قبل انطلاق عملية طوفان الأقصى، لم يكن هذا العام حافلًا بما يكفي لاكتمال نصاب قائمة عن أهم أغاني الميليشيات. بدأ الزخم منذ أن أطلقت جوقة كتائب القسّام أنشودةً حماسية، لتكون أول إصدار فني لمجموعة عسكرية مرتبط بعملية السابع من أكتوبر. ثم توالت مواقع الإعلام العسكري لمجموعات مسلحة أخرى في الوطن العربي بإطلاق إصدارات أخرى تبارك بها العملية، وتؤكد على نهج الكفاح المسّلح، وكذلك قدم بعض الفنانيين المحسوبين على هذه المجموعات بإصدار أغانٍ مرتبطة بالحدث.
تشترك الإصدارات الفنية للجوقات العسكرية في سماتٍ عدة: تكون الكلمات مركزّة للتغني بالبطولات الآنية والسابقة في صد المحتلين والغزاة، كل في بلده، مع تبنٍ كامل لنهج الكفاح المسّلح. هذا بالإضافة للتحفيز على المشاركة في القتال، واعتباره مفخرّة لصاحبه، وأحيانًا الإشادة بقائد المجموعة ونهجه بصفته المعلم والمرشد. عدا عن ذم المتخاذلين والمطبعين، وأحيانًا ذم فصائل أخرى تدعي المقاومة وهي ليست ذات تاريخ في المقاومة.
كذلك الألحان، إذ يكون اللحن في الأناشيد الرئيسية منضبطًا يشبه ألحان أناشيد العلم، في حين لا تكون أناشيد المجموعات ثابتة، فهم يصدرون كل سنة تقريبًا نشيدًا خاصًا، عدا عن الأناشيد الخاصة بالأحداث الطارئة. أما في الأناشيد غير الرئيسية، يكون النشيد بلحنٍ بسيط عادةً ما يتكوّن من مقطع لحني واحد يتكرر مع كل مجموعة كلمات في الأغنية، بين اللازمة والأخرى، أو لحن تراثي مثل الزامل اليمني أو الهوسات العراقية بمختلف ألحانها.
أخيرًا، المشترك بين الإصدارات هو بساطة الفيديو كليب ورداءته. فهو إما أن يكون عبارة عن تجميع صور ومقاطع فيديو من عمليات أو مواقع مهمة مثل المسجد الأقصى ومرقد الإمام علي عليه السلام، وهذا الكليب يكون الأفضل طبعًا، مقارنةً بالإبداع الفني الخاص بمعدّي ومخرجي هذه الفصائل. لكننا نتقبل رداءته ونحبها.
في هذه القائمة إصدارات فنية أطلقتها الأذرع الإعلامية للمجموعات المسلحة في فلسطين واليمن والعراق ولبنان، بدءًا من عملية طوفان الأقصى إلى الآن. لا ترفع توقعاتك، فالمستوى الفني لا يشبه المستوى العسكري إطلاقًا، إذ لا يوجد فئة تقدر على الإبداع في كل شيء، الكمال لله، لكن ستجد نوعًا له خصوصيته التي ستحبها. يمكن أن نقول إن المنافسة في الجمال في الكلمات والألحان تنحصر بين العراق واليمن.
فلسطين
أُعلن عن كليب يا قدس فاشهدي عبر مواقع الإعلام الخاصة بكتائب عز القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، بعد بدء عملية طوفان الأقصى. الكليب غير موجود على يوتيوب فقد حجب عدة مرات بعد أن رفعه على المنصة مؤيدي للمقاومة:
لبنان
شارك حزب الله على موقعه الرسمي نشيد إهدر بصمتك، للدلالة على تأخر خطاب الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، وكثرة الأخبار حول سبب هذا التأخر في الظهور بخطاب، رغم اشتراك الحزب في الحرب منذ اليوم الثاني في ٨ أكتوبر. تقديم فرقة أمجاد الإنشادية.
كما أصدرت اوركسترا شمس الحرية، نشيدًا صغيرًا بمناسبة إلقاء السيد حسن نصر الله خطابه، بعنوان حين نلقاك يا وجه الهدى. هذان الإصداران من الأناشيد نعطيهم تقييم ضعيف فنيًا، لكن يمكن أن تعدّل لبنان مستواها في الأغاني التي أعدّها مؤيدي المقاومة، والتي سترد لاحقًا مع الأغنيات.
اليمن
يمتاز الذراع العسكري الإعلامي اليمني بالتنوع وكثرة الإصدارات. حتى أن أول نشيد جرت مشاركته على موقعهم بتاريخ ٧ أكتوبر، قبل مشاركة كتائب القسّام أنفسهم الكليب الخاص بهم بيومين. ما أن تدخل موقعهم الرسمي حتى تجد إصدارات تصلح لعام كامل أُعِدّت في أقل من شهرين، تحت اسم كليبات فرقة أنصار الله.
