.
عاصم: أنا اتولدت في أسرة محافظة جدًا، المزيكا مكانتش جزء خالص من البيت، فكان اللي بيحاول يسمع مزيكا بيسمعها في الدرا. أنا وأخويا مثلًا كنا بنسجل شرايط من على الراديو، نسمع الراديو ونحط شريط أي حاجة ونقعد نسجل ونعمل ميكس تايبس كدا أي حاجة، ودي كانت بداية إن إحنا نجمع أي حاجة بنحب نسمعها. فاكر إن إحنا حوشنا وجبنا ووكمان وكنت ببدل فيه أنا يوم وهو يوم. دي كانت البداية يعني.
في مرحلة المراهقة بدأت أخش في باندات، وقررت إني هلعب درامز، عمري ما كنت مسكت ستيكس في حياتي بس قررت إني هلعب درامز. رحت كام باند وقعدت أخبط وأحفرك يعني بس فشلت يعني [يضحك]. كنت مهووس بالمزيكا. أي سين موجود، يعني سين الميتال كنت راشق، سين الروك وقتها، مشهد المزيكا الإلكترونية بعدها لما ظهر، والراب طبعًا كان موجود باستمرار من الصغر يعني.
مش فاكر سنة كام اتعرفت على زولي، وأصبح من أعز أصدقائي، وهو كان ابتدى برودكشن على فروتي لووبس ووراني يعني، فابتدينا نحفرك كدا مع بعض وعلمني برودكشن، وعملنا كام فرقة إلكترونية، فدخلت في السكة دي، بقيت بنتج وبدي جاي، ودخلت في كوليكتف اسمه كاي إيه كاي، وسافرنا مع بعض شوية في جولات ولفينا، وفي نص الحاجات دي عملت مجلة، وعملت فينت، دا كان مكان في وسط البلد بيحاول يدي منصة للموسيقيين المستقلين. كانت تجربة ملحقتش تعيش بس حاولنا.
بعد ما فينت قفل دخلت في سكة الحفلات والإيفنتات وأعمل حفلة هنا وهنا، لما أبيوسف ابتدى، كنا كلنا صحاب، أنا وهو وزولي، زولي كان اسمه سواج لي وكان هو اللي بينتج لأبيوسف في البدايات، فكنت قريب من الطلعة دي وفضلت مسحول مع الراب على مدار السنين دي. اتعرفت على ويجز في كذا نقطة مختلفة يعني، مرة في حفلة زمان قوي، وبعدين مرة في سايفر المعادي، وبعدين حصل في دورك جاي، كنت منتج تنفيذي للفيديو كليب، وبعدين ابتدينا نبقى صحاب لحد ما ابتدينا نشتغل مع بعض، دا اختصار كدا للخمستاشر سنة اللي فاتوا. [يضحك]
أول لحظة حسيت فيها إننا نجحنا وحسينا إن فيه حاجة كانت فينت، دي كانت أول مرة أحس إن فيه حاجة بنعملها ليها معنى. كل المحاولات اللي قبل كدا حسيت إنها كانت طموحة جدًا بس ما وصلتش لمرحلة ناجحة. فينت حسيت إننا نجحنا وحققنا الأهداف اللي كنا حاطينها، بعيدًا عن إننا اضطرينا نتنازل عن حاجات عشان نواكب اللحظة والموضوع يعيش. فكنا عاملين خطة ونفذناها.
من بعد فينت كل الاحتكاكات مع مشهد المزيكا كصناعة هي الحاجات اللي علمتني المهارات والأدوات اللي استخدمتها في المستقبل البعيد، ما كنتش متخيل إنها هتصب في بعض بالشكل دا. اتعلمت مع الصناعة والمروجين والكلَبات، وأنا في فترة كنت مروج وبقفز من حتة لحتة، فالباقي جه بالتبعية يعني.
تي إم تي إم كان بقالي شوية شغال مع ويجز وبعدين أحاول أكبر الفريق وجبت بعض الناس واتشاركنا وقلنا يلا نعمل حاجة وناخد الموضوع أبعد. فيه حد أقنعني يعني، ليه أبقى بدير فنان واحد، ليه ما اعملش نظام يقدر يترجم الشيء دا لناس أكتر، وابتدت تي إم تي إم من هنا.
