.
يتحقّق أخيراً الموعد مع أبيوسف بعد منتصف الليل. الرابر العتيد ما زال في مكتب وكالة الإعلانات حيث يعمل. الوقت متأخّر بتوقيت القاهرة ولندن وكلانا متعبان. يوسف الطاي مهذب ولبق. نبدأ بأحاديث مختلفة متفرّعة ثم نرسو على الراب.
أبيوسف: ٣٠٠ تقريباً. بس معرفش بالزبط، فقدت الإحصاء. فوق الـ٢٠٠ أكيد.
أبيوسف: وفي حاجات فيها ١٠٠ بار و١٢٠ بار وفي حاجات بتبقى أكثر، وفي حاجات بيبقى فيها غناء، ما فيش فيها كلام قوي. أنا مش حاطط لنفسي حد معين. بس مثلاً، دلوقتي أنا قاعد بكتب أغنية وطلعت حتة طويلة قوي، وكانت بيت واحد، وبعدين بتقلب على بيت ثانية، فساعتها لازم أكتب كمان ٣٠ بار. في الأول ما كنتش نهائيّاً أعد البارات. بينما دلوقت برجع بطلع عالأغاني القديمة وبقول: وااو، سباجيتي مثلاً دي كان عليها ٦٠ بار، إزاي؟
بينما دلوقت أنا واعي قوي لأكم بار عندي لأخلص الأغنية. فمثلاً أقول: فاضلي 4 بارات. الموضوع لسا عفوي وبيعتمد على شعوري، بس مش مُركّز زي ما كان قبل. لأنه ما عنديش وقت زي قبل. لما تقضي طول وقتك بتكتب، وبتمارس الكتابة، بتبقى أسرع وأسلس. بينما لما بقعُد بَشتَغَل في المكتب كثير مثلاً وثلاث تيام ما شفتش الكتابة بعدين بجرب أكتب راب، بياخد وقت لحد ما مخي يشتغل. وبرضه لما إنت بتكتب كتير، إنت بتستعمل كلام، فمش إنه الكلام بيخلص، بس بصير في خطر إنك تكرر نفسك. فلازم اتضلك تحاول تعمل شيء جديد.
أبيوسف: الصراحة. أنا بقالي ٣ سنين ما دخّلتش مواد خام. صارلي ٣ سنين نفس الروتين. أنا بصحى، بروح الوكالة، بشتغل، بخلّص، برجع عالبيت، بقعد على كنبة، طاولة، أي حاجة. بحط الهيدفونز، وبقعد أكتب. بكتب، بخلّص، أروح أقعد عن غازولي، أو عمر بام بام، بكتب عالتلفون، نفس التلفون ابن المتناكة من أربع سنين. ما بيحصلش أي تغيير. والصراحة بتحصل فورات بالكتابة، لمّا يكون في عندي مشكلة عاطفية، أفركش مع صاحبتي أو حاجة كده. فاهم قصدي؟
معازف: أكيد.
أبيوسف: يعني أنا بقيت عايز نمط الحياة ده. أنا مش عايز أبقى انسان بيخرج وبيجرّب حاجات جديدة وكدة. أنا مبسوط جداً بالروتين ده، يعني أنا لقيت G-spot للحياة كده. أنا عندي ٣٠ سنة، مش صغير. أنا بعرف أعمل إعلانات، أو بالأحرى، بتعلّم أعمل إعلانات، وبعرف أعمل مزيكا. بس. أنا كدا مبسوط. مش عايز أي حاجة ثانية.
أبيوسف: في ناس كثير بتقللي لازم يكون في مدخول ثقافي وكدا، بس أنا ما بقراش كتب. ما بقراش أي حاجة. القراءة بتعملّي رعب. بخاف أقرا وبكسّل كمان. كنت بقرأ آرتشي زمان وميكي وكدا، بس ميكي مش قوي كمان، بحب بطوط.
