.
كان العام الماضي حافلًا بكم كبير من الإصدارات الإلكترونية الجيدة. لاحظنا ذلك بناءً على احتواء كل عدد من سلسلة النووي من ثلاثة إلى خمسة اختيارات إلكترونية، إضافة إلى قائمة آخر العام لأفضل الألبومات الإلكترونية التي اكتظت بالإصدارات ووجب فلترتها وتركيزها في خمسة وعشرين ألبومًا. لا شك أن المشهد الإلكتروني حافل بالكنوز ودائم العطاء، ويجدد ذاته كلما شابه التكرار والملل. لذلك رأينا أنه من المشجّع إطلاق قائمة جديدة باسم كبسة معازف. ستصدر القائمة بشكل شهري لترشيح أفضل الإصدارات الإلكترونية والتوسع في عدد الاختيارات، وعلى الصعيد النقدي ستلخص أخبار المشهد الهامة فقط وتعقب عليها، أو تناقش موضوعًا ما إذا كان ملحًا.
تعمل كبسة معازف كعصارة المشهد. كعادة معازف، ستحتوي السلسلة الجديدة، على المستوى المحلي والعالمي، إصدارات لمشاهير إلى جانب فنانين مغمورين لا يملكون الوسائل أو الموارد “الجذابة” للترويج عن أنفسهم. ببساطة سنجدكم أسرع مما تجدوننا. كما يمكنكم مراسلتنا دائمًا لإخطارنا بإصداراتكم قبل نزولها.
يبدو أن مشروع الثلاثي هولي تونج ترك تأثيرًا قويًا لدى آل ووتن، حيث شاهدنا انحرافه في السنوات الأخيرة عن اليو كاي بايس وبالأخص الغراج إلى الدَب. يتبحّر المنتج الإنجليزي في كالفينيست هوسبيتاليتي في الدَب، إذ يعتمد فقط على البايس والسب بايس والخامات الإيقاعية وبالطبع صدى الصوت.
تخيّم على تراكات الألبوم الأربعة أجواء غامضة، ناتجة عن فضاءات مهجورة تتصادم وتتشابك خاماتها في تناغم لتعطي تأثيرًا منوّمًا على المستمع. من اللافت أن الإصدار لا يقع في النطاق التقليدي للدَب، ويتعدى ذلك بفضل معالم الموسيقى الاندستريال الثمانيناتية والتسعيناتية.
بدأت تسجيلات يوكو العام الجديد بثلاثة إصدارات تؤكد على نشاطها المعتاد وكونها من واحدة من الليبلز الرائدة في المشهد الإلكتروني. بين الألبوم التجميعي لـ ليز وتشولي وألبوم أروما نايس، يأتي سومنامبوليزم للمنتجة أ.فروت، بشكل شديد التماسك من حيث التصميم الصوتي والتنقل بين الأنواع الفرعية للموسيقى الراقصة وربطها ببعضها البعض.
تظهر معالم الدبستِب حينًا لتقفز إلى الجانغل والفوتوورك في أحيان أخرى في ما يمكن وصفه بموسيقى بايس عالية الجودة، تتخطى الصوت الكلاسيكي لهذه الجنرات بفضل أفكارها الإنتاجية وديناميكيتها الخارجة عن السيطرة.
لا شك أن رصيد سليكباك من الإصدارات الغزيرة يكفي لسنوات قادمة. المنتج الأكثر إنتاجية في المشهد الإلكتروني ومع ذلك تتجدد أفكاره باستمرار ممتصًا كل ما يقع في طريقه من تأثيرات موسيقية، ليعيد بناءه في سياق مفاجئ ومختلف عن جذوره. الأمر الذي يتناسب مع طريقة طرحه لإصداراته على مدار الخمس سنوات الأخيرة، فقط إخطار موجز على باندكامب، حيث لا مجال لحملات الدعاية المكلّفة والمتكلفة بنصوص ترويجية غير المبررة.