كان عندنا طموحات، لكن في الآخر على أرض الواقع والسوق عامل ازاي والناس متعودة على إيه من إدارة أعمال، دا حكم كتير على مشروع تي إم تي إم مشى إزاي. إحنا مكناش واخدين بالنا إننا بنقدم مجموعة خدمات كتير منها بيقع تحت خدمات شركات الإنتاج، يعني حتة الإخراج الإبداعي وحتة مساعدة الفنان إنه يلاقي هوية صوتية وبصرية، الحاجات دي كلها من واجبات شركة التسجيل مش إدارة الأعمال.
إدارة الأعمال المفروض تساعد على الرؤية وتكون جزء من دا، بس إحنا كنا واخدينها خطوة أبعد من ما هو متعارف عليه في السوق عندنا، على حساب الحاجات اليومية اللي بنسميها Babysitting بتاعة إدارة الأعمال.
كل فنان عايز حد متفرغ ليه هو، محدش كان فاهم إنه حواليك نظام وأقسام وكل دا بيدي قوة أكتر وفعالية أعلى وبيخلي مجموعة من الناس بتشتغلك مش شخص واحد. كل الناس متعودة إن فيه شخص واحد موجود طول الوقت بيعمل كل حاجة. بس أعتقد دا جزء من السبب اللي خلانا ننسحب من شركة إدارة الأعمال دي ونتجه ناحية شركة إنتاج، عشان حاسس إني أقدر أضيف أكتر للفنانين وانا في الموقع دا.
ما دا جزء كبير من شغلي، هي مراجعة العقود وتوقيعها، وأنا أعتقد إن بسبب الاحتكاك مع شركات الإنتاج وشفت العروض بتاعتهم وأنواع العقود والتعاقدات اللي بيقدموها للفنانين، دي من الحاجات اللي زقتني إني أبتدي أكون شركة إنتاج وأتعامل مع السوق بشكل مختلف، لأن الموضوع فيه استغلال واضح وفيه كفة واخدة كتير قوي على حساب كفة تانية.
كأن فيه سعر للنجاح السريع. الناس كلها عايزة توصل بسرعة، وفيه مؤسسات بتوعدك إنها هتعملك دا، بس التمن غالي شوية، شويتين يعني.
أنا حاسس إن تجربة ويجز أثبتت إن الفنان يقدر يبني لوحده ويمتلك حاجته ويبني لنفسه شركاته ومؤسساته، وهو اللي بيبقى بيتحرك في كل الاتجاهات بدل ما يبقى سايب كل حاجة لحد. بدون ذكر أسماء، فيه فنانين حوالينا بيطلعوا في يوم وليلة وبيظهروا وموجودين في كل حتة ومهرجانات كبيرة، بس على حساب إيه يعني؟
لما تبص على العقود اللي بتتمضي هتلاقي بالبلدي كدا اللي هو “الصيت ولا الغنى”. يعني إنت ممكن تبني براحة وتمتلك حاجتك وتبني ثروة على المدى الطويل، وفيه إني أمضي بدري وآخد الشغل السريع على حساب اللي انا ممكن اكسبه، فدي المعادلة يعني.
أنا حاسس إن أنا وويجز اتقابلنا في فترة معينة أوي في مسيرتنا، وإحنا الاتنين كان عندنا طاقة معينة وحافز معين مماثل جدًا. ويجز كان منتج جدًا وأنا كنت عايز أشتغل جدًا، فكنا ماشيين بسرعة الصاروخ في الأول يعني. فيه كتير أوي اتعمل، فيه مزيكا على طول بتتسجل، فيه إعلانات وفيه حفلات وأحداث.
كان كل تجربة بنتعلم منها بسرعة أوي ونروح على اللي بعدها، فهمنا الحفلات مثلًا كنا بنروح ناخد أجر ونلعب، لأ، إحنا ننتج حفلاتنا. وكل خطوة كانت بتخلينا نبص لقدام وابتدينا نبني الكيانات اللي احنا بنشتغل بيها لحد دلوقتي.