أبيوسف: في الشغل غير، دي مسؤوليتي وعشان كده بفضل أتطلّع وأقرأ إعلانات. واللي بذاكره هنا بلاقي طريقه للراب. مثلاً في السنة الأولى حتلاقي كثير أسماء ممثلين وكده (مي عز الدين في سباجيتي، ميل جيبسون في بلكونة) ، وبطلّت الموضوع دا من سنة ونص. علشان اكتشفت إنّه الناس دول ممكن حد فيهم يموت أو يحصلّه حاجة، فبضطر أشيل الأغنية. فاهم، أقول “بنش لاين” على ممثّل وبعدين يموت. ما قدرش، بالنسبة لي، كس أم الأغنية. عارف؟ مش مستاهلة. فبمحيها بالآخر إذا حصل دا.
معازف: بس برضه المراجع اللي بتذكرها واسعة قوي، من سارة كونور في أغنية حلق زيرو مثال على ألعاب أبيوسف المزدوجة. يقول أنا تيرمينيتور، مش سارة كونور. سارة كونور هنا هي الشخصية الخيالية في سلسلة تيرميناتور، وأيضاً مغنية البوب الشهيرة لحزب النور؟
أبيوسف: لا عمري ما قلت حاجة كده.
معازف: مش إنت في أغنية ليك قلت حاجة عن حزب العدالة والنور؟
أبيوسف: لأ ماليش في الكلام دا. في ناس بتغنّي بالمواضيع دي. براحتهم. أنا ما بحسّش دا بأكّل عيش لحد غيرهم هما. يعني ما حسش دا ممكن يغيّر. ما بحسش في أغنية ممكن تغيّر مجتمع الصراحة.
أبيوسف: هو بالأساس الأغنية مش دورها تعمل كدا. يعني الأغنية مش موجودة عشان دا. يعني الشوكولاطاية مثلاً، مش مطلوب منها إنها تكون مفيدة لصحتك. أنا مش باكلها عشان أحسّن صحتي، أنا باكلها عشان طعمها. حتقولي لأ، غيّر الشوكولاطة خليها مفيدة وشيل منها الحاجات المضرة، ما بقتش شوكولاطاية بقت حاجة بنت وسخة فاهم؟ بس سيبك من الموضوع دا. موضوع المراجع References الكتير دا اللي تكلمت عليه، هو قشطة أنا أقلك حاجة عن الموضوع دا.
معظم حياتي وأنا صغير، كنت بتفرج على أفلام نيك، زي ما كنا كلنا واحنا صغار. أنا مش حاسس إنه المراجع دي صعبة على أي حد بيسمعهم. دي هيا ثقافتنا، الناس بتتفرج على ساوث بارك، وبنفس الوقت حتبقى متعرّضة بشكل ما لمدحت صالح. حتى لو إنت ما بتسمعوش، بس حتكون إنت عارف عنه. حتى لو استغربته مثلاً بس هتقابل حد بيسمعه. بتركب تاكسي بتسمع حاجات، يعني مش هاكدب عليك وأقلك آا أنا عارف الشارع المصري وكدا. لا أنا من الزمالك. بس أعرف الثقافة العامة لأني عايش هنا، فاهم؟
أبيوسف: آا.
أبيوسف: لأ، كان اختصاصي إني بألّف الأغاني على الغيتار. يعني بص أنا كدرامر عامة – ليك في الميتال قوي؟
معازف: ليا.
أبيوسف: درامز الميتال بيبقى فيه جانب رياضي في الموضوع، زي الدرامر تبع Mayhem بينما التو درام تبع Metallica وحِش، حافظينها إنه لارس (أولريك، ميتاليكا) وحِش، عشان هو مش مكنة. فا أنا كدرامر، مش كدا خالص. عمري في حياتي ما شغّلت مترونوم وعملت تمرين. متعتي في الميتال كانت إني أكتب أغاني، وما كنتش أقدر أعمل إيقاعات سريعة قوي. كنت بحب الغيتار. بس ما كنش عندي ثقة بنفسي كعازف غيتار فلعبت درامز. يعني ماشي حالي عالدرامز، مش عاطل.
أبيوسف: آا. في الميتال، ما فيش كريدت واضح لمين بألف الأغنية. بس قشطة يعني.
