fbpx .
مقابلات

مزاوجات عبثية | مقابلة مع دراوند باي لوكالز

رامي أبادير ۲۰۲۱/۰۷/۰۵

بخطوات سريعة مدروسة أحيانًا وعشوائية أحيانًا، أثبتت دي بي إل وجودها في أقل من عام. ركّزت المجموعة وشركة التسجيل على جماليات متفردة وهوامش السرد والتجريب، ونسجت شبكة بين فنانين حول العالم. يتحدث رامي أبادير في هذه المقابلة مع أعضاء دي بي إل الثلاثة عن مغامراتهم ورؤيتهم الفنية وإصداراتهم.


في السنين الأخيرة زاد عدد اللايبلز في المنطقة وكانت حاجة ملفتة ومحمسة إنه الواحد يشوف لايبل من عمَّان، فكنت عايز أعرف ابتديتم إزاي؟

ليث: بالبداية طلع الإسم، بعدين إجا كوستاس.

شيرين: فتح ليث صفحة عشوائية بكتاب أبلايد بالارديانيزم، ولاقى جملة “drowned by a group of locals”، واختصرناها لدراوند باي لوكالز.

ليث: هادي كانت لحظة محورية لأنها كانت مرحلة انتقال دراوند باي لوكالز من مجموعة بتعمل حفلات لبداية (شركة) تسجيلات إلها جمالياتها. أول مشروع للتسجيلات فشل، كان موسيقى تصويريّة لفيلم مبني على باد لوتَننت بس أحداثه بتدور بالأردن تحت اسم الضابط الفاسد. تواصلنا مع كتير فنانين مرموقين وحبوا الفكرة ووافقوا وجمّعنا تشكيلة طموحة، بعدين بلش الوباء وتغير العالم وبطّلت الفكرة متصلة بالواقع. صار الفيلم ياخد منحى نهاية العالم لحتى انتهى الحماس ووقف المشروع من ناحية إصدار موسيقى.

فراس: خلال هاي الفترة وبسبب الوباء صار في تركيز على راديوهات الإنترنت وركزنا على برامج شهرية كنا ماخدينها تحت اسم المجموعة في راديو نيو نيو وورلد وراديو معازف. هالمشاركات أدّت صدفة لأول إصداراتنا، باد تريب إن بترا.

الأدوار متوزعة ازاي على التلت أعضاء؟   

شيرين: فراس مستلم الشغلات المتعلقة بإدارة المشروع كـ بزنس، الأمور المالية والقانونية والشحن، أما أنا دوري بيتجزأ من ناحية على جلسات البراين ستورمينج اللي بتغطي الأمور البصريّة، ومن ناحية تانية تطبيق الأفكار، من صياغة الإيميلات للتصميم والتحضير للطباعة ودمج الميكسات وتعديل الفيديوهات، وأي إشي فيّو شغل بالإيد زي التغليف وحتى أحيانًا التصوير. ليث هو العقل المدبّر، بيطلّع الفنانين من تحت الأرض وبعمل الكيورايشن (تقييم) وهو اللي على تواصل مع الفنانين والموزعين، وبيشرف على كل إشي من النص للأغلفة الفنيّة وتطوير البراند، ومستلم السوشال ميديا. دي بي إل بعتبره امتداد من ليث كفنان، هو اللي ورا التصور والصوت الفريد تبع دراوند باي لوكالز. ليث كمان مصنع للأفكار، يعني لما أكون أنا لسا بلشت أشتغل عفكرة اتفقنا عليها بكون هو قتلها وغيرها وطورها تلات أربع مرات، فكنا كتير نتطاوش أولها عشان كتير طريقة تفكيرنا وعملنا غير، بس بالأخير تعودنا عبعض.

أنا طالعة من بيئة كنا أنا وخواني إزا ما منقدر نشتري اللعبة نصنعها، أخوي كان يعمللنا مضارب بايسبول، طابات، مجلات، لابتوبات، ألعاب، كلو من لزّيق وكرتون وقماش. فمن هون إجا حماسي وطول بالي عالـ دي آي واي. وكمان كان يخلينا نمثل ونصور ونغني فانزرعوا فيي هاي المهارات تلقائيًا. ليث حدا مثقف ومطّلع وفنان من هو وصغير، وفراس حدا عملي وبحللنا مشاكل كتير، وتقريبًا كلنا بتتداخل أدوارنا مع بعض، بس في تركيز فبحس بطريقة إننا منكمّل بعض.

ليث: إحنا فريق ناجح لأننا مختلفين، أنا على متلازمة نقص التركيز وشيرين على متلازمة التركيز الهوسي فزابطين على بعض. أنا كمان بطلع بأفكار بتبين مستحيلة، بس بنضل نجرب لتزبط. عم نعمل أشياء عجيبة غريبة، عملنا بضاعة ترويجيّة خناجر، طبعًا اكتشفنا بعدين إنه القصّة بالشحن بس مشي الحال بالآخر [يضحك]. وصممت ألعاب دمى زي الفودو دولز وكتبت عليهم نص مستوحى من السحر العربي القديم من مرجع كتاب شمس المعارف، فـ الله يستر.  

فراس: وبتقدر تتخيل الأفكار اللي ما اتطبقت قديه مجنونه أكتر.

ليث: وبدناش ننسى أهم عضو البسّة جرينجو، وظيفتها معروفة، بسّة.

فراس: يعني أكيد ما راح تكون آرت دايركتر [يضحكون].

