fbpx .
تعلمته من الأصل | مقابلة مع ويف

تعلمته من الأصل | مقابلة مع ويف

عمر غنيم ۲۰۲۵/۰۸/۱۵

إمتى بدأت علاقتك بالموسيقى؟

يعني على مدى ذاكرتي اللي في عمري كانوا بيطلبوا ألعاب وانا كنت عايزة جيتار بس، فمامتي جابت لي جيتار واتعلمت العزف لوحدي وبعدين يعني اتجهت للراب. 

وإمتى قررتي انك تعملي موسيقى بشكل محترف؟

ما كانش قرار، كان واقع يعني، لازم بس أعمل كدا.

كيف كانت تجربتك في ليبيا قبل ما تيجي مصر؟ إنتي بدأتي موسيقى هناك برضه يعني الناس متعرفش قوي عن المشهد الموسيقي في ليبيا؟

أنا مسكت ف موضوع الراب بس عشان فيه واحد قال لي لا ما فيش بنات بتغني راب وبتاع. أنا قعدت اتعلمت الراب يعني بالثقافة بتاعته ومن بيغني راب ومن بيعمل إيه، فعلى مدى سنتين كنت بنزل عادي على الإنستجرام لحد ما ابتدى يتسمع.

يعني أنا دخلت في فئة كدا صغيرة وتفوقت فيها، فتدريجيًا بتبتدي تسمع ف كان فيه رابر مشهور قوي اسمه إم سي ميجو بمثابة مثلًا أبيوسف وعنده شهرة، فدخل وسمع تراك ليا وعجبه فقال لي تعالي نعمل تراك. التراك دا هو اللي سمّعته لتكوين وجاب لي عقد تكوين. وانا هنا دلوقتي أسوي بالتراك دا حوالي سنتين.

المشهد الموسيقي عمومًا في ليبيا ليس لطيف على الإطلاق. لأني كنت البنت الوحيدة في بلدي اللي تغني راب. الوضع كان جدًا سيء وصعب. لكنني غيرت الكثير من الآراء وغيرت الكثير من الأفكار. حاربني البعض في البداية لكن دلوقتي يعني يقولوا البنت دي بتراب أحسن من الشباب. يعني أنا أثبت جدارتي وقوتي في السين الليبي أنا بعتبر دلوقتي من التوب ١٠ في ليبيا.

كنت هكلمك عن النقطة دي. أعتقد فيه تحديات كتير هتقابل أي بنت بتحاول تدخل مجال الراب، خاصة في ليبيا. كان إيه الوضع في الأول وانتي بتحاولي تسجلي وتعملي أغاني وتبني علاقات في المشهد؟

قبل ما آجي مصر كان صعب ان انا مثلًا أروح لأي استوديو واسجل عشان انا بنت وداخلة ستوديو مع شباب. دا ممكن يلبسني قضية دعارة حقًا يعني. ممكن أنا كنت لبست في القضية دي عادي جدًا وأتحبس فكان فيه ناس بتخاف تسجللي. لكن فيه أشخاص أنا لولاهم ما كنتش هوصل هنا برضه.

يعني ستوديو كان اسمه الامكي، ستوديو كانوا مجموعة من الويست سايد من ليبيا فهم في الراب من زمان ودعموني الصراحة لحد ما جيت مصر هُمَّ كانوا بيسجلوا وبيهندسوا وبيوجهوا أحيانًا لحد ما جيت مصر.

والوضع اختلف ازاي لما جيتي مصر؟

مصر فيه توجه احترافي أكتر. يعني تخيل إنه أنا أول ما جيت مصر سجلت تقريبًا ١٣ تراك، كأني أول مرة أشوف مايك.

بتحسي إن تجربتك في ليبيا والنقل هنا حاجة موجودة بشكل أساسي في الموسيقى بتاعتك؟

جدًا صراحة، يعني الواحد بيعيش حاجات كدا وتجارب، مش شرط سيئة بس تجارب يعني أنا معتبرتها دروس. يعني في مرات أنا كنت هروح نفسي فيها حرفيًا، يعني هو فات بس أنا في فترة ما كنتش قادرة أطلع بوشي في أي حتة عشان الحكومة كانت بتدور عليّا عشان فضحت قضية معينة وكان فيه جهاز بيدور عليّا فترة ومش عارفة أطلع وشي. الموضوع إن أنا أو الحياة أو الأشياء اللي عشتها موجودة في تراكاتي وبتودي مع الناس.

