fbpx .
حالة شديدة الخصوصية | عبد اللطيف البنَّا

حالة شديدة الخصوصية | عبد اللطيف البنَّا

محب جميل ۲۰۱۷/۰۳/۲٦

يروي المؤرخ الموسيقي كمال النجمي في كتابه الغناء المصري مطربون ومستمعون حكاية عن موال سلطان جمالك الذي غناه البنا في العشرينيات: “اعتدل المؤلف وتدفقت كلماته: سلطان جمالك على أهل الغرام حاكم / وحارس الخال فوق ورد الخدود حاكم / شفتك عشقتك فراقب ربك الحاكم / يا باهر الحسن اسمح لي بوصلك يوم / دا الصبر في القلب يا قاضي الغرام حاكم. أصغى عبد اللطيف البنا، وهزة طرب خفيفة تلعب في رأسه يمينًا وشمالًا مع كل شطر من الموال، حتى فاجأه الشطر الخامس والأخير فقفز كمن لدغه عقرب وصاح غاضبًا: أهذا ما اتفقنا عليه؟ الموال من أوله لآخره حلو خالص، ولكن يا خسارة! قبل النهاية بكلمتين تقول لي: قاضي الغرام. يا أستاذ عيب. يا أستاذ لا تنس أنني لا أريد قاضي الغرام. امسحه من الموال، وأكتب أي كلام في مكانه! امتثل المؤلف لأوامر المطرب الكبير، معتذرًا إليه بأنه نسي فقط، ولولا النسيان ما ورد قاضي الغرام على لسانه بأي حال. أصبح الشطر الأخير بعد تعديله هكذا: دا الصبر عني رحل والشوق أهو حاكم. انطلق البنا بالكلمات إلى شركة بيضافون ليسجل فورًا على اسطوانة. لم يمض أسبوع حتى ملأ صوت الاسطوانة مقاهي مصر، ودوى في بيوت العمد والأعيان والأفندية، فضلًا عن البكوات والباشوات!” النجمي، كمال: الغناء المصري مطربون ومستمعون. طبعة أولى. القاهرة: دار الهلال، ١٩٩٣، ص ٣٥٢ – ٣٥٣. البنا الذي كان يعرف الطريق الأقصر إلى أذن المستمع لم يكن اعتراضه على مضمون الكلمات، إنما لشعوره بأن عبارة مثل قاضي الغرام انتشرت وأصبحت مستهلكة.

تظل حالة عبد اللطيف البنا في تاريخ الغناء العربي شديدة الخصوصية، نظرًا لطبيعة الغناء التي انتهجها. فقد كان صوته حادًا رفيعًا يشبه الأداء الأنثوي، سمح له بمنافسة مطربات هذه المرحلة في تسجيلاته. كان البنا المطرب الوحيد آنذاك الذي يغني بلا شارب على عكس باقي المطربين، وليس لدينا علم إن كان ذلك اختيار شخصي أم وسيلة دعائية من شركات التسجيلات التي تعاون معها. بالرغم من الشهرة الواسعة التي حظي بها البنا إلا أن المعلومات المتعلقة بمسيرته، خصوصًا في الصحافة الفنية، لم تظهر إلا في أوقات لاحقة عقب اعتزاله الفن واستقراره في قريته النائية عن العاصمة. كان من النادر أن تجد له صورة منشورة في إحدى المطبوعات الفنية خلال العشرينيات والثلاثينيات.

انشغل البنا بإحياء الأفراح والحفلات الخاصة إلى جانب غنائه بين الفصول المسرحيَّة، حيث تفرغ بشكل كامل إلى الغناء الفردي وركز جهوده في التسجيلات الصوتية والابتعاد عن المسرح الغنائي والأغنيات الجماعية. كانت أغانيه بسيطة، سهلة الحفظ، تتردد على ألسنة كافة الطبقات، بداية من البسطاء وصولًا إلى الأثرياء والباشوات. أغنيات قصيرة مرحة تميل إلى السخرية، وتبتعد عن التكلّف والتعقيد. كانت هذه الأغنيات الفردية القصيرة تتردد على ألسنة الجماهير في الشوارع أو البيوت على عكس أغلب أغنيات المسرح الغنائي المرتبطة بالموقف الدرامي للمشهد.