سرعة في الكتابة والتوزيع، ويبدو أن مصمم الفيديو الخاص بهم يختلف عن باقي المصممين الذين نعرفهم. هؤلاء الذين دائمًا يمطروننا بسيلٍ من الحجج حول أهمية التأخر بتسليم المنتج البصري، لأنه فني جدًا ولا يخضع لحسابات المنطق بل المزاج والروح. نلاحظ في قنوات القسّام نفسها أن الخبر يعلن مع وعد بإصدار الفيديو لاحقًا، والذي يمكن تفسيره بتأخير بسب قسم التصميم. لكن في اليمن المصمم لا يتعالى على الآخرين، وندعو الأعزاء المصممين إلى اتباع نهجه.
أول نشيد من اليمن، طوفان الأقصى:
صدر النشيد الثاني بعد يومين، غناء عبد السلام القحوم وأيمن قاطه، ليأخذ طابعًا غنائيًا حماسيًا أكثر من كونه أنشودة. عمل لطيف وقريب للقلب وسلس.
مع تداعي الأحداث ووحشية العدوان على غزة، وفرض حصار تام، شارك الإعلام الحربي اليمني أنشودة حزينة معاتبة للعرب في مواقفهم، تحكي الاضطهاد الذي يتعرض له مواطني غزة. بلحن مختلف وكلمات رقيقة، بعنوان جراح غزة، أداء فرقة أنصار الله. بالإضافة إلى أنشودة أخرى تمجد صبر المرأة الفلسطينية وصمودها، بكلمات مستوحاة من جمل قالتها نساء غزة وقت فقدهم لأبنائهم وأسرهم.
مع بدء العمليات العسكرية في البحر الأحمر ضد السفن الإسرائيلية، أصدر الإعلام الحربي نشيدين يتغنيان ببطولات القوات البحرية: البحر الهائج ونحن الطوفان، أداء فرقة أنصار الله.
للاطلاع على باقي أناشيد الإعلام الحربي اليمني يمكن زيارة الموقع الرسمي، قسم كليبات فرقة أنصار الله.
العراق
يمكن إيجاد أناشيد الإعلام العسكري للمجموعات المسلحة في العراق على يوتيوب، ما يجعلنا ندعوها إلى التصعيد في التواجد الإعلامي، بحيث يتم حظرها أسوة بأخواتها.
بعد دعوة السيد مقتدى الصدر لمظاهرة مليونية وفتح المعبر، ومطالبته الحكومة بإغلاق السفارة الأمريكية، أصدر الإعلام العسكري لسرايا السلام في العراق، وهو الذراع شبه العسكري للتيار الصدري (بعد تجميد الذراع العسكري الأساسي جيش المهدي)، أوبريتًا بعنوان أهل الغيرة، لإعلان التضامن الكامل مع كتائب القسّام. يتبع الإصدار النهج الحماسي، وهو من المرشحين للفوز بالمركز الأول بهذه القائمة ضمن الأناشيد الصادرة عن الإعلام العسكري نفسه:
أيضًا، أصدرت الجهة ذاتها أوبريت طوفان الأقصى. من ناحية أخرى لم يطلق الإعلام الخاص بالحشد الشعبي أنشودة رسمية، لكن فرقة الصمود والنصر المحسوبة على الحشد، أصدرت أنشودة طوفان الأقصى، ويبدو أنها جاءت من باب المشاركة، فهي تربح قطعًا في أسوأ إصدار كلماتًا ولحنًا وما بعد بعد السيء في الفيديو الكليب:
https://www.youtube.com/watch?v=RqJZ6TgSXDk
أناشيد المحسوبين على التيارات السابقة
علي العطار الأكثر شهرة والمحسوب على حزب الله، لبنان، صاحب الأغنية الشهيرة اضرب والريح تصيح، أصدر أنشودة بعنوان هزوا الأرض، وأنشودة أخرى بالشراكة مع الرادود الكويتي الشيخ حسين الأكرف بعنوان على طريق القدس. أما فرقة أزار فأصدرت أغنية لن نتردد، التي تعتبر نصف محسوبة على حزب الله، وتعتبر أيضًا المرشح للفوز في هذه القائمة:
بالنسبة لليمن لا يمكن حصر الإصدارات، لذا سنورد ثلاثة هي الأبرز: طوفان الأقصى لـ فرقة الإسراء، نشيد أشبه بالفرق المدرسية، وشيلة طوفان اليمن لـ أحمد الحروبي، والأكثر شهرة وانتشارًا شيلة سفينة ومليان أبوها سلاح.
من العراق أصدر المغنون المحسوبون على التيار الصدري عدة أغان: طوفان الأقصى لـ لؤي البغدادي، حي الله الرجال لـ جعفر المطيري، وناخذها منك والحسن لـ خالد النجفي وجعفر المطيري وحسين الحجامي وعلي العتابي.
أما المحسوبون على الحشد أو الذين استعان بهم الحشد لأداء أناشيد فقدموا: طوفان العراق لـ أشرف التميمي، والحربية لعلي الدلفي.