عم الدنيا | علاء فيفتي ومصطفى حتحوت

في نهاية ٢٠١٦، انحل فريق ملوك السعادة، وتحول علاء فيفتي وسادات العالمي بين ليلةٍ وضحاها من أبرز ثنائي إلى أبرز غريمين في عالم المهرجانات. خلال الأشهر الأولى، كان يبدو أن المواجهة ستحسم بسهولة لصالح سادات، خاصةً مع النجاح الكاسح لمهرجانه الأوَّل بعد الانفصال، الشرع حلل أربعة، والذي حقق عشر ملايين مشاهدة. عزز سادات جبهته مع الموزعين والكتاب والمغنين الذين حقق نجاحاته الأولى معهم، كـ عمرو حاحا وبلية كرنك وميشو جمال، ليصدر مهرجانًا كاسحًا تلو الآخر، بينما بدا أن فيفتي، الذي يعرِّف نفسه على أنه مغني المهرجان الأولى ومخترع المهرجان، كان يمر بأزمة إيجو. اعتزل علاء فيفتي لفترة قصيرة، ثم عاد مصممًا على اختراع المهرجان من الصفر للمرة الثانية.

بدل التركيز على شركائه القدماء، فتح فيفتي باب التعاونات واسعًا، وعمل مع العديد من الكتاب والموزعين الصاعدين، الأمر الذي أدى إلى إصداره عدة مهرجانات مخلخلة لم تحقق أي ضجة، لكنها كانت تجارب ضرورية لبناء صوته الجديد. في النصف الأخير من ٢٠١٧، بدأت ملامح هذا الصوت تتضح في ثلاثة تعاونات بين علاء فيفتي والموزِّع مصطفى حتحوت، حيث شارك الاثنان في كتابة وتوزيع ثلاثة مهرجانات نارية: أزنجفك وكله بالحب اللذان حصدا ملايين المشاهدات، وحققا نبوءة علاء الذاتية الذي افتتح بها بالحب: “إصحي وفوقي يا بلد / مزيكا جديدة بتتولد.” ومهرجان الحفلة الكبيرة، الذي صدف أن صدر في الوقت الذي تعرضت فيه قناة فيفتي القديمة على يوتوب للقرصنة والحذف، ما أدى إلى ضياع فرصته للاكتساح بعد تبعثره على عدة قنوات تجميعية.

يبدو أن فيفتي وجد في هذا الصدور المتعثر لمهرجان الحفلة الكبيرة فرصةً لا نكسة. توزيع ومزج المهرجان ممتازان بسبب تعاون موفق بين مصطفى حتحوت ودي جاي إيبو. أنتج هذان الاثنان مهرجانًا مصقولًا ونظيفًا، خفيفًا وراقصًا، أقل بهرجةً وإشراقًا بقليل من مهرجانات محمد رمضان التجارية.

ما كان يحتمل التطوير في هذا المهرجان هو بنيته. لو تم تكرار اللازمة والمقطع الرئيسي بشكل أكثر تقاربًا، واستخدام الجزء الأكثر انطلاقًا من المهرجان كـ هوك Hook، قد يصبح بين يدينا مهرجان ممتاز يكتسح المصايف والبارات والنوادي الليلة.

منذ حوالي شهرين، نشر فيفتي برومو قصير لفيديو يعمل عليه لمهرجان الحفلة الكبيرة، ثم حذف البرومو بعد أيام، في الوقت الذي يبدو فيه أنه قرر إعادة العمل على المهرجان وإصداره تحت اسمٍ جديد، وهذا ما حصل بالفعل، حيث نشر من أيام فيديو لمهرجان عم الدنيا، الذي هو نسخة موسعة أطول بثلاثين ثانية من الحفلة الكبيرة، تضم كافة التعديلات سابقة الذكر في البنية، والتي تعجل النسخة الجديدة من المهرجان أخف على الأذن وأكثر جاذبيةً للاستماع المتكرر بمراحل.

لا يزال عم الدنيا يجتذب سميعته ببطء، قد يضرب وقد لا يضرب، لكن ذلك لا يؤثر على المتابعة المجزية لهذه العلاقة الحميمة بين علاء فيفتي وبين مهرجانه، كيف ظل يرى هامشًا لما يمكن تعديله وتطويره، بدل الاستسلام للصدور المتعثر للمهرجان بسبب قرصنة القناة القديمة. قد يكون فيفتي خسر بعض المعارك التنافسية في الفترة الأخيرة، لكن هذا الطموح والتفاني لخلق صوت جديد وإتقانه هو الترسانة التي يدخرها للحروب الأكبر على المدى الطويل.