أبيوسف: قابلت بام بام، رابر جامد نيك. كنت أنا مارق في فترة ببعد عن الميتال وبلعب سايكديلك، Camel وبينك فلويد وكدا. جزء من التخلف اللي كان بيحصل ساعتها هو إنه نجيب رابر يغني على مزيكا زي جيمي هندركس. فلقينا حد مجنون كفاية إنه يعمل كدا وهو كان بام بام.
سمعت ألبوم كندريك لامار الجديد؟ راجع لنا الألبوم مازن السيد الإيقاعات البلهاء دي؟ ما كناش كدا، بس كنت بلعب بيتز مستحيل يتراب عليها، بس هو ساعتها كان برضه عم بغير، كان زهق من الراب وحابب يغير، بس ما نفعتش. وراح كل واحد بطريقه، والفرقة دي بساعتها فرطت. والراب بالنسبالي وقتها كان حاجة عبيطة.
أبيوسف: آا طبعاً. وهو كمان كانت فكرته عن الميتال إنه حاجة هبل. بعد 4 سنين قابلته. قام قللي انا بقيت بلعب غيتار. قلتله أحا أنا بقيت براب.
أبيوسف: آا كده لوحدي، حاجات هبل يعني. هزار يعني، كنت بهزّر.
أبيوسف: لأ. سمّعني Only Built 4 Cuban Linx بتاع Raekwon – لو حكيت معلومة غلط بالموضوع دا ممكن يضربني – ورابر إنجليزي اسمه كلاشنكوف أندرجراوند فشخ يعني. بس ما سمعتهمش قوي.
كنت بحب Eminem بس بحبه للبوب في شغله مش لتقنياته في الراب. دلوقت بفهم أكثر قديه هو قوي تقنياً. وبعدين ابتديت أكتب راب هبل وهزار. حاجات بطيئة فشخ. (يؤدي بعض الكلمات، يوم خميس قاعد باكل سوشي، فاهم. المهم، قابلته ولقيته بقا يلعب غيتار، قلتله أنا براب بالعربي دلوقتي، هو كان براب بالإنجليزي أصلاً.
فاحترنا نعمل إيه، قام قللي خلص كس أم الغيتار، رمى الغيتار وقللي يللا نراب مع بعض. وهو بقا وَحْشْ، في الكلمات وكدا، وكفلو ومقاطع لفظية هو مجنون تماماً. فاشتغلت معاه هو وجماعته، وهنا تعلمت أبقى تقني في الراب بتاعي. وبعدين حصل إنا قابلنا سواج لي، غازولي. وقتها كإنتاج كنت عامل زي أي موزع وأشتغل بشكل بسيط جداً، فالغازولي علمني هندسة الصوت. علمني أنتج. يعني قبل كدا كنت أعمل حاجات تافهة. سمعت غراب مثلاً؟
أول ٩٠–١٠٠ تراك كلهم إنتاج سواج لي. التراكس كلها أصلاً عندنا بالأرقام. يعني لو عندي حفلة مع سواج لي أقله، غازولي، نلعب سلبي، فحنلعب انسترامنال، فدي إلها رقم، نلعب رقم ٣ مثلاً. فغازولي حيفهم إنه هي الأغنية الثالثة اللي كتبناها. ومن دول عنا ٨٤ بس مع سواج لي. واسألني أي أغنية أقلك دي رقمها. وهمه ما نزلوش بالترتيب دا. هو قاعد جنبي هنا بالمناسبة إذا عايز تسأله أي حاجة أتعرف على غازولي ونتفق على ترتيب موعد لإجراء مقابلة.
أبيوسف: هيه مراحل بتروح وما بتيجيش. نفسي تيجي تاني. (يضحك) يعني بص أقلك مع غازولي، في مرحلة البروداكشن بتاعه في المرحلة الأولانية بتاعتنا، بطلع مني صور شعريّة.