أنا لما دخلت السين الليبي مثلًا أو الراب بصفة عامة أنا ما كنتش أعرف إلا إم سي ميجو وإيمينم فقط. أنا ما اعرفش أي حاجة. بعدين اكتشفت ولقيت فيه ناس تعتمد أسلوب كتابة معين، فيه ناس تعتمد طريقة إلقاء معين. دا فرق مع الوقت يعني بيظهر عليا الرابط، وانا يعني دخلت السين الليبي كانت مع أحداث تغيير، يعني كان السين الليبي بادي يجيب مليون و٢ مليون.

التراكات هناك ما كانتش بتجيب الأرقام دي خالص ف مع التغيير دا كان فيه زي ما تقول يعني مسابقة من يعمل أحسن فيديو كليب من يعمل أحسن حاجة فالحمد لله. وأنا كنت هناك كان فيه برنامج اسمه أدرينالين، أنا كنت أول بنت في ليبيا تظهر في برنامج راب ليبي وكتبت بارات المقدم بتاع البرنامج قال لي إنه هما من أفضل ٣٠ بار اتعملوا في تاريخ البرنامج.

دا كان برنامج مواهب راب؟ 

هو برنامج كان للكتابة في الراب يعني، مين بيؤدي أحسن أو مين ليه أحسن فيرس أو مين ليه أحسن تراك راب. هي حاجة زي كدا، بس دي كانت على القناة يعني الليبية اللي بيجي عليها ٦ مليون بيتفرجوا عليها.

فيه ألبومات معينة أو فنانين معينين بعد ما بدأتي تهتمي بالراب كان بتأثر عليكي أو بتلهمك؟

أنا ممكن أقولك حاجة تضحكك دلوقتي أنا لسه من شهرين بس بدأت أسمع أبيوسف. أول ما سمعتله كان تراك كدا … مش فاكرة اسمه بالضبط، حاجة كدا عن مدينتين أو حاجة زي كدا، التراك دا كان أسلوب كتابته جامد جدًا. أنا ما كنتش بسمع أبيوسف قبل كدا لأني كنت فايتني حاجات كتير، جيت شفت الفيديوهات وسمعت كل الحاجات دي مرة واحدة فمخي ما كانش قادر يجمع. وفيه كمان رابرز تانيين مش مشهورين بس جامدين جدًا بصراحة.

لسه ليكي علاقة بالمشهد في ليبيا يعني؟

في المشهد الليبي بصراحة كان فيه بيف كبير قبل رمضان، والسيكويل بتاعه جه بعد رمضان. في البداية آه أنا خسرت الجولة الأولى، لكن الجولة التانية فزت فيها بجدارة. الديس تراك بتاعي في الجولة دي يُصنّف من أقوى الديس تراكات اللي اتعملت في البيف دا. أنا بتكلم على بيف فيه حوالي ١٦ ديس تراك بين الشرق والغرب. ليبيا كلها كانت بتتابع ولحد دلوقتي بيتقال إن أقوى ديس تراك اتعمل في البيف دا هو اللي إحنا عملناه.

أنا بسمع التراكات دايمًا وبلاحظ التركيز الكبير على الكتابة وعلى القوافي المعقدة والتفاصيل. قلتلك قبل كدا إن طريقتي في الكتابة بتتحسن مش كتابة بسيطة ولا متكلّفة لكن عندي أسلوبي الخاص بيعتمد على التلاعب بالكلمات والقوافي، بأسلوب ذكي برضه.