هل كان فيه دافع من ورا تكوين اللايبل؟

ليث: الدافع إنه أول شي ما في تسجيلات (مشابهة) عنّا بالأردن، ولا في بالمنطقة زينا في رأيي. ما في محل لإلي أو لأي شخص زيي مختلف شوي يستوعبوه في الأردن، وإذا استوعبه حدا راح يكون مع مجموعة كبيرة بدون أي مضمون أو نطاق إله معنى، وبكون لهدف تكمالة عدد. حسيت إنه حفلات الأندرجراوند ومشهد الأندرجراوند اللي بلش يصير كان فرصة كويسة إنه الواحد يعمل إشي برا هاي المؤسسات ويكون فيه حرية أكتر من كل النواحي. ومنحب نشوف ناس أكتر بتشتغل بطريقة مستقلة من غير ما يكون في أي نوع تدخل من جهات داعمة، أو من منظور إنه لازم يكون للعمل رسالة هادفة ويسمحوا لأي حدا يفرض عليهم طريقة عمل معينة. ممكن أشبّهنا بـ ماجنيتو من إكس-مِن، اللي بلم حوليه المتحولين اللي برفضوا الانصياع لمفاهيم المجتمع السائدة عن الخير. منحاول يكون عنا كاشف إنه نميّز المتحورين الحقيقيين من الزائفين، حتى لو كان دمهم تقيل أو غير اجتماعيين أو صعبين التعامل.

بحس إنكم مش بس مجرّد تسجيلات بالمفهوم التقليدي اللي هيَّ بس وظيفتها تستقبل وتنزّل إصدارات.

ليث: بالنسبة لإلي دراوند باي لوكالز مش تسجيلات، هي شركة تسجيل زائفة أو مشروع فني. برضه ممكن تقلب أي لحظة لأي إشي تاني، هذا كتير مهم عنا، يكون فيه مساحة إنه نعمل أي إشي بخطر عبالنا أو نغير أو نزيد عليه. كتير من اللي نحنا عم نعمله والمختلف عن تسجيلات تانية هو إنا منعمل تقييم للإصدارات وبنشبك ناس مع بعض، أو موسيقيين وفنانين بصريين. كمان عنا إشي راح نبلش نشتغل عليه هلأ، هو إنه دي بي إل يكون كمان دار نشر، وعم نخش بموضوع الترجمة. عم نشتغل مع كاتب اسمه براد فيليبس بدنا نترجمله شغله، فبدنا نعمل زاين من شغله بالعربي. يعني عم نحاول نخش بهذا الطابق كمان. بدنا نشجع أكتر الكتابة باللغة العامية المتأثرة بالإنترنت، الطريقة اللي منحكي فيها اللي فيها مزج بين العربي والإنجليزي زي ما هلأ عم بحكي معاك. كمان عم بنحاول ندخل لـ (بزنس) مودل جديد إله دخل بالبضاعة الترويجيّة المفاهيمية، وكمان حابين من زمان ندخل بتصميم الأزياء – بلشنا آخر ريليس بالخاتم، اشتغلنا مع الفنان سومناث اللي صمملنا الرمز عالخاتم. طلبنا من إيتشان يصمم ويخيط أول تي شيرت لـ دي بي إل والمفروض تجهز قريبًا.

إيه الجماليات أو نوعية الفنانين اللي بيشدوكم؟ 

ليث: دراوند باي لوكالز بالنسبة إلي بلّش عشان أنا متّهم إني (شخص) صعب يشتغلوا معاه العالم. فبلشت الليبل بس عشان أشتغل مع النماريد والصعبين. صرت أدوّر عليهم، أي حدا متّهم بهيك إشي بس موهوب، وصارت هي جماليات دراوند باي لوكالز، اللي هي ناس مختلفة وصعب إنها تكون تابعة لمشهد أو لجنرا أو عم بيعملوا إشي صعب يتصنّف، مين ما كانوا يكونوا. أول ما بلشنا كان فيه أكم من حدا ببالنا، واتعرفنا عليهم من خلال الحفلات اللي كنا نعملها. في مثلًا كريس (داجليش)، حدا كتير صعب، دايمًا بيشكي إنه ما حدا عم بيشتغل معاه. حتى بالفنون البصريّة كنت حاب إشتغل مع هيك ناس، أول حدا تواصلت معاه كان كريم لطفي وطلبت منه لوجو لـ دي بي إل، وخليت الموضوع ياخد وقته لصار عنا لوجو متفقين عليه.

(وقت) أول إصدار، كنت عم بفكر مين أكبر نمرود بعالم الموسيقى، دورت شوي طلع جان لويس كوستاس، كتير نمرود هذا الزلمة لَإنه مبعّد عن الصواب السياسي لأقصى الحدود ومن غير حدود في وقت التركيز فيو على إنك تكون منضبط وداير بالك. بعتلّه (إيموجي) قلب حب، ردلي قلب حب، طلبت منه ميكس، أعطاني خلال أسبوعين ألبوم من ١٩ تراك،  قلت نبلش من أولها إصدار يكون خلّص كل شي غلط [يضحك]. كان في كمان الشب تيرو بيتعرض لمشاكل كبيرة خلت الشغل صعب وبالنهاية للأسف توفى. من ناحية جماليات، منلحق الحدس وبدخل السحر بالموضوع، وبعدين منحاول نترجم هاي الأمور.

موضوع (شركة) التسجيلات غريب عم بيكون، أول إشي نحنا بلشنا في شهر تمانية السنة الماضية، وكتير صار شغلات عجيبة غريبة وأنا بحس هذا الإشي منيح، بس يصير هيك شغلات معناه إنه ماشية في الاتجاه اللي أنا بدي اياه. هلأ بلش يتغير الموضوع، مرات صرت أحس إني عم بشتغل مع ناس موسيقتهم مثيرة للاهتمام ومختلفة وعم تزبط كتير على دي بي إل بس عم بيشتغلوا بطريقة صح، وعم بيكونوا مهنيين في تفكيرهم وطريقة عملهم. هذا الإشي ضروري. أول ما الواحد بلش كان عنده نظرة رومانسية، بس بعد ما اشتغلت مع الصعبين بلشت أفكر أعمل توازن.