نبوغ مبكر

ولد عبد اللطيف حب الله البنا عام ١٨٩٠ بقرية كفر مستناد مركز شبراخيت بمحافظة البحيرة. أتم حفظ القرآن الكريم وتجويده وهو لم يتجاوز الاثني عشر عامًا. بعد عام من التحاقه بالمعهد الديني بدسوق توفي والده، وبدأ الصبي رحلته بتلاوة آيات الذكر الحكيم في القرى المجاورة بعد أن تعرف على مجموعة من المقرئين والمنشدين. كان من بينهم الشيخ المحلاوي والشيخ غازي والشيخ أبا النصر، وقد شجعوه جميعًا على المُضي في طريقه لما امتلكه من صوت عذب وتلاوة سليمة. بدأ اسمه يتردد على ألسنة أهل دسوق والقرى المجاورة، وخلال ست سنوات أصبح اسمه ملء السمع والبصر.

في أحد الأيام، بعد أن بلغ من العمر ثمانية عشر عامًا، نصحه أصدقاؤه المقربون بالذهاب إلى القاهرة حيث المجد والشهرة. في القاهرة عام ١٩٠٨، أدرك البنا أن المهمة ليست هيّنة، فالقاهرة تضمُّ العديد من الشيوخ والمقرئين أصحاب الباع والشهرة. لحسن الحظ التقطه بلدياته الشيخ أبا الفضل وعرفه على الشيخ أحمد ندا المقرئ بمسجد السيدة زينب. أعجب الأخير بصوته، وطلب منه أن يرافقه في القراءة يوم الجمعة في مسجد السيدة زينب. بمجرد أن انتهى البنا من القراءة تسابق المستمعون للحصول على اسمه وعنوانه. في حي الحسين تعرف البنا على الشيخ اسماعيل سكر الذي أخذ عنه التواشيح وإحياء الموالد. وفي قهوة أحمد عبده في حي الحسين أخذ البنا يبحث عن أربعة مشايخ يعملون معه كبطانة .ساعده أحد المطيباتية في الوصول إليهم، وكان من بينهم الشيخ زكريا أحمد الذي ظل يعمل معه من عام ١٩١٠ إلى ١٩١٢.

عندما انتقل البنا من شارع الزير المعلق في عابدين إلى شارع محمد علي حدث تحوّل جذري في حياته. تحوّل الشيخ عبد اللطيف البنا إلى عبد اللطيف أفندي البنا بعد أن خلع الجبة والقفطان والعمامة وارتدى البذلة. كان ذلك إلى حد كبير بسبب العوّاد الشهير علي الرشيدي الكبير أحد سكان ذلك الشارع. في أحد المرات أمام محل بيع الآلات الموسيقية الذي امتلكه تعرّف على البنا، وأقنعه بالاتجاه إلى الغناء كما فعل من قبل يوسف المنيلاوي وسلامة حجازي والسيد الصفتي وغيرهم. بدأ الرشيدي الكبير في تحفيظه الأدوار والتواشيح، واتفقا أن يعملا معًا. خلال شهر رمضان استأجر الرشيدي الكبير قهوة أسماها كاستيل بار أمام مسجد الكخيا في حي عابدين القاهري، وكانت المرة الأولى التي يغني فيها البنا أمام جمهور السميعة. غنى دورين هما بافتكارك إيه يفيدك، وكنت فين والحب فين. استطاع البنا أن يحشد جمهورًا واسعًا، ويكسب المال الوفير إلى أن انتقل للعمل مع علي الرشيدي الصغير. وفي أحد أيام شهر رمضان من العام ١٩١٨ أقام الموسيقي محمد عمر معرضًا للمغنين المعروفين في الاسكندرية يغني خلاله المطربون المشهورون ليلة أو ليلتين. كان من بينهم إبراهيم القباني وداود حسني وزكي مراد وسيد الصفتي ومحمد سالم الكبير وصالح عبد الحي ومحمد نديم وعبد الله الخولي وابراهيم شفيق وغيرهم. في إحدى تلك الليالي نجح البنا بفضل عذوبه صوته، ومهارته الموسيقية أن يأخذ مكانته بين هؤلاء الفحول. أقبل أهل الإسكندرية على ليلته التي غنى فيها البحر بيضحك ليه بصالة هليوبوليس بالميناء الشرقية حتى الصباح.