لما عملت الحاجة دي في الوقت الصح في عزّ البيف الباب اتفتح لصالحي. مش لأن دي فرصة وجت لأ لأن عندي موهبة خارقة في الكتابة وعشان كدا كل باب بيتفتح دلوقتي بيتحسب لي. قبل البيف دا الناس كانت بتسمع ويقولوا الراب دا بتاع رجالة ومش عارف إيه،  دلوقتي لأ كله بقى بيحسبني. اللي كان بيقول رأيه في الستوريز العامة سواء رأيه كويس أو سلبي دلوقتي لو رأيه مش كويس بيسكت ومش بيتكلموا حتى قدامي.

هل بتحسي إنك بتحاولي تثبتي حاجة للناس؟

أنا بدأت أغني راب من حوالي خمس سنين. من ٢٠١٩ وحرفيًا اتشتمت كتير. ٢٠٢٠ و٢٠٢١ كانت فترة الشتيمة الغريبة بقى من نوع “إنتي كافرة” ومش عارفة إيه. دخلنا من موضوع الموسيقى لموضوع الدين، أنا أقدر أقولك إنّي غيرت ٧٠٪ من الآراء في ليبيا. دلوقتي بقى عندي جماهير ودي حاجة حاربت عشانها وخسرت ناس عشانها واتصدمت كتير. بس الحمد لله عشت وشفت الناس دي بتسمعني دلوقتي.

ازاي النقل لمصر وشغلك مع تكوين غير الموضوع دا؟

فكرتي عن مصر كانت من المسلسلات والأفلام اللي بنتفرج عليها، لكن ما كنتش أعرف أي حاجة عن أي حد هنا. فيه لقطة لحد دلوقتي مأثرة فيّا إنه كان فيه جلسة والأكاونت مانجر بتاعي قال لي “دي ناس جامدة”، وأنا ما كنتش أعرف مين الناس دي أصلًا. دخلت وسجلت وطلعت. وبعد فترة عرفت إن أنا كنت سلّمت على السادات وسلّمت على موسى سام وفيفتي وما قدمتش اللي عندي فعلًا، عشان ما كنتش عارفة مين دول.

أنا ندمانة جدًا … يعني الله أنا سلمت على السادات وموسى سام وفيفتي وأنا ما كانتش عندي أي خلفية خالص. جيت هنا، وبدأت أدرس، بدأت أسمع، وابتديت أفهم لقيت إن لأ، فيه مزيكا وفيه حاجات مش هتفهمها غير لو إنت فنان. بصراحة مصر من يوم يومها سواء في التمثيل أو أي نوع من الفن فيها الروح. الروح دي موجودة الحاجة بتتعمل صح هنا في البلد دي. اللي كان عايز يتشهر كان بييجي هنا واللي عايز يطلع بييجي هنا ودي حاجة ما كنتش فاهماها قبل ما أجي.

كان مين المنتجين اللي اشتغلتي معاهم لما وصلتي على مصر؟

اشتغلت مع بروديوسر شاب اسمه كونان، وكان جامد جدًا في الميكس والماسترينج. واشتغلت مع بروديوسرز كتير بصراحة، بس الوحيد اللي برتاح معاه حاليًا هو سايكو. سايكو مبدع جدًا وفعلًا إنسان موهوب قوي. أنا ما بروحش استوديوهات لمجرد إني عايزة أسجل لأ بروح لما يكون في حد معين حابة أشتغل معاه فعلًا.

في حد نفسك تشتغلي معاه؟ سواء بروديوسر أو فنان؟

اللي جاي في بالي حاليًا هو دي جاي توتي. شايفاه جامد جدًا، وبصراحة حاسة إن لو اشتغلنا مع بعض حنطلع بحاجة حلوة فعلًا.

لما بنسمع تراكاتك بنلاحظ إن فيه تركيز كبير على العناصر الأساسية في الهيب هوب، اللي هي حاجات مرتبطة أكتر بالأولد سكول راب زي القوافي والكتابة. ليه بتركزي على النقط دي؟

أنا لما تعلمت الراب تعلمته من الأصل. ما دخلتش أكتب لمجرد إني عايزة أكتب وخلاص لأ أنا تعلمت الراب بأصوله وبالقواعد بتاعته. كنت بكتب من زمان حتى قبل ما أدخل أسجل أو أطلع بحاجة. كل حاجة حصلت قبل ما أوصل للمرحلة اللي أكتب فيها بالشكل دا.

