ياسمين حمدان | المقابلة

انت بپاريس حاليًا، ما هيك؟

إي أنا بپاريس.

كيف الدنيا ماشية؟ استراحة من الجولة ولا في حفلات في فرنسا عن قريب ولا كيف؟

لأ، ما في استراحة، أنا ما في بالأجندة تبعي … ما في كلمة استراحة [تضحك] مش واردة. ما هو رجعت أنا من أمريكا، وبعدين دغري تاني نهار بديت پرومو، بتعرف عم طلع الألبوم بالعالم كله، بقى في كتير عندي مقابلات بفرنسا وبرَّا فرنسا وعسكايب، بادية أنا من ديسمبر. اليوم حتى تقدر تسوّق ألبوم، وتقدر تسوق شغلك وكمان حتى يطلع الألبوم بكل العالم، لازم تكون متاح، ف ايه، عم اشتغل، وبكرا عندي كمان. هالويكند ممكن برتاح، بس قبل ما صار في استراحة.

أوكي، شفت الموقع تبعك عندك حفلات لآخر شهر خمسة تقريبًا؟

إي، لهلق، لأن بكم شهر الصيفية حنروقها شوي وحنرجع بالخريف، بسبتمبر أكتوبر نوفمبر ديسمبر.

تمام، أوكي، شو كنت بدي أسألك، أمس كنت بشوف المقابلة والأداء بمجلة سلايت، حابب أسأل لو الفرقة اللي كانوا بالمقابلة هنن اللي بيعزفوا معك في العروض؟

أها.

شو ممكن تخبرينا عنهم، إيمتى التقيتوا وكيف شبكتوا ببعض؟

شوف، بتعرف هون في شبكة موسيقيِّة، اشتغلت مع واحد وهاد الشخص ما عاد متاح وعرفني عواحد تاني، وبصير، صارلي فترة أنا عم بعمل جولات، اتنين من الفرقة صرلي فترة بدق معون، صرلي شي يمكن سنتين بشتغل معون، من ٢٠١٤ أو ٢٠١٥، لأ ٢٠١٥، بقى بيعرفوني وبعرفهن وبيعرفوا الموسيقى، الدرامر جديد. بتعرف عملت كاستنغ، أجو، أجو كذا درامر، وجربت أتحسس أي واحد يمكن يكون أزبط للمشروع، وبس. بعدين اشتغلنا كتير وتمرننا كتير، اشتغلنا سوا وهيدا الشي كمان أدى لأنو نعرف بعض أكتر، إي، وبعتقد إحنا جاهزين هلق.

كان عندك معايير معينة لما كنت بتعملي بتدوري على درامرز، كنت بتفكري مثلًا شو الأزبط للأمور المسجلة أصلاً ولَّا الأهم لحتى يطبق عقلهم على عقلك حتى يكونوا بعدهم معك لقدام بمشاريع ثانية؟

أكيد، في عندك كذا شغلة بتلعب دور، أولًا بدك تشوف على مستوى شخصي كيف حاسس حالك مع الڨايب تبع هيدا الشخص، لأنو ما بدك تكون عم تعمل جولة مع شخص بتحس إنو مش حتقدر تطيقه، أو ما بدك تكون حوليه، ثاني شي الموهبة، وأكيد لأنو الدرامر كتير مهم لأنو هو بيمسك الفرقة، وهو اللي بيمسك التمبو، الإيقاع تبع الفرقة، إذا كان عندك درامر مثلًا بيبطئ وبيسرع، بيبطئ وبيرجع يسرع، هيدا الشي يمكن يؤذي أو يأثر على الموسيقى بطريقة سلبية، بعدين عندك كمان لهيدا العرض كنت محتاجة درامر بيعرف، يعني، بيدق حلو درامز وبيدق كمان إلكترونيك، وممكن يعمل غروڨز شوي غريبة، لأنو عندي غروڨز شوي غريبة، وهيدا الدرامر اللي اشتغلت معه، اللي نقيته، حسيت إنه كثير إفشنت، يعني حسيته، بتعرف متل في درامرز بتحسهن مبربشين أكتر، أو بتحسهن بيحكوا كتير. هيدا حسيته إفشنت، مش حيزيدها ولا حينقصها، حيعملها متل ما هي. بقى هيك هيدا الإحساس اللي أنا حسيته، بعدها أكيد إنه تراسلت مع الفرقة، مع الموسيقيين الثانيين، واتفقنا أنه هيدا يمكن أزبط واحد لإلنا وأنسب واحد للموسيقى.

تمام، الموضوع معتمد على كلام أكتر، ولا بتعزفوا مع بعض وبتشوفي الأمور كيف بتمشي؟

لأ. بعطيه موسيقى، مثلًا بعطيه تراكس، بخليه يسمع الأغاني، بعدين بقله هدول التلات أغاني اللي أنا مشتغلة عليهن، منكون إحنا محضرينهن يعني، وبقله ما ضروري تحضرهن كتير يعني. ما ضروري تحفظهن، ما ضروري يكون، ما عم أطلب منك أنو تجي تلعبهن كيف هنن، بدي ياك بس إنه تكون بالقليلة بقلب السياق، بعدين منسلم عبعض ومندق، مندق عشي ساعة ونص، هيك شي، ومنحكي، وبعدين أنا بسجلهن. ولما أرجع عالبيت بتسمّع، وبرجع بتسمّع، وبحكي مع الموسيقيين، وبمرِّق كم يوم. تعذبت كتير حتى لاقي درامر للصراحة، لأنو أول شي كان بدي درامر ست، كان بدي مرا، بعدين ما قدرت لاقي هيدي المرأة لأنه ما كانت عم تزبط. بعدين تعرفت على كذا واحد، وما كنت عم أقدر آخد قرار، وبتعرف كان لازم دغري قرر لأنو كان لازم بعد شهر أو ثلاث اسابيع نبدا نتمرن، فبدك شخص كمان يكون متاح، وكثير قلال الدرامرز المحترفين اللي كانوا متاحين. بقى كنت شوي محظوظة، أنو هيدا اللي عم بشتغل معه، الفرقة اللي بيشتغل معها هي فرقة بتبرم كتير وبتدق كتير وخصوصًا بأمريكا، كانوا عم يعملوا استراحة، فهيك بدت القصة.