طيب فيه توجه معين بخصوص الصوت والمفاهيم؟

ليث: الجماليات عندي بهادا الموضوع إنه يكون العمل متفرّد، صعب تصنيفه تحت جنرا معينة وصعب تقليده. وفي إشي تاني بلاحظه بالإصدارات تبعونا إنه فيهم حساسية وحقيقة على هوامش إنها تكون منغمسة بالذات ومحرجة، ما عم بتحاول ترضي حدا وبنفس الوقت ممكن تكون جريئة وفيها عدوانية، مش آخذة بالاعتبار مشاعر اللي عم بيسمع.  

دا كمان كان باين قوي لما بدأتم التسجيلات والوصف اللي مستخدمينه لباندكامب. خلينا نتكلم عن أول إصدار بتاع لويس كوستاس اللي هو فعلًا بيعكس كل اللي اتكلمت عليه. 

ليث: آه بالزبط أنا كمان بحس السلوجان تبعنا بعبر تمامًا عن الإصدارات والفنانين اللي منتعامل معهم. قبل أي إشي كان لازم تعجبني الموسيقى، أو إذا حتى بدك تسميها موسيقى، لازم يعجبني الإشي [يضحك]. عجبني كوستاس وحسيته متميز، واحد مش فارق عند طيزه وبتعرف هاي الشغلات بتبين في الشغل، هذا مهم. كوستاس كتير لبق ومحترم بالتعامل، على عكس ما ممكن تتخيل لما تسمع موسيقته وتشوف كليباته أو حفلاته المصورة، ممكن بسهولة تشوف فيها نياكة أو إنه يشخ عالمسرح، زي ما وصف حاله بألبومه فيكال ماستر، معلم الخرى! برضه قبل ما أنا أحكي معاه حضرت وثائقي عنه وقريت عنه كتير، وطلع مهم بعالم الأدب وكتب كتاب مهم اسمه الجد، ونشرته دار النشر المشهورة فايارد. هو شخص فاهمينه الناس غلط وهادا إشي أنا عشته طول حياتي ولهلأ بعيشه. خاصةً ببلدان معفنة أسهل إشي يحكوا إنه بني آدم مش منيح، يمكن عشان جريء في شغله أو بقعدة بيحكي إشي مش مفروض ينحكى لَإنه مش مقبول اجتماعيًا. فاختياري لكوستاس كان لهذا السبب.

كوستاس كان عليه أطول قضية من نوعها بفرنسا بآخر التسعينات، كتب أغنية اسمها ثرو وايت وومِن تو آراب. بس كل المفاهيم تبعت كوستاس إنه كل حدا خرا وبدي ألعن رب كل حدا، وأكتر حدا بيلعن ربه هو حاله. بصراحة حلم إنك تلاقي حدا زي هيك لتسجيلاتك، وبرضه إنه يعطيك ألبوم بيتخيّل حاله فيه إنه جاي على الأردن. وكمان أنا بحس إنه كوستاس كان نجاح كبير، إنه عملنا براندينج لإشي كتير صعب، هادي شغلة تعلمناها، إذا عملت براندينج صح حتى لمعلم الخرى رح تقدر تجذب اهتمام الناس.  

شيرين: لما بعتلنا كوستاس الأغاني اللي هي كانت بالأساس لبرنامج لراديو معازف، ليث صار يحكي ليه ما نعملّه ألبوم ونبلش فيو اللايبل. بتذكر أول مرة سمعناه كتير كان صادم، أنا ماعرفتش كيف أحس بالزبط اتجاه الموضوع، إنه هذا راح يكون أول ألبوم لإلنا، كتير غريب. حتى لما بلشنا نفتش عن محلات نعمل عندهم كاسيتات بعَمان، كتير كان صعب، لقينا زلمة كبير بالعمر بيشتغل تحت درج هيك قدام المدرج الروماني، وكان غالي، أربع دنانير ونص على الكاسيت ونحنا بدنا نعمل كمية. وقتيها كلنا كنا حاسين إنه جد بدنا نحط مصاري عهادا الإشي، ومين راح يشتري جان لويس كوستاس؟ وكيف هادا الزلمة الكبير راح يقعد يسمع كوستاس ساعة بعد ساعة (وهو بينسخ)؟ معظم الأشياء هيك دايمًا بتبلش، بيكون ليث اقترح فكرة كتير مجنونة وإحنا: “جد؟ أوكي.” بس بتزبط. ليث اقترح نجيب هشام البستاني ليكتب عن كوستاس، اللي هو كاتب سياسي كتير جدلي ومش محبوب بالأردن.

فراس: ألبوم كوستاس كان مهم من ناحية إنه بعد هيك ألبوم أي إشي صار مقبول والحدود على أي عمل بعده صارت معدومة. هشام كان إضافة ممتازة للعمل كـ باكج كامل، وساعدنا من بعده إنه يصير عنا تركيز على المزاوجات العبثية، خصوصًا إنه كاتب مثل هشام البستاني من القلال اللي كان ممكن يتقبلوا كوستاس ويتحمسوا يكونوا جزء من هيك عمل بندرج تحت غير المقبول.

شيرين: كانت مخاطرة، حكيناه بلكي يكتب إشي كتير سيء عنه، واتفقنا إنه حتى لو كتب إشي سيء نحطه زي ما هو. بالآخر هشام حبه كتير، اللي هو كان صادم برضه. 

