.
لو اختبرتم تلك المرحلة من المراهقة التي تتنقلون خلالها بين درجات متطرفة من الأخلاقية للشيوعية للوجودية في ثلاث أشهر قصيرة، ستتمكنون لحدٍ كبير من فهم ألبوم سنفلاور بين الأول. كان أعضاء الفرقة، الذين تراوحت أعمارهم خلال تسجيل الألبوم بين التاسعة عشر والعشرين، يبحثون عن صوتهم، وعثروا عليه في حالة الضياع نفسها، في حالة التنقل بين البوست والفولك روك والبوست بانك والميتال في أغنيتين قصيرتين متتاليتين أو أحيانًا ضمن الأغنية الواحدة، لينتجوا صوتًا غير مستقرًا ومفتقدًا لأي تأكد، أو كما تقول أول جملتين في الألبوم: “أريدك أن تبقى هنا / أشعر بشكلٍ أفضل حينما أكون لوحدي”.
الطاقة الشابة في الألبوم تظهر مقلمة الأظافر، وكأن الفرقة أقل جرأةً من أن تهتف بشيءٍ أو أن تنتمي لصنفٍ موسيقي بحماسٍ تام خالي البال، هناك دائمًا حالة تردد تجعل كافة حواف الألبوم منحنية. وحين تتحمس الفرقة للحظات قصيرة لصوتٍ أو لفكرةٍ ما وتصرخ بها بصوت حاد واقتناع موسيقي كامل، يعود التردد للنيل منها خلال دقيقة ويسحبها مجددًا لحالة: “أريدك أن تمنحني من الوقت المزيد / ما يكفي لأستوعب ما أريد”.
مكون رئيسي آخر في صوت الفرقة هو الديناميكية المميزة بين مغنييها، المغنية وعازفة البايس جوليا كمينج المتأثرة بأسلوب المغني / كاتب الأغاني بحقبته الثمانينية، والمغني وعازف الجيتار نيك كيفلين الذي يشبه ديلان في حقبته الستيناتية شكلاً وصوتًا. الديناميكية بين الاثنين، والتي تولد صوتًا خفيفًا يتبادلا خلاله حوارات مثل: “ما الذي فعلته اليوم؟ / لم أفعل الكثير اليوم / كنت في المنزل ثم لم أكن”، تمنح الصوت الضائع للفرقة خصوصيته، وتجعلهم مخولين لإطلاق أسمائهم على المنطقة الرمادية بين الأصناف الموسيقية التي وجدوا أنفسهم بها.
لا فكرة لدي، وأعتقد ولا لدى الفرقة، ما إذا كان صوتهم الحالي سيستمر، أم أنهم سيغادرون مراهقتهم الموسيقية لشيءٍ أكثر تحديدًا وجرأةً، لكن أحيانًا تكون الرحلة أجمل من فعل بلوغ الوجهة، وألبوم هيومن سرموني يقيم حجة جيدة لهذه الحكمة.
أغانٍ تقدم للألبوم: Human Ceremony, I Want You To Give Me Enough Time, I Was Home