طيب عالوقت، بقالكم حوالي سنتين مع بعض تقريبًا، على الأقل العضوين الأولانيين، وهلق الدرامر صار معكم، صار عندكم هيك مثل طقوس معينة بالسفر، بالتحضير، بالساوندتشك، بالأداء؟

إي، صرنا منعرف بعض، وبيضحكوا هنن. يعني إنه الجديد كمان، الدرامر الجديد، دغري دغري دغري فات، أول شي كان بيعرف عازف الجيتار، ودغري فتنا ودغري حسينا هيك كثير مرتاحين مع بعض، ومنتسلى ومنتضحك وكثير إفشنت، وصرت أعرفهن وصاروا يعرفوني، كلنا تغيرنا شوي. صرنا منعرف بعض أكتر، كمان منوثق ببعض أكتر. بتعرف انت لما تكون عالمسرح بدك توثق بالشخص اللي عم يدق معك، لأنو بطريقة ما إذا ما دق منيح، مشكلة، فعدم الثقة هيدي بتزيد مع الوقت.

هلق آخر مرة كنا بأمريكا كمان، كنا مضغوطين لأننا عملنا عرضين أولين هونيك، واحد بمهرجان وواحد تاني بفينيو. بس كانوا الظروف صعبين، بتعرف جِت لاغ Jet lag وواصلين، بس كان كتير حلو. كان سولد آوت وكانوا العالم بيجننوا، وبعدين عملنا پرومو. يعني، أنا عندي شعور كتير منيح وكتير متحمسة عالفرقة الجديدة، كتير متحمسة عالدرامر الجديد، وكتير هيدا الشي بالنسبة إلي أنا كمان بيريحني، وعالمسرح صرت عم بستعمل قصص جديدة، يعني بطلت استعمل مونيترز، صرت عم بستعمل سماعات، عم جرب غير ميكروفوني. جاي عبالي غيّر قصص، المؤثرات الصوتية اللي كنت استعملها على صوتي كتير عم جرب خففها شوي، استخدم صوتي بطريقة مختلفة، يعني كل هيدا الشي كمان كثير محمس لإلي، لأنو بنقطة معينة فتت بروتين، وهلق حاسة أنو مبسوطة أنه القصص عم غيرها، وبعدين اشتغلنا كتير مع المهندس الصوتي حتى نزبط الصوت، ومع مصمم الإضاءة.

طيب بما إنو بدينا الحديث عن الفرقة خلينا نبدا بأول سؤال من هون، بتخلي ببالك خلال التأليف، وخصوصًا خلال التوزيع، موضوع الفرقة؟ ولا بتكتبي أول وبتحلي مشكلة الموسيقيين بوقتها؟

لأ، هيدا الألبوم اشتغلت كتير على التوزيع والتأليف تبعه، بقى هيدا الألبوم بيختلف عن الألبوم السابق، هيدا الألبوم القصص مكتوبة وكتير واضحة. بقى الموسيقيِّة، اللي جيت عملته أنو جيت عطيتهن، جربت شوف شو بدي خلي من التسجيلات اللي عملناهن بالاستوديو، وأي أصوات وأي آلات بدي ياهن، وإذا في قصص منعملهن عينات وإذا في قصص بينعلبوا، يعني مثلًا الجيتار بتلعب أمرار ألحانه بتاعه الكمان، الكيبورديست بيلعب البايس تبع البايس، الدرامر بيلعب كمان سامبلز أنا عاطيته ياهن وبيلعب الدرامز، فكلهن لازم يكونوا يقدروا يستوعبوا هيدا الشي، وأخدتنا وقت شوي وأنا أخدني وقت أصلًا حتى أستوعب الطريقة الأحسن تنقدر نوزع الأغاني اللي هنن كتير محددين بالألبوم تيقدروا يتوزعوا لايـڨ.

بالألبوم الجديد الجميلات حكيتي إنو نسوي بشكلٍ عام، فشو المفهوم اللي كنت حابة توصليه بهالسياق؟ كيف كا…

الجميلات مانٌّه فيمنست بس، الجميلات هو ألبوم أغاني فيه نسوان كتير، فيه نسوان بيحبوا، في نسوان بيكونوا أكتر تمرد أكتر نشاط سياسي، في نسوان بكونوا أكتر خضوع، في نسوان مسيطرين، يعني حسب، في عندي كذا شخصية بالأغاني. بس خلينا نقول إنو بالعموم كان عبالي يكون فرِش، بمحل مادح للنسوان، وكدفعة، وكمان بحس إنه إحنا محتاجين هالشي [تضحك] عرفت؟ إتس فرش، أمايزنغ، إنرجي، إنو سميه الجميلات، وخاصةً هيدا الشعر تبع محمود درويش كتير بحبه، وقعت بحب القصيدة، وإي، حسيت هيدا الشي منطقي بالنسبة إلي.

طيب لو فينا بنفس السياق، ناخد خطوة لورا، لألبوم يا ناس، يا ناس كان…

بس فينا نقول؟ عفواً، بس تقلك، فينا نقول هو عن الأنوثة وهو إمباورينغ ومِن Empowering women، بس ما بعرف إذا نسوي، لإنو نسوي هو وصف واسع للأمور وما بعرف بالضبط شو معنى هالكلمة.

