٦ أغاني للعمّال

كتابةمعازف - April 30, 2013

١- أغاني غواصي اللؤلؤ في البحرين – سالم العلان وأحمد بوطبنيه

عانى أهل الخليج والبحرين خاصة طويلاً من أهوال البحر وعناء حياة الغوص قبل أن يعانوا من الاستعمار الناعم ومشاكل الاقتصاد الريعي وبطش آل خليفة الذي يعيشونه الآن. كان الغواصون يذهبون في رحلاتهم لأشهر عدة يخاطرون فيها بحياتهم أحياناً بمقابل وأحياناً أخرى بدون مقابل. فقد كان على الصياد أن يدفع لصاحب القارب نسبة مما جمعه من لؤلؤ، ثم أن يفاوض التجار على ما تبقى له من صدف، والذي قد يخلو الكثير منه من اللؤلؤ ويكون عديم القيمة. أغاني الصيادين كانت تعبر عن قسوة حياتهم وتكالب الطبيعة والإنسان عليهم

٢- أغنية عيد العمال – محمد طه

بحياته وإنتاجه الفني، يُعطي محمد طه مثالاً نادراً عن فنان عاش هموم الطبقة العاملة وحافظ على علاقة متينة بهم. إنتاجه للمواويل كان أسطورياً ووصل العشرة آلاف موال، وكأنه أخرجها كما يخرج عامل البلاط أو الطوب.

استمر محمد طه بمهنته كعامل نسيج حتى بعد أن حقق النجاح الفني، ولكنه بعد أن أحيا احتفالات عيد الثورة أمام الرئيس جمال عبد الناصر والتي استمرت لعشرة أيام تلقى خطاباً من مصنع النسيج يتعلق بغيابه عن عمله. استقال محمد طه بعدها.

٣- مقلتلكش إنه الكترة – سيد درويش

في النصف الأول من العشرينيات من القرن المنصرم ظهرت في مصر موجة من الاضرابات على نطاق واسع شارك فيها عمال الترام والسكك الحديدية وعمال شركة قناة السويس. تباينت ردود الأفعال عبر كافة أطياف المجتمع إزاء هذا الحدث غير المعهود. الشاعر الكبير أحمد شوقي اختار الوقوف إلى جانب السلطة ونشر قصيدة متعالية تلوم العمال وتحثهم على العودة إلى العمل، بينما كتب بديع خيري قصيدة أخذت موقفاً مخالفاً دعم فيها العمال وشجعهم على المطالبة بحقوقهم. انتشرت هذه القصيدة وغناها سيد درويش لتصبح أحد أهم ألحان الحركات العمالية. قصيدة شوقي يكاد لا يذكرها أحد.

٤ – الشوفيرية – مرسيل خليفة 



بدأ مرسيل خليفة مسيرته بالعكس. أو أنّ مسيرته انحرفت وعاشت في مكان آخر غير الذي خرجتْ منه. الصوت المتقشّف الذي جاء صادقاً في البداية بأواخر السبعينيّات: “وعود من العاصفة” (1976)، وأغاني المطر” (1977)، تحوّل إلى صوت الشّكل الموسيقيّ الأوركستراليّ الذي استغنى عن عمّاله وثوّراه وطلّابه مقابل 30 و50 و80 دولار.

فمن أغنيةالخضرجيّالساخرة والمريرة في أسطوانةعالأرض يا حكم” (1980)، إلى مقطوعةرحيل الخضرجيّالتي يمكن الاستماع إليها في المصاعد بدون إزعاج في أسطوانةالجسر” (1983).

ومن هذه الأسطوانة،عالأرض يا حكم، أغنيةالشوفيريّةالتي لا تدّعي مخاطبةالشوفيريّةالذينسحبتهم المدينةمن أراضيهم ومزارع التبغ، بل تحكي باسمهم: “شو بدّك تمشي لتمشي حتّى ترد المصريّات، يا ما عم نحرق بنزين وأعصاب وزيت فرامات“.

٥- رفيقي صبحي الجيز – خالد الهبر، فيروز وزياد الرحباني

في بداية الحرب الأهليّة اللبنانيّة (1975/ 1976 (؟))، أصدر خالد الهبر أغنيةرفيقي صبحي الجيزمع زياد الرحباني لتختفي في متاريس استقطاب الادّعاءات الفنيّة الوطنيّة. ليقوم زياد الرحباني بإحيائها مع فيروز في أسطوانةولا كيف” (2001).

تحيط بقصّة صبحي الجيز أساطير حوّلته إلى أيقونة شيوعيّة نضاليّة. فالرواية المتداولة تسرد قصّة الهبر الذي كان في بداياته يعزف في أحد المطاعم البيروتيّة، ليصادق كنّاساً تعرّف عليه صدفة في طريق عودته بإحدى الليالي. ليجدا ما يربطهما: الجيز المثقّف الكادح الشيوعيّ، والهبر الذي وجد نفسه في الشيوعيّة. حتى وجد الهبر صديقه يوماً مقتولاً برصاصة قنّاص ببداية الحرب.

٦- تبني وتعلّي ناس الغيوان

لم يكن على فرقةناس الغيوانأن تبتدع أساطيراً أو تغنّي عنهم. غنّت الفرقة، ببساطة، عن تجربتها التي تجذّرت في الحي المحمودي الفقير بالدار البيضاء

في أغنيةتبني وتعلّي، ثمّة تعميم مريح لأصحاب العمارات العاليّة، والجدران المحيطة بالفيلات، بينما غيرهم يعيشون فينوالات“- أحياء الصفيح. لكن الأمر الذي يفهمهالفقراء“: أنّهم هم يبنون هذه العمارات والجدران على أنفسهم قبل غيرهم.