.
تحت شبكة من السنثات والأصوات البشرية المعالجة، يبدّل مروان بابلو في عزبة الجامع بين لحنين على السنث، أحدهما قصير متقطع، والآخر أكثر سماوية واتساعًا، بينما يرقد البايس تحتهم بهدوء، بسطر يدلّل على فهم بابلو أن النوتة التي لا تُلعب تكون أحيانًا أهم من تلك التي تُلعب.
إلى هذه النزعة التقليلية المتوازنة استقطب بابلو شريكًا مخضرمًا هو السادات، الذي أخذ دورًا غير لامعٍ لكنه مهم في الأغنية، بترديده اللازمة الفاتنة “خلص بطلت الصحبة اللي بتتجمع عالحشيش”، مبتعدًا بثقة عن التفجّر والصخب الذي اعتدناه في المهرجانات. جاء هذا على عكس ما رأيناه حتى الآن من تعاونات بين فناني التراب والمهرجانات، والتي جاءت معظمها في مكان أكثر توسطًا بين الصنفين. حتى فيديو العمل جاء تقليليًا، يعزز ثقل بابلو وانسياق وثقة السادات به، إذا لا يظهر فيه أيٌّ منهما.
https://youtu.be/PgxEJmMU2mA
عزبة الجامع دليل على التطور الذي وصلت إليه قدرات مروان بابلو الإنتاجية، فهو يستخدم عناصر مختلفة قد يطغى أي منها على الآخر بيَد منتج أقل حنكة، لكنه يوظفها بحيث تتعايش وتستفيد من تجاورها لتكوّن العناصر كلها أغنية تجبرك على سماعها مرة تلو الأخرى.