أنا كل حياتي بعمل هالشي لإلي، أنا كنت بحارب معاركي الشخصية، حتى لو ما اضمنلي دائما أربح القتال، بس أنه اعتبرت حالي دائما كأقلية بالعالم. النساء أقلية مثلهم مثل المثليين. بتعرف، بعض الناس اللي عم يقاتلوا، ناشطين، حقوق مدنية، نحنا كتار. دائما اعتبرت حالي كجزء بطريقة ما من مجموعة نضالية أكبر، عالمية. بس أنا تعابيري بتجي بالموسيقى، ودائما كانت تعبيراتي حرة، يعني دائما حاربت أي نوع من الرقابة، هي مش شغلة بجد جديدة بكل شغلي، بس هلق عم عبر عنها بطريقة مختلفة. يمكن هلق عم كون أكثر مباشرةً بخصوصها. إذا بتسمع ليه زعلان تبع سوپكيلز، أو بتسمع بعدين يا ناس، الأغاني، أو حتى ألبوم ياس، هيدا دائما كان هالموضوع.

طيب على سيرة هالحديث، حابب أعرف أكتر عن كيف بتتشكل صورتك الذهنية عند المستمعين وحتى عند الصحافة لما يحضرولك حفل أو يكتبوا عنك، هويتك الأدائية وهويتك لما تعملي مقابلة معينة، هل هي بتكون شي عفوي وتلقائي وأحيانًا بتنفهم صح أحيانًا بتم اختزالها أو أخدها لمحلات بعيدة، أو هي شي حاضر بذهنك…

لما أعمل مقابلة قصدك؟

لما تعملي مقابلة، لما تقدمي حالك قدام جمهور جديد أو هيك…

شوف أنا ما بقدم حالي قدام الجمهور، يعني ما بحكي عن حالي، بجرب كون عفوية، بتعرف، بجرب قدم موسيقتي، وبقدم موسيقتي مع الموسيقيين اللي عم اشتغل معهن. فمنعيشها كلحظة ومنعيشها سوا، الجمهور والفرقة. انت ما بتعمل الحفل لوحدك، في ديمًا الباند والجمهور، وأكيد الجمهور في تواصل وكونشكن كتير قوي، ومش هالشي السهل ديمًا لأنه أنا عم غني بالعربي ولأنه كتير أحيان بلاقي حالي قدام جمهور ما بيحكوا عربي وكمان ما كلهن بيعرفوا شغلي، بيكونوا فضوليين وحابين يستكشفوا. أكيد بيكون في عرب بجزء من الجمهور، بس أحيانًا لأ، لأنو بدق كتير بمحلات، بكل محل. فالموضوع معقد دائما ومحمس ديمًا لإنه متعلق بالطاقة، لأنه انت عم تجرب أولًا تخلق بحالك مع حالك نوع من الطاقة لتخليك بالمحل صح، تتكون صادق وتوصِّل صح، وتخلق هي الطاقة كمان يصير في جسر وكونشكش مع الفرقة، ومع الجمهور، وممكن قلك كنت كتير متفاجأة بقديش الجمهور منفتح لهالشي، وقديش هالشي مذهل، في شي مغناطيسي، في شي كيميائي تقريبًا. الموضوع متعلق بالتجسير، متعلق بالتواصل، في شي كتير إنتنس بصير، وأنا بكون متفاجئة ببعض الحفلات مع جمهور ما بيحكوا عربي بس كانت من أحسن الحفلات اللي عملتها. أحياناً بتروح لمحلات بتقول لحالك يا الله ما عندي فكرة شو الجمهور اللي حيكون هنيك، وفجأة بتلاقي العالم كتير منفتحين وكتير كريمين معك، وهيدا الشي بيحكي كتير طاقة، وبيعطوك محبة، وهو شي كتير حلو.

في موضوع تاني حابب أسألك عنه بنفس المجال، وهو موضوع جدلي بعتقد إنت من الناس اللي كتير على تماس معه فممكن يكون عندك نظرة مهمة عليه. هو الفكرة أنو لما مثلًا يجي مغني أو فرقة عربية لتقدم قدام جمهور غربي أو تعمل مقابلة مع صحافة غربية خصوصًا لو الهن ميلة تحررية، وفي منهن حد مثلًا مثلي، أو المغنية بتأدي بطريقة إروتيك وهي عربية، فأحيانًا بصير في ميلة للتعامل مع الموسيقى بإكزوتيكية، إنو برافو عليكم، انتوا عرب وعم تعملوا هيك! أكتر مما ياخدوها كموسيقى ممكن فيها تجديد أو استخدام جريء لإيقاعات معينة أو تجريب، فبتحسي هالشي ممكن يصير معك أحيانًا؟

إي، معك حق، خصوصًا لما تعمل مقابلات مع وسائل إعلام كبيرة أو وسائل معينة، ما هنن عم يبيعوا ستَنتس Stunts، عم يبيعوا أفكار، بتعرف ما هنن بيحطوك كلهن بصناديق، ما هنن اخترعوا كلمات مثل الربيع العربي ومدري شو، وبيخترعولك، إنو هاد مجرد صندوق، مجرد تسمية. كوني قلت هالشي ما بيعني إنه مش صح، أنا حدا نوعًا ما ملتزم بمحاربة التوجهات المحافظة وكمان دائما كون حرة كمرأة وكفنانة، بس هنن بياخدوا هالجنب أكتر من الجانب التاني، هاد أكيد، لأنو مش كل العالم أصلًا عندهن الحساسية وعندهن الوصول للموسيقى، فأخيرًا لما يجو يحكوا عن شي زاوية، بدهن يحكوا عن زاوية عريضة عامة، ممكن يحكوا شوي عن الموسيقى بس بيحكوا كتير عن السياسة، عرفت؟

