يبني هادي معمر أحد أهم المشاريع الموسيقية المصرية وأكثرها تنوعًا في السنوات الأخيرة. يتعامل هادي مع الموسيقى كوسيلة للتوثيق والتفكير في الهوية والتراث، ساعيًا إلى تطوير صوت مصري صادق غير منفصل عن السياق الموسيقي العالمي. يعزز ألبومه الأخير مرسم هذا التوجه ويأخذه إلى منطقة أعمق، مقدّمًا البومًا من جزأين بمثابة رحلة في الذاكرة والنسيج المكون لهويته وطفولته الأقصرية والمصرية.
يعد مرسم أنضج أعمال هادي حتى الآن على الصعيد الإنتاجي، حيث يتضح فيه صقل أدواته وتبلور أسلوبه. كما يتخذ الألبوم توجهًا مغايرًا ينطوي على قدر كبير من المخاطرة، إذ لا يضم إسهامات صوتية من هادي سوى في تراك واحد، معتمدًا بشكل أساسي على الموسيقى وحدها كبطل رئيسي، تعززها العينات المستخدمة بعناية تشريحية وتوظيف دقيق يخدم سردية هادي الخاصة. يشمل الألبوم أيضًا تعاونات مع فنانين جدد في أولى تجاربهم الاحترافية مثل فارس فريد وزياد نابلسي.
في هذه المقابلة نحاور هادي معمر حول تجربته في مرسم ومشروعه الموسيقي الأوسع، ساعين إلى فهم رؤيته ومنظوره تجاه الموسيقى عمومًا، والمشهد المصري خصوصًا.
إمتى بدأت تهتم بالموسيقى؟ وكان إيه الوضع في الأقصر لما بدأت تعمل مزيكا؟
ابتديت أهتم بالموسيقى عشان كان في مزيكا بنسمعها في البلد زي منير وعمرو دياب ومزيكا في الموالد، وكان فيه ثقافة صوفية شوية فكانت دي الموسيقى اللي انا متعود عليها. أنا النت بقى عندي وانا كبير شوية، فاكر اني كان عندي قرايبي كبار من الأقصر وكانوا بيسافروا وكان عندهم إنترنت، فكنت بروحلهم فألاقيهم بيحملوا أغاني.
أنا فاكر الفترة دي جبت ألبوم لليل واين وألبوم لتي باين على كارت ميموري وكنت بسمعهم بانتظام يعني، وألبوم فيفتي سينت جيت ريتش أور داي تراين أول مرة سمعته اتجننت. وما كنتش عارف أنا إيه اللي عاجبني بس كنت مبسوط قوي.
الهيب هوب كان معاك من البداية؟
الهيب هوب دخل بدري بس كان قبله حاجات برضه. أنا الأول كان أي حاجة بتشتغل ومش عارفها كنت ببقى عايز اسمعها، هيب هوب بقى أو بوسا نوفا، أي حاجة. بس كانت حاجات كتير بتعجبني. وكان في قبل الهيب هيب مرحلة كدا كنت بسمع مايكل جاكسون ولما اكتشفته كان بالنسبالي مبهر وبيعمل كل حاجة. كنت بحب المزيكا بس ما كنتش بفكر اني ممكن أعملها.
لما بدأت احس اني ممكن أعمل كدا كان تقريبًا ٢٠١٤ وكان وقتها موجة الباندات وموجة الأندرجراوند، فحتى دي ما كانتش مزيكا أنا أعرف أعملها. بس انا فاكر ساعتها إني كنت على فيسبوك وكان فيه جروب فيه ناس بتعمل مزيكا وبيشاركوا بعض فيه؛ مثلًا عشر أفراد في الجروب دا. وأكتر حد متمكن فيه كان اللي بيعرف يحط كيك وسنير على بعض. بس كان فيه كلام عن السوفتوير وإف إل ستوديو (FL Studio) وكان ممكن تحمله وتعمل مزيكا.
أنا كان الكمبيوتر بتاعي بايظ فكنت بشوف الحاجات دي على الموبايل فكنت محتاج لابتوب ضروري وعايز اشتغل. فاكر ان أبويا جاله في الشغل لابتوب هدية تقريبًا فانا قلت خلاص اللابتوب دا بتاعي.
أول ما جه أنا قلت خلاص دي علامة وانا هحمّل إف إل ستوديو واعمل أغاني وهسجل، بس ما كانش معايا غير لابتوب لا مايك ولا أي حاجة. فبدأت اتعلم واعمل حاجات واروح منزّلها على الجروب … واتشتم [يضحك] فالموضوع كان بيستفزني، بس تقدر تقول اني أخدت الموضوع دا حافز اني أحاول اثبت نفسي في الجروب، اللي هو احترموني شوية.
بدأت اتطور بعدها وآخد الموضوع جد زيادة عنهم، وبعد كدا خلاص بدأت ما اركزش مع الجروب دا وبعمل دا كل يوم من غير هدف، أنا بس مبسوط وحتى ما كنتش بسمّع حد، حتى أهلي ما كانش حد عارف انا بعمل إيه.