بإصدراه الجديد داتا، أعاد سليكباك إنعاش تسجيلات تمبا بعد فترة توقف دامت تسع سنوات. في كلٍ من سي ودريد يعتمد المنتج الكيني الدبستِب بشكل ملفت، إذ زاد من قدر أنسجة الجنرا الصوتية وتنويعاتها الإيقاعية موظفًا الضجيج لبث مزيد من الحماس إلى طابع الجنرا المسترخي. يتبع نفس الوصفة في تراك داتا ليأخذ الجانغل مهجنًا إياه مع الهاردستايل إلى منحنى جديد وشديد المرونة. تجريب مطلق.
يكتمل مشروع فوشييك روزين المستوحى من تاريخ الموسيقى الكلاسيكية بألبومه الجديد، هاني فور ذَ أنتس. اعتمد المنتج البولندي في ألبوميه السابقين على حقبتي القرون الوسطى والنهضة، ليقفز إلى القرن العشرين في ألبومه الأخير. نلاحظ وفرة في الأنسجة الصوتية والألحان الناشزة وحضور لعنصري التوتر والضجيج، إضافةً إلى نقلات مفاجئة في بنية التراكات وإيقاعات متشظية، لينكشف بوضوح تأثير الحقبة الكلاسيكية الحديثة.
ألبوم ذو أمزجة متنوعة ومشاعر غنية تكشف عن خبرة واسعة في التأليف والإنتاج. ينجح روزين كعادته في التوفيق بين الموسيقى الإلكترونية والكلاسيكية مع لمسة إلكترو أكوستيك وتوظيف مبدع للغناء، منطقة موسيقية يفتقرها المشهد الإلكتروني بقدر لا بأس به.
تقدم روزا بيستولا إصدارًا جديدًا لـ دي جاي مورفيوس على تسجيلات لا شيكيرا. يعكس إل جران مايسترو صوت الجواراتشا المستحب الآن في النوادي والمهرجانات الراقصة حول العالم؛ الإيقاعات المتشابكة والمتأرجحة، البايس الجذاب وأصوات السنث والعينات الأشبه بآلات النفخ.
المميز هنا هو التلاعب بالأصوات والبنية والجروف، حيث يسفر ذلك عن وجود صوت لدى مورفيوس يسهل تفريقه عن التراكات المستهلكة التي تعد كأدوات للدي جاي، الأمر الذي لاحظناه أيضًا لدى إصدار دي جاي فري بوت العام الماضي. إل جران مايسترو ملغّم بشحنة راقصة يصعب الوقوف ساكنًا أمامها، ويندرج تحت الألبومات الأثيرة التي نتمنى بقاءها مخفيّةً عن العامة ليحتفظ سماعها بذات الخصوصية إلى الأبد.
ليس هناك أمتع من لحظات الذروة في ليلة راقصة من الدرام آند بايس المدعّم بالمزيد من السب بايس والتقطيعات الغنائية التي تتسلل عبر سطور من السنث المقلة، إضافةً إلى البناء التدريجي الذي يعقبه دروب كالمطرقة على الصدور. تنطبق هذه الوصفة التي لا يمل منها على إصدار المنتج الإنجليزي روهان، بوي إن أَ دريم.
يقدم روهان ستة تراكات جذابة تخلو من الحواشي، ذات بنية مرنة وحواف لادغة ومدى منخفض يسيطر على الإيقاع بقوة، تعكس جميعًا قدرات إنتاجية محكمة.
بعد فترة انقطاع استثمرها أكثر في مشروعه أَسينك فيجر، يعود المنتج الاسكتلندي بتراك جديد على تسجيلات بارادوكس كلَب. كعادته يميل إم إم إلى الهارد درَم معتمدًا على الإيقاع فقط والتنويع بين أنماطه والسنث الذي يظهر بشكل مجرّد. دائمًا ما تغمرنا موسيقى إم إم بإيقاعاتها الغنية المرتبة بعناية ونتمنى أن يكون هذا التراك بداية لإنتاج أكثر غزارة.