فكل الحاجات اللي بتخدم على ويجز بقى فيه اكتفاء ذاتي إن احنا نقدر نبني كل حاجة من الصفر. كل شركة من دول ليها موظفينها وشغالة وإدارة وفيه تجربة موجودة على الأرض. ف تجربة ويجز فريدة في حتة إنه هو ذكي جدًا من ناحية فهمه لجزء البيزنس وإن احنا بنعمل إيه في كل مرحلة، فخلى فيه مرونة في تحركاتنا وقراراتنا والحاجات اللي بنبنيها.
وفيه حاجات كتير كانت سعي ومحاولة وتوفيق، وفيه حاجات، بس الثابت دايمًا اللي ساعد في المسيرة دي هو عملية اتخاذ القرارات. لما بناخد قرار بناخده ازاي ولما بنختلف بنحكم القرار ازاي. فكان فيه مرونة في التحركات وكان فيه ثقة كبيرة خلت التجربة دي تبقى أحسن من تجارب تانية يعني.
مش عارف صراحة، أنا حاسس إن كان فيه طاقة معينة فيها أمل، وكان فيه دفعة وزخم معين حصل في الطلعة، وحسيت إن الدنيا سخنت سخنت وبعدين الزخم دا مات شوية والجودة نفسها قلت. حاسس إن فيه خلل في مشهد الراب شوية، مبقاش فيه طاقة ولا إقبال جماهيري ولا أصلًا قوة الإنتاج. حاسس فيه ركود عام في مشهد الراب في مصر.
بس برضه حاسس إن دا طبيعي، حاسس إننا نبقى في تطور مستمر، إنه منقفش عند الراب ونبتدي نطلع برا فكرة إننا مزنوقين في جنرا. إن المرحلة هي مرحلة ويبدأ يطلع منها تفريعات جديدة.
إحنا كثقافة، الراب يعتبر شيء جديد علينا نسبيًا، مش عايز أحطها بالشكل دا يعني، بس حاسس إن فيه حاجات تانية بتتطور والراب واقف عند حتة، وبحس إن فيه جزء كبير على الجمهور. إحنا طبعًا بنجرد جزء التعليقات عند كل فنان عشان تجميع البيانات دا مهم جدًا في الشغل والقرارات المستقبلية وكدا، فبحس إن الجمهور واقف في حتة في الزمن مش عايز يخرج منها.
يعني لو انت فاهم راب، ليه مش عايز الراب يتطور زي ما بيحصل في العالم كله؟ حاسس إن جمهور مصر بالتحديد عايزين ياخدوا سكرينشوت من حقبة معينة ويفضلوا موجودين فيها، مش عايزين حد يعمل حاجة جديدة، عايزين القديم ورجعولنا ويجز بتاع ٢٠١٩ وفلان بتاع مش عارف إيه. يعني إيه يا جماعة! ما تسيبوا الفنانين تطور، يا تتطور معاهم، يا تسمع حد تاني. التوقعات بتاعة الناس إن الصوت يفضل واقف دي أزمة كبيرة وجزء من أسباب الركود دا. ما بقاش فيه المساحة إن الفنانين تجرب وتعمل حاجات جديدة.
كل حد بيتعامل معاها بطريقته، بس أكيد بتحط ضغط على أي فنان لو الجمهور مش مستعد للتغيير.
فكرة إن أنا عايز أبقى جزء من شركة إنتاج دي فكرة موجودة من قديم الأزل يعني، بس ما حصلتش غير لما كل الأسباب كانت بتقول دا الوقت الصح، من كل النواحي، من إن أنا عارف بالظبط أنا عايز أعمل إيه، ومن الفريق والشركاء اللي معايا، والفنانين اللي هتشارك. كل حاجة وصلت لمرحلة إن دا الوقت الصح، أنا فين في مسيرتي وويجز فين في مسيرته، والناس اللي حواليّا، والتجربة اللي اكتسبوها، واحتكاكي مع شركات الإنتاج الكبيرة وعلاقتي بيهم، وعارف أختار مين يبقى شريك في الشيء دا، وعلاقتي بالمستثمرين، كل الحاجات دي وصلت لمرحلة النضج اللازم قوي.
