
ندر للحرية | يما مويل الهوا بين الأم والحب والمقاومة
منطلقةً من فواجع أمهات غزة تتبع جنى حسن أغنية يما مويل الهوا وتحولاتها عبر أكثر من قرن لفت خلاله الأغنية العالم محملةً بعقود من الحنين والفقد



منطلقةً من فواجع أمهات غزة تتبع جنى حسن أغنية يما مويل الهوا وتحولاتها عبر أكثر من قرن لفت خلاله الأغنية العالم محملةً بعقود من الحنين والفقد

عند العاشرة صباحًا اعتدنا الانتقال لحصة العربية، مثل كلّ صباح من صباحات عام ٢٠٠٨ الخاملة. كنّا أطفالًا في القسم الرابع في مدرسة تحمل اسم الجمهورية. يومها وعلى غير المتوقع زارنا متفقد متقاعد، سبق وأن درّس في المدرسة ذات يوم. تقدّم منه المعلّم وقدّم له تلميذة اسمها أزهار، قائلًا إنها بنت الأزهر الضاوي، أستاذ التاريخ في ...

متكئًا على صخرة خشنة فيما كان صدره يعلو ويهبط بشكل غير متساوٍ، والدم يتسربّ من جرح عميق في جنبه. لم يجد الثائر التونسي علي الصيد غير بندقيته الألمانية كي يشكوها مصابه. ارتجفت يده اليسرى، لكن يمينه لم تزل متمسكة ببارودة الماوزر. في الأفق البعيد كانت الرايات الفرنسية لم تزل ترفرف في الأفق، ملطخةً بدماء رفاقه، ...

يقول حمزة أبو قينص في إحدى أناشيده التي كتبها ولحنها: “من كمثلي! إني الشهيد.” بدا أن حمزة الشهيد يهوّن على الناس صعاب السؤال الذي خطر على بالهم، وعلى بال كل من يعرفه لحظة سماعهم خبر استشهاده: “كيف نرثي من كان يرثي الشهداء؟” مع ذلك، إن السؤال بحد ذاته، سواء كانت دوافع كتابته أن يقول الناس ...

هل جرّبت أن تتخيّل موتك وما سيحدث لأقاربك بعد رحيلك، وطريقك إلى القبر؟ أن تتخيل شعورك لحظةَ فراقك للدنيا؟ لحظة مؤلمة، فيها رثاء للذات ورثاء لحال من سنفارقهم، مثلما كتب محمود درويش: “وأعشق عمري لأني إذا متُّ أخجل من دمْع أمّي”، شعور يعبّر عنه المصريّون بالقوْل: “بتصعب علي نفسي” والمغاربة بِ”كَيَبْقَى فِيَّا راسي”. نجد هذه ...

هذه المقالة مأخوذة عن مسودة كتاب قيد الإنشاء بعنوان تاريخ الدارجة التونسية المكتوبة: من ابن خلدون لتوفيق بن بريك. أمر غريب، أن تقابل ميّتًا يغنّي لك خبر موته، وبضعة تفاصيل عن حياته، إلى جانب فظائع رآها قبيل الاحتضار. إنها محنة، يُبتلى بها من يزور مقبرة بورجل الخاصة بيهود تونس العاصمة، فينحرف عن الطريق ويتوغّل وسط حقول ...

من الصعب الحسم في سؤال الهوية المتعلق بالأغنية التونسية. تذهب بعض المصادر إلى أن أقدم نص غنائي يعود إلى زمن الزحفة الهلالية، مؤكدةً أنه لم يتبقَّ غير الأصول العربية للغناء في تونس . على صعيدٍ آخر، هناك من يرى أن التقارب بين ...

مرّت امرأة بدوية جميلة في جهة باب عليوة في المدخل الجنوبي لتونس العاصمة [نظرات في الموسيقى والغناء والفرجة، لـ محمد القرفي] حاملةً معها سلةً من البرقوق الأسود (العوينة في العامية التونسية) لبيعه في السوق. جرت العادة وقتها على أن يدفع التجار والباعة إتاوةً تسمى المَكس، وهي ضريبة الانتصاب في الأسواق ...

احتدت أزمة هوية في تونس إثر الثورة، وأصاب الكثير جوع الإنتماء. تكاثرت الأسئلة والتعريفات وأصبح السؤال “كيف أصبح التونسيون تونسيين؟” مُلحّاً. ما هي التركيبة الجينية للثقافة التي مزجت ألواناً متوسطية وإفريقية وعربية ومغاربية؟ وأي رياح تحديث مرت لتصهر الأقليات داخل المجتمع التونسي وتعيد فرز سلّم الترتيب وفق المعتقد واللون والجنس؟ طُرِح السؤال سياسياً، ونحاول بدورنا ...