fbpx .
جيف أب تشانل | يوليك بلوسكي

جيف أب تشانل | يوليك بلوسكي

رامي أبادير ۲۰۲۵/۰۲/۲٤


تابعنا يوليك بلوسكي على مدار الست سنوات الأخيرة، ليكشف لنا عن مهارته كواحد من أفضل المنتجين قدرة على صناعة الكولاجات الصوتية. عبر إصداراته السابقة على أورانج ميلك وجلايمور.ليبل وبوينتلس جيومتري وجين آند بلاتونيك، أمتعنا المنتج البولندي بتوجهات تراوحت بين ما هو راقص وكلاسيكي وشديد التفكيك، والضجيجي والبوب، ليبقى أسلوب الكولاج العمود الفقري لجسم واثق متماسك قادر على تغيير جلده من إصدار إلى آخر.

في ألبومه الجديد، جيف أب تشانل، على تسجيلات مابا، يظهر بلوسكي في أكثر لحظاته استرخاءً. يخيّم طابع هادئ على الألبوم منذ التراك الافتتاحي، نايساير، ليستعرض لوحته الصوتية التي ستستمر معنا حتى النهاية؛ مزيج من عينات الآلات الكلاسيكية التي جرت سمبلتها أو لعبها بملفات ميدي، جليتشات تقود الإيقاع، آلات النقر، كورال وأصوات بشرية تهمس وتضحك وتهتف، إضافةً إلى لحظات من الصمت.

يعطي كلٍ من تروث وكريبلد مثالًا على الحس النغمي العالي لـ بلوسكي وقدرته على توزيع الآلات بشكل أوركسترالي، يصل إلى قمته في أفضل تراك في الألبوم، آي واز أول ألون، الذي يتميز بطابع ميلانكولي رصين يختلف عن الحس المرح المعهود لدى بلوسكي. 

يقود كل مقطع قصير في كل تراك إلى ما يليه بشكل بالغ المنطقية، وتأتي لحظات الصمت ليتنفس المستمع الصعداء بعد لحظات محملة بالتشويق والشد والجذب بين الآلات المختلفة. ديناميكية محكمة تعيد إلى أذهاننا إصدار جاينت كلو الكلاسيكي سوفت تشانل.

في 1إتش أُف شايم والفاصلين يعتمد بلوسكي على التكرار وينحي الكولاج جانبًا، متمكنًا من أداء الموسيقى المحيطة. أما تايتانيك في فيأخذنا في دوامة صوتية من النغمات الملعوبة بالأربيجييتور، مع إشارات خفية للرايف البريطاني، وإشارات أخرى تستحضر لوبّات وان أوتريكس بوينت نيفر في آر بلَس سفن. يأخذ الألبوم هنا طابعًا سينمائيًا ويأتي تراك إسبريسّو ليؤكد على ذلك، موسيقى تصويرية لفيلم يجمع بين المرح والغموض.

أجمل ما في الألبوم بجانب ألحانه البديعة، اختيار أصواته. برغم كثرتها وصعوبة إحصائها، هناك تناغم قوي بين أصوات جديدة لامعة وأخرى كلاسيكية، وما يبعث على النوستالجيا لحقبة الثمانينات. يتعثّر هذا التناغم لمرة واحدة فقط في تراك هوليوود، حيث تأتي كيكّات الهارد ستايل غريبة ومقحمة على بقية الآلات، وعلى أجواء الألبوم بشكل عام. لكن سرعان ما يتدارك الألبوم إيقاعه في التراك الختامي، ليعود إلى إثارة حواسنا من جديد. 

جيف أب تشانل من أفضل ألبومات الكولاج التي صدرت في السنين الأخيرة، ممتع للغاية للمستمع، وأتوقّع أن يوليك بلوسكي استمتع أيضًا أثناء العمل عليه. ألبوم متنوع الأمزجة، قادر على مفاجأتنا في كل مقطع يلي الآخر عن طريق تشعبه وتشكله، كبذرة يصعب توقع نمو جذورها بأي اتجاه. يعكس جيف أب تشانل دقة بالغة في تقطيع ورص الأصوات وبناء طبقات ومساحات وعلاقات بينها، عملية جراحية صوتية معقدة، حافلة بالخيال.

المزيـــد علــى معـــازف