.
وصلنا شبرا أنا واثنين من أصدقائي الساعة 9:20 مساءً نبحث عن قهوة هادئة إلى حد ما حتى أستطيع تسجيل حوار مع ثنائي من شباب المهرجانات من سكان المنطقة. جلسنا ما يقرب من نصف ساعة في انتظار “زواوي” و“فيفتي“، اتصل خلال هذا الوقت “زواوي” مرتين متردداً بين استضافتنا في بيته، حيث “غرفة العمليات” أو مقابلتنا على القهوة. شرح لنا في المرة الأولى أن الاختيار الأنسب هو أن يستضيفنا في بيته حيث الغرفة التي يقوم فيها هو و“فيفتي” بالتسجيل، ولكنه يريد في نفس الوقت أن يحافظ على حرمة البيت، مما جعل استضافتنا موضع نقاش العائلة. بعد ثلث ساعة تقريباً من المكالمة الأولى اتصل “زواوي” ودعانا للحضور.
ساحة المهرجانات هي فصيل من الفن الشعبي يمثل في مصر شيء مما يمثّله الراب في أميركا. كما قال “أوكا” في الفيلم التسجيلي “اللي يحب ربنا يرفع إيده لفوق“، هذا الفن للفقراء والمهمشين. هذا صوتهم وفنهم، ولا يصح أن يتحدث باسم ثقافة الفقر والفقراء إلا من ينتمون إليها، فمن هو خارجها لن يقدر التعبير عنها أيّاً كان، حتى إذا حاول أن يكون صوته معبّراً عن الثقافة التي تنبض بها جمهوريات الفقر المصريّة.
في حواري مع “زواوي” و“فيفتي“، وجدتُّ تعلقاً بالراب وإعجاباً واضحاً يوحي بعلاقة بين الحالتين التي يتم خلقهم في الراب و المهرجانات. هناك، يشعر الشباب بأن الإلقاء الذي يحل محل الغناء والإيقاع هما الأساس في الفنين. المهرجانات في المقام الأول منصة راقصة لا تتطلب من المؤدي أكثر من مقدرته على خلق ساحة صاخبة من عنصري الإيقاع والكلمات التي تجد صدى عند الجمهور. ليصبح المؤدي وكأنه مصدر أنفاس هذا الصخب. هذه المؤهلات القليلة تجعل هذا المشهد قريب و ممكن لمن يريد أن يدخل هذا العالم من الإيقاع و(التصريح؟).
لا تطمح أصوات هذه الساحة اللحظية بالخلود، ولكنها تطمح في أن تكون جزءاً وسبباً في صنع لحظة صاخبة. الكلمات بمثابة تعليق مباشر على الأحداث التي تهمّ أصوات الساحة، حتى وإن كان المضمون رسالة من صديق خاب أمله في صديق أخر.
فمهرجان “سرقة ماكرو” جاء وكأنه تعليق على المشهد السياسي/الثوري خلال الانفلات الأمني بعد انسحاب الداخلية من مدن مصر يوم 28 يناير 2011، والذي حدثت بعده سرقات عدة كان ضمنها نهب ماكرو ماركت في مدينة السلام. يبدأ المهرجان وكأنه بيان من القوات المسلحة ويلاحظ استخدام أحدث المفردات الموجودة في الشارع المصري كالإشارة إلى حظر التجول. مهرجان “طفي النور يا بهية كل العسكر حرامية” انتشر في نصف 2011. بعض كلماته من أغنية لمحمد منير في مسرحية “الملك هو الملك“. يحدث أحياناً أن يختار مؤدي المهرجان كلمات أغنية قديمة كمطلع للمهرجان كما هو الحال أيضاً في مهرجان مثل “الوسادة الخالية” و“نحن نريدها هلس.”
يبلغ عمر “زواوي” 19 عاماً، وهو طالب في عامه الأول في معهد فني صناعي بالمطرية، ويعمل منذ عامين كفني برامج في مكتب لتصليح وصيانة أجهزة الكومبيوتر من الساعة الحادية عشرة صباحاً لنظيرتها مساءً. انتشار الهواتف المحمولة الذكية وأجهزة الكمبيوتر والانترنت كان من العوامل الرئيسية فى ظهور ظاهرة المهرجانات. “عمرو حاحا” مثلاً كان يعمل فى محل لبيع وصيانة الهواتف المتنقّلة، ويحمّل رنات المحمول على الأجهزة كجزء من عمله، مما فرض عليه استخدام برامج هندسة الصوت. هكذا كانت بداية “دي جي عمرو حاحا“، واحد من أشهر صناع المهرجانات فى مصر. “زواوي” أيضا تفرض عليه طبيعة عمله التعامل مع برامج الكمبيوتر بشكل عام ومن بينها برامج هندسة الصوت.