أبيوسف: لأ. دي المرحلة الجديدة. أو المتوسطة بالأحرى. يعني اللي هوا “بهضم الواقع من غير لبن رايب“ الدنيا ضلمة، أو “الوقعة وحشة زي ما عباس اكتشف“. دلوقتي، بقيت مركز في الفلو وأقل بنش لاينز وأقل ستاند أب كوميدي. لما أكتب مع غازولي ببقى entertaining like stand up comedy. بنش لاين بعد بنش لاين على طول. المرحلة الأولى كانت مثلاً آسف عالأبجورة، وأُف OFF، حتلاقيها raw أكثر وrough. مفيش صور، هي أكثر أبيض وإسود. أوف مثلاً هي trap anthem، بلاش نحط جنرا يعني بس لسا الموضوع بلاك آند وايت.
أبيوسف: غريب إنّك سألت عن الأغنية دي بالذات. مول دي أنا أنتجتها، بس أنا فعلياً كنت بحاول أقلد الفترة الأولانية بتاعتي أنا وسواج لي من ناحية كلمات وإنتاج.
أبيوسف: أنا بحب Pusha T جدّاً.
أبيوسف: أنا متأثر جداً بالبيت دا. مش في الأغاني دول بس، في أغاني ثانية كثير برضه. في بيت تحديداً، LOB، عارفها؟ لوب هي نتيجة مباشرة لـNumbers on The Board. في أغنيتين بعترف تماماً أنهم أثروا عليا كثير:Drake – Worst Behavior دي كانت لها تأثير مباشر على Naftalin، وNumbers On The Board بتاعت Pusha T.
وبالمناسبة، العينة من أغنية لوب جاية من “شيء من بعيد ناداني” لمحمد منير.
أبيوسف: جداً. لأتفه الأسباب اللي ممكن تتخيلها.
زي مثلاً، أنا دلوقت، من أكثر الحاجات اللي أنا مبسوط فيها إن فيه كمية فنانين، سواء من مصر أو من الوطن العربي كله، مثلاً لبنان وفلسطين والعراق. عندك عمالقة راب يعني. إنه أنا أقدر أسمع حاجات كثيرة من الحاجات دي، دي حاجة أنا أحبها. وبسمع كل حاجة. كل حاجة وباستمرار. فأنا بكب الحاجة زي ما بتقول، بشيل الحاجة لو مثلاً إنه حاجة ممكن تتفهم غلط.
أبيوسف: بص، أنا في الدس بتاعي مباشر قوي. يعني لو دسيتك حتعرف إني دسيتك. فمحبش، ممكن أقول بار مثلاً… يعني أنا إزاي بكتب أغنية، ببقى قاعد في الأوضة مثلاً، صح؟ شايف قدامي كرسي مثلاً، أو شايف صورة لوحة، فأوتوماتيكي ببدأ أفكر برايم. الراب عفوي جداً. فممكن أبقى بسجل الأغنية قبليها بيوم، حد منزل أغنية بدس فيها حد اسمها الكرسي مثلاً، فأنا لو قلت حاجة فيها الكرسي، حتتفهم إنه أنا بدسه، وانا مش قصدي أدسه.
أبيوسف: يعني يبدو بارانويا أو شيء مبالغ فيه بس أنا كدا. أنا أصلاً ما بكتبش حاجة أنا مش بقلها. بشتمش وبتكلمش في السياسة، بس بعمل حساب للأندرجراوند. والناس بتقللي ما تعملش كدا، لإنّه هيعرف إنّه مش قصدك، بس أنا ما بحبش، لأنه الحاجات ممكن تلتهب جداً، بس، فدا هو سبب حجب الأغاني.
أبيوسف: نادر جداً ما أعيد الكتابة. أنا بكتب وبس. يعني يمكن أعدت كتابة ١٠ أغاني بس. بس لما أحس إنه ضروري. يعني سواج لي ممكن يقلي إنه التراك دا ما فيوش نفس الطاقة مثلاً، لأنه إحنا عادة لما نعمل أغنية بقللي هو مثلاً إيه رأيك بالبيت دا؟ وخلال بارين من البيت ببدا أراب، وبتكون أول مرة أسمعها. دي طريقتنا. كدا بتبدا معانا الأغاني وبنشتغل سوا. فبالعادة بكون في طاقة معينة في الفلو، فإذا عجبه اللي عملته أول ما سمعت التراك وبعدين رحت كتبت ولقاه بطاقة مختلفة غير عن اللي طلع أول مرة، ممكن يقللي انت رحت في حتة تانية مثلاً.