كان فيه حد وقتها بيعمل مزيكا في الأقصر أو في المنطقة؟
ما كانش حواليا حد، كان فيه استوديو قريب صغير قوي، دخلت مرة بقولهم علموني جيتار بس ما جِتش معاهم سكة، وفي ثانوي برضه حاولت اخش فرقة الموسيقى عايز اعمل سنير بس في الإذاعة ما وافقوش برضه. أنا قلت خلاص بقى ما ليش دعوة أنا هعمل حاجة تانية، الناس برضه كانت عارفة عني اني برسم، وقتها كنت برسم كتير قوي، وكانت الناس تقولي ليه بتعمل مزيكا ما انت بترسم بس انا كنت عايز اعمل دا.
فاكر كان إيه أول تأثيراتك الموسيقية؟
أنا كنت متأثر قوي بالناس اللي كانت بتمسك الإيقاع في الموالد، كنت بحب الدرامز قوي وساعتها كانت بتشدني. الراجل اللي بيلعب طبلة دا وعمال بيرتجل حاجات انا مش فاهم هو بيعمل كدا ازاي؟ بيخش في عوالم مختلفة في نفس الوقت.
ما كانش عندي فكرة إني أعمل حاجة مصري، كنت وقتها فاكر انها عايزة مهارة معينة لازم اطورها وقصة، فبدأت آخد المزيكا اللي بعملها على إف إل ستوديو وانزّلها على يوتيوب، الكلام دا في ٢٠١٥ و٢٠١٦؛ وبنزل بدون سبب وما كانش عندي هدف.
البلد برضه هناك في الأقصر ريتمها هادي شوية، يعني انا خلصت مدرسة أو خلصت شغل بيبقى عندي وقت كتير. بدأت وقتها أجيب ألبومات عاجباني لفرانك أوشن وكانيه ويست وآخد منها أغاني واحاول اعيد إنتاجها بنفسي. ساعات كانت بتخيب وساعات كانت تصيب، فكنت عمال اتعلم حاجات مش عادية، بس ما كانش فيه هدف أنا بس كنت مبسوط ومتحفز.
وقتها لما كنت بتنزل يوتيوب كان تحت اسم جان بلو ولا هادي معمّر؟
ساعتها ما كانش فيه جان بلو اصلًا ولا هادي معمّر، كان اسمي هادي وحرف الإيه مكانها إكس (Hxdy)، فيه أصلًا درم كيت نزّلتها في نفس الوقت على ريديت اسمها بلوندد كانت جايبة أرقام وهم، اكتشفت بعد سنين انها عند كل الناس وانا كنت منزلها كدا بالحب، كان المفروض آخد عليها فلوس [يضحك]. اللي كنت بعمله وقتها لما اسمع حاجة عجباني مش ببقى عايز اعمل زيها لا أنا عايز اعملها وكنت ساعات حتى أحاول أعمل الفوكالز. في العملية دي بقى كنت بتتعلم حاجات بالتجربة والخطأ، لأن وقتها برضه الفيديوهات بتاعة التعليم ما كانتش موجودة زي دلوقتي. كان وقتها ممكن فيديو يعلمك ترص حاجات جنب بعض بس دلوقتي ممكن يعلمك ازاي تبقى ترافيس سكوت [يضحك].
فكنت بنزّل يوتيوب واصحى كل يوم اعمل حاجة وانزّلها وما كنتش ببص على مشاهدات أنا بس بنزل، كانت تجيلي إيميلات ناس تقولي المزيكا دي عاجباني فكان دا بالنسبالي مُرضي، أنا كدا تمام. بعدها فيه ناس بدأت تكلمني تقولي انا عايز اشتري البيت دا، فانا كنت بستغرب وما عنديش فكرة خالص يعني إيه تبيع بيت أو ترخص مزيكا معينة لحد، وقتها أنا بس كنت بحاول اعمل مزيكا زي اللي انا بسمعها.
وجان بلو جه إمتى؟
جان بلو جه لما بدأت احس اني عايز أعمل حاجة ليها جماليات معينة وامسك مساحة معينة، عايز يبقى عندي حاجة مختلفة. لأني حسيت ان هادي بالإكس دا مش منطقي الناس هتنطقها ازاي أصلًا، فعملت جان بلو. ساعتها كان فيه موزع فشيخ اسمه فرانك ديوكس، طلع ان اسمه مش فرانك ديوكس، اكتشفت ساعتها ان دا مش اسمه الحقيقي، وفرانك أوشن برضه اسمه الحقيقي مختلف. فلقيت ان كل الناس اللي بحبها ليها اسامي فنية مختلفة فكنت عايز اعمل اسم فني زي كدا يبقى روش، ما كنتش بفكر وقتها إنه هيبقى اجنبي او عربي، ما كنتش ساعتها برضه ببص انه مصري ولا أجنبي ولحد دلوقتي مش بشوفها كدا قوي.
عملت جان بلو عشان كان فناني المفضل جان ميشيل باسكيات، فخدت اسمه الأولاني وزودت بلو من عندي. لما بدأت كنت بحاول اتعلم اوزع والحّن، فبدأت أشوف فرانك ديوكس دا بيعمل إيه وبحاول اقلد برضه. بس كنت بحاول اعمل مزيكا يبقى فيها حاجات مألوفة وحاجات مش مألوفة، لأني أنا برضه بدأت بتركيز شوية على السامبلنج. وقتها بدأت أفكر ازاي انا أعمل السامبل نفسها أو اصنعها بنفسي.