فيه تركيز واضح على النصوص المكتوبة في كل إصدار عندكم. إلى أي مدى شايفين النصوص دي بتخدم الإصدارات؟

ليث: أنا بحس طبعًا أول إشي لازم الموسيقى توقف على رجليها لحالها. هذا مهم كتير. بس إذا بده الواحد يكتب إشي عنها فهو شكل فنّي (إضافي). بتخيل إنه كتاباتنا كمان نحنا شو حاسين، فهي كتابة من منظور شخصي، مش كتير بنفكر إيش حد تاني شايف. بنحاول قد ما نقدر إنه ما نوقع بفخ إنه نكتب إشي عشان نبيع، بده يكون زابط وفي السياق اللي براسنا.

شيرين: بالنسبة إلي النص هو جزء من طريقة العرض، وطريقة العرض إشي مكمّل بس بنفس الوقت كتير مهم. حتى بحياتي اليومية بهتم كتير بهادا الموضوع، إذا بدي أقدم هدية أو أكتب رسالة التغليف لازم يكون حلو، ويبين فيو لمسة شخصية. النصوص أنا بصيغهم بس منكون عاملين براين ستورمينج مع بعض شو رح نكتب. كل نص غير عن التاني، بإصدار سينياوا رحنا كتير كتابة خياليّة مثلًا. كونسبت الألبوم كان عن إنهم آخر حضارة هربت من الطغاة عشان يبنوا حضارة قبل نهاية العالم، وبالأخير بصفوا هم نفسهم الطغاة على شعبهم وبيقتلوا بعض وكل شي بينتهي، اللي هي قصّة البشرية. فحاولنا يكون النص يعكس هاي الأجواء، حتى الأمور الترويجية انعملت عشان نكمل القصة، ألعاب الفودو والخناجر اللي هي أشياء رح تحميك بنهاية العالم. برضه غلاف كل كاسيت بهدول الإصدارين سنياوا والريميكسات انعمل بالإيد، انقص واتلزق وانكتب بالإيد.

ليث: نحن معجبين بأسلوب الشغل بالإيد اللي بأدي إنه كل قطعة تطلع بتختلف شوي عن التانية، ممكن فيها أغلاط، وهادا إشي منحاول نضمنه بكل إشي منعمله. منستخدم الأغلاط وعامل الصدفة ومنوظفه لصالحنا، حتى لو كان الإشي عم ينشغل على برنامج، منقدّر العيوب ومنحاول نأكد عليها ونحطها ضمن السياق.  بإصدار سنياوا استخدمنا السحر، أنا معجب بالسحر العربي كنوع من الفن لَإنه هو ممارسة مغضوب عليها وبتنعمل من تحت الطاولة، وتقريبًا بتشبه الإشي اللي عم نحاول نعمله بسين الأندرجراوند. اهتمامي بالسحر بكمن فيه كفن شعبي، والحلو بالفن الشعبي إنه أهمية التعبير فيو بتفوق المواد المستعملة، ممكن تكون ورقة من دفتر مدرسة أو قماشة، وبشوفه من أجمل ما أنتج من هاي المنطقة، بس للأسف لهلأ مقموع من الفكر السائد المتخلف.

سين الميتال والمتلجية مثلًا اللي طلعوا فجأة بالأردن بالتسعينات وبنفس السرعة انقضى عليهم، فضحوا عرضهم واتهموهم بعبدة الشياطين مع إنه معظمهم هبايل ومش عارفين وين الله حاططهم. بس رحنا نعمل كاسيتات سنياوا، انجابت سيرة إنه الموسيقى بتشبه موسيقى عبدة الشياطين وخافوا يكون إلهم ضلع بهيك موضوع، وكان لازم انأكدلهم ونشرحلهم طبيعة الموسيقى. لما كنا عم نعمل بحث عن سنياوا وأندونيسيا لقينا إنهم متأثرين بالسحر العربي ودامجينه بثقافتهم، فاستعملنا العناصر المادية من السحر في البراندينج. مثلًا الطريقة اللي بنعمل فيها الحجاب فيها معادلات رياضية زي المربع السحري والهندسة المقدسة، وبرضه رسومات وأحرف وبالعادة ممكن يكون في إضافات من أثر شخص زي أظفر أو شعر. فبالنهاية إذا بتطلّع عالأوبجكت ممكن تشوفه كمنحوتة.

بما إننا بنتكلم في إصدار سنياوا وإنكم كمان لسة منزلين ألبوم ريمكس جديد ليه، غير ألبوم الريمكسات اللي فات، فخلونا نتكلم على شكل الإصدارات الجديد اللي قدموه، اللي هو إصدارات بتتم بشكل لا مركزي، وتجربتكم معاهم.

ليث: بالنسبة إلي نحنا كتير كنا محظوظين إنه صار هيك إشي وكنا جزء منه، لَإنه التجربة هادي في صميم شغل دي بي إل. اللامركزية مشروع أنا مؤمن فيه تمامًا. عرفت عن الموضوع بعد ما المشروع بلش بتلت أشهر وكان معانا شهر، كنت عم بحكي مع مايلز [بوكيه فرجنز / أيفون تيرور كوربس] وكنا عم بنحضّر ألبوم إندستريال كانتري ومخلصينه، كان مفروض يكون الإصدار التاني بعد كوستاس. بعدين حكالي إنه سينياوا هو إصدارهم الجاي على أيفون تيرور وشرحلي عن مفهوم اللامركزية الماشيين فيه، حبيت فطلبت إيميلهم. بعتنالهم ووافقوا، مع إنه كان متأخر، لَإنه ما كانش في كتير تسجيلات مشاركة من المنطقة، بس تنين من الكويت ورابتشرد من لبنان، فحكوا يعملوا استثناء عشان الأردن. 

فراس: فعلًا كانت تجربة حلوة وموضوع اللامركزية كان لطيف من ناحية إنه عمل احتمالات لا نهائية للعمل من ناحية التغليف والبراندينج والريمكسات، وبرضه ساعد كل شركات التسجيل يوصلوا لجمهور بمناطق مختلفة بالعالم، يعني بحالتنا بيوم وليلة صار عنا جمهور بإندونسيا. وبنفس الوقت كان فيها تمرد على البزنس مودل الموجود والتكاليف المرتبطة فيه، حسينا إنه إشي زابط مع طريقة تفكيرنا وشغلنا.