زي ما قلت لك أنا أكلت على وشي كتير عشان أوصل للنقطة دي. يعني مكنتش من البداية بكتب حلو أو كنت شايفة نفسي جامدة في الكتابة لأ خالص. أنا كنت بعزف جيتار وكنت بكتب حاجات بوب. لكن فكرة إنّي أكتب ١٦ بار كانت تحدي لنفسي قبل ما تكون تطور في أسلوبي، والحمد لله مع الوقت والتجربة طورت نفسي.

الراب بشكل عام عايز شغل، لغتنا العربية غنية جدًا وكل اللي محتاجه إنك تقرأ. اقرأ روايات وافهم السرد. الحاجات دي بتساعدك جدًا وبتديك أدوات، لما يكون عندك علم خصوصًا في السرد، بتفرق في طريقة إلقاءك. السرد والإلقاء دايمًا موضوع بحث. إنت كفنان لازم تشتغل على السرد. لازم تبنيه جواك ودا جزء أنا تعبت فيه جدًا. فضلت أسأل نفسي إزاي أبدأ القصة؟ إزاي أفرّعها؟ وإزاي أطلع منها؟ وكل دا كان تدريب مستمر لحد ما بقى عندي أسلوبي وطريقتي.

بس مؤخرًا بنحس انه فيه تهميش للعناصر دي في الراب وتركيز أكتر على الصيغة والفايب، بتحسي نفس الحاجة ولا دا ما بيفرقش؟

أنا شفت هنا في مصر حاجة مختلفة. في ليبيا ما بنركّزش على المزيكا اللي بترقصنا أو اللي بننسجم معاها. إحنا دايمًا فيه بيف شغال دايمًا فيه صراعات شغالة. البيف هناك غالبًا بيكون ديس تراكس دائمة أو على الأقل فيه شد. والناس بتركّز على قوة الكلام وقوة السرد. نادرًا ما تلاقي الناس بتشتغل على حاجة فنية هدفها واضح أو مختلفة عن التيار العام.

فيه ناس هناك بتقدم حاجات هادفة فعلًا بس مش بتاخد نفس الاهتمام زي حد عمل ديس تراك وشتم أهل ومرات حد، الناس بتدور على الحدة وعلى الدراما. عندنا سايكس، سايكس دا شاب طلع فجأة بينزل بديس تراك يعمل تريند حرفيًا وييجي وينفجر. عندنا كتير والله بس مش مسموعين في مصر أوي بس فيه نسبة كبيرة بتسمع في باقي المغرب العربي، يعني تونس، الجزائر، المغرب، وليبيا.

طيب، إنتي بتشوفي إيه أهمية البيفات أو الديسات في الراب؟

بص هو بين الرابرز إنت لازم تفرض نفسك في الساحة. أنا مبسوطة إن جاتلي فرصة واستغلتها صح وقدرت أفرض نفسي. بس عشان تحافظ على دا لازم تنزّل تراك ورا تراك وتفرد عضلاتك وتوري الناس إنت قادر على إيه. حتى لو فيه هدوء لازم يكون فيه مرة تراك بتستعرض فيه أسلوبك وسينس الكتابة عندك. مش شرط تكون بترد على حد بس فيه دايمًا اللي بيلبس يعني يلاقي نفسه دخل في بيف غصب. وساعتها بيتولد البيف والمنافسة بتشتد. كونك رابر لازم تفرض قوتك وتفضل محافظ على دا عشان محدّش يقلّل منك. هي كدا نظام غابة.

مين في رأيك أحسن رابرز في المشهد الليبي وبتتابعيهم؟

فيه رابر اسمه جراندي من الشرق الليبي طالع بستايل محدش قبله عمله، خصوصًا من ناحية الميكس والماستر. الولد دا فعلًا عنده قدرات عالية لكن للأسف فيه بيف داير والناس ظلموه أو كانوا سبب في اللي حصل، أنا ما شفتش زيه في المغرب العربي عمومًا. اللي عمله جراندي هو إنه جمع بين الثقافة الليبية والراب ودي حاجة صعبة جدًا تتنفذ.

