.
https://www.youtube.com/watch?v=iwF3-9EwsLg
يحاول السياسيّون ورجال الدين والاقتصاديون طيلة الوقت إقناعنا بأن ثمّة ما هو أكبر وأوسع من حياتنا. أن ثمّة فكرة أو مادّة أو قوّة تستحقّ الموت لأجلها. وأنه إذا ما قرّرنا، عوضاً عن الاستسلام، التأمّل بالتجربة الإنسانيّة، يتم تهديدنا بنهايات خالدة من العذاب والعوز والفقر.
وفي محاولة لتحييدنا: حكم علينا بأن نتشرّد في الأرض كاليهوديّ التائه الذي لم يساعد المسيح وهو يحمل صليبه في درب الآلام. وتم تخييرنا بين: التطرّف الديني، أو القمع السياسيّ، أو “ديكتاتورية الشعوب“. وتم تحويل مجتمعاتنا إلى مجتمعات فرجة لا خلاص لها إلا بهدمها بعنف من الداخل.
التاريخ يسير إلى الأمام، لكنه ينظر إلى الخلف دوماً.
وإذا كانت “الجمعة الحزينة” تعاقب المقدّس بالمقدّس– لإنها تعيد إنتاج علاقات القوّة بالشّفقة والحزن، يبقى لنا، نحن الذين نعيش في العالم المُبَكْسَل أن نتعامل مع هذه الآلام كشرط إنسانيّ يوميّ وأبديّ: تقع في الماضي، لكنها تقوّض مستقبل السياسيين، ورجال الدين، والاقتصاديين.