طيب بالنسبة لألبوم الريمكسات؟

ليث: كنت حابب نعمل ريمكس ألبوم لفنانين كلهم من الأردن، بس ما كان بزبط إلا إذا بنعمل بس أربع تراكات. وحدة من الأفكار اللي عندي اللي عم ببلش أقنع الشباب القلال الموجودين فيها، هو إنهم يصيروا يستخدموا هويّات بديلة أكتر وأكتر ويصيروا يشتغلوا مشاريع مختلفة، لَإنه مافيش عنا فنانين كفاية. بس اللي صار عملنا وجهين، وجه محلّي من عمان كان فيه سكايلا وجينجين وبشار (سليمان) و١٨٠٠ إنترنت، وقلنا نعمل وجه تاني من المنطقة، كان فيو فركتل وفايتاليزم اللي هو سالم (تسجيلات بدوي) وجود إز وور  لبناني بأمريكا، ومن المغرب بروفاين.

أفتكر دا كان كمان أول إصدار يطلع منه فيديوهات.

ليث: مية بالمية، هدول كلهم عالسريع صاروا عشان كان فيه مهرجان أونلاين عاملينه سنياوا. فطلبنا من الفنانين إذا بحبوا يشاركوا بفيديو. فركتل شغلها بجنن، عملت إشي عالسريع، أخد وقت في المعالجة بس كان بسيط، وسكايلا كانت بتحضّر لألبومها وعم تشتغل مع فنان بصري فعملوا فيديو

شيرين: بس أكتر فيديو جاب اهتمام كان الفيديو تبع جود إز وور اللي عمله مع فنان اسمه أندرو جرانت. الفيديو كان عن الانفجار اللي صار بلبنان وكل المواد البصرية كان مجمعها من كاميرات المراقبة، فمع الموسيقى المعمولة من ملفّات سنياوا والصور الصادمة كان لهاد الفيديو بالذات وقع قوي ومؤثر، حتى سنياوا بعتولنا عن إعجابهم وتأثرهم فيه لَإنه لقط روح الألبوم وربطه بالواقع. 

ليث: فكله هذا كان تابع للتقديم تبع دي بي إل بمهرجان القصة، أول إشي انعرض بالمهرجان وبعدين نزلنا الكليبات على قناتنا على يوتيوب.

شيرين: آخر فيديو نزلناه مع إصدار إندستريال كانتري واللي انعملّه بريميير على فاكت، كمان كان عبارة عن تسجيلات فيديو مجمعة من مشروع فني تحت عنوان آي كان سي يو آر أ كاوبوي لفنانة من بريستول اسمها سكاي تيرنر. التسجيلات كتير غريبة، بس عبارة عن زلام لابسين كاوبوي في غرف كتير بدون سياق زي جيم مثلًا، وعم بعملوا أشياء بعملوها الكاوبويز بس من دون أي مغزى، زي إنه مثلًا يعزفوا عالهارمونيكا أو يلفوا حبل بالهوا أو يجلدوا طاولة بحبل أو يشطفوا قش. كانت فكرة مايلز من بوكيه فيرجينز إنه نستعمل هالتسجيلات واللي عمللها تعديل كان ماكس كيلان. أنا وليث كمان صورنا فيديو كان مفروض يكون فيديو كليب لهادا الإصدار، طلعنا بأكتر يوم خماسيني (رياح الخمّاسين) إجا بهاي السنة، كانت كمية الغبرة إنه ما بتشوف على بعد ١٠ أمتار، وطلعنا عالصحرا، كان حلو، بس رح نخلي التسجيلات لمشروع تاني. مرات بتمنى أعمل مستنسخين من حالي عشان نلحق نعمل كلشي حابين نعمله. 

من خلال تجربتكم مع سينياوا، شايفين تجربة الإصدارات بشكل لا مركزي ناجحة؟ شايفين إنه دا نموذج ممكن تشتغلوا بيه؟

شيرين: كانت تجربة حلوة أكيد، عشان تعرفنا على كتير شركات تسجيل وعملوا جروب على ديسكورد وقت المهرجان. ولهلأ بيكتبوا إيميلات بالموضوع عم بيخططوا لأشياء بالمستقبل، فكان منيح إنه صار فيه شبكة ونحنا جزء منها.

ليث: أنا بالنسبة إلي، موضوع تعاونات مع تسجيلات ثانية هدا إشي إحنا بنكمل فيه، وعملناه بآخر إصدار اللي هو ريمكس بلاك تو كوم لسنياوا، وكان بالتعاون مع تسجيلات ديكوردر تبع بلاك تو كوم. بحس إنه الموضوع مفيد بإنه ممكن كل حدا يركز على قوته أكتر. ممكن كانت أول تجربة مع سينياوا هي تجربة استكشافية، يعني هم يا دوب عارفين شو عم بيصير وعم بجربوا، بس إذا بتسألني إذا كانت تجربة ناجحة فبالنسبة إلي ناجحة كتير، وإشي حلو تشوفه إنه ما كان فيه تنافس، كتير كان مريح الموضوع، بعدين اتعلمنا كتير شغلات؛ دخلتنا على ديسكورد كانت مهمة، تواصل، كله عم بيساعد كله، بحس إنه هادا المستقبل.

فكرة التعاون والتنسيق مع أكتر من طرف إنتم كمان عملتوها في ألبوم إندستريال كانتري.