كان الموضوع بالنسبالي جامد قوي لأنه فيه تحدي، إن انا أعمل حاجة تحس انها متاخدة من حاجة تانية لكن هي أصلية، كان عالم ما فيهوش حدود. كنت بقعد ادخّل الجديد مع القديم ادخّل منير في حاجات جاز وصول، الحاجات اللي دلوقتي الذكاء الاصطناعي بيعملها وحشة دي، بس ساعتها كنا بنعملها حلوة وكان فيها روح. لقيت ان الناس بتحب دا أكتر وبتاخده بجدية أكتر من مجرد انك بتعمل مزيكا وتنزلها لأن كان فيه توجه معين ورؤية معينة.
في الفترة دي كان كله إنتاج مزيكا بس ولا كنت بدأت تغني وتراب؟
كنت بحط فوكالز بسيطة اللي هي عينات كدا، يعني فاكر في ٢٠١٧ جبت مايك تعبان كدا حاولت اعمل بيه اغاني، وقتها ما كنتش فاهم فكنت لسه بشوف ازاي يبقى عندك فلو اصلًا وازاي تكتب وتقول، وكنت بحس دايمًا ان الدافع الأساسي هو اني أعمل حاجة ما اعرفش اصنفها بسهولة. كنت متأثر وقتها برابرز كتير، وقتها كنت مهووس بكانيه ويست وما كنتش فاهم هو بيعمل المزيكا دي ازاي.
في نفس الوقت كان هنا في مصر أبيوسف كان حاجة مش طبيعية، هو لسه حاجة مش طبيعية بس ساعتها كان سابق بكتير وكان مصدر إلهام ليا في البداية وخلاني عايز اراب اصلًا. كان ساعتها منزل البوم YFGYY (ياما في الجراب يا يوسف) وكنت بسمعه طول الوقت. ابتديت اني عايز أعمل أغاني في ٢٠١٩ مثلًا لما نقلت القاهرة، كان فيه مساحة أكبر اني أعمل دا. لما كنت في الأقصر ما كانش في ثقافتنا ان حد يعمل كدا.
نقلة القاهرة كان سببها انك عايز تعمل مزيكا؟
هو الهدف الظاهري اني كنت بنقل عشان الكلية بس انا كنت ناقل عشان اعمل مزيكا. ابتديت اعمل حاجات هزار شوية ومتأثرة قوي بستايل يوسف، بعدها حسيت لا طب ما انا زعلان فممكن أعمل حاجة حزينة دلوقتي، ساعات احس اني مهيبر شوية مثلًا فاعمل حاجة كدا.
ابتديت برضه ساعتها أسمع شعبي واهتم بالصوت دا. قبلها كنت بسمع شعبي بس كنت واقف عند أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا ثم انقطع الاتصال بالشعبي فترة. ذوقي اتسع في الفترة دي كتير وكنت بسمع حاجات كتير بحسها بتخاطبني سواء راب أو شعبي أو حاجات إنسترومنتال موسيقية بحتة، كانت حيرة كبيرة برضه.
ازاي قدرت تحدد إيه اللي انت عايز تعمله وسط التأثيرات دي كلها؟
هي عملية طويلة برضه وانا بحس اني لسه فيها، إنك تلاقي الحتة اللي انا مليون في المية شايف انها بتاعتي. بحس اني كل فترة بكتشف حاجة عني ممكن تكون كانت موجودة بس مش واخد بالي منها، حاجات وانا صغير اتأثرت بيها بس بتطلعلي دلوقتي تاني.
كان عندي برضه حتة ان طموحي سابق مهاراتي، يعني بسمع جدًا وبتلقى حاجات كتير بس مهاراتي مش واصلة لسه للمستوى دا، يعني مش هعرف العب البايس اللي انا سامعه ده، بس عايز اعمل زيه. فاكر ان انا في ألبوم ضربة برق كان فيه تراك اسمه خبوط، ساعتها كنت قاعد مع الشباب بقولهم انا عايز اعمل تراك بوست بانك. كانوا يستغربوا بوست بانك ازاي يعني؟ كانوا فاكريني بقول نكتة.
وقتها كنت بحاول اوصل لأقصى حاجة ممكنة، زي ما قلتلك أنا ذوقي دايمًا كان سابق مهاراتي فطول الوقت انا كنت بحاول أوصل لذوقي دا، ابتديت طبعًا أوصل شوية بس كان فيه فترة انا ببقى متخيل حاجات ومش عارف انفذها، وما حدش برضه هيعرف ينفذها فكان الاتجاه انه يلا نشوف بقى هنروح هناك ازاي.
من التأثيرات بتاعتي وقتها برضه كان مولوتوف ومروان بابلو، الفترة دي في المزيكا في مصر أنا اتأثرت بيها قوي. كانت فترة محورية قوي وكانت بداية حاجات كتير. وقتها المزيكا دي حسستني انه عادي أعمل مزيكا غريبة ومختلفة وتروح طريق مختلف، فادتني شوية ثقة ان الحاجات اللي في دماغي دي مش بالضرورة تتحبس جوه ممكن تطلع عادي.
