.
في إصداره ميستر ميكسوندو على تسجيلات نييجي نييجي، يأخذ دي جاي ترافيلا إنتاج السينجيلي، المعروف بالإيقاعات السريعة واللوحات الصوتية المتنافرة، إلى مستوى يليق بالشيطان الفولكلوري الذي يزين غلاف الألبوم. بالإضافة إلى السينجيلي، يقفز ميستر ميكسوندو بين عدة جنرات وتأثيرات. يحقق دي جاي ترافيلا توليفةً تجمع الدمبو في تراك لندن باندكامب، والـ ٨٠٨ المستلهمة من التراب الأطلنطي في كرايزي بيت ميوزيك أنميم ٤. إضافةً إلى رشّة من الرايف التسعينياتي والترانس، المسموعين عبر الألبوم من خلال السنثات المنتشية والتصاعدات اللانهائية. يعمل ذلك على المحافظة على مستويات طاقة عالية، فيما يمكن وصفه بـ رايف مسعور ورقص منتشي. صدمة مليئة بذُرًى مبهجة وإيقاعات راقصة منحرفة وثقيلة.
بالإضافة إلى ذلك، يكشف ميستر ميكسوندو عن مستوى موسيقي متقدم للغاية بالنسبة لغير المطلعين على صوت السينجيلي، بالأخص في ظل غياب إم سي. يتحدى الألبوم المستمعين الجدد بشكل مكثف، عن طريق تصاعداته وهبوطاته الصارخة الأقرب إلى وصلة دي جاي من كونه ألبومًا. قد يعد ذلك اختزالًا مُخلًّا، لكن من الممكن اعتبار المهرجانات وصعودها من الشوارع المصرية المثال الأقرب للسينجيلي. لا يؤخذ القبول الجماهيري بعين الاعتبار هنا، إذ يتعلق الأمر كله بما ستشعرنا به الموسيقى على حلبة الرقص.
يقدم دي جاي ترافيلا ميستر ميكسوندو بجودة أشبه بميكستايب فوضوي، يسوده تبدل في الإيقاعات بشكل متكرر وتحولات لونية وحيوية على مداره. تأتي تلك العشوائية المقصودة في ترتيب التراكات نتيجةً لأسلوب إنتاج دي جاي ترافيلا الفريد، حيث يعيد توظيف برامج مثل إف إل استوديو وفيرتشوال دي جاي المعدّل والمدفوع إلى أقصى حدوده التأليفية. يمتزج الارتجال والحدس المشحوذَين من خلال أذن دي جاي ترافيلا معًا، لإنتاج ألبوم يركّز كليًا على حلبات الرقص الواقعة في مدينته الأم.
يكشف الغوص العميق في صفحة دي جاي ترافيلا على يوتيوب عن تعقيدات هذا الأسلوب الإنتاجي الفريد، ويعرض طبيعته الارتجالية، بالإضافة إلى الاتصال الروحي السلس بين دي جاي ترافيلا وعدّته، سواءٌ أثناء تسجيله الألبوم أو لدى سماعه في الأداء الحي. تظهر سامبلز الفوكالز بشكل مبعثر على مدار ميستر ميكسوندو، مثل الـ “هو!” في تراك إف إل بيت، حيث تتخذ طبيعة أشبه بالهتافات لرفع مستوى الطاقة بدلًا من كونها مصدر أساسي لشد انتباه المستمع.
عند الاستماع الأول، تدغدغ طبيعة الصوت اللو-فاي المقرمش الأذن. بعد ذلك يصبح السياق مفتاحًا لفهم الإيقاعات الثقيلة والأنظمة الصوتية المجمّعة والطاقة الحية المذهلة للسينجيلي، التي تساهم جميعًا في استيعاب ميستر ميكسوندو. هذه ليست موسيقى مخصصة للاستماع بسماعات الأذن. شغّل هذا الألبوم سريعًا وبصوت عالٍ لتحقيق أقصى أثر.