fbpx .
أظلم السرداب | فن الكولات ولماذا نفقده

أظلم السرداب | فن الكولات ولماذا نفقده

معازف ۲۰۲۵/۰۱/۱٤

كتب المقال كلٌّ من إيهاب شغيدل وزين حسين.


ارتبطت مهن عديدة بالموت، منها الدفّانة دفن الموتى. والجنّازة حمل جنازة الميت. والمغيسل المكان الذي تغسل فيه جثة الميت. يغسله شخص يسمى شعبيًا المغسلجي.، إلا أن هناك مهنة أخرى تضاف إلى تلك هي مهنة الكوّالة. ماذا تعني كوّالة ومن أين جاءت التسمية؟

الكوّالة مهنة نسائية، والكولة فن شعري رثائي جذره أهوازي وامتداده في العراق بمناطق الأهوار، تعدد من خلاله مناقب الميت. في مناطق الفرات الأوسط القارية والقراية، بحسب الباحث كريم راهي، ترتبط هذه المناقب بالقضية الحسينية فقط، لأن الفرات بيئة شيعية مغالية، لذا يقتصر الحزن على واقعة الطف. لذا عندما يموت شاب تقرأ الملاية عن القاسم سليل آل البيت الشاب الذي استشهد في معركة كربلاء، وإذا كان الميت امرأة تقرأ الملاية عن مصيبة زينب أخت الإمام الحسين، وهكذا. جنوب دجلة الذي ينتهي بالأهوار هو موطن هذا الفن.

لا بد من توافر خصائص معيّنة تؤهل المرأة لتصبح كوّالة، مثل الجرأة والارتجال والصوت العالي، وتكنيك خاص في قول الشعر الرثائي الشعبي. لعقود من الزمن سطرت النساء الرثائيات في الأهوار عن الأب والابن والأخ والزوج، بيد أن كله ذهب إلى النسيان، وأقدم مدون لشعر شعبي نسائي هو ندب فدعة آل صويح على أخيها حسين فدعة شاعرة ضاع تراثها، باستثناء مقاطع متفرقة قام الشيخ عبد المولى الطريحي بجمعها وإصدارها في كراس صغير ظهر في النجف عام ١٩٤٩، ولا يزال بمنزلة المصدر الوحيد في هذا الموضوع..

عدا عن إنشاد المرأة عن مصيبتها الخاصة، صارت الكوّالة مهنة، إذ تقوم الكوّالة برثاء مبالغ على الميت لكي تستعطف أهله من أجل التكسب وإكرامها بالمال والهدايا. 

بالعودة إلى الجذر اللغوي لـ الكوّالة ربما يرجع إلى معنى القول، أي تلك التي تقول، وقوّال مذكر، مؤنثها قوّالة وهي صيغة مبالغة، وبلهجة جنوب العراق يتم قلب حرف (ق) إلى (ك)، لتصبح كوّالة.

الكوّالة والملّاية

قد يُخلَط بين الكوالة والملاية، إلا أن هنالك فرق بنيوي بينهما وإن تشاركا في مسألة تقديم الرثاء. الكوّالة مختصة في مجالس العزاء، بينما الملاية تختص برثاء أهل البيت بقصائد فجائعية عن واقعة كربلاء. أيضًا، ترتجل الكوّالة الشعر، بينما تقرأ الملاية قصائد معدة مسبقًا، وهذا عائد إلى قدسية الفاجعة التي لا تقبل الارتجال، الذي قد يؤدي إلى الإساءة والكفر أحيانًا دون قصد.

قد تقتحم الكوّالة مجالس العزاء حتى إذا لم تكن على معرفة بصاحب العزاء، فهي تسأل قبل الدخول عن جنس المتوفى واسمه، سؤالان يحددان نوع الخطاب، لكن الملاية يتم التنسيق معها من أصحاب العزاء الحسيني النسائي.