طيب هادي انت برضه وصولك على الساحة المصرية كان مختلف شوية؛ يعني أعتقد الكل اتعرف على هادي وقت لما التراك اللي شاركت في إنتاجه لدريك اترشح للجراميز، وبعدين ظهرت تعاوناتك مع بابلو في بربري ونزّلت ألبوم ضربة برق في نفس الفترة. النجاح جه من الخارج للداخل مش العكس فعايز اعرف دا حصل ازاي؟
البداية كانت مع مجموعة ذ راكر كوليكتيف، كنا بننزل تجميعة عينات (sample packs)، وساعتها انا كنت واخد اتجاه اني هعمل مزيكا من كتر ما هي حقيقية وحلوة أي حد في العالم ممكن يستخدمها، فساعتها كنت بعمل مقطوعات جاهزة واقعد ابعتها لمنتجين والموضوع جه من هنا.
طيب نرجع لأول إصداراتك، إنت نزّلت ضربة برق وبعدها بفترة قصيرة ذكريات مستقبل. بعيدًا عن التطور التقني اللي حصل بين المشروعين، ذكريات مستقبل كان مشروع مهتم بإعادة إنتاج أو تخيل التراث من خلال الفوكالز بتاعة الشيخ برين ومحمد العجوز. فحابب أعرف ليه قررت تتجه ناحية التراث في المشروع دا؟
حاسس انها جت بشكل ما كنتش متوقعه. أنا فاكر ان فيه ناس صحابي كانوا مهتمين أوي ببرين والعجوز وانا كنت عارف المزيكا دي جدًا، متربي عليها لكن هي كانت بالنسبالهم حاجة جديدة. هي كانت مسلّمات بالنسبة لي وكان تحت بيت جدتي في الاقصر دايمًا في موالد وجلسات كف. بس عشان هي كانت مسلّمات بالنسبة لي وموجودة في وعيي من وانا صغير، أنا عمري ما فكرت فيها. فابتديت اشوفها بصورة تانية وحسيت اني عايز أعمل حاجة فيها الروح دي.
وقتها أنا كنت في حتة مختلفة موسيقيًا وكنت بعمل حاجات إلكترونيك وجاراج ودرم آند بايس بس برضه ما كنتش حاسس اني ببني حاجة. انا كنت متخوف من الناحية التقنية شوية إني أتعامل مع النوع دا من التراث الموسيقي لكن بدأت افكر إني أسمعه كصوت فقط من غير أي معاني مرتبطة بيه، وبدأت اقطّع العينات دي واحط حاجات على بعض وتبقى نظام مردّات، اللي هي مدرسة السامبلينج اللي انا جاي منها.
أنا كنت بحب الأسلوب دا في السامبلينج إنك مثلًا تعمل كورس وفيه سامبل بترد عليه، زي تراك كامرون بتاع أوه بوي، الحاجات دي كانت بتبهرني لأنها بتحتاج حرفنة. لما عملت دا في معكوس كنت حاسس اني مش مصدق نفسي.
إنت واضح من مزيكتك إن فيه هوس معين بالسامبلينج، دا جه منين؟
موضوع السامبلينج دا غريب بالنسبالي شوية، وانا صغير كنت بقعد في بيت جدي كتير وهو كان دايمًا يسيب أفلام شغالة وأفلام أبيض واسود، من الوقت دا كان فيه مشاهد اتخزنت عندي في اللاوعي كدا بكون قاعد شغال فاحس اني عايز المشهد المعين دا بتاع نور الشريف وهو بيقول كذا، فالسامبل هنا بيجي بعد التراك. وغالبًا دا بيبقى أمتع من إني أبني التراك على السامبل.
عملية اختيار العينات دي بتحصل ازاي؟
الموضوع دا بيختلف، فيه أوقات ببقى عارف انا عايز أسامبل إيه وفيه مرات بتيجي من التراك نفسه. بحس مثلًأ ان التراك محتاج صوت معين فاقعد ادور وافتح يوتيوب، بيبقى فيه إحساس عندي أنا عارف اني هلاقيه في مكان ما فادخل في عملية بحث لحد ما الاقيه. وساعات تانية تبقى ماشي في الشارع تسمع حاجة غريبة او تكون راكب عربية فتسمع أغنية فيها عشر ثواني بس علموا معاك فتحس ان هي دي. يعني مثلًا في تراك بركة السامبل بتاعة “موجود في الأقصر تمثالي”، ما كنتش سمعت التراك دا لداما قبل كدا فبسمع الحتة دي فقلت خلاص هي دي هسامبلها، وحسيتها جاية ليا وبتكلمني.
معكوس ومرسم كان فيهم عينات كتير من السينما والمسلسلات المصرية بتبقى متوظفة في خدمة السياق بتاع المشروع ككل، بتبقى إيه أهميتها هنا؟
أهم حاجة بالنسبة لي عامة في استخدام السامبل هو أهميتها بالنسبة للسياق، بحس ان لو استخدمت عينة مش بتخدم السياق فهو بيبقى استعراض بس. يعني انت لو رجعت زمان لناس زي وو تانج كلان أو موب ديب كنت هتلاقي السامبلز محسوبة ومدروسة وبتخدم السياق بشكل عام مش بس حاجة روشة. فانت هنا بتعيد توظيف أو بتعيد إحياء عينة موسيقية ما وتحطها في سياق جديد.