ليث: آه إندستريال كانتري بلش بالـ ٢٠١٩ بحفلة بعَمان، جبنا مايلز من بوكيه فيرجنز. زبطنا راس أنا وايّاه وخلصنا الحفلة مسلطنين، بلشنا نحط موسيقى وطلعنا أنا واياه بنحب الكانتري شوي وبنحب إلفيس وبنحب هذا الجو، الماتشو الرومانسي اللي بيكون عضلات وأبصر إيش بس عم بيبكي بالأغنية. فبلشت من أغنية أنا كنت مهووس فيها بهاي الفترة، هي كوفر دانزيج لأغنية إلفيس يو ور أولوايز أون ماي مايند. بدينا من هناك. هذا الحكي أخد سنة ونص تقريبًا، وبآخر ٢٠٢٠ بلش مايلز يحكيلي إنه شبّك هو وروبن ستيوارت اللي هو واحد من جاينت سوان. هم صحاب وساكنين مع بعض فبلشوا وقت الحظر عالألبوم. مايلز اتعلم هارمونيكا وانهوس بالموضوع كتير، وبرضه روبن خش في تريبّات ساوند سامبلز من التلفون وسلايد جيتار وماندولين. روبن عامل معظم البروداكشن، وكان الألبوم فيه كولاج كتير، ففيه تقنيّات إندستريال بتقدر تقول. أظن أسم الألبوم بيشرح حاله، اللي هو تريب وسترن كابوسي ومستوحى من الكوارنتين وبهديك الفترة.

استكمالًا للكلام على التنسيق بين الناس والكيورايشن اللي بتعملوه، ممكن نتكلم على برامج الراديو بتاعتكم. بشوف إنه كل حلقة فيه اختيار فنانين مدروس، فهل في فكرة أو استراتيجية في الاعتبارات بتاعتكم؟    

ليث: في استراتيجية غريبة بس بدي أحاول أعرف كيف أشرحها، مخ مضروب أظن، عرفت كيف؟ [يضحك]. أظن القانون اللي بمشي عليه إنه الربط بين الفنانين ما يكون بالضرورة إله دخل بالجنرا أو مثلًا بالآلات المستخدمة. برضه بحاول أدور على فنانين صعب تلاقيهم مع بعض بتشكيلة بمحل تاني مثلًا، نرجع لفكرة المزاوجة العبثية، بس أكون حاسسهم لابقين، وطبعًا وبصراحة أهم إشي بالتنقاية الحدس، بيكون عندي شعور، وبرضه الصدفة بتلعب دور كبير مرات، بيكون ببالي شغلة معينة بس بعدين مثلًا واحد من الفنانين ما بيسلم عالوقت، وخيار الفنان التاني بيطلع أحسن من اللي كان مفروض يكون بالبرنامج وما سلم. بما إنه برنامجنا ع معازف ساعتين، عالأغلب بنجيب فنانين تنين ومرات ما منقوللهم إنه في حدا تاني معهم [يضحكون].

فيه صدف غريبة مثلًا زي سينياوا وأمبيولنس فرسس أمبيولنس، حطيناهم مع بعض لَإنه بنفس هداك الشهر كان عنا معهم إصدارات طالعة جديد، على عكس توقعاتنا سنياوا أعطونا ست رمضاني إندونيسي. مين بيفكر إنه ست إندونيسي رمضاني شعبي مع إشي فيو سامبلز من أفلام وسترن وجوني كاش وكولاج صوت كانوا رح يزبطوا مع بعض. مهم إنه تنقي ناس تقدر تثق فيهم وتعطيهم حرية كاملة يعملوا اللي بدهم اياه. في فنانين أعطونا وصلات مسجلة لايف زي سالاك و إيلبو فايسينن من بان سونيك، أو تراكس ارتجالية كانت ضمن الميكس زي أوليفير كوتاس، أو مواد مش منشورة زي لما ساينت عبدالله أطلقوا ألبومهم تو ليف آ لا وِست، هادا الشو اللي كان فيه ساينت عبدالله مع لابور كان بالأخص عزيز على قلبي. واحد من الشوز كمان المفضلين عندي كان بوس ميري وفركتل، مع إنه كتير كان توتُّر لَإنه بوس ميري سلمت السِت قبل الشو بساعة بس كان كيورايشن ناجح برأيي. 

شيرين: من الحلقات اللي بتذكرها كانت مميزة ببرنامجنا على راديو معازف هي ندى الشاذلي مع إتشان من غابر موداس أوبيراندي، عشنهم كانوا صحاب وبعرفوا بعض، ومن بعد هادا العرض بلشت صداقتنا مع إتشان. كمان كان في حلقة سيربينتيكست مع لورينس إنجليش، جمعناهم لأنهم محللين صوت، كانت وصلة لورنس فيها عبقرية التسجيلات الميدانية تبعونه، ووصلة سيربينتيكست عبارة عن ميكس معقد وغني بس سلس وممتع. حلقة أوليفير كوتس مع ميس كمان كانت مميزة لَإنه أوليفير عمل أكم من تراك خصوصي لـ دي بي إل، وميس عملت ست أهدته لليث، وبرضه زبطوا ع بعض. غير هيك كمان منهتم كتير بالأغلفة الفنيّة لهاي العروض، ومنحاول كمان نلائم فنانين بصريين مع الفنانين اللي منطلب منهم يكونوا عالبرنامج. وكمان محضرين قالب للنص لهدول العروض. منهتم نحط نبذة عن الفنانين اللي مستضيفينهم وعن العرض بشكل عام.

فاكر كويس إنه من ضمن الإختيارات غير المتوقعة كان الجدع المنتج البرتغالي، أوترو.