الكوّالة جوالة لا جمهور لها، بينما الملاية لها جمهورها ومريديها، ويشترط بالملاية أن يكون صوتها حلو ، ولا يشترط هذا عند الكوّالة؛ لأنها في بنيتها الأساس تعتمد على الكثافة والتركيز والإيجاز. لذلك الكولة تكون عبارة عن بيت شعري واحد مجزوء أحيانًا، أو صدره وعجزه في بعض الأحيان، لكن هذا البيت له إيقاعه القائم على التكرار مع حركة جسدية معينة عند القول. يمثل هذا أيضًا فرقًا جوهريًا بين الكوّالة والملاية، فالكوالة تستخدم جسدها في الدبك على الأرض وذلك عبر ضرب الأرض بأخمص قدميها لكي تخلق إيقاعًا موسيقيًا، بينما الملاية تخلق إيقاعها عبر اللطم على الصدور.

هل يمكن أن نعد الكوّالة من المهن الحديثة أم أن لها جذور في التراث العربي؟ إن الرثاء كغرض موجود، ووجوده حتى قبل الشعر، فالإنسان أو أي كائن آخر عندما يفقد شيء سيعبر بطريقته عن فقده وحزنه؛ لذا طريقة القول هي الحد الفاصل باعتقادنا؛ لذا بإمكاننا نسبة مهنة الكوّالة إلى مناطق ريف جنوب العراق، ما يكشف لنا لغتها وخطابها وأنساقها الثقافية.

تزدهر المهن المرتبطة بالموت في الحروب، وهذه نتيجة طبيعية، وربما يفسر هذا ارتباط مهنة الكوّالة في مناطق جنوب العراق، على اعتبار أن تلك المناطق تهيمن عليها النزعة القبلية القائمة على الثأر والانتقام والصراع، ونتيجة لسيادة تلك القيم كانوا وقودًا لكل الحروب السياسية والعقائدية. 

لو أخذنا نموذجًا من الكولات التي قيلت بحق شهيد من شهداء الحرب العراقية-الإيرانية:  “شوي ريّض يجناز العراريس / مشوا من لذة الدنيا تفاليس”، فيها إشارة للذي استشهد في المعركة وهو ما زال في بداية شبابه ولم يتزوج بعد. في كولة أخرى لنفس المناسبة قيل: “من تراب المواضع للغريريه”، أي من تراب المعركة إلى تراب مدفنه. 

قيل أيضًا: “هذولة العبروا الكارون ما هابوا السمتية”، وتشير هنا إلى شجاعة المتوفى، حيث كان نهر الكارون شاهدًا على معارك بين الجيش العراقي والإيراني، والسمتية توصيف لطائرة هليكوبتر معروفة. كذلك قيل: “أهلا يالطاح بحدة وامه تزامط بيه”. في جميع ما قيل سنرى إنها تخلو من نزعة احتجاج وإدانة للسلطة بوصفها المسبب الأول في إشعال الحرائق، واكتفت بتمجيد الشجاعة والحسرة على فقدان الحياة. هذا باعتقادنا راجع إلى طبيعة المهنة، ولأنها محصورة في تعداد مناقب الميت.

يعد الرثاء أصدق أنواع الشعر لأنه لصيق النفس البشرية، ويمتاز بحرارة وانفعال حقيقيين لا نجده في الأغراض الأخرى، ومن هذا المنطلق تركز الكوّالة في اختيار أبياتها بدقة وعناية لتثير عواطف وبكاء أصحاب العزاء؛ ولأنه في العزاء يفصل النساء في مكان والرجال في مكان، ونتيجة لمقدرة الكوّالة في غرس الحزن، يسترق الرجال من خلف الجدران السمع إلى ما تجود به قريحة الكوّالة، حتى قيل: إن صاحب كل فقيد من خلف الجدار يعطي الكوّالة اسم فقيده لكي تذكره في كولاتها، وفي مقابل هذا يعطي لها الأموال وهذه تشبه إلى حدٍ ما قصة أورفيوس الذي كانت تتجمع الكائنات حوله لشدة حزن ألحانه وأشعاره.