جزء منها برضه فترة الركود اللي بنتكلم عليها، فجأة لقينا مجموعة موسيقية في إيدينا مرعبة. من ألبوم ويجز اللي أنا شايف إنه هيعمل طفرة السين محتاجها، ألبوم كبير جدًا وبيدوس على زراير كتير جدًا، اللي هي طريقة ويجز: إنه بيعرف يخلط الأصوات بالتراث بتاعه، من دا للأصوات والفنانين اللي معانا اللي بيقولوا نفس الحاجة رغم اختلاف الجنرا، بس كلهم بيردوا على سؤال إيه هي الموسيقى العربية في العصر اللي إحنا فيه دا.
فهتلاقي حاجات سواء خلاط الجنرات في ألبوم ويجز اللي هي متناسقة برضه على مدار عشرين أغنية، أو حد من سينا بيعمل صوت بدوي راقص على راب (النشمي)، وفنان كان عايش هنا وسافر باريس بيعمل موسيقى على أوركسترا روسي بس بيغني بطريقة مصرية شعبية (إبراهيم إكس).
حاجات كتير هتسمعها هتحس إنك بقالك كتير مسمعتش حاجة مبهرة ومخلياّك عايز أكتر. لو أي اغنية من الحاجات دي اشتغلت في بلايليست هتخلي الناس تسأل إيه دا ومين دا، دي الصفة اللي بتجمعهم كلهم. زي ما كنت بقولك نضج البني آدمين اللي جزء من دا سواء أنا أو الشركاء اللي معايا سواء ويجز ذاته ودوره هو وإنه عارف يلاقي أصوات جديدة ويدخلهم استوديوهات ويديهم من خبرته، حاجات كتير قوي وصلت للحظة المهمة دي.
أولًا إحنا الموزع بتاعنا هو سوني، عن طريق AWAL اللي هو الموزع المستقل بتاعهم. هتفرق إيه بقى إنهم يشتغلوا بشكل كامل مع شركة تانية؟ ودي حاجة هقولها عادي والشركات دي نفسها عارفاها، شركات التسجيل الكبيرة ما عندهمش الرؤية اللي عندنا. ما حدش يعرف يشوف الخمستاشر سنة اللي قدام، هُمَّ آخرهم شايفين دلوقتي، هُمَّ ممكن يكون عندهم نفس الداتا بس ما عندهمش نفس الوصول على الأرض. إحنا ممكن نبص على نفس البيانات ونشوف حاجة وهُمَّ يشوفوا حاجة تانية.
فدي حاجة أنا واثق فيها ٢٠٠ في المية، وده هنبينه في الإصدارات الجاية، مجموعة الفنانين دي فيه ناس ممكن تكون عارفاها بس ما سمعتهمش بالشكل دا قبل كدا، وفيه ناس ما طلعتش على الرادار خالص بس هتظهر بألبومات أقوى من ناس بقالها كتير.
تاني حاجة الرؤية بتاعة بنعمل إيه كليبل، هو مش شكل الليبل اللي بتحاول تمضي ناس وخلاص، مش بنحاول نمضي أي حد أرقامه كبيرة وخلاص، إحنا مركزين على الانتقاء. رعد بتقول حاجة وكل الفنانين اللي عليها بيقولوا نفس الحاجة بشكل أو آخر، نفس الروح ونفس الطاقة، فيه أيديولوجية بتجمعهم. الموضوع مش جنرا بس، مزيكا كلها بتزق الثقافة بشكل ما وبتخلق حركة موسيقية بشكل ما، فيه حاجة بتجمعهم.
الحاجة التانية اللي أشك إن الشركات التانية بتعرف تعملها هو تحط مين في أوضة مع مين عشان تطلع حاجة، إيه اللي هيتسق مع إيه، مش بس على مستوى محلي بس على مستوى عالمي. يعني ألبوم ويجز كل الـ A&R بتاعه بشكل داخلي. كل التعاونات العالمية والمحلية كل دا معمول جوه المطبخ عندنا، فرؤية الفنانين والفريق اللي حواليهم هي اللي عملت الشئ دا.