ليث: آه أوترو بيجنن، أوترو هو اللي حكى معانا، اشترى (ألبوم) كوستاس وحكالي إنه إله شهرين بس عم بيسمعه، انهوس فيه. أنا ما كنتش كتير سامع عن أوترو وقتها، كنت سامعله أكم من شغلة وحاسه مثير للاهتمام وبعدين لما خشيت فيه هذا الزلمة بعتبره إنه واحد من الموسيقيين القوايا على عبقري. آخر إصدار لإله بورتوريا بالنسبة إلي ماستربيس. فاجأناه وقت الشو بإنه حطيناه مع إيان برونر اللي هو فنان بحبه أوترو، وكمان إيان طلع بحب أوترو فطلعوا معجبين ببعض، وهاي كمان كانت من الصدف الغريبة والزابطة. حد زي أوترو هيك بحسه بيزبط معانا وعم نجرب نشتغل معاه. كمان أظن إنه كتير من الناس اللي عملنا شوز معاهم راح انزللهم إصدارات مع دي بي إل.

شيرين: جوووووز طلبنا منه ست لمعازف فبعتلنا إشي عمله لايف بيجنن. في لحظتها حكيناله ننزّله ألبوم بدل ما نحطه على الشو. فأعطانا الأوكيه وبلشنا نشتغل مع فنان على الغلاف ويمكن ننزله فاينيل أو سي دي. هذا صار معنا أكتر من مرة، زي مع كوستاس، لما نشوف ست منيح بيطلع منه إصدار.

ليث: أسرار المهنة [بضحكون].

بما إنه أكتر من مرة في كلامنا جت سيرة إصدار من خلال فاينيل وكاسيت وسي دي، دلوقتي بقى فيه كلام منتشر إنه شركات التسجيل تعيد النظر في فكرة الإصدارات المادية. شايف إنه الإصدار الديجيتال كافي أو إنه الوسايط التانية لسا مهمة؟  

ليث: بما إنه عمره ما طلع شركات تسجيل مستقلة في الأردن في السبعينات أو التمنينات، أنا حاسس إنه بلشنا من صف أول عشان نعبي حقبة مفقودة من الزمن لما كان الكاسيت الفورمات المعروفة أو الدارجة، فبلشنا فيه بس بسرعة عم منروح عالسي دي والفاينيل واليو إس بي، وبعديها الإن إف تي وبعديها أبصر شو، عبين ما نوصل للحاضر.  أنا بالنسبة إلي الفورماتس هاي مهتمين فيها أكتر بصريًا كأوبجكتس، اللي قاعدين عم بنعمله قطع فنية ديموقراطية، رخيصة وبكميات محدودة. بس إذا بده يصفي الموضوع لقدام من غير أشرطة ومن غير فاينيل، فنحنا من هلأ اتجاهنا رايح أكتر عالمواد الترويجيّة المفاهيمية والموضة، شغلات رح تضل بدها العالم تحطها ببيوتها أو تلبسها، هذا الإشي ما راح يروح.

نتكلم عن المشهد الصغير في عَمان. فاكر أول ما اتعرفنا على بعض من سنتين كان في نقاش ضمن مؤتمر معازف للموسيقى في الشارقة، كنت اتكلمت وقتها على التحديات الكتيرة اللي بتواجهها أيام آسمبلي. هل لسّا التحديات دي موجودة وصعب تعمل مشهد في عَمان؟ 

ليث: عَمان بلد غريب كتير، غريب من كل النواحي. سياسيًا غريب، يعني البلد الوحيد تقريبًا اللي شعبه ما ثار. بحس مش كتير الناس عندها دافع قوي للتغيير.

فراس: غير هيك بتحس بأزمة الهوية بشكل كبير، يعني فعليًا عَمان مدينة بس في جواتها عشرين ثقافة مختلفة بنفس الوقت، هادا الإشي عادة بكون منيح وبطلع إشياء غريبة بس بعَمان للأسف ما إله تأثير إيجابي أبدًا. حتى على صعيد البوب مافي ثقافة قوية، يعني مافي أي فنان أردني معروف بشكل كبير بالمنطقة، فممكن تتخيل ضعف الإنتاج الثقافي بشكل عام. بالنسبة للتحديات أكيد لسا موجودة وأكتر مع الكورونا، يعني على مستوى التنظيم عندك مشكلة صالات أداء كبيرة، على مستوى المحتوى في رقابة رسمية غير الرقابة من المجتمع نفسه والخوف من كل شي جديد أو غير مألوف. هاي كلها أشياء بتخلي الشغل أصعب من أماكن تانية، غير إنه في بنية تحتية إذا ممكن نسميها هيك موجودة بمدن عربية تانية من استوديوهات وعدّة وناس تقنية مش متوفرة عنا برضه. آخر فترة يمكن كان في تفاعل أون لاين أكبر على الراديوهات ممكن عشان الكل بالبيت أو التفاعل على الإنترنت أسهل، غير إنه في ناس من الأردن عم تشتغل مع هاي المنصات فبرضه بتعمل دعاية. فالواحد صار يشوف تغيير على الأقل بالدوائر الصغيرة اللي بنتعامل معها وصار في حركة شوي، صار في صالات أداء ومجموعات موجودة ومستمرة فهاي كلها أشياء بتخلي الواحد يتفاءل طبعًا. غير إنه الجيل الأصغر برضه منفتح ثقافيًا أكتر من قبل وعم بسوي شغل مميز، يمكن برضه إلها علاقة إنه تغير المشهد من باندات لصار الواحد ممكن لحاله فأعطى حرية أكبر، بدناش نطلع عن الموضوع كتير [يضحكون].

 تقدر تقول إنه في عدد مش بطال ظهروا مؤخرًا في عَمان.    