أنا بحب سامبلز الفوكالز بالذات قوي، لو حد بيتكلم او بيدندن، أو حد بيقول جملة عادية جدًا زي مثلًا “الشمس طلعت ورا شارعنا”، أحب انا أقصها واخد ورا شارعنا بس واحطها في سياق جديد ويبقى ليها معنى تاني، دي حاجات من ألاعيب المزيكا اللي انا بحبها. وممكن التراك اللي انا مستخدم فيه سامبل يتاخد كعينة تاني بعد عشر سنين ويتحط في سياق تالت وهكذا.
طيب على ذكر موضوع السياق، هل تقدر تقول ان ألبوماتك معظمها ليها بعد مفاهيمي وسردية ما؟ وهل دا بيتعمل بوعي ولا بيبقى نتيجة عملية تلقائية؟
دا عندي من حبي للألبومات اللي من النوع دا أصلًا، في الراب بالتحديد عشان هو جزء أساسي فيه الحكي، هو أشبه برواية صغيرة. حتى لو كانت الألبومات تجارية تقدر تحكي قصة ما ويبقى فيها سردية ما. فاكر مثلًا في ضربة برق كان المفهوم بتاع الألبوم إن فيه مذيع جوي بيتكلم عن أحداث جوية بتحصل ودي مراحل ضربة البرق.
ومن الألبومات المفضلة بالنسبة لي في المساحة دي هو ألبوم جوود كيد ماد سيتي بتاع كيندريك لامار، دا كان أول مرة أركز في ألبوم واقعد اديله انتباهي كامل مش مجرد أسمع وخلاص. وبرضوه ألبومه التاني تو بيمب أ باتر فلاي. كيندريك بحسه متفوق في الحتت دي. من الألبومات برضه اللي بالنسبة لي مبهرة جدًا في الحتة دي ألبوم ٢٠٠١ لدكتور دري، يعني تحس انك بتشوف فيلم كامل وقصة كبيرة، وفيه مزيكا مزيكا، تجربة كاملة مش هتزهق منها ومتطلبة للي بيسمع مش بس حاجات سريعة، ودا بيبقى فيه تحدي للمستمع نفسه.
في معكوس حسينا انه كان فيه توجه لتقديم راب واعي (conscious rap)، هل دا كان جاي برضه بسبب تأثرك بناس زي كيندريك ودري؟
بحس ان دا جاي من مسؤلية ابتديت احسها مع الوقت، ما اعتقدش جاي من تأثري على قد ما فيه مسؤولية بتزيد عندي في اللي بقدمه. يعني انا بحس اني هتحاسب على الحاجة اللي انا بعملها دي. وحتى لو مفيش رسالة قوي وانا بس بعبر عن أفكاري، بس على الأقل مش بستهبلك أو بستغباك كمستمع.
أنا نفسي ساعات بحس كدا مع ناس بسمعها اللي هو انت بتعمل معايا كدا ليه؟ إنت مستصغرني؟ [يضحك]، يعني انت ممكن تكلمني أكتر وتقوللي حاجات أعقد، حتى لو هتتكلم عن الحب أو أي شيء، يعني اديني طبقات مش بس حاجات سطحية.
في معكوس برضه كان فيه حاجات هزار عشان أوازن الموضوع وما يكونش فيه وعظية، فاحطلك حاجة تافهة شوية عادي عشان تعرف تسمع. أنا مش عايز رياء ومش عايز انصح حد يعني.
طيب نروح لحتة التعاونات شوية، عايز اعرف عن تعاونك مع مروان بابلو بالتحديد لأنه تقريبًا اكتر حد اشتغلت معاه، ازاي اتعرفتوا على بعض وبدأتوا شغل؟
نرجع شوية ورا لـ ٢٠١٨ لما كان مروان منزل الغلاف وعدى قدامي على يوتيوب فقلت أسمع وعجبني. دخلت ساعتها بعتله رسالة وقلتله أنا سمعت التراك وعجبني، بس كنت داخل دخلة غشيمة شوية فقلتله ان فيه صوت في الدقيقة كذا مش مظبوط [يضحك]. فمروان اسُتفز وقالي انت داخل بتقولي كدا؟ طب سمعني بتعمل إيه.
ابتديت أبعتله مزيكا يسمعها بس ما كانش بيرد عليا. بعدها بشوية يبعتلي يقولي المزيكا دي بتاعتك؟ فأقوله آه يقولي ابعت تاني. يقولي برضه المزيكا دي بتاعتك ولا سارقها؟ [يضحك]. وابتدى يتكون علاقة أخوية كدا بينا وافضل اسمّعه حاجات وكان فيه حاجات كتير كنت مش عارف اتكلم فيها مع مين فكنت بتكلم معاه وكان فاهمني وتفكيره قريب مني. دي كانت الحاجات اللي متشابهين فيها.