عصر الطقاطيق

مع انتهاء الحرب العالمية الأولى ظهر نوع جديد من المستمعين وراجت الطقاطيق. يُرجع الباحث التونسي لطفي المرايحي انتشار الطقاطيق إلى مجموعة من العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، أبرزها جمهور من الطبقة المتوسطة، أصبح على قلة علمه وقصر ثقافته طرفًا مؤثرًا في سوق الأغنية نتيجة انتشار أجهزة الحاكي الفونوغراف التي أصبحت انخفضت أسعارها. عندما أدركت شركات الإنتاج هذه الرغبة لدى الجماهير سعت إلى توفير المادة المنشودة للسيطرة على السوق الجديدة. مع طقاطيق محمد علي لعبة وزكريا أحمد وصبري لولو ومحمد أنور، شهدت الساحة الفنية المصرية خلال العشرينيات رواجًا في عدد التسجيلات.

شكَّل كل من يونس القاضي مؤلفًا، زكريا أحمد ملحنًا، عبد اللطيف البنا مؤديًا ثلاثيًّا ناجحًا في عالم الطقاطيق. تعاقدت شركة بيضافون مع البنا لتسجيل مجموعة من الأسطوانات كان من بينها أرخي الستارة اللي في ريحنا، التي تقول: “أرخي الستارة اللي في ريحنا / لاحسن جيرانك تجرحنا / يا فرحانين يا مبسوطين / يا مفرفشين يا مزقططين بالقوي يا احنا”. كما غنى البنا من ألحان زكريا طقطوقة ده كان لي فين ده يا ناس مخبي التي تقول: “ده كان لي فين يا ناس مخبي / مالك بتعشق مسكين يا قلبي / قالوا: تحبك، قلت: اسألوها / قالوا: بتهجر، قلت: اعذروها / قالوا: جميلة، قلت: سيبوها”. غنى البنا كذلك من ألحان زكريا طقطقوقة ما تخافش عليّا التي تقول: “ما تخافش عليّا أنا واحدة سجوريا / في الحب يا إنت واخدة البكالوريا / أقعد سهتانة قلبي مشغول / ولما تشعلل لهاليب نار حبك / أرخي الناموسية وأنام لي شوية”. سجَّل البنا العديد من هذه الطقاطيق المكشوفة الخليعة التي انتشرت على كل لسان. كان أداؤه يميل إلى الشكل التمثيلي، حيث يستطيع المستمع أن يتخيل الصورة العامة التي يغنيها من خلال صوته الحاد الرفيع الذي يشبه الصوت الأنثوي.

من بين هذه الطقاطيق أيضًا: حزر فزر، يا حليلة يا حليلة، إيه رأيك في خفافتي، وغيرها من الأعمال المسجلة. لكن هذه الطقاطيق المكشوفة لم تكن الوحيدة التي أداها البنا، فقد غنى الوطنية منها. طقطوقة يا سعد مين غيرك زعيم غناها لـ سعد زغلول: “يا سعد من غيرك زعيم لمصر / من اسمه نصيب / وجهادك أحيا مجدها”، وكذلك طقطوقة البرلمان التي غناها بمناسبة انعقاد البرلمان المصري: “البرلمان والذي منه / أهو تم يا سائل عنه / واللي فرحهم يتهنوا”. كان البنا يدافع عن نفسه طوال الوقت، ويعلل تسجيله للطقاطيق المكشوفة برغبة شركة التسجيلات في إرضاء المستمع والسيطرة على السوق. إلى جانب الأسباب الآنف ذكرها عن انتشار الطقاطيق، يمكن للمستمع أن يضيف عاملًا جوهريًّا في ذيوع تسجيلات البنا ألا وهو الأداء الفردي المستقل، حيث وجد الجمهور في الأغنية الفردية قصيرة المدة التي تسجل على أسطوانات مادة سهلة الحفظ والترديد، على عكس الأغنية المسرحية المرتبطة بأحداث النصّ المسرحي. فعلى سبيل المثال كانت جهود منيرة المهدية وصالح عبد الحي ونعيمة المصرية مشتتة بين المسرح الغنائي والصالات، لكن البنا تخصصّ منذ بدايته في الأغنية الفردية المسجلة. كان صوته الحاد ولهجته البسيطة قريبة من الذوق العام فأقبلت الجماهير على أغانيه.

