.
بقلم تايلو براينت Taylor Bryant. ترجمة بيسان رمضان صديقة معازف الأصلية في فلسطين المحتلة.
يوافق ١٢ تشرين الثاني / نوفمبر مرور عشرين عاماً على صدور ألبوم هارد كور لمغنية الراب ليل كيم، والذي حصل لها على ترشيح لجائزة جرامي وجعلها المرأة الأولى التي تتصدر ثلاث أغانٍ متتالية لها قائمة بيلبورد للراب. اقتحمت ليل كيم المشهد بصخب، بفخر، وبكثيرٍ من الجنس.
الراب الشهواني ليس جديداً ولم يكن جديداً في ١٩٩٦. رافق ظهوره الهيب هوب منذ بداياته المبكرة وحتى اليوم، وسيبقى حاضراً غداً. لكننا لم نره يقدم بالسوقية والخبرة والثقة كما قدمته كيم. أجل، حقيقة أن امرأة تتف الراب كان بدعةً في ذلك الوقت، لكنها كانت تنافس بقوافيها زملاءها في Junior M.A.F.I.A. وباستطاعتها اليوم مواجهة وإحراج الكثير من الرابرز الذكور المعاصرين. دخلت كيم لعبةً بلا قوانين، ولم يكن جنسها بصالحها، في الواقع كان يستخدم غالباً ضدها .
تراكمت المراجعات الإيجابية عند صدور الألبوم، حاصلاً على المديح من ذ سورس ورولنج ستون. لكن البروفيسور جريج توماس، الذي درَّس مساقاً حول الهيب هوب وليل كيم بالتحديد في جامعة سيراكوز الأمريكية، أشار إلى أن الألبوم لم يلق إعجاب الجميع:
“كان هناك ردة فعل متزمتة عنيفة حاضرة بوضوح عند صدور الألبوم. ينسى الناس ذلك ويميلون لتذكر نسخة منقحة من التاريخ. كان هناك الكثير من الكراهية المنافقة. لكن في لحظة ما، اتفق الجميع على أنه إصدار كلاسيكي سيغير قواعد اللعبة. هذا لا ينفي الحملة السياسية التي كانت ضده. كان هناك العديد من مدعي ثقافة الهيب هوب الذكوريين الحانقين. واحتاج تسويق الألبوم للكثير من الجهد نظراً لكون بث الألبوم إذاعياً أمرٌ لا يجرؤ الخيال على تمنيه.”
لو اضطررنا للتخمين آنذاك، لافترضنا أنه سيظل مفتقداً للبث الإذاعي حتى اليوم (أو على الأقل أن يبث في ظل تعديل وحذف رقابي جائر). لكن هذا ما يحدث غالباً مع أفضل الأغاني. يشير توماس إلى أن الحظر يوضح أثر ليل كيم بشكلٍ أكبر: “تحولت ليل كيم إلى ظاهرة موسيقية دون الخضوع والتماهي مع موسيقى الراديوهات الرائجة”.
بلغت كيم القمة بكلمات جامحة وسلوك فاجر جريء. نصبت نفسها كملكة هذا المجال، وأثبتت أحقيتها بالعرش مع أغانٍ كـ سبند ا لتل دو التي عبرت من خلالها عن رفضها التعلق العاطفي (اسأل تينا، هراء الحب لا علاقة له بي وبك) في نفس المقطع الذي تبجحت به بمغامراتها الجنسية (سميني شعاع الشمس، فرج ممتد كقوس قزح). ثم هناك أغنية دريمز التي تفصل فيها خيالاتها الجنسية المسترسلة من مضاجعة بيبي فيس إلى براين ماكنايت ودي آنجيلو. وهناك أغنية… حسناً كل ما تبقى من الألبوم، حيث تشرح نفسها جنسياً بلا ذرة من العار.
قد يكون من الجدلي إطلاق لقب النسوية على ليل كيم لكنني أعتقد أنه مناسب – على الأقل فيما يتعلق بهذا الألبوم. أليست النسوية من تناضل لنيل المساواة على جميع الجبهات، من ضمنها غرفة النوم؟ بأن تعطي الأوامر حول ما تريد عندما تقول “إن لن تلعق هذا لن تلجّه / لدي شهود / اسأل أياً من الزنوج الذين كنت معهم / لن ينالوا أي شيء قبل أن يلعقوا هذا الشيء / لا أريد أن يلج قضيبك داخلي الليلة / فاجعلني استمتع بالمداعبة الجيدة، تمام؟” ما قد يصفه البعض بالسوقي قد يصفه آخرون بالمتحرر جنسياً.
هوية كيم الفنية المشبعة بالعنف والفظاظة مهدت لزمن جديد للهيب هوب، تاركةً وراءها باباً مفتوحاً لمن يود اللحاق. أن يقلد ويتأثر الآخرون بعملك هو أكثر الأمور إطراءً، وبهذا المعنى كان هارد كور يغرق في المديح. يقول توماس موضحاً:
“لا يزال الاقتباس من الألبوم مستمراً بغزارة حتى لحظة حديثنا. أصبح الألبوم يستخدم كدليل واسع الاستخدام لأي شركة تسجيلات لديها مغنية راب تود إطلاقها في السوق. تحول الألبوم إلى إنجيلٍ علماني للفنانات، سواء بعقود تسجيل أو بلاها. كل حينٍ وآخر، يتجاوز البعض قانون الهيب هوب المقدس، حتمية أن تأتي بما هو جديد، ولاءً لهذا الألبوم الذي افتتنوا به. هذا ولم نذكر تسجيلات ديف جام التي أنشأت فوكسي براون وجعلت أحدهم يخلق ظاهرة نيكي ميناج سيراً على خطى ما قامت به كيم، ليس فقط في هذا الألبوم، لكن الخلاصة الكلماتية لشخصيتها ومعاييرها الفنية الهارد كور.”
ربما أقوى دفاع عن هذا الألبوم هو حضوره الصامد. “بالإمكان إطلاق هذا الألبوم اليوم وسيكون له نفس الصدى الذي هز العالم عند صدوره. سيبقى قادراً على أسر مستمعيه” يقول توماس. سيبقى هذا الألبوم صامداً في مواجهة اختبار الزمن. نخب عشرين عاماً أخرى من الإساءة، الإسعاد والتحريض!
يمكن قراءة المقال الأصلي هنا.