أبيوسف: آا كدا. أنا بداية ما كنتش مهتم في الفلو خالص. في مشهد راب محلي جامد قوي، هو الجيل الجديد، عنده تكنيك عظيم. يعني أنا في الأغنية هتلاقيني بقول إني أجمد واحد، بس في ناس بيعملو فلو هنا في مصر حاجات مرعبة.
أبيوسف: لا مش بالضرورة، ممكن للتكنيك نفسه. أنا بشوف إنه الإيغو هو دافع قوي كثير في الراب. الدافع الأقوى. الإيغو وانك تكون بريء من أي perception. يعني انك تشتغل على راحتك وما فيش حد عارف انت مين. الناس مش عارفه تتوقع منك إيه ولا تحطك فين.
أبيوسف: أو كوميدي مثلاً، ومرة وحدة واحد صاحبك توفى ومش عبالك تكون بتضحك. وبتبدا تصير سوداوي. إذا كنت صادق رح تكون حلوة بس حيجيك ناس يقولولك “فين شغلك بتاع زمان“. أنا بالنسبة ليّا كان في شوية صراع بتعلق بأنه إما أكون زي زمان أو أكون أبيوسف جديد. بسمع أغاني مثلاً وبضرب حالي على إيدي وبقول “ما تعملش كدا” الكتابة فيها مش بتعجبني.
https://youtu.be/mJVrocmrNU8
“من كوكب تاني خالص جيت كوكبكم كقنصل“
أبيوسف: دا كان من فترة كنت بحاول أبقى شعري Lyrical أكثر وأسيب الفلو.
أبيوسف: لا ماظنش أبداً إني ممكن أقدر أرجع للمرحلة الأولى. يعني لو جربت رح يطلع معي عالأغلب حاجة حلوة، بس مش ممكن أبداً أكون نفس ذلك الشخص. اختلفت. ظروف حياتي مختلفة تماماً.
أبيوسف: ومش أي أربع سنين، أربع سنين معينين قوي. أنا لما كان عندي ١٧ سنة كنت ما بقعدش في البيت. في الشارع على طول مقضيها وفي الشغل واخد موقف ومش مكترث لأي حاجة. فالأربع سنين دول بتاعون أبيوسف مختلفين جداً. يعني الكليشيه تبع الراب إنك لازم تكون مهمل ومش فارقة معك كنت مناقضه تماماً. كنت قاعد في البيت وحاسس بالأمان. أول مرة من فترة طويلة. فا كنت بكتب من زخم الفترة اللي قبلها.
بس دلوقت أصبحت مستقر قوي. والصراحة بندم. كان نفسي بكون أكتب راب لما كنت في الفترة المتهورة دي. يعني لما كنت صغير عمر ١٩. يعني بكتب الراب ده دلوقت، لو كنت براب وأنا عندي ١٩ كان عملت إيه؟ أول راب كتبته كان عمري ٢٤–٢٥، يعني كبير بالنسبة لرابر. الراب is a young man’s game. يعني لو عندك خبرة تقدر تكتب فيرس طحن. بس واحد عنده ١٩ فيه يطحنك، بس بسبب الإيغو بتاعه وبراءته من أي بيرسبشن. ما عندوش أي بيرسبشن.
أبيوسف: آا بالزبط كدا زي ناس بإلماتك. الراب اللي هو كس أم التخطيط والبناء والكتابة. انت بس شغّل البيت وأنا هفضل مكمّل.
أبيوسف: تمام، الموضوع بقى ناجح فشخ، الاستماعات بتزيد، الناس بقت مهتمة. الجودة بترتفع وفي ناس أكثر عايزة تكون جزء من المشهد. ففي حاجتين، في ناس مهتمين يسمعوا، وفي ناس حابين يشاركوا. كثير ناس دلوقت مثلاً عايزين يصيرو منتجين، أو مثلاً مخرجين عايزين يعملو فيديوهات لرابرز، أو مصورين عايزين يعملو غلاف ألبوم أو يصور رابر. هدول زمان كانوا يروحو محلات ثانية. فقشطة. الدي جايز مثلاً كانوا يلعبو حاجات ثانية دلوقت بيلعبو راب.