من الآخر، سؤال ليه حد يشتغل مع الليبل دي؟ فنيًا هياخد جودة شغل ورؤية أعلى بكتير، بس بتاخد قوة المكنة اللي ما تقدرش تنافس معاها كقدرة تقنية ووصول بس باتجاه فريق عنده رؤية أوسع. المؤسسات دي فاهمة دا وبتشتغل مع بعض لأجل الفنان، فهو موضوع كسبان للكل.
دا سبب من الأسباب اللي خلانا نقرر نشارك موزع كبير زي AWAL، لأنه كنا ممكن نعمل نموذج اشتراك ونشتري التقنيات زي ما كل الشركات المستقلة بتعمل في المنطقة، بس أنا مش عايز أبقى موزع، عايز أدي أفضلية أكبر وجودة أكبر وأبني ألبومات كبيرة وأعمل فيديوهات وتعاونات كبيرة.
فهو اتجاه برضه ما فيهوش الجشع بتاع إننا داخلين السوق عشان نهبر حتة من التورتة، لا، داخلين عشان عندنا خبرة نقدر نضيفها ونخلي الفنان ياخد أحسن حاجة. هل الفنان هياخد أحسن حاجة لو هيشتغل مع شركة لسه بادئة وبتوزيع متواضع؟ لا. هل هياخد أحسن حاجة لو مضى مع شركة ضخمة وهو مغمض عينيه؟ لا برضه، بس هياخد أحسن حاجة بالنموذج اللي إحنا عاملينه دا. فإحنا واثقين إن احنا نقدر ندي أحسن حاجة وندي عقود بتنافس مع الشركات الكبيرة.
وفيه حتة اللي أعتقد صعب أي حد تاني ينافس معاها، اللي هي حتة الشراكة والـ Equity (ملكية). أنا وويجز شركاء في تلاتين أربعين ألف حاجة بنعملها مع بعض. دلوقتي إحنا بنبتدي ليبل، ويجز بيتعامل مع الليبل دي فبتقدمله عرض فيه كاش مقدم زي أي شركة، وفيه برضه مجموعة أسهم بتمثل حصص في الشركة دي.
فالفنان بقى جزء من الشركة نفسها بدل ما أنا أعملله عقد بعشر سنين وأجدد، أنا بقوله دا عرض للألبوم بتاعك، هديك معاه حصة ملكية في الشركة، زي ما أي حد في شركة ناشئة بيدي حصص ملكية بـ Vesting (فترة استحقاق)، الفترة دي معاك ٣ سنين ببقى عايز منك فيها ٣ ألبومات، مع كل ألبوم هديك حصص جنب الفلوس المقدم اللي تغطي ألبومك وتسجل وتعمل فيديوهاتك وبنفس الفلوس بتاعة السوق. الزيادة بقى هديها لك في شكل أسهم، والأسهم دي مستحيل شركة إنتاج كبيرة هتديها لأي فنان مهما كان حجمه، فأنا ببني معاك حاجة وكلنا كسبانين.
وهتفرق الأسهم دي على حسب حجم الفنان بس كله هيبقى جزء من الشركة، فتبني شيء بيخلي كل الناس كسبانة، وكل الفنانين عايزة غيرها ينجح لأنه كله بيساهم في نفس الشيء. بقى فيه روح تعاونية إن كله عايز ينجح وكله راجعله مكسب مادي ملموس مش كلام في الهوا. فالنموذج دا بقالنا سنين بنطوره ونبنيه عشان نقدم حاجة حقيقية.
فاحنا رحنا حتى أبعد إننا نبني نظام يكسر الوضع الراهن. لا الشركات الكبيرة عارفة تزق الركود دا ولا الشركات المستقلة عارفة، فالنموذج بتاعنا حاجة في النص قادرة تاخد الموسيقى دي وتبني بشكل مختلف.