جلسنا في حجرة على شمال الباب بها كنبتان وسرير ودولاب للأطباق والأكواب– قدم “زواوي” لنا بها الحاجة الساقعة لاحقاً – وجهاز كومبيوتر. “علي فيفتي” كان جالساً على إحدى الكنب في انتظارنا. “فيفتي” عمره 16 سنة ويدرس في عامه الثاني في المرحلة الثانوية. أعلن أنه في عجالة لأن أمه تريده في المنزل لتطمئن من أنه يذاكر دروسه، وقد اتصلت به مرتين في خلال جلستنا التي استمرت ساعتين تقريباً.
“زواوي” اسم دلع كان يناديه به عمه في صغره، هو لا يتذكر السبب و لكنه أصبح كنيته واسم شهرته الآن. أحياناً يناديه الناس بـ“زولا“. ممّا لاحظته أنه من أهم استثمارات مؤدي المهرجان هو اسم شهرته. كل من سمعت عنهم في هذه الأمسية لهم كنية وعددهم ليس بقليل. ذكر لنا “فيفتي” أن اسمه تقليد لـ“فيفتي سنت“. ضمن الأسماء التي ذكرت في جلستنا بجانب مشاهير المهرجانات مثل وزة، حاحا، أوكا، أورتيجا وفيجو، هناك سعيد برشامة، سردينة، حلبسة، إيشا الشوال، جودزيلا وأصغرهم بكار الذي ما زال في الصف الأول إعدادي. بكار جار زواوي وتعاون الاثنان في مهرجان عن الصداقة بعنوان “وسوسة الشيطان“. ذكرت العديد من الأسماء الأخرى مما جعلني أتأمل اسم شهرة أقدم به نفسي لو قررت دخول الساحة.
زواوي بمثابة العقل المفكر لهذا الثنائي، فهو جاد ومتحدّث جيد، ولكن عمله يقتصر على الكواليس، فهو نادراً ما يصعد إلى المسرح. يقول زواوي أن هذا ليس بسبب الخجل وأنه راض تماماً عن دوره في الثنائي. فيفتي قليل الكلام ولكنه الأكثر جرأة على المسرح. هو شاب توحي إيماءته بشيء من العزلة، ولكنه في الحقيقة لا يفوت فرصة للصعود على منصة إحياء فرح أو حفلة في طريق عودته من دروس المرحلة الثانوية التي تزدحم بها حياته. في بعض تسجيلات المهرجانات يتلفظ فيفتي بالشتائم بارتياح وشيء من الاحتفاء بطاقة شبابية شعبية خاصة في استخدام هذه المفردات.
بينما لا يحبّذ “فيفتي” الارتجال ويقول أنه يفضل الالتزام بالنص، ولكن من غير المستبعد أن تراكم خبرته في المجال سيغير من رأيه في هذا الشأن. عادةً ما يؤدي فيفتي السطور الرئيسية (فوق) ويُحيه زواوي أو يلقي بعض الجمل القصيرة (تحت). هذا النمط شائع وهو مستمد من قالب قديم يشير لـ“تحت” بالنبطشي. النبطشي هو شخص يُحيّي أهم الحضور في الفرح أو الحفل الشعبي عند توقف الفقرات الترفيهية أثناء الاحتفال. أرانا زواوي تسجيل فيديو لأحد الأفراح التي قاما بإحياءها هو وفيفتي. في هذا الفرح يدخل الشباب بمساعدة عدد من أصدقائهم وكأنهم في جنازة يحملون جثة وعندما يلتفت لهم الجميع ينزل الشخص الذي يمثل دور الميت و يبدأ في الرقص. يروي زواوي وفيفتي هذه القصة بحماس. وعندما سألتهما عن سبب الذي دعاهما لاختيار هذه الفكرة كان ردهما عفوياً، هذا بالنسبة لهم جزء من “الحركات” الملفتة للانتباه التي ستحقق لهما “الصيت“.
بدأ الشابان بنشر مهرجاناتهم على الانترنت منذ عامين بعد اكتشاف هذه الساحة الغنائية الراقصة والتي في نظرهم لا تختلف عن الترفيه المعتاد في الأفراح الشعبية. مشهد إحياء الفرح الشعبي يتطلب مهندس صوت يُشغّل نغمات لإيقاع معين بينما يمسك “المايكمان” الميكروفون (الحديدة) ويلقي على الجمع كوبليه يستمر في إعادته بينما يرقص الحضور. عادةً ما تكون الكلمات تحية لأصحاب الفرح و أحبابهم وتحية للقائمين على المهرجان. بهذه الطريقة يعلن المؤدون عن أنفسهم لعل أحد من الحضور يستعين بهم في فرح قريب وينتشر صيتهم. زواوي أسمعنا آخر مهرجاناته هو وفيفتي والذي يحيّون من خلاله أصحاب جدد في مناطق السلام و شبرا والمطرية. قال الشباب أيضاً بأنه أحياناً يستخدم المهرجان كوسيلة لشتم شخص أو مجموعة.