لم ينسَ البنا القصائد والمواويل وغنى العديد منها: جارت عليّ مهجتي، إلهي ليس للعشاق ذنب، مالي فتنت بلحظكِ الفتاك، يا ساقي الراح بالأقداح، يا بدر شوف مهجتي، يصح يا قلبي تعشق، وغيرها من الأعمال. وفي عام ١٩٢٨ سافر مع فرقته الغنائية إلى فلسطين بعد تشجيع من صاحب شركة بيضافون. قضى شهرين في يافا حيث سجل الطقطوقة الشهيرة على دول ياما ياما، لكن الرحلة لم تستمر طويلًا فعاد بعدها إلى مصر ليستأنف حفلاته وأفراحه من جديد.

كان أجر البنا قد وصل إلى ٣٠٠ جنيه مصري عن الحفلة الواحدة، وغنى في حضرة السلطان المصري حسين كامل نجل الخديوي اسماعيل، لكن حظه مع الإذاعة المصرية لم يكن جيدًا فلم يدعَ إلى إحياء حفلات مباشرة إلا نادرًا حتى غادرها تمامًا. كان يقول: “لو كنت منافقًا أو مرائيًّا لبقي اسمي حتى الآن على كل لسان كما كان من قبل. ولكن المشرفين على الإذاعة أيام زمان طلبوا مني طلبات عديدة ليتيحوا لي الاتصال بالجماهير عن طريق الإذاعة. فلما لم أجب أقفلوا الباب في وجهي، وأبت عليّ كرامتي أن أطرق الأبواب المغلقة”.

اعتزال الفن

مع ظهور السينما الغنائية عام ١٩٣٢ بدأ الجمهور المصري  بالانسحاب تدريجيًّا من عالم الاسطوانات إلى الأفلام الغنائية ودور العرض. كما شجَّعت الإذاعة اللاسلكية المصرية بدءًا من ١٩٣٤ العديد من الأصوات الجديدة كي تأخذ فرصتها أمام الميكرفون، وبمرور الوقت أصبحت الحياة الفنية المتعلقة بالتسجيلات التجارية وإحياء الحفلات الخاصة والأفراح أقل بريقًا، مما قلل من شهيَّة البنا على مواصلة الطريق.

عندما تلقى خبر وفاة شقيقه الأكبر يوسف عام ١٩٤٠ قرر ترك القاهرة نهائيًّا والعودة إلى قريته لرعاية شؤون أسرة أخيه، وخصوصًا أن محمد عمر المسؤول عن إدارة أعماله فارق الحياة هو الآخر. بعد عامين من عودته إلى القرية توفيت زوجته الأولى التي تزوجها عام ١٩٢٤ وأنجب منها بنتًا واحدة. تزوج البنا مرة ثانية عام ١٩٤٢ لكنه لم ينجب. اعتاد أن يشرف بنفسه على شؤون المنزل والأراضي الزراعية وكان يقرأ الجريدة بشكل يومي. لاءمته حياة الريف الأقل صخبًا من زحام القاهرة، خصوصًا في ساعات الصباح الأولى، حيث كان يذهب إلى المسجد ليؤذن الفجر، وينادي للصلاة يوم الجمعة. هكذا كانت حياته اليومية إلى جانب هوايته المفضلة، ركوب الخيل. لكن هذه الحياة الروتينية لم تمنعه من إحياء حفلات بعض الأصدقاء والأقارب الخاصة.

في عام ١٩٦٣ وصل البنا إلى القاهرة عقب دعوة من الإعلامية أماني ناشد لاستضافته في برنامج سهرة مع فنان في التلفزيون المصري. كانت سهرة ناجحة لكنه اختلف معهم عندما صرفوا له أربعة جنيهات فقط نظير الاشتراك في الحلقة، وعاملوه كمطرب ناشئ.