رعد دا اسم في دماغي عاملي وسواس من زمان قوي، كان زمان أنا وواحد صاحبي بنحفرك كدا وطلع اسم رعد دها، ولما قعدنا نعمله هندسة عكسية لقينا إن الرعد دا أقوى صوت طبيعي في الحياة، صوت بيعمل ضجةـ وصوت فيه حاجتين: فيه الخضة والضجة بتاعة الوعيد إن فيه عاصفة جاية، بس في نفس الوقت فيه الأمل بتاع الخير إن المطرة جاية، فيه الاتنين.
فهي حاجة بتثير الرهبة في النفوس وبتوعد بالخير، فدول حاجتين عايز الناس تحسهم لما تسمع الاسم. ونفس الشيء لما الناس تسمع مزيكا الفنانين دول، عايز الفنانين التانيين تتخض وتخاف إنهم متأخرين فتبتدي تشتغل أكتر، وبعدين يحصل بعدها خير لأنه بيعم على الكل. و تكوين الرعد برضه زي ما اتذكر في القرآن، الرعد جزء من عملية تنقية بتحصل في النظام الكوني.
الطلعة الأولى معانا ألبوم ويجز، ومعانا ليل أليكس عامل ألبوم قوي جدًا، هو دلوقتي في مرحلة كل الناس سخنانين عليه، خلص الألبوم دا معانا. فيه ألبوم مع النشمي، فيه شمس (ثورة) عاملة ألبوم مختلف تمامًا عن اللي كانت بتنزله، لقت لنفسها صوت، فعاملة ألبوم بوب عربي مهم جدًا في اللحظة دي لأن عندنا فقر جداً في العنصر النسائي والبوب اللي بعيد عن الموجود دلوقتي، اللي هو حد بيتكلم عربي بجد.
فيه ألبوم مرعب من شبرا الجنرال، مرعب بجد، يعني لو الناس هتقول على بيريال إنه اخترع البوست دب-ستيب فدا البوست مهرجان، واخد المهرجان في حتة برا الكوكب. فيه ألبوم لإبراهيم إكس رعب برضه، هو بعتلي ووقعنا على طول وشغالين عليه، فيه أوركسترا روسي على إبراهيم إكس بيغني في حاجة برا الصندوق تمامًا. دي الحاجات اللي في إيدي وبنقفلها لكن الحاجات اللي في مرحلة التطوير مع فنانين كتير من المنطقة.
أنا قصدي إن كل دا ثقافة بوب عربية، يعني المهرجان بوب عربي واللي بتعمله دنيا وائل وويجز دا بوب عربي، محتاجين ندمر فكرة إن البوب دا جنرا معينة ونطبع فكرة إن البوب دا هو الشائع، دا اللي انا عايز أحققه بالشيء دا. ولما احنا نفكر في البوب عشان إحنا ثقافة عربية ليه بنفكر في المرادف العربي للبوب الغربي اللي هو تايلور سويفت وليدي جاجا بس بالعربي، لا أنا البوب عندي هيبقى واخد من المهرجان وواخد من الحاجات الشائعة اللي عندي.
محتاجين نعيد تعريف البوب، ميبقاش بالتعريف الأجنبي، يبقى الرائج وبيتسمع على نطاق واسع. دنيا وائل بتغني على مقسوم بس مش مهرجان، شبرا الجنرال بيغني مهرجان كروح بس صوتيًا مش مهرجان، إبراهيم إكس آخر حاجة عملها مع يونس كانت شعبي بس اللي بيعمله دلوقتي مختلف. المرحلة الأولى مرحلة تغيير مفاهيم، ما ينفعش نتبع النموذج الغربي لأن دا مش عندنا. مرحلة اكتشاف إيه هو البوب العربي دا اللي نحاول نقوله، كل دول ينطبق عليهم دا، الحاجات دي بقى هتخش في بعض وتنصهر في بعض ازاي وتطلع أصوات جديدة ازاي دي التجربة اللي بنحاول نخوضها.