الفكرة مثل ما قلت إنت ملتزمة بهالقضايا، بس أحيانًا الصحافة بصير عندنا ميل أو حتى أداءات المهرجانات بصير فيها ميل مش أنه ما يذكروا هالقضايا، بالعكس يختزلوا كل الموضوع بهالقضايا…

إي، بس هي مشكلتهن [تضحك] لإنه أنا عم أعمل شغلي، أنا عم أعمل موسيقى، وأنا عم أعمل حفلات، وأنا عم أعمل طرح فني، وهو قوي وهو موجود. فأنا ما بعتقد العالم لما يجوا يحضروك بالحفل ما بيجوا يحضروك لأنو انت نسوي، بيجوا يحضروك لأنه بيحبوا موسيقتك، لما بيتابعوك بيتابعوك لإنه بيحبوا الشي اللي عم تطرحه، لإنهم حساسين تجاهه، فالموضوع بيتعلق بالناس اللي عم تحكي عنه.

تمام، بس انت بتشوفي من ناحيتك، يعني لو كان موضوع تأسيس صورة ذهنية عائد إلك بالكامل، كيف بتحبي تقدمي حالك، كيف التوازن اللي بتحبي تعمليه؟

بنفس الطريقة اللي حكيتك فيها اليوم، بتعرف مش سهل الواحد يقدم حاله، ومش موضوع لطيف. أنا لما بديت مع سوپكيلز كنت شوي كمان ضد الفكرة وما كنت حب ولا كنت أستمتع أصلًا بإنه أعمل إنترڨيوز أو أحكي عن حالي لإنه كنت حس أنه عملي الرئيسي أنه أعمل موسيقى، بس هلق عايشين بعالم لازمنا نتواصل طول الوقت، فحاولت كون حريصة قدر الإمكان على الموضوع. أنا بجرب، بالأحرى، أنا كتير حذرة من أنه كون انتهازية، لإنه ممكن كتير روح هلق وقول أنا حرة وأنا ومرأة وأنا مدري شو، وبتعرف كل هيدا الشي اللي عم تقراه، أنا بجد حذرة، أنا ما بكون بدي أتوصم بلقب، أنا مش بطلة، أنا مش مهتمة إني كون بطلة بهالمعنى. وبحس إنه في كتير ناس ممكن يفوتو بهالسياق الانتهازي وهيدا شي ممكن يعملنا أكتر شهرةً أو أي شي، فبحاول كون حذرة مع هالشي. كوني قلت هالشي، أنا مش راح أنكر مين أنا وعملي وواقعي، وعملي أكيد فيه الأولوية للموسيقى والفن اللي هنن كل شي، وبعدين عندك الخلفيات الاجتماعية والسياسية والنشاطية والنضالية، بس أنا عم أعمل الشي اللي لازم أعمله، والمسؤولية بتروح للجمهور وللإعلام والبقية، مش ممكن أنا أعمل شغل الإعلام.

تمام، طيب راح نرجع ليا ناس بسؤال لقدام شوي. بس حاليًا في موضوع فتحتيه من تكة، وبعتقد صار واضح بس لحتى نحط النقاط على الحروف، لما نميز نسق معين أو كونسبت معين بشغلك، سواءً بالجميلات سواءً بيا ناس، بأي مرحلة من التأليف بكون هالكونسبت بيتشكل؟

ما بعرف، بتعرف أنا حتى ما بعرف شو بصير (تضحك) بس بمرّ بكذا مرحلة، ومش كل المراحل لذيذين. يعني بمرّ بمراحل بكون عم أتعذب فيها، أو بكون زعلانة أو مكتئبة شوي، وكتير أنا بلاقي صعوبة أنه أكتب الكلمات لأنه الطريقة اللي بكتب فيها شوي غريبة، كأنا پَزل Puzzle، ودائما أولويتي بتروح للألحان وللعواطف، فلازم تجي الكلمة بالسياق زابطة مع اللحن، زابطة مع الغنية، زابطة كوزن. ما ممكن تستخدم كلمة تقيلة مثلًا، بدك كوزن أنه حاسس هي زابطة، وبدها تكون بالتوجه الصح، وبدها تكون بالسياق الصح، أنه بدك تقول شي وإله معنى، بقى هيدا الشي شوي بلاقيه صعب. أنا  أسهل شغلة عندي هي أشتغل على الألحان، كتير بلاقيها بطريقة عفوية، يعني ممكن لاقي ألحان وحبهن وحس إنه حلوين، بعدين المشكلة هي إنه تلاقي الكلمات اللي حيجو وحيزبطوا، يشكلوا مع الألحان شي مثير للاهتمام. بتاخدني وقت، يمكن أبدا بالألحان، بعدين أبدا بالبيئة الموسيقية، السياق، هيدا كتير مهم لإلي، بضل بنبش لحد ما لاقيه. بشتغل على السياق، بشتغل على الأفكار، أنا وعم اشتغل على هيدا الشي بعمل كتير ريسرتش. بتسمع على كتير موسيقى، بقضي وقت كتير عالإنترنت، وكوني بسافر كتير بخليني مسلاية، يعني بكون بقطار أو بالطيارة أو بفندق أو بشي محل، بكون عم اشتغل عالأغاني، بشتغل، بتعرف، ببرمج عالانترنت، بقى بقضي كتير وقت عم أعمل تعديل، عم جرب قصص، عم قيم قصص، عم أشتغل على الألوان، عارفة إنو هيدا ديمو، يعني بتكون بس سياق لمود، يعني هي نقطة بداية، بعدين ببدا أكتب الكلمات.