بس ما عملناش مزيكا مع بعض غير بعد فترة، اشتغلنا إحنا الاتنين في حاجات مختلفة. بعدها مروان كلمني وقاللي تعالى نقعد. أنا كنت ساعتها لسه في الأقصر ما نقلتش القاهرة، المهم أخدت قطر من الأقصر لاسكندرية ورحتله وقعدنا نعمل مزيكا. في الأول كنت مش عارف احنا ممكن نعمل إيه مع بعض لكن مع الوقت ابتدينا نفهم بعض ونعمل حاجة إحنا الاتنين حابينها. لحد دلوقتي الموضوع ماشي بنفس الروح دي.
إحنا بنختلف برضه أنا وهو بس مش حاجة بتوقف الشغل أو العملية دي بأي شكل. مش دايمًا المنتج والفنان لازم يبقوا متفقين عمومًا. لأن انا برضه ببقى عارف الرابر أو الفنان بيمر بإيه وبيفكر فيه، والموضوع فادني كتير مع بابلو وفي الشغل معاه وفي التعاونات التانية برضه.
إنت تعاوناتك كتير ومتنوعة عامة، العملية دي بتمشي ازاي في الاستوديو وشايف إيه التعاونات التانية اللي كانت مهمة بالنسبة لك؟
أنا بحب اتعامل مع ناس عارفة هي عايزة إيه من نفسها وعايزة تحقق إيه، فوضوح الفنان بيبقى مهم قوي بالنسبة لي. يعني ليجي سي على سبيل المثال بيبقى عارف هو عايز إيه بالظبط وعايز يوصل لإيه. دا مهم قوي بالنسبة لي إن الفنان يبقى عارف هو مين. فيه ناس الشغل معاها بيبقى صعب، بدون ذكر أسماء طبعًا بس مش بيبقوا عارفين هُمَّ عايزين إيه.
لأن انا برضه كمنتج ما بحبش اقول لفنان اعمل كذا أو روح في الحتة دي، طب انت فين؟ يعني لازم يبقى ليك رأي في الموضوع. فانا من مدرسة مختلفة شوية، أنا عايزك تقولي انت عايز تعمل إيه وانا هحاول أرسملك المساحة دي وهَبني على دا. أنا برضه بحب اتعامل مع الجيل الأصغر شوية اللي هو تعالى نلعب بقى، زي في بركة كدا كنا أربعة في تراك واحد وحاجات زي دي بتحفزني إني أكتشف وبتبقى مساحات مفتوحة.
طب قولي عن تجربتك مع تووليت، يعني انت من أول الناس اللي اشتغلت معاه وقت مجهول وبعد كدا كمان لما غيّر توجهه وراح للبوب. وبرضه عايز أعرف رأيك في تجربته ككل والتحول اللي مر بيه من راب أندرجراوند للبوب الصريح؟
أنا شايف إن تووليت عارف هو شاطر في إيه وعارف نقاط قوته وبيتبعها، وانا شايف ان دا ذكاء. وبحب ان فيه روح التجربة وعدم التوقع دا.
إنت جربت الكتابة لفنانين زي بايو، ازاي دا بيفرق كتعاون مقتصر بس على الكتابة؟
دي كانت أول مرة أكتب لحد. ساعتها أنا كنت ببقى شغال على ديموهات (نسخ تجريبية)، فكان فيه حاجات بعملها ما احسش انها أكتر حاجة شبهي أو احس انها قريبة لحد تاني. وقتها ما كنتش فاهم ان دا اللي بيحصل في سياق كتابة الأغاني في البوب. فكانت تجربتي مع بايو أنا كنت عامل حاجة حاسس انها مش شبهي قوي ومش حاسس ان انا موجود في المساحة دي بس هي أقرب لأسلوبه.
مهم قوي برضه إنك تبقى عارف انت كفنان إيه ينفع تعمله وإيه ما ينفعش. كانيه ويست بيعمل الموضوع دا كتير جدًا، هو ممكن يبقى كاتب كورس حلو قوي بس انت مش عايز تسمعه بصوته فبيجيب حد تاني يغنيه زي تراك هاريكاين مثلًا، فبيطلع مش طبيعي لأن كانيه مؤلف أغاني مش طبيعي.
أنا دايمًا بيبقى عندي حاجات مستعد اسّمعها لناس عشان بعمل مزيكا كتير وكل يوم تقريبًا، ففيه حاجات من دي ببقى شايف انها ممكن تروح في الاتجاه دا أو المكان دا، فهي تجربة أنا بستمتع بيها برضه لأنها شكل مختلف من التعاونات.
ازاي بتشتغل على المزيكا، عايز أعرف عملية صناعة الأغنية بتمشي معاك ازاي؟
أنا دايمًا بحاول اوصل لصوت حقيقي وأصلي. وبرضه صوت تحس ان فيه حاجة غلط، لأني عارف ان الحتة الغلط دي أكتر حاجة انسانية في الموسيقى، الخطأ في الغنا أو لما تعزف أو وانت بتلعب درام لاين مثلًأ. الحدود بتاعة إمكانياتك قد إيه ممكن تطلع عنصر الخطأ دا وتبروزه. فأنا بتخيل سيناريوهات زي كدا مثلًا. أتخيل إن احنا باند في الاستوديو بس اللي بيلعب الكيبورد الأورج بتاعه بايظ شوية أو مش متّون صح (Tuned)، أو إن لاعب البايس مش مركز قوي فممكن يغلط أو مهندس الصوت مش شاطر، بحس ان عنصر الخطأ دا جزء كبير من المزيكا الحلوة بس ازاي أطلع دا ويبقى حلو.