لا يتقاضى المؤدون أجراً إلا إذا كان أصحاب الفرح أغراب تماماً عنهم. فحتى في حالة من تربطهم بهم أبعد الصلات، والتى قد تصل إلى صديق لصديق لصديق فلان الذي هو جار فلان الذي يعرف المؤدي، تصبح مسألة تقاضي الأجر غير واردة. المهرجانات فى المناطق الشعبية لها دور وظيفي حيث يتم الاستعانة بمؤديي المهرجانات من خلال الشبكات الاجتماعية المتساندة شديدة التعقيد والتى تعتمد على تبادل ما يملكه كل طرف (الخبرة) كبديل عن ما يتعذر على الجميع تحصيله (النقود). يخبرنا زواوي أن الدافع وراء عمل المهرجانات هو “الصيت” وهو مفهوم لا يمكن إدراكه ولا يكون له معنى خارج الشبكات الاجتماعية الموجودة فى تلك الأحياء التي تعتمد على سلاسل من “الواجبات” أو “المجاملة” على حد تعبيره. لا تكون هذه الواجبات مجانيّة تماماً، فالكل يعرف الكل وسيأتي يوم ليستفيد كل الأطراف من تلك الجمايل التي تشبه “النقطة” (هدية ماديّة للعروسين) فى الأفراح الشعبية. في الحالات القليلة التي يتم قبول أجر فيها، يكون المستفيد الأكبر هو صاحب عدة الصوت.
الإعلان عن أسماء المؤديين عنصر مهم أيضاً في مرحلة التسجيل بسبب تطابق الأصوات التي تمر بنفس المؤثرات الصوتية (الفلاتر– جمع فلتر) وقلة التنوع في الإيقاع. يطلق على هذا التعريف “البصمة“. زواوي أشار إلى أن الكلمات برغم قلتها هي جزء مهم يساهم بشكل كبير في مدى شعبية المهرجان. ليست لدى الثنائي فكرة واضحة عن السبب الذي يجعل بعض التعبيرات والجمل تجد رواجاً أكثر من الأخرى، وكان التطرق لهذا التساؤل بالنسبة لهما فرصة لتأمل المسألة دون الوصول إلى إجابة قاطعة. هذه الحيرة يعبر عنها وزة في تصريح له في فيلم وثقائي فرنسي عن الشهرة الواسعة التي وصل إليها هو وأصدقاؤه من مشاهير الساحة وعدم فهمه لأسباب تهافت “الدي جيز” الأجانب والأغنياء على المهرجانات.
هذه التصريحات تشير إلى روح الخفة ودعابة التي تتميز بها المهرجانات، وهي عناصر غير موجودة في التيارات الفنية الرئيسية. وبالرغم من أن الإقبال المتزايد على مشاهير المهرجانات يُضَخم فرصهم المادية يوماً بعد يوم ويقربهم تدريجياً من ساحات “البوب” الرئيسيّة، إلا أنهم يحتفظون بشيء من الصبيانيّة العابثة التي تعلن بشكل ضمني عدم أخذهم هذا الصخب على محمل الجد. ينطبق هذا أيضاً فيما يتعلق بتحولهم إلى مغناطيس بدأ مؤخراً في استقطاب ساحات الرقص في دوائر الأغنياء فقد أصبح من الشائع تواجدهم في قاعات الأفراح في الفنادق الخمس نجوم والنوادي الليلية.