الكلمات بيجو بصعوبة، يعني أمرار لازم ضلني يومين بالبيت ما شوف حدا، وآكل قليل وأتعذب (تضحك) عرفت؟ ما بعرف ليه، مش دائما، بس معظم الوقت بكون عارفة إنه الكلمة هون بشي محل بس مش عم أقدر لاقيها، لأنه صعب كتير إنو تكون متصل مع حالك، دائما، بالكلمات. أنا عندي التواصل كتير سريع بالجسم، بالحواس، بالموسيقى، في شي عفوي أكتر لما يتعلق الموضوع بجسمي، لما يتعلق الموضوع بكتابة الكلمات بياخدني وقت أكتر، وكمان لأنه ما عم أكتب قصة سردية، بس عم جرب، عم جرب أحلم، وهيدا الشي بياخد شوية وقت. بعدين أكيد لما يكون عندي الديمو بروح وبتسمع عليها بأماكن مختلفة، بسياقات مختلفة، بجرب حس إذا القصص زابطة ولا لأ، وبآخر شي بروح عالاستوديو. بالاستوديو بسجل القصص مع الموسيقيين وبعدين بعمل تعديل. يعني في كتير مراحل، مش واحدة ولا تنين، على المدى الطويل، هي عملية، وأمرار في قصص بتبدا هيك وبتخلص هيك، يعني مش ضروري القصص دائما في منطق بالموضوع.

بما إنو انفتح الموضوع، وحدة من عمليات الكتابة والتأليف اللي بتعمليها، واللي هي محروفة شوي ومش كل الموسيقيين بيشتغلوا فيها، موضوع البحث، خصوصًا إنك بتبحثي بموسيقات إثنية كتير، وبتدوري على إيقاعات معينة، غروڨز معينة، فممكن تحكيلنا أكتر عن هالشي وكيف بتكوني مفكرة باستخدام هالشي بالموسيقى؟

والله بتعرف بفتش على القصص اللي بتحمسني أكتر من شي تاني. يعني في كتير قصص بتحمس عليها وبتخلق رغبة عندي، ولما تخلق رغبة عندي بيصير جرب بدي أشتغل عالموضوع، فبصير جرب فكر كيف بدي أعمل هيدا الشي، وبصير لازم لاقي الطريقة، بقى هيدا الشي بيجي مع الوقت، بس كل مرة بكون مختلف، بس بعرف مثلاً، كل غنية بعرف انه بهالغنية بدي جرب هيدا الشي، وبهديك بدي جرب هيدا الشي، أو بكون سامعة شي وكتير متحمسة عليه بصير بدي جربه بالغنية اللي هلق حأشتغل عليها، هيدا الشي بيساهم كمان. بيخلي الغنية تصير شو هي، بقى ما في منطق كتير بالعملية، بس نقطة البداية هية الرغبة. بصير أتحرقص أنه بدي أعمل هيدا الشي، بصير مش صبورة، بصير مش قادرة نام، وتعبانة، لحديت ما أقدر جرب شغلة، وبصير مهووسة فيها، فكثير أحيان هيك بصير [تضحك] وأكيد كمان انه أمرار بتلتقى بناس، أنا مثلًا لهيدا الألبوم كنت عم أحلم بغروڨ شوي غريب، شوي الجيتار كان عبالي كتير إنه حد يدق الجيتار بطريقة ننتشلنت Nonchalant، وتعرفت على الموسيقي شازاد اسماعيلي، اللي هو أمريكي بس أصله باكستاني، وفهم علي دغري، ودقلي الغروڨ. يمكن دقه مرة مرتين، وأنا عملتله تعديل وحطيته بالغنية، بس جرَّبه. فبصير عندك رغبة، بتصير تفكر إنه كيف بدك تلاقيهن هول القصص حوليك، وأحيانًا الحياة بتجيب الناس لعندك.

شازاد هو اللي كان يشتغل مع لو ريد ما هيك؟

مع مين؟

لو ريد

إي، إي إي، ومع، يمكن بيشتغل مع لوري آندرسن ولو ريد وكتير عالم، بس ما بعرف بالضبط كمان مين.

بمقابلتك الأخيرة مع البي بي سي ذكرتي موضوع أنه الألبوم لما يوصل للاستوديو بيبدا ياخد روح لوحده، بيبدا يصير متطلب وبيبطل يرجع يلتزم بنفس الصوت اللي كان براسك بالبداية، بتبدا بتصير قصص وبصير عليه تعديلات…

لأ، هلق أكيد أنا بكون دائما مشرفة على القصص وماسكتها بإيدي، وأكيد بتضلك دائما لازم تكون منفتح ومتحرر وإيجابي لاحتمالات تانية وأفكار تانية، وهول الأفكار اللي مثلًا، إذا أجا موسيقي ودق غروڨ، وأنا هيدا الغروڨ حسيته مثير للاهتمام أكثر من الغروڨ اللي عندي، ما عندي مشكلة أبدًا أنو أتخلى عن هالغروڨ وخلي الغروڨ تبعه، بس شرط يكون مُثير أكثر. فأنا بروح مع أسلوب تعامل، أسلوبين تعامل، أولًا لازم كون منفتحة ومتقبلة، لأنو في كتير قصص حلوة حتجي، أكيد راح تخلق أشيا مثيرة. وبنفس الوقت لازم كون منتبهة أنه القصص ما تبعد عني، وما تبعد عن الديمو الأولي، وموقفي وطرحي للألبوم، فالموضوع دائما شائك. بس هيدا الألبوم، أنا بديت سجل باستوديو أنا كنت المنتجة، عندي هلق ريكرد لايبل اسمه حمدانستان ريكردز، فأنا كنت المنتجة، رحت سجلت، وبعدين رجعت بالتسجيلات. وبعدين اشتغلت كتير تعديل، أخدتني كذا شهر، يمكن ثلاث أشهر أعمل إديتس، كنت عم سافر، بس كل الوقت كنت قضيها ساعات عالكومبيوتر، والأغاني تغيرت، مش لأن أجا الموسيقي بس دق غنية، لأنه عملت مليون إديت وفوتت مليون شغلة وعملت، نقِّيت، من القصص اللي كنا سجلناها، نقيت اللي حسيت إنو ممكن يعجبني أكتر، وهيك صار.