عندكم هنا في مصر مثلًا فيه المقسوم والترابط الشعبي وقدرتوا تدخلوا الثقافة دي في الراب بطريقة سلسة. إحنا في ليبيا لسه الموضوع صعب جدًا. عندنا حاجة اسمها المرسكاوي دا النوع الشعبي عندنا بس ما فيش حد فكر يدخل دا في الراب أو حتى يحاول يخلق منه جنرا جديدة. ومش لأن مفيش موهبة لأ بس لأن الصناعة الموسيقية مش بتمشي من خلال فنانين أو صُنّاع موسيقى لأ هي بتمشي من خلال المجتمع نفسه. 

المجتمع عندنا مش داعم. عندنا فنانين وناس موهوبين جدًا زي مثلًا دي جاي علو، هو اللي طلع حليم تاج السر السوداني ولحد دلوقتي هم شغالين مع بعض. بس رغم كدا الفنانين دول مش بياخدوا مكانهم والمجتمع بيهمّشهم ودي حاجة أنا بعاني منها شخصيًا.

يعني بيهمّشهم إزاي؟

شوف آخر سنتين فيه شوية تطور وشوية قابلية وناس بدأت تسمع بس تعالى شوف الحفلات … الناس مش بتقبل الراب يتسمع في المولات أو الملاهي أو أي مكان عام. اللي بيحصل إن كل ما يحصل بيف جديد الناس تتابع وبعدها ترجع تتجاهل الراب تاني. الراب مشهور آه لكن مش مقبول كفن عند الناس. بس في نفس الوقت فيه تغيير بيحصل. أنا شايفة إن بعد سنتين مثلًا الوضع هيكون أحسن بس دلوقتي ثقافة المستمع للراب تساوي صفر، ما فيش ثقافة سمعية وما فيش ناس كتير بتعرف تقيم أو تفهم الراب صح.

طب ليه مفكرتيش تدمجي الراب بالتراث الليبي؟

والله آه دي من أهم أهدافي. أنا شايفة إن لازم ندمج التراث الشعبي الليبي بالراب ودا ممكن يطلع مشروع موسيقي مختلف فعلًا. بس لو هشتغل عليه عايزة أشتغل صح، مش هنزل أي حاجة لمجرد التجربة. فيه شباب حاولوا يعملوا كدا قبل كدا وكانت النتيجة سيئة جدًا … مش حاجة تتسمع ولا يطلع منها حاجة فعلًا. دي النقطة اللي ما حدش قدر يوصلها لحد دلوقتي وأنا عايزة أكون أول حد يوصلها وأستغلها.

فيه مشروع حاليًا إنتي بتشتغلي عليه؟

أنا دلوقتي قاعدة في وسط بيف وبشتغل على مشروع هادف بس في نفس الوقت بجهز ديس تراك حيكون قوي جدًا، وبصراحة الفكرة التسويقية بتاعته مجنونة.  البيف دا حيعمل صوت وحيسمع مش بس في ليبيا لأ حيسمع في الوطن العربي. أنا متأكدة من دا، طبعًا أول ما نقول كلمة بيف الناس تفكر إن البنات ما عندهاش خلافات أو ما بيدخلوش في معارك، بس والله أنا دخلت بيف لأن اتشتمت من واحد اسمه حمزة آر جي.

أنا ما كانش عندي مشكلة مع الديس تراك اللي عمله هو مش أول حد يعمل عليا تراك بس اللي عصّبني بجد واللي فجّر الموضوع إنه طلع في ستوري وشتم أمي، دي كانت اللحظة اللي خلتني أقرر أفرج عن صمتي. عملت الديس تراك وكان أول مرة أشتم في تراك شتيمة حقيقية والتراك دا دخل ترند، أول تراك راب من النوع دا يدخل ترند في ليبيا وكان الثاني على ليبيا كلها. بس بعد خمسة أيام مسحته، ليه؟ عشان كان فيه سفاهة وكان ممكن يسببلي مشاكل كبيرة مع عيلتي.