صعود أهزوجة الأحياء واندثار كولة الأموات

مع نهاية الحكم العثماني واتضاح ملامح ضعفه، وفقدانه السيطرة على الكثير من الأراضي في جنوب العراق، بدأت الصراعات العشائرية والقبلية على الأراضي الزراعية الخصبة. ولّدت تلك النزاعات فنًا جديدًا أخذت ملامحه تتضح، هو فن الهوسة / الأهزوجة. الأهزوجة ذكورية بامتياز، تقال لإظهار الشجاعة والفحولة وتمجد الرجال الأشداء.

مع بداية ثورة العشرين استقرت ملامح الأهزوجة، وما ساعد على ذلك، كما يقول كريم راهي، هي الروح الجماعية والعدو المشترك الذي يمكن أن يخاطب بوضوح، تبنى العديد من زعماء القبائل وقتها هذا الفن، وبعضهم صار له مهواله الخاص، وهو إضافة جديدة لرجالات زعيم القبيلة التي تضم: السركال الذي يخوّله الشيخ ليصبح نائبًا عامًا يقوم بجمع الأموال ومعاقبة المخالفين … إلخ.، الكهوجي صانع الكهوة في مضيف الشيخ. وغيرهما. 

إلى جانب اتضاح معالم المهوال أتقن بعض زعماء القبائل هذا الفن. في حادثة شهيرة استدعت الإدارة البريطانية الشيخ شعلان أبو الجون، شيخ قبيلة بني حجيم، إلى مقر الإدارة في بغداد بسبب الاضطرابات الأمنية، وكان الشيخ يرتعش بسبب مرض ألم به، فقال أحد الضباط البريطانيين: “لا نخاف من رجل خائف يرتعش”، فرد عليه الشيخ: “أرعش ما أرعش هذا آنه.” 

ما يجعل الهوسة قريبة من الكولة هو الارتجال والبداهة وأنهما يطلقان عند المواقف، لذا الهوسة أقرب الفنون الشعرية إلى الكولة. لكن الهوسة أدق من ناحية الوزن الشعري فهي تكتب على الرجز والخبب. في التراث العربي من الرجز ما يشبه الهوسة العراقية المعاصرة منها على سبيل المثال رجز النبي: “أنا النبي لا كذب / أنا ابن عبد المطلب”، وقول هند بنت عتبة :”نحن بنات طارق / نمشي على النمارق.”

الأهزوجة هو التسمية الشعبية لفن الأرجوزة. مع انتشار الأهزوجة أخذت تختلط بالكولة من ناحية الموضوع وطريقة التعبير أيضًا، فالرجال عند قفلة الأهزوجة يدبكون أيضًا بحركات إيقاعية تشبه دبكة النساء عند الكولة، ما أفقدها إلى حد ما خصوصيتها.

هاجرت الأهازيج من التفاخر والحرب إلى الأفراح، وصار كلا الجنسين يحفظ ويؤلف الأهازيج لإلقائها في حفلات الزفاف. شاعت تلك الأهازيج ولم تقتصر على مناطق محددة كما مع الكولة. عادة ما تذهب الأهازيج لامتداح العريس وشجاعته ومكانته الاجتماعية، أو العروس وجمالها وحسبها ونسبها. من أشهر أهازيج النساء: “فصوص روبة يا كفاها منين دورها ولكاها / خدها طماطة ولا تكول محمرة / جان صاحبها وخذاها”، وغيرها، أما عند الرجل فالأهازيج تبدأ ولا تنتهي.

