fbpx .

باخ رغم أنف الناس البيض | كونترا نينا سيمون

معازف ۲۰۱٤/۰۲/۲۳

في الولايات المتحدة الأميركية عام ١٩٤٥، توقّفت إينوس وايمن (١٩٣٣-٢٠٠٣) ابنة الثانية عشر عن العزف على البيانو وقالت إن لم يسمح لأهلي الجلوس في السطر الأول (المخصّص لذوي البشرة البيضاء) في عرضي فلن أعزف“. هذه كانت أول مواجهة مباشرة لوايمن مع العنصريّة أو الناس البيضكما تسميهم، وهي المواجهة التي استمرّت سنوات طويلة فيما بعد. وهي ذات العنصريّة التي منعتها بعد ذلك بسنوات قليلة من نيل منحة دراسيّة في معهد كورتيس للموسيقى في فيلادلفيا، رغم أنّها خريجة مدرسة جوليارد للموسيقى، مما حطّم حلمها بأن تصبح عازفة بيانو كلاسيكيّة، ولكن ليس كليّاَ. فكما أطلقت الرصاص على رئيس شركة إسطوانات حاول أن ينصب عليها، أطلقت وايمن، والتي تبّنت اسم نينا سيمون، أفكارها وآرائها بالكلمات واللحن. في إحدى مقابلاتها عام ١٩٩٩، قالت:

– (هدفي) هز الجمهور، فتح عيونهم على ما حل بشعبي في أنحاء العالم

إذاً، فهل دافعك للغناء هو الغضب؟

لا، دافعي هو الذكاء، أريد أن يعرفوا بأنّني أعرف من هم وما فعلوه بشعبي في أنحاء العالم وليس الغضب. للغضب مكانه، والغضب نار بإمكانه تحريك الأمور ولكن دافعي هو الذكاء، لا أريد أن يظنوا انني لا أعرف من هم يا عزيزي.

ـ من هم؟

البيض ما عدا نيلسون مانديلا

رغم نجاح نينا سيمون الباهر كمغنيّة وعازفة وملحنة لموسيقى جماهيريّة، إلا أنّها لم تنس حلمها. فبعد نجاحها الكبير في نيويورك، كتبت رسالة لوالديها أظهرت فيها عدم رضاها: “إنّي وأخيراَ في نيويورك، ولكنّني لا أعزف باخ“. رغم أنها لم تعزف مقطوعات لباخ، إلا أن أثر أسلوبه واضح في أغانيها المختلفة، وبالتالي وبمناسبة عيد ميلادها الواحد والثمانين الذي صادف ٢١ شباط/ فبراير، لعلّه منطقيّ أن نختار من جميع أغانيها الاستماع لـ حبني أو اتركني، والتي تظهر تأثر سيمون بـ باخ.

ظهرت الأغنية الأصلية عام ١٩٢٨ في مسرحية موسيقيّة في برودواي، من كلمات جاس كاهن وألحان وولتر دونالدسون. ومع قيام العديد من الموسيقيين باعادة صياغة الأغنية، إلا أن أشهر نسخة اليوم قد تكون لنينا سيمون، والتي أطلقتها ضمن أسطوانتها البكر عام ١٩٥٨. قد يكون أبرز ما في الأغنية هو توزيع سيمون بأسلوب الجاز ودقيقتي الارتجال الكونترابنتي كونترابنت Counterpoint: وجود خطي لحن أو أكثر بالتوازي بشكل منسجم، وهو أسلوب فترة الباروك أي القرن السابع عشر في أوروبا. بأسلوب باخ في منتصف الأغنية، والتي كثيراً ما تقارن بالكونشيرتو الخامس لباخ.

لعل نينا أو إينوس لم تصبح عازفة كلاسيكيّة، لكنّها عزفت باخ وأسمعته لجمهور لا يستمع إليه عادة، عزفت باخ رغم أنف الناس البيض“.

المزيـــد علــى معـــازف