رؤيتنا إن الليبل دي تبقى ركيزة في المجال وفي الصناعة، وبتعرف جيل كامل، لما تبص عليها كمان عشر سنين تبقى زي في أول التسعينات لما الليبلز اللي زي سونار سلام كان عليها محمد منير ومصطفى قمر وحميد الشاعري وكل ألبوماتهم الأولى، يبقى فيه صوت كامل وحركة كاملة اتحددت واتعرفت من الليبل دي، جيل كامل اكتشف أصواته وطلعها من خلال المنصة دي.
أنا بشوف إن دا مهم جدًا بس الفكرة في إنه بيتحقق ازاي. عندك نوعين من الانتشار العالمي، لو هتبص على تجارب كل الفنانين اللي طلعت عملت جولات برا سواء ويجز وقبله كايروكي ودلوقتي تووليت معتمد على الجمهور العربي برا، مش مواطنين أجانب لكنهم العرب اللي عايشين في أوروبا وأمريكا. دا أول قاعدة جماهيرية برا بالنسبة لك ومهم توسع القاعدة دي.
الحاجة اللي كلنا فاكرينها زمان إنها هتحقق كارير عالمي إنك محتاج تعاون مثلًا مع فيوتشر أو فلان وفلان عشان اخترق السوق الغربي، لكن مع السنين والشغل مش دا الصح، الصح في رؤيتي أنا إنك تبتدي تكبر القاعدة الجماهيرية دي حبة حبة، أنت عندك إحصائيات بتقولك دي البلاد اللي بتسمعك وفيها الشتات العربي، إزاي بقى تكبر دا إنه يوصل للمتحدثين باللغة دي هو من خلال التعاونات، تبتدي تتعاون مع فنانين بتتكلم لغات البلاد دي، وتبتدي توسع السوق بتاعك هناك، فأكتر طريقة منطقية بالنسبالي هي إنك تبتدي تتوسع جغرافيًا في النطاق اللي حواليك. تعاونات الفنانين العرب مع بعض هيوسع النطاق دا برضه، مع فنان من العراق والخليج وهكذا، بعد كدا أوروبا وهكذا.
فيه حاجة ما فيش حد باصصلها أوي وهي قد إيه الإيقاع واللحن العربي والمصري متناغم مع الإيقاع الأفريقي واللاتيني، مش الأمريكي. فربط أفريقيا بالذات لو فنان مصري، ودا إحنا عاملينه في ألبوم ويجز، تبتدي تكبر القاعدة الجماهيرية وتوصل لناس بتتكلم إنجليزي وفرنساوي حواليك وتفتح أسواق جديدة. نفس الشيء في اللغات المنتشرة في العالم زي الفرنساوي والإسباني، مفيش بلد في العالم مش هتلاقي فنان من أصل عربي موجود في قوائم الاستماع عندهم.
فاللينكات دي أصبحت أسهل مما انت فاكر، إنك تلاقي حد قادر يوصل للمزيكا بتاعتك دي بس بيتكلم لغة تانية تمامًا وبيحكي عن تجربة تانية بلغته، فدا التوجه المنطقي والسريع في العالم اللي إحنا فيه دا. موضوع بقى الهلك والصرف والميزانيات المهولة عشان تحاول تزق حاجة بالعافية مش بيشتغل، أكتر طريقة طبيعية إنك تبتدي تعمل أغاني مع ناس ثقافتهم بتقابلك في نقط منطقية وسلسة وبطريقة طبيعية.
لو حاجة واحدة، أهم حاجة في رأيي هي قوانين النشر. لو هنتكلم على حاجة في صلب الصناعة مش موجودة عندنا هي دي، يعني فيه كلام إن فيه تشريعات وقوانين بتطرح دلوقتي بس إن احنا ما عندناش كولكشن زي بلاد برة ففيه جزء كبير جدًا من دخل الفنان ودخل الصناعة مش بنستفيد منها غير من أطراف تالتة. ما عندناش بنية تحتية خاصة بحقوق النشر، هي كدا كدا البنية التحتية كلها محتاجة تطوير لكن الموضوع دا منعدم تمامًا، فأنه يبقى عندنا كولكشن وكتالوج جاهز وموجود زي أوروبا وأمريكا دا هيعمل طفرة تانية خالص.