أنا كنت بروح اسجل مع حد ألاقي العملية ميكانيكية زيادة عن اللزوم لكن أنا كنت عايز العب واهزر. ممكن أكون قاعد في جلسة تسجيل ومهندس الصوت يقول ان النوتة دي غلط، لا يعم حلوة، هي كدا أصلًا والمفروض تبقى كدا. حتى في أعماق الإنتاج من ناحية الأنسجة الصوتية نفسها والخامات – الحاجات اللي جوا قوي في الصوت اللي انت مش بالضرورة سامعها بس حاسسها. فانا كنت بحاول احقق دايمًا مستوى من العمق في الصوت دا يخليك لما تيجي تسمع إنت مهما مشيت في التراك لسه فيه أعمق على مستوى الصوت.
دلوقتي الناس عشان تدي إحساس معين بتحطله إيفيكت وخلاص لكن لأ ما انت ممكن تستخدم خامات معينة تطلع الإحساس دا. إنت ممكن دلوقتي تحط الأصوات دي في غرف جوا المحيط الصوتي، بس ما تقولش لحد الموضوع دا [يضحك]، يعني ممكن تحط الجيتار في أوضة والبايس في أوضة ودا اللي انا بحاول اعمله دلوقتي، يعني ما بقتش بس اتخيل إن احنا باند في ستوديو صغير، لا أنا شايف مكان كامل فيه عيوب في السقف مثلًا ففيه مية بتنزل مخلية التسجيل مش أحسن حاجة، سيناريوهات زي دي.
آخر ألبوماتك مرسم كانت تجربة مختلفة عن كل حاجة سابقة وفيها توجه فيه مخاطرة شوية من حيث ان ما فيش فوكالز في الألبوم وفيه اعتماد كبير على العينات، حابب أعرف التجربة جات ازاي؟
الالبوم دا أنا حسيت اني كنت محتاج آخد راحة وكنت محتاج أراجع نفسي. ما اكدبش على معازف يعني بس انا كنت محتاج أفهم أكتر وابقى واعي أكتر بالاتجاه اللي انا هروحله بعد كدا. زائد إن انا كان عندي كم كبير من الأفكار الموسيقية اللي كانت غالبة على الكلام او الحاجات اللي ممكن اقولها.
أنا برضه بحس ان لو ما عنديش حاجة أقولها فمش هقول، هي كانت فترة استراحة بشكل عام يعني، أنا كنت محتاج أبعد شوية وآخد وقت أعالج أفكاري وافهم، والألبوم كان عملية الفهم والمعالجة دي. هو عبارة عن أحاسيس ومشاعر كتيرة أنا محتاج افهمها واتعامل معاها، وحاجات كانت جوايا أنا محتاج اطلعها.
الألبوم كان عبارة عن إني قاعد بَسكيتش، شوية اسكتشات بعملها بشكل يومي وبحطها في حاجة، زي تراك وردة ليك مثلًا إحنا قعدنا بنعمل حاجة وبعدين الدرامز ـخدت الموضوع لناحية حديثة شوية بعدين المنتج النهائي تحسه سامبل متاخد من ـغنية لكن لا هو حاجة ـصلية. موضوع الاسكتشات دت كان محفز بالنسبة لي لأن كان عندي كلام أقوله لكن مش بالضرورة عايزه يبقى واضح، مش عشان حاجة بس عشان الموسيقى لوحدها كانت غالبة المرة دي.
تقدر تقول إن الألبوم كان مخاطرة فنية؟ يعني ما حدش متوقع من رابر إنه ينزّل ألبوم إنسترومنتال كامل.
هو كان مخاطرة أكيد. بس انت لو مخاطرتش فنيًا عمومًا هتعمل إيه؟ يعني ممكن أكدب عليك بقى وانزلّك حاجة بغني فيها وبراب عادي بس هتحس ان مفيش معنى. أنا مش عايز احسسك بكدا وعايز احسسك باللي بفكر فيه وفي نفس الوقت تبقى حاجة حلوة ومتعوب فيها وفيها فكر برضه، ومش عايزك دايمًا تسمع مني نفس الحاجة. بس بصورة عامة مرسم بالنسبة لي هو مرحلة انتقالية، أنا كشخص بمر بمرحلة انتقالية أهدى، ممكن تسميها استراحة.
مرسم بالتحديد هو ألبوم مش بس مجموعة أغاني بس هو صورة كاملة، إنت لو عامل زووم مش هتشوف لازم تشوف الرسمة كاملة، هو تجربة طويلة محاجة تختبرها كاملة. وبتكتشف في التجربة دي تركيبات ألوان مختلفة. أنا على الصعيد الموسيقي كنت بجرب بالتركيبات دي واشوف الاحتمالات واشوفها ممكن تروح فين. الألبوم برضه ساعدني جدًا في المزيكا الجديدة اللي هتنزل، الأمور بقت أوضح بالنسبة لي وفيها رؤية معينة النية فيها واضحة أكتر.