هاد بالضبط الموضوع اللي كنت حابب أسألك عليه، لإنه انت بتدخلي الاستوديو عاملة هالبحث وحاطة ببالك عالتنويعة الكبيرة من الاصوات …

بس بيكون عندي ديمو، يعني ما بجي بشي مجرد بجي بشي كتير متماسك وملموس، وأمرار بكون عاملة بروغرامنج، أمرار بكون كاتبة سطور البايس، بتعرف على برامج الموسيقى ممكن تعمل هيك، بكون كاتبة سطور الفيولين. فما بجي بس بأفكار، بجي بشي كتير ملموس اللي هو الديمو.

بالضبط، ومش بس هيك، يعني عشان هالتنويعة بالأصوات كبيرة، ممكن لو اللي بتشتغلي معهم أو لو في ناس ورا لوح المزج مثلًا مش لاقطينها زيادة، ممكن يحاولوا يقربوها لأقرب شي عليهم…

بالضبط، وهيدا الشي أنا كنت خايفة كتير منه، وجربت كون كتير واعية لهيدا الخطر، لإنه أنا عم أشتغل كمان مع عالم ما بعرفهن، وهنن ما بيعرفوني، وأنا ما بعرف عالمهن. ما عم قلك عالمي أحسن من عالمهن، بس عالمهن مختلف عن عالمي، فلازم كون دائما حريصة على أنه القصص ما تبعد عني.

ما هو أنا كنت بالآخر بدي أوصل لموضوع سلطتك، يعني السلطة اللي حتكون إلك عالموسيقى بالاستوديو لحتى ما تفلت الأمور، بس هلق الأمور منطقية، كونك مسكتي الإنتاج و…

إي، هلق دائما لازم تخلي هامش للعالم اللي انت عم تتعاون معهن. انت عم تشتغل مع عالم ما نقيتهن هيكة، انت نقيتهن لإنك بتعرف إنهن عظيمين. بقى لازم تخلي الهامش إنو بتكون إنت بتقدر تستوعب عوالم مختلفة وتستوعب كمان مواهب تانية، وتقدر إنت تغير كمان منظورك، لازم يضل في هيدا الهامش. على كل حال، هي مسألة توازن، ما بقدر أنا كنت فلِّيت ولا أنه كون كليَّاً مرنة، بس بنفس الوقت أنا جيت، لما جيت آخر شي عالاستوديو مع المنتجين، كان عندي تمانين بالمية من المواد، كان الأغاني موجودين، فأنا كنت حريصة كتير على هيدا الخطر، وحتى مع هيدا الشي قصص كتير تغيرت، بس تغيرت للأحسن، لأنه كان في سياق وكانوا القصص واضحة ودقوا عليها وزبطوا ونضفوا وغيروا كم شغلة، والصراحة كان شي عظيم، لإنه كان الوضع المثالي. إنه لا هنن داسوا على رجلي ولا أنا على رجلهن. وهنن عملوا اقتراحات كثير مثيرة، أمرار كان ياخدني شوية وقت أستوعبهن إنه بكون عندي شي تاني براسي، بس بنفس الوقت إنت ما عم تدفع لعالم من الآخر لتجي انت تقلهن ما بدي هيك وبدي هيك. بدك تستوعب القصص وتخليلها مجال وانت المنظور تبعك يتطور وتتعود عليها. فكانت مسألة توازن، بس بدي قول كمان إني كنت كتير محظوظة، لأنه أمرار في كتير عالم بيشتغلوا مثلًا، بيعملوا خيارات خاطئة، بيشتغلوا مع عالم ما في كونكشن، ما بيزبط اللينك، أنا هون زبط اللينك، لإنه فكريًا وعلى مستوى فكاهي وعلى مستوى إنساني القصص زبطت.

انت حكيت بمقابلة من قبل إنك عندك وعي باختلاف اللهجات، من حيث إنو كل وحدة بتعمل جو معين ومزاج معين، كأنهن تقريبًا خيار بالتوزيع، إيمتى بديتي توعي لهالموضوع وكيف؟

لأ، لأ، هو [تضحك] لما بديت مع سوپكيلز كنت بتغير، أنا كشخصية عم تغني، والكاركترز والأغاني بكونوا مختلفين بين الأغاني اللي كنت غنيها باللبناني والأغاني اللي كنت غنيها بالفرنسي. يعني لما نغني بالمصري مثلًا الدراما الموجودة ما بتكون موجودة باللبناني، بس يكون في شي تاني موجود أكتر باللبناني، في شي سلانغي أو شي أكتر هيكة، مواجهاتي أكتر باللهجة، وكمان كنت حس، كنت حب، كان كوني بتسمّع كتير عأغاني مصرية، بتعرف عبد الوهاب وغيره، كنت حب أكتب بالمصري وحب كمان أكتب باللبناني لأنه بتسمع فيروز. بالنسبة الي، الموسيقيين اللي كنت بتسمع عليهن نوعًا ما فتحولي راسي لهالإمكانيات أو عطوني الأفكار هيدي.

