.
في انضمامها للحركة التي تستكشف نسخة جديدة أكثر غناً وتعقيدًا من الصوت الواقع بين الروك المستقل وصيغة المغني / كاتب الأغاني، إلى جانب أمثال كورتني بارنت وميتسكي، تغادر آينجل أولسن خلفيتها في الفولك والكانتري روك بعد أن سمحت لنفسها باصطحاب بعض الذكريات للطريق. تشكَّل الألبوم الجديد في مرحلة فوضوية بين جولة أولسن التي وصفتها بالمرهقة وكأنها الاحتفال بعيد الميلاد كل ليلة، وبين عودتها للاستراحة في بلدتها الأم آشفيل في كارولاينا الشمالية، ليحافظ الألبوم على فوضوية هذه المرحلة وزخمها العاطفي، ويتردد بين قطبين أحدهما احتفالي عابث دون أن يخلو من العصابية، والآخر مشتت سارح البال يناسب مرحلة نقاهة.
تمثل أغنية اخرس، قبلني قطب الألبوم الأول. ألفت أولسن الأغنية بمفردات سبعينية / ثمانينية كلماتيًا وموسيقيًا وغنائيًا، من كلماتها التي توثق علاقة غير متزنة قائمة على طرف يدعي أنه يمتلك ما يكفي من الحب لاثنين: “بإمكاني جعل كل شيءٍ يختفي / والإجابة على كل مخاوفك بالنفي / بإمكاننا إنهاء كل الألم هنا / والعودة بالزمن ومسح أحزاننا”، للازمة التي تحاول استخلاص صوت احتفالي من حالتها العاطفية القلقة: “اخرس، قبلني، ضمني بقوة”. موسيقيًا تتبنى الأغنية توليفة النيو وايف New Wave في الفترة التي بدأ فيها البانك بالتأثر بالديسكو بأواخر السبعينات، كما لدى بلوندي، مع حضور طفيف للبوست بانك خلال أسطر الجيتار المكررة القصيرة والكثيفة.
على العكس، توثق بوبس Pops الصداع التالي للحفلة، الاستيقاظ وسط فوضى النفس والإحساس المباغت والعميق بالتعب والاستهلاك: “لن أستمر باللعب أكثر من ذلك / قمت بكل هذه الأمور من قبل (…) مِمَّ صنع قلبي؟ (…) رجاءً لا تبدأ / من المؤلم أن تبدأ / أن تبدأ بالحلم”. كما تكتفي الأغنية توزيعيًا ببيانو إيقاعي يرافق غناء أولسن المشوش إنتاجيًا عن عمد، والذي يشغل بتشويشه مساحة صوتية واسعة تنفي عن الأغنية واقعها التقليلي.
خلال ترددها بين هذين القطبين تحاول أولسن استخلاص بغض النظام من فوضى حياتها، تحاول الحصول على بعض الراحة وأن تجعل أغانيها أداةً في مرحلة النقاهة، وتستعين خلال ذلك ببعض التأثرات بالفولك والكانتري باعتبارهما موطنها القديم الذي تعود إليه للراحة. جاءت نتيجة كل ذلك صوتًا معقدًا ويتطلب فترةً لهضمه وفهمه كالحالة البشرية، يتغير باستمرار، ولا يتنازل عن مقدار كبير من الدفء الشخصي في أكثر حالاته إرهاقًا.
أغانٍ تقدم للألبوم: Sister, Shut Up Kiss Me, Pops