يحمّل الشباب تسجيلاتهم على موقع يوتيوب تحت العنوان الذي يختاراه، ولكنهما يحرصان على تحميل تسجيلاتهم على موقع شبكة طرب ميكس الذي يملكه سعيد برشامة والذي هو بمثابة أرشيف للمهرجانات. الموقع له “مشرف” وهو المسؤول عن تحميل التسجيلات التي يرسلها المؤدون له. زولا يتذكر واقعتان فقط تم فيهما رفض “رفع” المهرجانات على الموقع لورود ألفاظ نابية في المهرجان، ولكنه يؤكد أن هذا الجانب الرقابي نادراً ما يحدث، كما يعلم المؤدون أن بإمكانهم استعمال يوتيوب في حالة رفض تسجيلاتهم. للشابين صديق ثالث هو “الشاعر” كما أشار إليه زولا، وهو المسؤول عن كتابة أغلب ما يغنياه. زولا أيضاً يكتب ويود أن يطور هذا الجانب في نفسه لأن عنده ما يقوله على حد تعبيره. وبرغم معرفته بأن ساحة المهرجانات هي ساحة رقص في المقام الأول، إلا أن جودة كلماته وتمكنه من أدوات الصوت سوف يتيح له المجال للإفصاح عن أراء أكثر جدية. “مش عاوز كله يبقى هزار” يقول زولا، وهو ما فعله في تسجيل “راب” (إيقاعه لا يشمل أصوات لآلات تميز الفن الشعبي مثل صوت الرق) إسمه “مطالب الشعب“. كتب الكلمات لهذا التسجيل زواوي وفيفتي عقب مجزرة محمد محمود في نوفمبر 2011 والتي شهدت معركة بين قوات الداخلية وثوار ميدان التحرير. حين وصلنا لهذه النقطة في الحوار قام فيفتي استسلاماً لإلحاح والدته. وضع “الهود” على رأسه ودس يديه في جيوبه بعد أن أخذ موبايله، وأعلن بتمتة غير واضحة أنه على وشك الرحيل، متقمصاً بتلك اللحظة شخصية أخرى أكثر غموضاً وشقاوة. زواوي مؤمن بأن الثورة كانت من 25 إلى 28 يناير 2011 وأن كل ما جرى بعد ذلك هو غير قادر على تفسيره. كلمات “مطالب الشعب” كانت تعبير عن هذه الحيرة، فعند سؤالي عن تفاصيل هذا العمل بدأ زواوي كلامه قائلاً: “إحنا مكناش عارفين نكتب إيه. إحنا مش مؤلفين“. تقول كلمات التسجيل:
في ناس طلباتها كتير
في ناس طالبة التغيير
في ناس هدفها ازاي يمشي المشير
ياللي انت في التحرير
لسه الموضوع كبير
مش واقف عالداخلية
مش واقف عالمشير
في يناير 2012 أطلق على يوتيوب مهرجان بعنوان “الثورة مستمرة” هو عبارة عن مجموعة من هتافات الثورة التي قيلت على مدار سنة 2011. أجمع زواوي وأصدقاؤه أنه مهرجان “مثقف” دخيل على الساحة ولا أحد يعرف من قام به. وجدت يوم 19 مايو 2012 مهرجان لسادات العالمي، أحمد فيجو وعلاء فيفتي بالتعاون مع عمرو حاحا بعنوان “أنا نفسي بس في ريس“، سبق العنوان تعريف التسجيل بأنه “أغنية“. هذا المهرجان منظم وبمثابة دعاية وتسجيل هؤلاء الشباب لدعمهم لخالد على في انتخابات الرئاسة.
في حواري مع صديقي عبد الله الذي ساعدني في كتابتي لهذا المقال تساءلنا عن سرعة تغير وتطور المهرجانات وما إذا كان الجانب الإبداعي والفني والتجاري سوف يضفي عليها نكهة مختلفة في الفترة القادمة يجعل تقديها منمق ومصقول بشكل أكثر حرفيّة يفقدها شيئاً من عفويتها وروح الدعابة التي تغلب عليها. هذا المهرجان ينذر بشئ من هذا القبيل وهو تحول يذكرني بالحملة الإعلانية لمشروب “فيروز“، أي أنه قد يكون “التطور الطبيعي للحاجة الساقعة“.
في بداية هذا البحث حاولت التواصل مع مجموعة طالبات من الزقازيق اللاتي أطلقن مهرجان بعنوان “مهرجان مدرسة جمال عبد الناصر” بمساعدة متخصص في نغمات الإيقاع في منطقتهم (دي جي). المهرجان عبارة عن إطراء البنات لأنفسهم وهو أسلوب للتعبير مكروه لأنه يعتبر نوع من أنواع الجرأة التي توصف بالوقاحة كما أوضحت لي إحدى البنات. حين توصلت لإحداهن كان أول رد فعل إنكار صلتها بالمهرجان والدفاع عن أخلاقها التي تعرضت للتشويه في المدرسة والتي على إثرها فصلت أخرى. هذا المهرجان جعلهن خارجات عن حدود الأدب. بعد يومين من التواصل على التليفون بهدف مقابلتهن، اختفت الفتاة وانقطع اتصالي بها. الساحة تفتقر الحضور النسائي ولكن هذا في طريقه إلى التغيير. مؤخراً إستعان أوكا وأورتيجا بمؤدية (تحت) إسم شهرتها “شولة“، و يبقى المجال مفتوحاً، الأمر الذي جعلني أتأمل التعاون مع زواوي وفيفتي.
في نهاية الجلسة كنت قد توصلت إلى اسم شهرة لنفسي: “هالة البلطيّة” كان أول ما فكرت فيه بعد أن ذكر الشباب مهرجان “سمكة على بلطيّة” الذي أطلق كتحية لآل سمكة. ولكنني وبعد التفكير قررت أن أستخدم “فخفخينة” اسماً لي، استناداً لمشروب الفواكة الشهير.
شكر خاص لعبد الله كمال على تنسيق هذه المقابلة وتعليقاته القيمة على المقالة.