أنا كنت حابب أعرف بمين تأثرتي أو مين المغنين اللي كنت تسمعيلون بهالفترة كتير، في اسم أو اسمين بالذات كان عندهن استخدام معين للهجات …

مش ضروري استخدام، بس أنه كوني أنا كنت حب فنانين من كل هي المحلات، أنو كان منطقي لإلي إني غني بهاللهجات المختلفة، بعدين أنا سكنت بالخليج، فأنا بحب كتير اللهجة الخليجية، بموت عليها، وبحب اللهجة العراقية، أنا كنت حساسة، بعدين أنا تعلمت خمس لغات، وأنا تعلمت اليوناني، تخيَّل، بكتب وبقرا وبحكي يوناني. فكان عندي شوية، جوزي إيليا المخرج إيليا سليمان بيقول عني إني باروت، بغبغاء، لإنو مثلًا، إذا انت كندي وقضيت معك عشر دقايق وعم تحكي بلهجة كندية قوية بصير أنا بحكي بلهجة كندية، يعني هيكة لساني بيطعج [تضحك] بس هي مجرد عادة. تعلمت عن عُمر بكير كتير إنو دبر حالي بكذا لغة، وكوننا كنا نسافر كتير، كنت جرب أفهم لغة المحل اللي أنا فيه.

طيب أفهم منك من القسم الأخير من الحكي أنو تقنية الغناء مثلًا عندك اتطورت بشكل عفوي أكتر من إنها كانت عبارة عن قرارات …

إي أمرار، أمرار بيكون اللحن كمان، يعني أنا مثلًا إذا اللحن بحسه بيتقل في اللهجة اللبنانية والمصرية بعمله شوي مش مثير، بروح مثلًا بجرب لهجة قاسية شوي، أو لو بدي شي أكتر يكون غروڨي، بستعمل العراقي أو الكويتي لإنو الطريقة الكلمات بتكون مقصوصة “شلونش (تقول كلمتين بالخليجي)”، هيك فيها شوي پوپ كمان، لإلي أنا اللهجة الكويتية فيها شوي إنكليزي، لو بدك بس تعمل مقارنة للأصوات. مثلًا بحس الدراما مصرية، وأمرار فكاهية، اللهجة اللبنانية فيها تكون كتير لطيفة وفيها تكون كتير سياسية، حسب الأغنية. العربية الفصحى أتقل، فيها شي كتير بريزمتشوس Presumptuous ، فيها شي أكتر جديةّ، فالموضوع بيعتمد فعليًا، بيعتمد عالغنية، بيعتمد عاللحن، إذا بدي أعمل غنية شوي إروتيك بس بدي ياها تضل خجولة وما بدي فوت بأي نوع من الفظاظة، بدي تكون تلميحية، ممكن أستعمل اللهجة البدوية، لأنو بتشوفها بالطريقة كيف البنت بتطلع وكيف بتضحك وكيف بتبتسم فيها شي كتير غامض. فالموضوع بيعتمد كتير عالسياق.

(تغيب ياسمين عن المقابلة ثلاث دقائق وترجع)

أوكي، يللا.

يللا. بتحسي في اختلاف صغير بالاستقبال بين السميع العربي والسميع الغربي بخصوص اللهجات، عشان العربي ممكن يكون عنده مراجع أكتر يحس بهالأمور بشكل أفضل على أساسها؟

ما بظن في شي أفضل وفي شي أسوء. بظن أنه العالم بتستوعب الموسيقى بطريقة مختلفة، وأنا إذا بحكي عن حالي أنا ما بتسمع على موسيقى دائما بفهمها، وما بجرب أفهم الموسيقى خلال الكلمات، إلا إذا كانت مثلًا شعر أو ليونارد كوهين، أو أغاني مصرية قديمة، بس لإلي الكلمات هي الشي اللي بيسمحلك، بيسمح للحن، بيسمح للإحساس إنو يمرّ، وما لازم يكون تشِك پوينت، ما لازم يصير كإنو هي الواحد بيوقف عليها. ممكن تفهم بطريقة مختلفة. فبالنسبة إلي، لما يتعلق فيي الموضوع على الأقل، أنا بتسمع لموسيقى مختلفة جاية من العالم كله، تلت أرباع الأوقات ما بفهم شو عم بيقولوا، بتسمع لكتير موسيقى هندية باكستانية مثلًا، هيدا شي أنا كتير بحبه، فما بيعنيلي كل هالقد الكلمات إلا إذا كانت كتير حلوة أو إذا كانت كثير بشعة. ما بقدر (تضحك) عرفت؟ يعني إذا كانت كتير بشعة ما بقدر. أكيد مهم، وأنا بشتغل كتير عالكلمات لإنها رسالة، إنت عم تمررها للناس اللي بيفهموا اللغة رسالة، وعندك صوت، بس أكيد هالرسالة ممكن تمررها بطريقة كتير مختلفة وكتير مجردة عبر اللحن وعبر التأليف الفني. بس أكيد التجربة على المسرح مختلفة، لإنه لما بيكونوا عرب، لما بيعرفوا الكلمات، بيرقصوا، يعني مراجعهم بيشبهوا مراجعي، لمن يكونوا أجانب بيكونوا عم يستمتعوا أو عم يكتشفوا الموسيقى أو الفرقة أو الأغاني بطريقة مختلفة.

