.
https://www.youtube.com/playlist?list=PL0uhfL65ceygpyeTF4x_V7OiBUdpmY-ga
وسط الخلاف بين سادات العالمي وحمو بيكا، نزّل سادات بداية الشهر أول ألبومين منفردين له ردًا على ألبومين أصدرهما بيكا (سيراجعهما ياسين زهران بعد أيام). حمل الألبوم الأول اسم الحرب العالمية الثالثة في إشارة إلى الخلاف بين الاثنين، لتصبح رسميًا ألطف حرب عالمية تمر علينا حتى الآن، حيث تصالح سادات وحمو بيكا بالفعل، وهناك شائعات وستوريز على إنستجرام تفيد بأنهما يعملان على مهرجان مشترك. صدر الألبوم الثاني تحت إسم مزيكا القرن ٢١، في إشارة من سادات إلى دوره في تطوير المهرجانات ودفعها إلى التوسع خارج صوتها التقليدي.
يكمل سادات العالمي ما بدأه العام الماضي من تقريب بين المهرجانات والتراب المصري، حين سجّل عدة أعمال مع ويجز ومروان بابلو وفرعون. في الألبومين الجديدين، وسّع سادات دائرة تعاوناته لتشمل منتجين وموزعين بعد أن اقتصرت سابقًا على الرابرز فقط، ليعمل مع دي جاي توتي الذي أنتج الكثير من أغاني ويجز، ومولوتوف الذي عمل مع علاء فيفتي ومروان بابلو، وأنتج مهرجان بلعب أساسي.
وزّع عمرو حاحا ومولوتوف ثلث الأغاني تقريبًا، وفرضا الصوت العام للألبومين. استمر حاحا في استخدام أصوات أقل ازدحامًا وأكثر تركيزًا، فيما استخدم مولوتوف الأربيجييتر والنغمات المسلسلة. تعاون حاحا ومولوتوف على إنتاج اثنين من المهرجانات، المجنون وضاربها طبنجة، لكن تعاونهما كان أضعف من أعمالهما الفردية.
تشترك المهرجانات مع التراب بنفس الشهية في التعاون مع منتجين (موزعين) مختلفين في الألبوم الواحد. تظهر في هذين الألبومين أسماء مغمورة، مثل أبو صابر الذي وزّع المهرجان الجيّد الميّال إلى البوب: لعنة (إنترو)، كما تظهر أسماء كبيرة مثل إسلام شيبسي الذي وزّع مهرجان كلام كبار، وطلع المهرجان كلام فاضي، ليس لأنه ضعيف، بل لأن شيبسي لم يحاول أساسًا، بل لجأ إلى لوبات متوقعة وعزف ميكانيكي. وفّر الألبومان أيضًا فرصة لبروز بعض الموزعين الصاعدين، مثل وزة منتصر الذي سبق له التجريب في مزج المهرجانات مع التراب عبر عمله مع فرعون.
في الألبومين، وزّع وزة منتصر مهرجان الحرب ابتدت، الذي أصبح ثاني أكثر المهرجانات الحالية رواجًا خلف محمد رمضان. غناء السادات المتمكن في هذا المهرجان يذكرنا بكونه واحدًا من أقدم المغنين في المهرجانات المسجّلة، لم ينشغل بالكتابة أو التلحين والإنتاج واكتفى بالتركيز على الغناء، حتى أتقنه وأصبح أحد أكثر الأصوات القادرة على جذب ملايين الاستماعات. ساهم في نجاح المهرجان أيضًا عفروتو الذي أضاف الآد-ليب الخاصة به “يا يا”، وساهم في كتابة بارات الراب المسلية، والمزدحمة بالقوافي الداخلية التي تصل أحيانًا إلى تقفية كل كلمة: “هنوريكوا / أنا وسيدو / عبيلوا واديلوا / هتشيلوا بالكيلو.”
يدور هذا المهرجان ومعظم المهرجانات الباقية حول معارك سادات وبيكا، مع تركيز واضح على أن المواجهة بين الاثنين موسيقية وليست شخصية: “كلها مش بتطور، دقة قديمة / إحنا نجوم، فى السما أسامينا / أغانيكو إنتو فقيرة / عكس مزيكتنا، في الشوارع هتلاقيها.” التنافس استراتيجية سادات الرئيسية. العام الماضي مع فيفتي وهذا العام مع بيكا، يضع سادات نفسه دائمًا في مواجهة نجم المهرجانات الأكثر إثارةً في كل فترة، ويحاول مواكبته وسبقه عبر البحث عن أفضل التعاونات والتجريب باستمرار، ويقوم عبر ذلك بنحت وتطوير أسلوبه باستمرار، ما أبقاه في واجهة المهرجانات لما يقارب العشر سنوات اليوم. مهرجان محمد رمضان المتصدر للسماعات حاليًا هو من إنتاج رامي المصري الذي اكتشفه سادات العام الماضي.
يستمر سادات العالمي بتعديل وتطوير أسلوبه في هذين الألبومين، لكنه يقوم بذلك باستعجال. تأتي اللحظات القوية في الألبومين عندما يأخذ سادات سكة المهرجانات أو سكة التراب بوضوح وبلا مزج، هناك مهرجانات قوية مثل صراع الأندال الذي وزعه وزّة منتصر وأغاني تراب قوية مثل الصيت والغنى (بالاشتراك مع ويجز ومينو زين وتوزيع توتي). بالمقابل، هناك محاولات مشلفقة وضعيفة للتجريب في المهرجانات أو مزجها، مثل حفلة سودا، المهرجان المخلوط بتكنو مبتذل.
بالنسبة لواحد من أهم الأسماء في تاريخ المهرجانات، هناك شيء من خيبة الأمل في أول ألبومين لسادات العالمي. باستثناء أربع أو خمس أغاني، معظم ما سمعناه باهت أو غير ناضج. ربما استعجل سادات إصدار هذه الأعمال في حماوة معركته مع حمو بيكا، وربما لم تستوعب المهرجانات بعد خصوصية إصدار الألبومات. على كلٍّ، الطريق إلى الأعمال العظيمة ممهد بالكثير من الإخفاقات الصغيرة، ولا يزال سادات يسير على الطريق الصحيح للتجريب وإعادة اختراع نفسه.