بعد استماع المسؤولين إلى شريط الحلقة رفعوا أجره إلى ٤٥ جنيهًا، خصوصًا بعد غنائه مجموعة من الطقاطيق والأدوار النادرة بعذوبة ويُسر. بعد مدة قصيرة من إذاعة الحلقة، طلب منه المخرج محمد رجائي أن يدون حوالي ٢٠ طقطوقة ليسجلِّها للتلفزيون المصري في وقت لاحق لكن لم تسعفنا المعلومات لمعرفة إذا كان الاتفاق قد تم تنفيذه أم لا. خلال تلك الزيارة إلى القاهرة طلب البنا من أحد الصحافيين أن يرافقه في زيارة أصدقائه القدامى، لكنه تفاجئ بأن صالح عبد الحي وزكريا أحمد قد توفيا. قرر التوّجه إلى منزل الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي تعرّف إليه عام ١٩١٧ عندما كان الأخير صبيًّا صغيرًا في منزل الموسيقار إبراهيم القباني. كان البنا بطبيعة الحال منحازًا إلى موسيقى سيد درويش ويعدّه أحد أساتذته، كان يقول إنه “صاحب الفضل الأول على الموسيقى الشرقية” دوارة، محمد: المغني الذي قال في نص الليل أغمز له غمزة يصلي الفجر حاضراً. ويؤم المصلين يوم الجمعة! الفن، ٥ يناير/ كانون الثاني ١٩٥٣.

لم يتحمس البنا للموسيقى الجديدة بعد اعتزاله، حيث قال إنها: “غير منسجمة مع روح الشرق والشرقيين. إنها مجرد صناعة، وهي خليط عجيب لم يدرك الشرق، ولا هو أدرك الغرب. إن الموسيقى اليونانية لها لونها الخاص، وهي لا تقتبس من الموسيقى الغربية، والموسيقى التركية كذلك، وجميع الأمم لها ألوانها الخاصة في موسيقاها. أما نحن فقد أراد لنا موسيقيو آخر الزمان أن نكون أعجوبة الأمم في موسيقانا” دوارة، محمد: المغني الذي قال في نص الليل أغمز له غمزة يصلي الفجر حاضراً. . ويؤم المصلين يوم الجمعة! الفن، ٥ يناير/ كانون الثاني ١٩٥٣. كان يتابع حفلات أم كلثوم في الإذاعة المصرية من خلال الراديو في منزله وقال عنها: “أم كلثوم لو كحّت لازم اللي يسمعها يقول الله. إنها هبة لنا من عند الله” أبو العينين، سعيد: محمد عبد الوهاب كان يتمنى تقبيل يدي: عبد اللطيف البنا. الجيل، ٨ أبريل/ نيسان ١٩٦٣. تعود معرفة البنا بها إلى عام ١٩٢٣ في منزل مصطفى باشا فودة، أحد أعيان مدينة السنبلاوين بعد إلحاح صادق بك الصريطي أحد المدعوين إلى الفرح على أن يُسمعهم صوت الآنسة الجديدة.

بالرغم من ذلك الحضور الفني للبنا إلا أن هذه الهالة المرسومة حوله سرعان ما انطفأ وهجُها. فالمطرب الذي انتشرتْ أسطوانتُه في أرجاء مصر بات من نفحات الأمس، كأن تلك الأسطوانات أصبحت مشروخة، كماضٍ بلا صوت.


المراجع

 الكتب:

  • المرايحي، لطفي: الموسيقى العربية إلى أين؟ طبعة أولى. بيروت: دار الفارابي، ٢٠٠٧

الدوريات:

  • أبو العينين، سعيد: الرجل الذي ذهب في صمت: كان كروان مصر من خمسين سنة! آخر ساعة، ١١ فبراير/ شباط ١٩٧٠
  • بدون توقيع: عبد اللطيف حب الله البنا: استمارة معلوماتية. مؤسسة دار الهلال، رقم ملف ١٣٣٣
  • بدون توقيع: مغني أرخي الستارة يتلو القرآن في كفر مستناد. المصور، ٢٦ سبتمبر/ أيلول ١٩٥٩
  • عصام: عبد اللطيف البنا. دنيا الفن، ٢٨ يناير/ كانون الثاني ١٩٤٧
  • محفوظ، فايق: المطرب الذي رفض أن يحتكره القصر. الجمهورية، ٣٠ نوفمبر/ تشرين الثاني ١٩٧٨

المزيـــد علــى معـــازف