طيب كنت حأسألك على شغلة بيا ناس، يا ناس فيه كذا غنية عربية قديمة اخترتي إعادة أداءهم، سواءً اقتبست منهم بشكل حرفي أو بتصرف، بس اختياراتك للمغنيات ما كانت المتوقعة. عاملة نسق معين بالمغنيات اللي حبيت تغني أغانيها، فهل فينا نعتبره كونسبت ألبوم بشكلٍ ما حتى بالأغاني اللي ما كتبتيها بنفسك؟

بس أنا ما عملتها عن قصد، أنا بحب مثلًا الأغاني هول، حسيت أنه هون الأغاني ممكن غنيهن، حسيت أنه الأغاني ممكن كون أنا كتبتهن، حسيت أنه الأغاني عبالي عندي رغبة إني غنيهن، انغرمت بالأغاني، لهيك غنيتهن. فلما غنيلا غنية لليلى مراد، إن كان فؤادي، اللي هي ما كتير مشهورة، أنا هيدي الغنية مثلًا تمرنت وجربت غنيها على فترة كتير طويلة وكتير كنت حبها. مثلًا لما غني غنية لـعائشة المرطة، اللي هي المغنية الكويتية اللي بحبها كتير كمان. أنا، بتعرف، ربيت بالخليج، يعني جزء من طفولتي قضيته بالخليج. بقى كنت أتسمع عليَّا أنا وصغيرة، ولمَّن رجعت، لما بديت أشتغل على ألبومي يا ناس، صرت أعمل بحث. لما اكتشفت كل هول الأغاني رجعتلهم، حسيت إنو عبالي أرجع غنيهن، أو عبالي أرجع أشتغل بهالمادة، حسيت هي المادة كتير مهمة، بس ما كان عندي خطة مية بالمية. يعني إي، أكيد كان بدي يكونوا مميزين، ما راح أجي غنيلك غنية طالعة لبيت أبوها [تضحك] ولا حغنيلك الأغاني اللي كتير كتير مشهورة لأنه كتير ناس غنوهم، فكان عبالي تكون مخصصة، حميمية، مثلًا أغاني عمر الزعنّي.

وكوني أنا بجمع الوسيقى القديمة، كون عندي شغف بهالقصة، بفتش، بنبش على هدول الأغاني، عندي كاسيتات، وعندي سي ديز، وعندي إم بي ثريز، وهلق صار عندي فاينلز أكثر، بتعرف عندي شغف لهيدا الشي، فعندي مجموعة لأغاني مش كتير مشهورة ولناس بيغنوا مش كتير مشهورين، وهيدا كتير بيعز عليي.

بديتي تجمعي هالأغاني والفاينلز من زمان من لما كنت تسمعي، ولا لما صرتي تغني وتبحثي بالموسيقى؟

بديت من وقت سوپكيلز. بديت أصلًا أغني بالعربي، وانغرمت بأسمهان وصار عبالي غني عربي. ما كنت أعرف كتير منيح غني عربي، وما كان عبالي أصلًا أتعلم الطريقة المعتادة بالغنا، كنت أنا تابعة مدرسة أكتر أريحية، أنه العواطف والصدق هم أهم شي، فإي، كنت حب نينا سيمون، وكنت حب پي جاي هارفي، وكنت حب أسمهان. فبديت نبش، وبديت أعمل مجموعة أول شي لأسمهان. هي كانت أول واحدة، كنت بتسمع شوي لأم كلثوم، بحبها كتير، بس أسمهان كانت تعز عليي أكتر، وبعدين عبد الوهاب. عبد الوهاب قضيت سنين معه، فيروز، مش كل أغاني فيروز بس كتير أغاني لفيروز، أم كلثوم، سيد درويش، الشيخ إمام، ليلى مراد، زكية حمدان، نجاة الصغيرة، ما بعرف. كل هول بديت نبش ولاقيهم وحطهم ونبش، وصباح فخري، وصباح، وكل هدول. بس أكتر شي قضيت وقت عم أتسمع على موسيقته، فينا نقول، هو عبد الوهاب، أسمهان شوي، بس عبد الوهاب كتير وقت قضيت معه.

حابب أسألك بخصوص الاستعادات، بما إنك عملتي أكثر من استعادة cover في يا ناس. مؤخرًا مثلًا بوب ديلان كان بادي فترة كڤرز جاز ستاندردز بآخر ألبومين ثلاثة إله، فحكى عبارة: أنا ما بحاول أعمل cover لهالأغاني، بحاول أعمل uncover إلها (تهتف: إي! إي بفهم)، بالضبط، فحابب أسألك عن علاقتك بالغنية الليي بتعمليلها كڨر، هل هي مثلًا بتحسيها أكتر كمادة خام إلك حرية أو إلك أريحية تعيدي تشكيلها وتعيدي تفسيرها، ولَّا هل هي إلها روح بتحبي تحافظي عليها أكتر؟

لأ، أنا ما بفكر هيك، أصلًا انت عم تحافظ عليها نوعًا ما بإنك عم تسمحلها إنه ترجع تنخلق أو يتعبر عنها بطريقة مختلفة، أو تنوجد بتعبير مختلف، أكيد ما عم تجرب إنت تاخد محل غنية كانت موجودة، ولا عم تجرب تقلدها، نحن ما عم نحكي عن كاريوكي، ولا عم نحكي عن هدول مثلاً، الستارز اللي بيغنوا الأغاني المشهورة (مثل تالنت شوز) هدول! انت ما بدك تعمل شي برامج للتلفزيون، المثير لما تجي تشتغل على كڨر إنك تعبر عنها بطريقتك الخاصة، بدون ما تحط عحالك أي نوع من الرقابة، لازم تحس بأريحية لإنه انت عم تحكي عن حالك، حتى لو الغنية مش غنيتك إنت عم تحكي عن حالك بطريقة، بس بعتقد دائمًا الكڨرز اللي بيكونوا ناجحين بجد هنن اللي بيكونوا بيتغيروا، ما بيكونوا نفس الأصل، مش إنك تقلده، بس تجي بمحل تعمل أكبسرشن جديد فيه، بس بنفس الوقت تخلي مسافة، بتعرف، لإنه إنت أبدًا مش حتستبدل الغنية الأصل.


صورة الغلاف للمصورة شيرڤِن لاينز.