برضه في أماكن في مصر اللي هيه يعني أماكن معروف عنها إنّها هتستعرّ من الراب، أماكن قديمة كان بقالها مفتوحة مثلاً عشرين سنة، ومستحيل تحط راب، دلوقت بقا في سواج نايت في تاماراي (كلاب في القاهرة) مثلاً، ودي حاجة منيحة لأنه يعني إنه الراب دلوقت، ما بقاش حاجة مرفوضة من المينستريم. لأ المينستريم هو بقى يطمح ويحاول إنه ينقبل من مجتمع الراب. النجوم والمشاهير هلق، أغانيهم بتكون مبنية على أغاني راب. فدي حاجة كويسة. فمثلاً دلوقت الممثلة بتاعت توايلايت بتلاقيها لابسة جزمة هيب هوب، الـfashionistas وكده حابين اللوك بتاع الهيب هوب. فدا يعني إنه الثقافة بتاعت الموسيقى اللي أنا بحبها بتنتشر، ودا منيح، مش لازم الواحد دايماً يضل برا. يعني الميتال بعلمك إنّه إنت دايماً تبقى مكتئب. وإنّه لو الناس حبوه، بيكون وِحِش.
أبيوسف: لا ليه دايماً لازم كدا؟ الراب بيديك ناحية إيجابية مثل Jay Z مثلاً. الشب الصغير بفكر إنه أنا عايز أكون مثله. أني أملك فريق كرة قدم محترف مثلاً. وهو بس رابر، ولا حتى بينتج. بس، الأهم، الشيء الأساسي بالنسبة لي إنك تفضل مكمل من غير ما تتوقع أي حاجة.
أبيوسف: آا أهم حاجة.
أبيوسف: أنا بالنسبة لي ما بفكرش من ناحية نزاهة وكدا، أنا بفكّر بالمتعة. يعني في اللحظة اللي إنت بتسمع وحدة من أغانيي وبتوقفها لإنك زهقت، معناته أنا فشلت في تلك اللحظة. ما بتفرقش معايا الرسالة ولا وأي حاجة ثانية. بس الإمتاع.
أبيوسف: في حاجات بتبقى تراكات مش عاجباني. وبحس لو مثلاً صاحبك قلتله سمعت عن أبيوسف، قلك لأ، فقتلته خود اسمع أبيوسف، خش اكتب أبوسف على ساوند كلاود. ويخش. فيدخل ياخد رأي من أول أغنية، وبكون ما سمعش “سلبي” مثلاً، ما سمعش “المايك بتاعي“، ما سمعش حاجات كثيرة، وما سمعش حاجات لازم تسبق حاجات ثانية. فاهم قصدي؟ فأنا بحس الليست دايماً لازم تبقى راهنة بطريقتين: راهنة في إنه ما يكنش في أغنية من وقت راح وما قدرش أعملها ثاني. وراهنة بالنسبالي للي أنا بعمله يعني في حياتي. يعني أكون بشتم في حد مثلاً، بعدين زعلت إنّي شتمته فأقوم ماحيها. بقية الناس في الراب مش كدا بسيبو الديس إلى الأبد.
أبيوسف: لا مفيش منه الكلام دا.
أبيوسف: ما أنا بلاقيهم مرات، في الأول كنت بحاول أشيلهم، لأني مش عايز حد يلاقيهم، بس اكتشفت في ناس بترفعها. يعني أي أغنية ليا لو أنا شلتها حتلاقيها، الموضوع مبقاش في إيدي. يعني خالص طالما إنا عملت طلعت أغنية خلص صار إلها حياتها لوحدها.
