لكننا نعرف دائمًا أنه صوت أصلي مميز يأتي من توليفة مستهلكة، ويوثق باضطرابه اضطرابًا موازيًا تأتي به الكلمات التي تحاول وصف مزاج شديد التعقيد، وهذا كافٍ.
أغانٍ تقدم للألبوم: Eagles, One More, Human