كلما اقتربت الأهزوجة من الكولة اختلفت عنها. الأولى رجاليّة والأخيرة نسائيّة، وإذا كان كلاهما شعرَا قصيرًا مكثفًا ومرتجلًا، فقد شملت الأهزوجة الأحياء والأموات، على عكس الكولة. أدّى هذا التداخل إلى صعوبة التفريق بين الكولة و الأهزوجة، خصوصًا من غير المختصين.

انعكس هذا التداخل لاحقًا في الغناء، الذي في العادة لا يرى منهما غير الإيقاع الشعري والموسيقى اللغوية، ما جعل توظيفهما متشابك إلى حد كبير.

تعود عدم شهرة الكولات لطبيعة الحياة الاجتماعية، التي من شأنها أن تمنح الكوالة شهرة فقط ضمن حدود المآتم التي “تكول” فيها، مقابل ذلك تراجعت هذه المهنة وأصبحت على وشك الاندثار في المدن، فيما بقي حضورها في الأرياف والقرى؟

تواجه الكوالة تحديين في مهنتها؛ أولهما غياب الارشفة التي تعود للارتجال ونوع المناسبات التي تحييها، والثاني هو المنافسة مع الملاية التي غالبًا ما تدعى للمآتم في المدن والقرى التي يكون سكانها من الطائفة الشيعية. حتى عندما يستعيد المطربون والفنانون والملحنون، تحديدًا المهتمون منهم بالتراث الشعبي، بين فترة وأخرى كولة هنا أو هناك، قد تكون هذه الكولات غير مضبوطة من الناحية الشعرية وتكاد تكون أهزوجة.

حلّت الأهازيج بديلًا عن الكولة التي هي أسبق منها تاريخيًا، مع ذلك لا يمكن الجزم في أنها التطور الطيبعي لها، لأن الأغراض مختلفة. استطاعت الأهزوجة بسبب مرونتها وعدم اقترانها بالأحزان فقط أن تأخذ مكان الكولة، وعدا عن ما هو متداول شفهيًا ومغنًّى لم يتبقَّ من الكولات إلا نزر.

لا يتناسب حجم المكتوب والمدون مع كمية الكولات التي أنتجت وكانت تنتج، على عكس الأهازيج التي باتت تسجل في مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية، كما أن شهرة مطلقي تلك الأهازيج وهم من الرجال أسهمت في اتساع جمهورها، فيما أسهم الغياب الأنثوي هو الآخر في انحسار الكولات.

الكولات والأهازيج في الغناء

يستثمر الغناء تقريبًا كل أنواع الشعر ومنها الأهازيج والكولات الريفية، وبعد أن أصبح أبناء الريف خصوصًا المقتدرين ماديًا من رواد أماكن اللهو والطرب في بغداد، صار المطربون والمطربات ينشدون الأهازيج والكولات من أجلهم. مع بداية العصر الملكي في العراق وتأسيس الدولة وظفت الكولات والأهازيج في أغاني الإذاعة، منها مثلًا أغنية صديقة الملاية كلجن يا لبيض التي غنيت عام ١٩٢٥. تفاوت هذا التوظيف حسب المطرب. يقول الفنان حسين البصري إن أشهر أغانيه نايم المدلول ومات عدل هي كولات قيلت عند وفاة الشيخ محمد العريبي، شيخ قبيلة البو محمد العريبي، وهكذا الأمر مع أغنية أبو طويرة.

في الوقت الحاضر، حاول بعض المطربين إنتاج أغانٍ عبارة عن كولات فقط، منهم عبد الله البدر وفهد النوري وحسام الرسام؛ ورغم أنها خرجت عن فن الكولات التقليدي الذي بدوره تطور وتغير مع تغير المجتمع، إلا أنه يمكن اعتبارها كولات معاصرة. مقابل ذلك تنتشر الأهازيج بكثافة داخل الأغاني العراقية وقد بدأت بالظهور أكثر مع الحرب العراقية الإيرانية، ولاحقًا مع الأغاني الراقصة أو تلك التي تشغل في الأفراح والحفلات الشعبية، مثل أهازيج غزوان الفهد وسارية السواس وآدم رأفت.

