.
تاريخ موسيقى الكسرات الشعبية في الخليج كبير ومليء بالتطرف والتمرد على النظام والمجتمع، ما جعله تاريخًا متجاهَلًا أو معتّمًا عليه، وغير معروف بالنتيجة من قبل الغالبية. تتكون الكسرة عادة من لحن عود أو أورج مع إيقاع خليجي تقليدي بسرعة متوسطة، وتغنى فيها قصائد شعبية يتكوّن كل مقطع فيها من أربعة أسطر بقافيتين.
عبيد سعد فنان سعودي مغمور من الرياض، تحتوي قناته على فيديو واحد لأغنية أسماها بلا قيمة، يقدم فيها عملًا جمع فيه بين الهاوس والتراب مع الكسرات، بشكل راقص من جهة ورايق من جهة أخرى. يبدأ عبيد بالعود ليدخل معه لاحقًا السنث والدرَمز الراقصة، حتى يهدأ لاحقًا ويعود للضرب بدرَمز الهاوس مع هاي هاتس التراب. كان ينقص الدرَمز مع البايس بعض العمل في الميكسينج، تحديدًا في الكومبرٍسر، إذ تفتقر إلى قوة الضرب في الأذن.
الكلمات بسيطة، أضافت إليها الاقتباسات من الكسرات طابعًا نوستالجيًا، خصوصًا عندما بدأ بـ “سلام مني يا عاشق الكسرات / كل المعاني بلا قيمة”، وهي جملة مشهورة عنونت عدة كسرات كلاسيكية، كما في نسخة محمد السليم ونسخة فرقة رياح الجنوب ونسخة أبو فيصل. كما أجاد الكتابة على نسق الكسرات القديمة كما في “خلي أنا والدواء في ايده”. برزت في الكلمات أحيانًا مواضع حشو مملة نوعًا ما: “زقارة في أيدي / تلف وتجيني”.
تميز الفيديو بتفاصيل الرسام سلمان خلف، الذي استطاع أن يصور جو عاشق الكسرات بطريقة لافتة، من ناحية رسوم الحارة والمدينة والطرق، وسيارة من نوع نيسان جي تي معروفة بين المفحّطين، مع إضافة امرأة بعباءة مفتوحة وملابس فاضحة بنظر المجتمع، ما أضاف طابعًا متمردًا على الفيديو. افتقرت بعض المشاهد لإضاءة مناسبة جعلتها داكنة أكثر من اللازم.
العمل مبشّر، وعبيد سعد قادر مع الأيام على أن يصنع له لونًا وصوتًا مميزًا، كونه يقوم بكل العمل الإنتاجي ككتابة وإنتاج وهندسة صوتية؛ كما تظهر لديه قدرات كامنة ستتبلوَر في أعماله القادمة.