والصراحة – وأنا ما بعملش كدا عشان كدا بس بيحصل يعني – إنها بتعمل بين الناس كلام كدا. زي واحد يتكلم على أغنية فيقلو ما سمعتهاش مثلاً. إي دا مش موجود عالبيج؟ إيا دا دي نزلت في مكان ثاني، فدا منيح. يعني زي لما أنا كنت أسمع System of A Down وأعرف إنه عندهم أغنية كدا على شريط معفن أروح أدور عليه وأقلب الدنيا لحد ما ألاقيه وأقعد أسمعه. فدي حاجة حلوة.
أبيوسف: المرحلة الأولى: سلبي ورعب يابني وكدا. كنت رابر فقط ومعتمد على سواج لي تماماً في بيتس وتسجيل وميكس وماستر، ودي كانت من أحلى المراحل لإن كان الواحد مش عارف هو بيعمل إيه بس مبسوط.
https://youtu.be/JgYhmaGegBg
المرحلة التانية: مجزرة، وحد يقول كات، ومجنون يا، وإكوالايزر. إبتديت أنتج بيتس لنفسي وكنت بسجل لوحدي وكنت مبسوط جداً.
المرحلة التالتة: محاولة الألبوم الفاشلة: شيفت كاف، تباً، ملاهي ٢، هارلم شيك، جامد بس. كل دول كان المفروض يكونوا على ألبوم مع بعض بس أنا كسلت فنزلتهم على طول. وأظن ديه كانت فترة تطور في الإنتاج.
المرحلة الرابعة: يوجا. كنت زهقت إنهم بيقولوا إن الفلو بتاعي ضعيف . فا إديتهم على دماغهم.
المرحلة الخامسة: أنا فيها دلوقتي أظن و ماعانديش أي فكرة إيه إللي هيحصل. ربنا يستر.
أبيوسف: لا هي طلعت معي كدا الصراحة.
أبيوسف: بعرف أراب بالإنجليزي، وجربت، بس يعني لو سافرت برا مثلاً في بلد ما بتفهمش عربي، أراب بالإنجليزي، بس أنا دلوقتي عايش في وسط بيفهم عربي، فأراب بالعربي. عشان الناس تفهم الإشارات والنكت والحاجات دي، اللي إنت بتتكلم فيها يعني.
يعني مثلاً إنت لما قلت كوينتن تارانتينو، بالنسبالي دي مش بنش لاين ناجح. لأنه الثقافة بتاعتي اللي بقدملها الأغاني يمكن بمتفهمش مين كوينتن تارانتينو.
أبيوسف: آا بالزبط بس دا بالنسبالي مش صح، المفروض الناس تفهمها عالطاير. أنا بحس إنه لو حد راح بلد ثانية وبدا يراب بالإنجليزي، فهو هيضطر يغيّر مبادؤه. يعني ما ينفعش بالبساطة دي الواحد يغير لغة. لو حبتدتي ابتدي باللغة اللي حوليك.
أبيوسف: وبالرفرنسنز، بحاول دلوقت أقلل من الحاجات اللي مش عربي بس. بحاول أقللها، مش دايماً بقدر، بس عطول بحاول.
أبيوسف: مش صحيح. أنا بيجيلي عصفحتي ٣ أضعاف الاستماعات العاديّة لما أنزل أغنية مكتوب عليها دس، ولفترة ٣ أيام بيفضل كدا. ومرات أكثر، وإذا دس لحد مشهور بتوصل مرات 8 و9 أضعاف. فأنا مش بوافق إنه الناس بتنفر من الدس. الدس هو أكثر حاجة ممتعة للناس في الراب. الرابرز بتقلك لازم تعمل مواضيع ورسالات عشان نوصل الراب. دا مش هيوصل لأي حاجة . الناس مش عايزة درس من واحد لابس بنطلون واسع. فأكثر شيء ممكن تعمله هو إنك تكون ممتع.
