
ظلموه | لمحة من مقامات عربيّة منسيّة
وليد الرباط يجول بين المقامات التي سقطت من ذاكرة العازفين والملحنين والجمهور، مستكشفًا مكامن سحرها وتعبيرها وأهم مؤلفاتها

وليد الرباط يجول بين المقامات التي سقطت من ذاكرة العازفين والملحنين والجمهور، مستكشفًا مكامن سحرها وتعبيرها وأهم مؤلفاتها

يقول موراكامي: “تعلمت أهمية الإيقاع من الموسيقى، وخاصةً الجاز. يحتاج الأسلوب إلى إيقاع جيد وطبيعى وثابت، وإلا فلن يستمر الناس في قراءة عملك.” يمكن لإيقاع الموسيقى أن يشكل الأسلوب الأدبي ويؤثر فى الخيال. سواءٌ في حالة كاتب يحاول التقاط الإلهام بالموسيقى، أو قارئ لاحظ يومًا نصوصًا تُقرأ بسلاسة، وأخرى تبدو مفككة أو مملة، يلعب الإيقاع ...

عندي قائمة مقدسة أخفيها لأوقات بعينها، عندما أغرق في حزن عميق أيًا كان سببه، ودائمًا ما تنتشلني منه. عليها عدوية يغني للحبايب اللي راحوا، وتضم كل أعمال شادية مع بليغ، وتسرد أم كلثوم فيها بكائية ناجي على الأطلال، بينما تتذيل بموشحات للنقشبندي وطوبار وعمران، وأغان من الطرف الآخر من العالم لجون باييز وجوني ميتشل وآخرين. ...

يُروى في الأثر أن الرسول دخل بيته صباح العيد، فوجد جاريتان تغنيان بغناء بُعاث، فاضطجع على الفراش، وحين دخل أبو بكر في أثره انتهرهما، وقال: “مزمارة الشيطان عند النبي”، فأقبل عليه الرسول وقال: “دعهما يا أبا بكر، إنّ لكلّ قوم عيدًا؛ وهذا عيدنا.” كان موقع الموسيقى والغناء في الإسلام دائمًا موضع جدلٍ، بين من يعتبره ...

برزت أمام أعيننا في السنوات الخمس الماضية تحولات كبيرة في صناعة الموسيقى، ولاحظ جيلي انتقالنا من شغف تتبع معارك الرابرز وانشغالنا عنه بموسيقى بوب الألفينات أو نقاشات حول مواضيع الأغاني الشعبية الجديدة. إذ انتقلنا من التصنيفات التائهة، وتفقد ليركس مغن ما وعمل عصابات فنية داعمة إلى مرحلة ركود وهدوء، لم يعد ما يطرح في الأسواق ...

أحسب أنني من القراء المنتظمين لمقالات فادي العبد الله في النقد الموسيقي منذ عدة سنوات، لكن حين بدأت في قراءة كتابه الصادر حديثًا عن دار الكتب خان في مصر: في إثر الغواية – عن الموسيقى والنقد، وجدتني أتتبع رحلة – مدتها ربع قرن تقريبًا – شكّل خلالها العبد الله معمارًا فكريًا وأدبيًا هائلًا، تفكيكًا وتركيبًا ...

بين المنع الرسمي والديني إليكم عشرة أغاني أثارت الجدل منذ صدورها وإلى اليوم، حد اعتبارها أغاني محرمة:

“لو كنت أملُك قَدَري بإيدي، كنت استنيت شوية.” تمثِّل هذه الكلمات غالبية من أصبحوا نجومًا في طفولتهم، لكنها لا تمثِّل قائلتها، سميرة سعيد. عبر ٥٣ عامًا من النجومية، بدأت منذ أن قدّمها عبد النبي الجيراري في برنامج مواهب وهي ابنة تسع سنوات، لم يبدُ لمرّة أن هناك من دفع بسميرة سعيد إلى طريقٍ لم تختره ...

قام ياسر عبد الله بكتابة تحليل أغنية يا قلبي بكرة السفر. في الثلاثينات اتخذت أم كلثوم القرارات التي شكّلت مسيرتها عبر الثلاثة عقود ونيّف اللاحقة، وما زالت هناك أسئلة لم تُجب وأسئلة أكثر لم تُطرح بعد حول تلك المرحلة؛ فقلما نجد سؤالًا عن سبب عدم أداء الغالبية العظمى من أغاني حفلات الثلاثينات في الأربعينات، أو ...

في كتابها أم كلثوم: عصر من الفن، ذكرت نعمات أحمد فؤاد قصة من بدايات أم كلثوم في الموالد والمدائح النبوية، حين كانت تنشد مع أبيها وبطانته البيتين: “جُلّ من طرّز الياسمين فوق خديك بالجلنار / وارتضى ذا الجمان الثمين معدنًا من لماك العقار”، وتصمت لدى الوصول إلى كلمة الجمان. لاحظ الأب الأمر وسألها عنه، فردّت ...

من الوقفات الطللية وبكائيات الشعراء القدامى إلى رثائيات الموتى والقتلى في الحروب والمصائب، تردد حضور الحزن في أغراض الشعر العربي من الرثاء والتفجع والغزل وذكر المناقب. حتى في الأعمال الفلسفية الأولى للعرب كان الحزن موضوعًا دارجًا، فالكندي وضع: رسالة في الحيلة لدفع الأحزان، بطلب من صديق له أراد التخلص من حزن ألم به. كما ...

كانت البداية مع ثورة الشك. قبلها كانت أم كلثوم بالنسبة لي مقطعين، هل رأى الحب سكارى، ورجّعوني عنيك. كانت تجربةً غريبة. تأهّبت لرفض الأغنية منذ بدأت أم كلثوم بإلقاء القصيدة، واستفزتني الجيم غير المعطشة والأثر الكارثي لنطق الأحرف اللثوية الخاطئ، مثل كسيرًا بدل كثيرًا، لكنني لم أتوقف عن إعادة الأغنية. ذلّل الدفق الوجداني في اللحن ...