ليث: مية بالمية، وممكن يكون من الأسباب اللي شجعتنا أكتر بدون ما نحس. والحلو إنه من ناحية التنظيم في ناس عملت شغل حلو وجابوا ناس ما كان الواحد يتخيل يشوفها بالأردن زي شوسمه (عبدالله الطاهر)، وميس اللي عملنا معاها حفلة وجبنا درو ماكدوال. في نضال طه دي جاي قوي جدًا كان يلعب معانا وعنده برنامج حلو على معازف، برضه في عبدالله وعامر (دوبامين) عملوا إفنتس كانت مميزة من ناحية إعدادات المكان والتنظيم. ومن ناحية الفنانين في شغل رائع، غير بشار سليمان، مش محتاج تعريف، فيه عندك سكايلا عندها إمكانيات قوية وعم تشتغل مع ليبلز منيحة. زيد سجدي بطمنّي وجوده كتير بالسين لَإنه شاطر تقنيًا وبنفس الوقت فنان قوي كتير، وهدول الشغلتين برأيي مش سهل تلاقيهم مع بعض. فيه جينجين قوي كتير كمان، هذا مش كتير الناس بتعرف عنه، عالهادي عم بيشتغل على ألبوم قصير راح ننزله قريبًا، شغل أمبيانت. فالواحد صار يحس إنه بدأ يصير في بداية لصوت طالع من المدينة واللي هو أكيد إشي مهم لليبل إنه يكون موجود وبخلينا نساعد بعض أحسن.

بما إنك اتكلمت على إصدارات جاية زي جوووووز وجينجين، خلينا نتكلم على ألبوم شب تيرو.

ليث: لسا موضوع شب تيرو حسّاس بالنسبة إلي، أنا لهلأ حزين كتير، لأني حبيته وكنت أعتبره زي أخوي الصغير، وكنت أشوف حالي فيه لما كنت أصغر. شب ذكي وقلبه طيب، وخسارة كبيرة للموسيقى العربية بشكل عام، ما بتخيل طلع متله، ولا رح يطلع متله. لسا مش مستوعب بالزبط أنا شو اللي صار، بلشنا نشتغل إحنا ودايسوكي (دي جاي داي سون) وشب تيرو كـ إم سي. كتب وسجل شغله للألبوم وقبل ما يتوفى بيوم بعتلنا إنه خلص. بعدين رحنا تريب غريبة، خصوصًا مع اسم دايسوكي الفني: دي جاي داي سُون، بس كتير مهم عنا إنه يطلع وإنه نحاول نخليه يترك أثر وننشر الميراث تبع شب تيرو. بتذكر وقت ما كنت عم بحبش عن كوستاس لقيتلّه مقابلة مهمة كتير، عملها لما كان عمره ٦٤ سنة، كان قاعد عم بحكي لو هو بده يعيش بالطريقة اللي بعبر فيها عن حاله بموسيقته أو عالمنصة كان مات من زمان، وبيحكي إنه هو بفصل عمله الفني عن حياته الشخصية وواعي إنها أدائية. شب تيرو عاش فنه، وفنه كان فيو عدمية، بس الشغل اللي تركه والكلام اللي حكاه رح يضلّه عايش.

شايفين الحركة الموسيقية في المنطقة بشكل عام ازاي؟ حاسين إنه فيه أمل من اللي بيحصل دلوقتي؟        

يعني بصراحة مش كتير، إذا بتزيد المغتربين بزيد الأمل شوي. إذا بدنا نحكي عن المنطقة، أقوى مشهدين هم أقدم مشهدين، مصر ولبنان. الشغل بالقاهرة أنضف إشي، فيه صوت نضيف وفيه روح. ببيروت تيكنيكلي مناح، بس بحب أسمع موسيقى عن جد طالعة من بلد متفجرة، بحب شغل جاد عطوي، بحب كمان الشغل اللي فيو فرونتمان ويكون جريء، وهادا الإشي بشوفه في مسيلمة. بحب زولي وإنت رامي وأنسي و١١٢٧ وكريم لطفي وجماعة هز وكل الشلة. أول ما بلشنا كنا عم بنفكر نعمل إصدار ليونس، حبيت شغله كتير. بستمتع مرات بشغل بلاتنم زي الكل، بس بصراحة أنا بشوف إنه أحسن هيب هوب وراب بتونس والمغرب، أكتر حدا أعطاني أمل هم توكسيك كلَب وشب تيرو بالتحديد، وخف الأمل مع رحيله. أنا مش كتير مع الموسيقى الثورية أو اللي عم بتحكي عن قضية اجتماعية، بحب موسيقى لناس بتحكي عن حالها أكتر. بتمنى تبلش تطلع ناس ما بتخاف تعبر عن حالها، ممكن كمان تحاول تعرف حالها أكتر، وتكون جريئة بالتعبير من دون خوف إنه ينحكم عليها، مع إنه الحكم بمنطقتنا شديد، وما تهتم بالترند اللي بتخلص وبتتبدل كل أسبوع هالأيام. وبحب أنهي بالوصف اللي أعطونا اياه ساينت عبدالله عن ألبومهم لما عملناله بريميير. كتير أثّر فيي ولهلأ بفكر فيه دايمًا، أعطيني دقيقة بس خليني أطلعه …

“إذًا، ربما هذا ما يكونه هذا الألبوم، محاكاة؟ لكن من أولئك الذين نحاكي (أعمالهم) بالتحديد؟ لم أعد واثقًا أنني أعرف. بالتأكيد لا نحاكي (أعمال) شخص معين، لكن ربما كبار الأعمال الفنيّة.

نحاكي (ثقافتهم) بسرعة أكبر من سرعة اختراقهم لثقافتنا. قبل أن يستحوذوا على ثقافاتنا، أراضينا، شبابنا، نسبقهم ونستحوذ على ما لديهم.”

“So maybe that’s what this album is, an imitation? But who are we imitating, I’m not sure anymore. No one directly, certainly, but a cannon perhaps.

Imitate better than they can infiltrate. Faster than they take over our cultures, our lands, our youth, we take over theirs.”

~ Moh and Mehdi ~

والسلام عليكم 

 

المزيـــد علــى معـــازف