.
“ما تسعناش إحنا الاتنين”
منذ إصداره ساليني الخريف الماضي، دخل ويجز في سباقين، سباق مع مروان بابلو على لقب أفضل رابر جيل جديد في مصر، وسباق مع نفسه لينتقل من رابر مغمور إلى نجم بوب. خلال الأشهر الماضية، بذل ويجز الغالي والرخيص في هذين السباقين: تعاون مع الأسماء التي قد تفتح له الأبواب على جماهير جديدة مثل أبيوسف وبوكلثوم، أصدر أجزاءً ثانية من أغانيه الأكثر نجاحًا مثل ساليني وتي إن تي ودموعنا مالحة، ولعب باستمرار على الموضوعات الجذّابة والمضمونة. لذلك من المنعش بعد كل ذلك أن نسمع ويجز يتوقف لتسجيل أغنية بغرض الاستمتاع بتسجيلها، كما يفعل في باظت.
يظهر ويجز في باظت بشخصية جديدة، دون الملامح الجادة والثيمات الدرامية أو التبجحية التي رافقته في معظم أغانيه الأخيرة. أول ما يمكن تمييزه في باظت هو الاسترخاء وخفة الدم. يغني ويجز بطبقة صوت طبيعية دون تأثيرات أو أوتوتيون، ويترك باراته تسيل بأريحية وتتجاوب مع الثيمات الساخرة في الكلمات، فيما يتحرك في الفيديو بعفوية بصحبة أصدقائه، الذين يقفون معه ويحدقون باتجاه الكميرا بالتزامن مع عبارة: “إحنا كوابيس / تشوفنا تقول يا لطيف / يا لطيف / ابقى استعيذ / ابقى استعيذ.”
بنى دي جاي توتي الأغنية بأكملها اعتمادًا على بيت بسيط من بارين فقط، يستخدم توزيع التراب التقليدي، ويكتفي بالـ كيك بدل البايس. يبدّل دي جاي توتي هذا الإيقاع الرئيسي لفترات قصيرة، ويزخرفه بإيقاع شعبي من ثلاث بارات في نهاية الأغنية، لكنه يحافظ على مزاج الأغنية العام اقتصاديًا، حيث كل الأصوات محسوبة، مظهرًا نضجه وتماسك أسلوبه كمنتج وكمهندس صوت خلال الفترة الماضية. على كلٍ، تحتاج هندسة الصوت إلى بعض التنظيف والتضخيم في تسجيلات صوت ويجز لتقترب أكثر من صوت الاستديوهات الحرفية.
في الوقت الذي اعتمدت فيه أغاني ويجز الأخيرة على الأفكار والثيمات الكبيرة، تلعب باظت على التفاصيل، كالإشارات إلى بابلو إسكوبار وفيلم الناظر، والكوميديا السلسة بدون تهريج، والحيل خفيفة الدم في الكلمات كالاستخدام المتكرر لـ “يا برو”، كلها مقادير استخدمت بكميات صغيرة كي لا تفسد الجو العفوي. ليس من السهل على رابر شاب مثل ويجز أن يخترع شخصية أدائية جديدة في هذه المرحلة التنافسية من مسيرته، وليس من السهل أن تنجح هذه الشخصية منذ ظهورها الأول، لكن باظت نجحت، ومخاطرة منعشة كهذه كل وقتٍ وآخر ضرورية لإبقاء المنافسة مثيرة.