أنا صفّيت فيه اللي جوايا بس عيلتي ممكن تسمعه وما كنتش مستعدة للنتائج دي. الموضوع ما خلصش أمورا نزل ديس تراك تاني ليلة الموسم بتاع رمضان قبل أذان الفجر بساعتين تخيل! أنا قاعدة بتسحّر، لقيته نازل بالتراك. ما أقدرش أوصفلك أنا كنت معصّبة قد إيه، وأنا مستحيل أشتغل موسيقى في رمضان.  فضلت ٣٠ يوم باكل في نفسي حرفيًا. الصمت دا هو اللي خلّاني أطلع تراك اسمه عبده موته.

التراك دا جه بعد رمضان طويل جدًا عليا تخيل أول يوم رمضان وأنا قاعدة بقول لسه ٢٩ يوم عشان آخد حقي. اختفيت من السوشال ميديا تمامًا ولما جيت أكتب التراك كتبته في دفتر عادي جدًا وبعدين سجلته تاني يوم العيد، وصوّرته في رابع يوم بكاميرا موبايل تصوير بسيط جدًا، بس كنت عايزة أخلص وأنزله. نزلته بعدها بيومين أو تلاتة والحمد لله … دخل ترند من أول ساعة. الناس اتفاجأت إني ردّيت أصلًا. حمزة دا كان تقيل، تقيل جدًا بصراحة، بس أنا ردّيت وده فجّر كل حاجة.

وكنت شتمت كمان واحد تاني اسمه ديفل من الإيست سايد. كان فيه معركة شغالة بين الإيست سايد والوست سايد وأنا كنت في النص. بروح يمين وأرجع شمال … حلقة مفرغة وأنا جوّاها. أول ما نزلت التراك لقيت أعدائي نفسهم بيعملوا شير وبيقولوا “واو!”  الناس كلها اتفاجأت إن عندي القدرة أعمل حاجة زي دي.  بس الحمد لله أنا وصلت للنقطة دي لأني اشتغلت كتير وحاربت أكتر.

طب هل دا شتت تركيزك عن مشروعك الأساسي كـ ويف؟

لأ خالص. أنا ممكن أعمل موسيقى على أي نوع بيت، حتى لو بيت واحد فيه كيك وسنير بس. ممكن أعمل دريل، هاوس، أفرو، أمابيانو … مش بتفرق معايا. أنا ممكن أعمل ديس تراك دلوقتي وبكرا أعمل تراك هادف بس عندي نقطة ضعف إني ما بعرفش أكتب عن مشاعر ما عشتهاش. طلبوا مني أعمل تراك عن “لاف ستوري” و”هابي إندينج” بس حسيت إني شبح، مش حقيقية ومش عارفة أكتب عن حاجة ما لمستنيش.

عشان كدا هتلاقي الحبر بتاعي دايمًا حزين ودايمًا كئيب. دا اللي بحسه، أنا كنت بلعب جيتار وبكتب بوب والحالة دي ما بتتفهمش غير لما تعيشها. ويمكن لو تسمع تراكاتي تلاقيهم مزيج غريب بين أديل، ريانا، بلهجة ليبية على بيت شعبي مصري، وفيه لمسة من بيلي آيليش. دا المزيج بتاعي. أنا بركّز جدًا على الآد-ليبس والباك فوكلز، هي اللي بتدي الفايب وهي اللي بتخلي الناس تسمع حاجة مختلفة.

بتحاولي تحققي إيه من خلال الموسيقى؟

أنا سَمّعت في ليبيا، أنا دلوقتي عايزة أُسْمَع في مصر وفي المغرب العربي وفي الخليج، أنا عايزة أوصل لكل بلد عربي. أنا مش عايزة شهرة لحظية، أنا عايزة أسيب أثر. عايزة لما يعدي ٦٠ أو ٧٠ سنة من دلوقتي وييجي حد يدور على التاريخ يلاقيني موجودة. أنا مش عايزة أتمحي والتاريخ عمره ما يتمحي إلا اللي ما عملش حاجة. أنا عايزة أعمل حاجة، أنا عايزة أكون ذكرى.

المزيـــد علــى معـــازف