أجنبي جديد

ذَ ماجيك ويب | بلور

عمار منلا حسن ۲۵/۰۳/۲۰۱۲

بدأت قصة الألبوم بشكلٍ اعتباطي عندما وجد أعضاء الفرقة أنفسهم في طوكيو ولا لشيء لديهم للقيام به بعد إلغاء الحفلة التي سافروا اليابان لأدائها، فقرروا تمضية بعض الوقت بالاستوديو والعبث بالآلات الموسيقية عملاً على أفكار بعض الأغان التي خطرت لهم خلال الحفلات منذ عودتهم للأداء سويةً في ٢٠٠٨. من هذا المشهد ولد الألبوم الذي جعل عام ٢٠١٥ يستحق الذكر في تاريخ الروك. ورغم تحقيق الألبوم كل الشروط التي يمكن توقعها في ألبوم روك عظيم، إلا أن قوته تأتي من تأليفه بعقلية توزيعية منفتحة وشهية موسيقية شرهة، حيث نسمع تأثراً بموسيقى الكاريوكي والننينتيندو، ونتعثر كل حينٍ وآخر بجوقة كمان تعزف بصرامة عسكرية، فيما تظهر إحدى الأغاني تأثراً بالروك الفضائي[Mtooltip description=” Space Rock” /]، ويتحد كل ذلك ضمن روك بلغ درجة جديدة من التعقيد الصوتي الآلاتي سجم بسلاسة بين الهوائي والإلكتروني، كل ذلك تم في ظل قدرات إنتاجية ممتازة استطاعت التعامل مع ألبوم متطلب كهذا.

الأغاني نفسها بنيت بحرية وأصالة وبعد شبه تام عن البنية التقليدية للروك البديل، ما أتاح لها ابتلاع كافة هذه الاجتهادات دون عسرٍ بالهضم، فتبدو الأغاني شديدة الطبيعية والانطلاق، وقادرة على الوصول إلى وأسر المستمع من الاستماع الثاني أو الثالث للألبوم، معتمدةً بذلك على كون الألبوم لحنياً بشكل عام لكن معتنياً بالجانب الإيقاعي لدرجة كمالية.

يبدأ الألبوم بـ Lonesome Street التي تضرب مثالاً جيداً على العمل. الأغنية مشتتة كلماتياً وموسيقياً، لا يمكن وصف أي جزء منها كـمقطع أو لازمة بالمعنى الاعتيادي، بل تبدو كشخص مخمور يخوض تقلبات مزاجية غريبة. تتغير الإيقاعات باستمرار وأحياناً تكاد تختفي، بينما يظهر كل لحن بتوليفة آلات موسيقية وأصوات مختلفة. بين هذا وذلك يغني ألبارن بصوت محبط أحياناً واحتفالي أحياناً أخرى، يتحدث مرة عن الثقافة الاستهلاكية ومرة عن ذكريات لن يفهمها سواه، ثم يبدو لوهلة أنه يوجه حديثه للمستمع بنبرة متحدية، بعدها يختفي صوته وصوت الكورال المساند في بعض الأحيان لمقاطع آلاتية تشبه العزف المنفرد.

تتحدث Go Out عن عدم القدرة، الناتجة عن عدم الرغبة، على الخروج من العزلة الإرادية، فتتحول الأغنية موسيقياً لسجن صوتي بأسطرها الإيقاعية الكثيرة والمتبدلة، فيما يصيح ألبارن من منتصف هذه الأصوات تستعد للذهاب / وتفعله مع نفسها / تفعله مع نفسها“. بينما تصنف Ice Cream Man بامتياز ضمن الفولك الهلوسي[Mtooltip description=” Psychedelic Folk” /] بإيقاعها إلكتروني الذي يتكرر في الخلفية معظم الأغنية، يساعد في هذا عزف منفرد إيقاعي على البايس.

مثلها، نجد في Thought I Was A Spaceman الكثير من الأصوات القصيرة المولدة إلكترونياً والتي تظهر بدور إيقاعي، فيما تخوض I Broadcast بشكل ساخر في الحياة الاجتماعية الافتراضية، لذلك تعتمد بشكل أكبر على الوتريات بدلاً من الأصوات المولدة إلكترونياً. تمتاز الأغنية بإيقاع سريع شديد الاندفاع والحيوية وأداء صوتي أكثر جموحاً، فيما يغني ألبارن متهكماً عن أفعى ونمر يستيقظان باكراً ويحلقان ذقونهما استعداداً للانخراط في الحياة الصناعية.

بالمجمل لا يترك ذا ماجيك ويب فرصةً لتحقيق إنجاز موسيقي في الروك إلا ويغتنمها، دون أن يتخلى عن صوت البريتبوب التي بدأت معه الفرقة في التسعينات، قادراً على الموازنة بين الجانبين التجريبي والكمالي، كما فعل جوليان كازابلانكاس آند ذا فويدز في طغيان، الذي أُعده أفضل ألبوم روك في ٢٠١٤. الفرق هو أن ذا ماجيك ويب يفوز بالمستمع بسهولة وسرعة أكبر، ويتمكن كما في طغيان من أن يحفر لنفسه صرحاً في ذاكرته الموسيقية.

التقييم: ١٠/١٠

أغاني تمثل الألبوم: Lonesome Street, Ong Ong, I Broadcast

المزيـــد علــى معـــازف