مع انحسار الكولات في مقابل صعود الأهازيج، وعدم الاكتراث سواءٌ بالتوثيق أو بالتفريق بين الاثنين، لا يبدو حتى الآن أن هناك عودة قريبة للكولات إلى مكانتها؛ لكن كحال كل القوالب التراثية التي وجدت من يعيدها إلى الواجهة بصدفةٍ ما أو بإدراك إمكانياتها وقدرتها على الاستمرار والتطور، قد تفاجئنا الكولات يومًا، خاصةً أنها جزء جوهري من الحزن العراقي الذي لن ينتهي. 

ما يواسينا اليوم وسط اندثار أصوات كانت هادرة لنساء مفجوعات، ويجعلنا نعي بعضًا مما فقدناه، هو ما تبقى من إرث فدعة آل صويح من رثائياتها لأخيها حسين، مثل قولها:

“يا حسين انت عتبة الباب ويطرادتي والماي خنياب

ويعكازتي والكاع جبجاب ويا سترتي من يطركك اشهاب

ويا حلتي بسنين الاصعاب ويلهلهيتي حسين يا باب

حسين امسى بالتراب ثجيل اللحد واظلم السرداب” الطرادة: مشحوف الهور/ زورق. خنياب: فائض / جامح. الكاع: الأرض. جبجاب: محفرة ووعرة. سترتي: سلوة الليل حين يمر نجم شهاب. لهلهيتي: سلوتي.


مسرد لـ كولات قيلت في مواقف ومناسبات عدة 

– سبعْ دْول تونّ عْليه والبصرة والعمارة

– ابنها بالصدر موش المجيرية 

– عمامة صبّغت بالنيل شي شايل بنرجيهة

– يوم مغرّب دهرينة

– ياهل الخيل اجت بتكم تلكوها / متغيرة الوانها شو ما عرفتوها

– كون بطور اهلها بتفك زتوها

– اليوم روحي هايمة تريد الولي / وين اخوي الكال خوية ادللي

– شوي ريّض ياجناز العراريس / مشوا من لذة الدنيا تفاليس

– بيتج والولد عدمن مخليته

– وياك حمل العايلة / ياهو اليلم ريثانها

– بس جدك عبر شطين العمارة / كل ديج اليعوعي كاص منكاره

– دكن يابيض راس زماطجن شال

– وين الكاه اليشرك بالهم

– كحيلة وطبت الميدان / واهل الزود اهاليها

– سباع ذولي وما يهابون الخطر / وما يهابون اليرش مثل المطر

– من اهل الخيل عمتي تريد زاتوت / تريد اهل التفك ترفع التابوت

– مشت للمكبرة ودموعها تجري / مروها على اخوها خاف مايدري

– ياعمي حجايتج تمشي الزلم بيها / وشيوخ العمارة وقعت بيها 

– عليج اهلج يلفون النكابات / ومحد جاب طاريج بشينات

– وحش ديوان المعزبين والديران حزنانة

– وهاي عمتنا نروح وياها / وهاي ربتنا نعم ترباها

– يا ذيب الهواري ليش خملان / وتدريها النذالة وياك عدوان

– سبع ياللازم الرشاش ومنكس البيرية 

– اهلا يالطاح بحدة وامة تزامط بيه

– بت شيوخ والعسكر تلكاهه / عمها يكول ياهي الجاي وياها 

– اليوم ام الهلا ما دكت الباب / اضل مناطرة يم عتبة الباب

– شالت مخبرتنا بت الفحولة / ابوها بعركة محمد لعب جولة

– اليوم الماو يشهد للنجيبات / ريت طرامها تيسر ولا فات

– من تراب المواضع للغريريه 

– هذولة العبرو الكارون ماهابو السمتية

المزيـــد علــى معـــازف