أنا عمري ما كنت بعمل مزيكا إنسترومنتال، أنا بالنسبة لي كانت الفوكالز جزء لا يتجزأ من المزيكا لكن مع النضج شوية بتكتشف ان في وسايط مختلفة للحكي وبتختلف على حسب إنت عايز تحكي إيه وتوصّل إيه. أنا فاهم إن الناس ممكن تكون كانت متوقعة حاجة تانية لكن كل تأخيرة وفيها خيرة.
أنا برضه كنت عايز اطور حاجات عندي كفنان وكمنتج فكان لازم آخد وقتي. الألبوم برضه فيه نوع من الانسحاب تجاه متطلبات الصناعة والمزيكا، فكسرلي برضه الحتة دي واداني صبر وراحة أكتر. يعني لو انا كنت مدمن جنون فمرسم كان فترة إعادة تأهيل [يضحك]. فهو كان ألبوم فيه تريث وتمهل، ما فيش اندفاع.
إحنا حسينا ان الألبوم برضه كان أشبه باستكشاف للذاكرة ودا كان باين في السامبلز وأسماء الأغاني، هل دا حقيقي؟
بالظبط، هو الألبوم كان مستوحى بشكل كبير من طفولتي يعني. أنا في الالبوم كنت محتاج احس بحاجات أنا كنت نسيت هي عاملة ازاي. وكان برضه مستوحى من المزيكا والحاجات اللي أثرت فيا زي سامبل الفرعي أو مسلسل المال والبنون.
طب نروح لحتة أوسع شوية، إنت شايف المشهد المصري عامل ازاي دلوقتي؟
أنا شايف ان المشهد المصري بيستعد لنقلة نوعية، حاسس اننا بدأنا نبقى جاهزين لطفرة في الجودة واننا ناخد الموضوع بشكل جدي شوية.
تقدر تقول إن احنا على صعيد الراب في مرحلة ما بعد الماينستريم؟
آه حاسس ان احنا بنستقر نوعًا ما وبنحاول نشوف إيه اللي بعد كدا وإيه اللي احنا عايزين نعمله. وانا مؤمن بالمشهد دا ككل بشكل كبير.
شايف تأثير النجاح التجاري على الراب ازاي؟
على حسب انت بتاخده ازاي. ما انكرش ان انا وناس كتير فهمنا دا غلط في الأول ودا وارد لأن كان معظمنا شباب صغيرين. طبيعي نجاحك في سن صغير يأثر عليك بشكل ما. لكن بعد انتهاء المرحلة دي بتبدأ تدرك حاجات وبتبدأ تفكر ازاي تفصل ما بين نفسك وما بين الحاجة اللي انت بتعملها. أعتقد ان هي كانت محتاجة فترة تخبط كدا كدا.
هل شايف إن الروح التعاونية اللي كانت موجودة في البداية اختفت أو قلت مع النجاح دا؟ أنا برضه بحس ان دا جزء أساسي من مشروعك، يعني دايمًا ألبوماتك مليانة تعاونات كتير ومع ناس مختلفة.
دلوقتي فيه فردانية أكتر. والتعاونات دي جاية من حتة اني مش دايمًا عايز آخد الشيء كله لنفسي. فيه مزيكا بحس فيها مساحة لكذا صوت حتى لو في الإنتاج بس. أنا بحب اساعد إني أخلق روح تعاونية لأن بشوف ان دا بيطلّع أحسن ما فينا كلنا. حتى لو مش هتبقى متعاون مع حد في الأغنية بشكل مباشر لكن ممكن تبقى جايب جيتاريست أو لاعب بايس، زي ما تسمع ألبوم شبابيك لمنير مثلًا إنت مش بس بتسمع منير لكن بتسمع فرقة يحيي خليل كلها، فهي حاجة زي كدا.
شايف ان عندنا صوت راب مصري؟
مش بشوف الأمور كدا. مصر واسعة قوي والحاجات هنا مش أبيض واسود وفيها جنسيات وثقافات كتير في حيز واحد. دا بشكل ما كدا كدا هيطلع في المزيكا وبحس مزيكتنا بتقبل الاحتمالات بشكل كبير. كلمة المزيكا المصري أو المزيكا الشعبي ما بحسش انها جاية من طريقة غنى أو مقام موسيقي معين هي بس جاية من الفهلوة شوية.
إنت بتطمح تحقق إيه كفنان؟ وشايف مشروعك الموسيقي متجه لفين على المدى البعيد؟
بنطمح للسلام الدولي [يضحك]. سؤال تقيل جدًا. أنا لحد دلوقتي بفكر في السؤال دا والإجابات دايمًا متغيرة، بس لو بحاول احقق حاجة، فإن جوهري كشخص يبقى موجود في الحاجة اللي بعملها، ومش بالضرورة دا يبقى بصورة فردانية. وبطمح أعمل حاجات عابرة للزمن لكن ما تبقاش برضه جاهلة بسياقها لأن دي أكتر حاجة بكرهها. وعايز اوصل لمساحات تعبير جديدة أكتر لأن بحس ان فيه دايمًا ضغط انك تعمل مزيكا تعجب الناس وانا بحاول برضه أتخطى دا.