يعني أنا بكتب أغنية راب وبقوم بدسك إنت بالتحديد، حتى في الميتال، الدس أو الهجاء بيكون غامض ومجازي. بيقُلك مثلاً إنه رح يقتل ولاده ويمزق روحه وينبش قبره وحاجات ما تتعملش واقعيّاً. بينما في الراب، إنت بتعمل اللي بتقوله فعلياً. هي مسابقة والناس شايفه إيه اللي بيحصل. زي اللي بيحضر مرات كرة قدم مباشرة عالهواء. ودا بس موجود في الراب ومسلي جداً والناس بتحبه. يعني هي مسابقة وتنافس، وهيه زي التلفزيون الواقعي.
يعني مش زي الملاكمة بتسلمّوا على بعض وبعدين بيضرب الجرس وتبدؤوا تخبطو في بعض. الراب ما فيوش جرس بداية. عطول ضرب ضرب ضرب. بص دا قال إيه بص دا رد إزاي. برضه بتحط سكت skit في النص مضحكة. ممكن تعمل أي حاجة. الناس اللي بتلعب ميتال بتقللك الراب دا حاجة كلها كمبيوتر وروتين. مش صحيح. أنا ممكن أعملك حاجات متنوعة، حتة من مسرحية بتضحك، الاحتمالات لانهائيّة.
أبيوسف: أكيد ممكن تطلع برا. بس أنا شايف إنها لازم تبقى محصورة بالأغاني، وإنه إذا في رابرز نازلين ديسات ببعض وعندهم معركة، فهي مسؤوليتهم إنهم يفضلوا محترمين بعضهم لحد معين. ودايما يبقى في بيناتهم تواصل.
يعني أنا والحمورابي كنا بنتكلم عالإنبوكس طول الوقت. قلتله، برو يللا انت مش هتنزل الفيديو؟ فين الفيديو؟ فقللي هينزل يا مان وهفشخك.
أبيوسف: أكيد. لأني بحترمه كرابر وككاتب وكمنتج، وهو كمان بحب شغلي فإحنا الاثنين مستنيين نشوف حيحصل إيه. في يعني نوع من الترقب والانتظار المحمس. مش يعني زي أي واحد يدسك. هو نوع من التعاون يعني، فينا نعمل تراك مع بعض أو فينا نعمل مجموعة تراكات ندس بعض. زي كأنك بتلعب بلاي ستيشن وفيه طريقتين للعب، Multi player وVersus.
أبيوسف: لا بالعكس. ده صاحبي. وأنا بقله لو جيت مصر تنزل عندي في البيت. أخويا يعني، فاهم. بس ينزلي هوا بـ برومو، وأنزله بس بأربع بارات. خمسة بالكثير.
أبيوسف: أيوه، الكذاب.
أبيوسف: لا عن نفسي. أنا بكذب مرات، ولإني بكذب فأنا زي بينوكيو. كل حد بيكذب وما بيكذبش. فأنا بتقبل هذا الجزء مني. ما بقبلوش. بحاول ما أكزبش، بس يعني عارف عنه.
أبيوسف: آا، رعد، من كابتن ماجد.
أبيوسف: حارس في كل حاجة. كلنا بينشاط علينا كرات وبنشطها. بنفس الوقت بحب حاجة بحارس المرمى إنه ما عليهوش مسؤوليّة أنه يجيب جون.
أبيوسف: آا، وبرضه إنه لو جاب جون بتبقى جامدة. الناس بتحييه أكثر. ورعد معروف إنه هو بجيب جوان.
أبيوسف: ٣ شهور بالضبط بالتسجيل بكل حاجة.
أبيوسف: الصراحة أنا اشتغلت عليه كإنه أول عمل ينزل ليّا. وكان عندي قاعدتين وهما ١) مافيش أغنية زي التانية و٢) مفيش لحظة تبقي مملة بالنسبالي.
أبيوسف: لا والله أنا ماكنتش مقرر الموضوع ده، بس هو فعلاً كان في وقت ممكن أكون أنا فيه مايل للسلبية والاكتئاب والإحساس بالفشل شوية.
هاني “الفيلم” القصير. قريباً. حصريّاً لمعازف.
أبيوسف: ببساطة جالي سؤال على ask.fm بعد ما قولت إني هعمل ألبوم، السؤال كان: هل هتعرف هتفشل في الألبوم ولا ياما في الجراب يا يوسف؟