ثاني إصدار درَم آند بايس في قائمة هذا الشهر، آور ليجاسي لـ أونو تربو. يتطرق الإصدار المكون من ستة تراكات وريمكس لـ إيونتسا إلى الجانب المحيط من الجنرا، والذي يناسب الاستماع أيضًا إضافةً إلى طابعه الراقص. ينبض كل تراك بطاقة إيقاعية عالية تصاحبه ألحان رقيقة تساعد على الاسترخاء. إضافة في محلها لإصدارات تسجيلات سمسرة التي لا زالت تحافظ على الصوت الخام للجانغل والدرَم أند بايس.
بعد عام حافل بالإصدارات القوية، تستفتح تسجيلات ثيوري ثيرابي العام الجديد بألبوم للمنتج البرتغالي يوسف. تنساب تراكات الإصدار كحلم متعدد المشاهد، تتصدره السنثات الهشة والبادز المحلقة والخامات الإيقاعية الدقيقة، لتترك شعورًا بالسكينة والراحة لدى المستمع. يتميز كل تراك بجاذبية خاصة بفضل لحن أو صوت أو تكنيك ما، مجرد فكرة بسيطة تتشعب وتتحور على مدى كل تراك، ما يجعل ألبومًا محيطًا كهذا يأخذ حقه وسط العديد من الإصدارات.
بجانب طيف صوته الواسع الذي يبدأ بالدانس هول ويمر على اليو كاي بايس بل وأبعد من ذلك، يوظف كوش أرورا مؤخرًا جذوره البونجابية بشكل حرفي في الموسيقى الإلكترونية، وبالفعل ينجح في ذلك كونه منتج مخضرم.
يتعاون كوش في راتل مع داراما، طارحيْن ثلاثة تراكات متعددة المعالم. ينسج الثنائي من الآلات الهندية خامات صالحة لتعشيقها في جنرات موسيقية أخرى، مثل الأمابيانو والجوم والتو ستب، إضافةً إلى الجرايم في تراك جريد الذي يستمد إلهامه من تراك بالس إكس الكلاسيكي. راتل إصدار حافل بالمهارات الإنتاجية وذو خيال واسع يؤكد على أهمية التأثيرات الثقافية ذات الجذور العميقة وتصورها في سياقات جديدة ومبدعة.
دائمًا لا تأخذ إصدارات كانون الأول حقها بالقدر الكافي عند صدورها، نظرًا لانشغالنا بقوائم آخر العام. يقع ألبوم تايم لأ كومشولي وكي في هذه الخانة، ومن المهم الرجوع والإشارة إليه من فرط جماله ورقته. من المفاجئ صدور ألبوم كهذا لـ كومشيلي التي اشتهرت بموسيقى إيقاعية أكثر عنفًا، حيث يعكس تايم لحظات تأملية. إصدار محيط ذو بنية متقلبة وأصوات سنث رخوة تتخللها التسجيلات الميدانية ويغلفهم السب بايس جميعًا.
إضافةً إلى قائمتنا، بدأت السنة بحماس من حيث الإعلان مسبقًا عن إصدارات شهري شباط وآذار. من أهمها ألبوم أيا الجديد الذي يبدو أنه يسير على خطى سابقه، وألبوم لوسي ليو على أورانج ميلك الذي أتى تراكه التشويقي مبشرًا للغاية. كما أعلنت سبكالت عن صدور ألبوم جديد للمنتج الياباني بريتي بوي في الخامس من شباط، وهو نفس يوم صدور الألبوم المرتقب للمنتجة والمغنية الإيطالية سارة برسيكو على تسجيلات سبتكست، والذي سنراجعه بشكل منفصل.
لهواة التصميم الصوتي، هناك ألبومان في الطريق لكلٍ من يوليك بلوسكي ونسّو.
بعد النجاح الكبير الذي حققه بيتش بلندر، أعلنت زووي ماك فيرسون عن صدور ألبوم جديد في نهاية آذار. كما تستعد كوفر x شيف لألبوم غني إيقاعيًا لـ سكارليت، وأيضًا كل من تيم هيكر وهولي تونج والثلاثي يوز نايف لإصدارات جديدة، وقد نزّل يوز نايف الأسبوع الماضي تراكًا مصوّرًا بالتعاون مع سبوكي جاي تشويقًا للألبوم.