.
خرم إبرة | أفضل شركات تسجيل إلكترونية في ٢٠٢٤
أجنبي جديد

خرم إبرة | أفضل شركات تسجيل إلكترونية في ٢٠٢٤

رامي أبادير ۲۰۲٤/۰۸/۰٦

في ظل توقف العديد من شركات التسجيل وتخبّط الصحافة الموسيقية، ورتابة المشهد الراقص واستمرار العقلية الإكزوتيكية لدى العديد من المهرجانات، يبدو أن المشهد الإلكتروني يعاني بعض الشيء؛ لكنه ما زال قادرًا على إغراقنا بالعديد من الموسيقات والمشاهد وبث الأمل في ظل ما نعيشه من أقصى مراحل الموسيقى ليبراليةً. من خلال هذه القائمة نستعرض عشرة شركات تسجيل تشبع رغبتنا في الموسيقى الإلكترونية وتحافظ على استمراريتها. تتنوع القائمة لتشمل شركات من حول العالم، تتراوح بين المؤثرة والناشئة، وتغطي مشاهد وأذواقًا تلائم حالات سمع شتى.


بان

تعكس تسجيلات بان بقوة مراحل تطور المشهد الإلكتروني المغامر في العقد الماضي حتى الآن، ويحسب لها استمرارها وتشكيلها ذائقة الجمهور والعديد من الفنانين والقيّمين. يحفل رصيد بان بإصدارات منتجين مهمين مثل أوبجكت ومش ولي جامبل وأمنيجيا سكانر، بالإضافة إلى ألبومات مهمة اعتمدت على استعراض قدرات التصميم الصوتي وقدر كبير من التفكيك الشائع في العقد الماضي. المثير في بان هو صعوبة توقع الإصدارات، فنجد عليها أعمال تقليلية لـ بياتريس ديلون وأبسامي، وأعمال غنائية مثل ألبومات إرث إيتر وأخرى راقصة كما لدى ستيل وتزوسينج، حتى النويز والأعمال الصوتية المجرّدة لـ رشاد بيكر وفلوريان هيكر وبيوس ماري.

راهنت بان مؤخرًا، بعد تثبيت وجودها، على أخذ خطوة جريئة والتوجه تدريجيًا إلى الموسيقى المعتمدة على الآلات الحية والغناء، بشكل أكثر تركيزًا من مجرّد ألبوم عابر لـ إرث إيتر. ألبومات هيث وإيفيتا مانجي ومارينا هرلوب وباتريك بيلاجا وتونج إن ذَ مايند عززت العنصر البشري بعد سنوات من الغرق في الإلكترونيات والتفكيك والتجريد، إضافةً إلى الثيمات المظلمة والهوس الغربي بالديستوبيا. الأمر الذي افتقدناه في مهرجانات الموسيقى الإلكترونية. يتقن بيل كوليجاس مؤسس بان قراءة المشهد ببعد نظر، ويأخذ خطوات قيمية مدروسة منفذًا إياها في التوقيت الأمثل.

يوكو

لم يكن من الهين أن تنشأ تسجيلات يوكو في التشيك وقت الجائحة. على مدار أربع سنوات استمرت يوكو بثبات في إمتاعنا بكم من الإصدارات الراقصة التي تركّز بقوة على البايس ثم البايس. إصدارات تراكا ويونس وكريزبي كريز تأخذ منحًى هجينًا من الهيب هوب والجرايم والدبستب. تحتوي يوكو ألبومات اثنين من أكثر المنتجين الراقصين مهارة وإثارة للاهتمام، التركي جرانيول والبريطاني كوكتيل بارتي إيفكت، الذين تتحلى موسيقتهما بالديناميكية بالإضافة إلى تلاعبهما بالبايس والأنسجة الصوتية، مع تسليط الضوء على التصميم الصوتي.

يتقن كويدو، أحد أهم منتجي يوكو، وصفة حلبات الرقص بإيقاعات لادغة وصوت غليظ. يظهر تركيز يوكو على التصميم الصوتي أيضًا في ضمه لـ وولج وتينيبر وأوبلاكا الذين تتاح موسيقتهم للنوادي الراقصة والاستماع المتمعن. يتنوع ذوق يوكو ليشمل أيضًا إصدارات راقصة صريحة، لا تتفذلك كثيرًا وتناسب الذوق العام السائد حاليًا في النوادي الراقصة، كما لدى لو موتيل وليز وحسن أبو علم وسام لينك وجريفيت فيجو.

سبتكست

رغم قلة إصداراتها وميلها إلى النخبوية في بدايتها، تبدل الأمر مع الوقت مع إصدارات ذات تأثير قوي في المشهد الإلكتروني. خُصصت سبتكست للمستمع الفضولي المعني بالانغماس في تفاصيل الأصوات وجودتها وكيفية توليفها، والذوبان في الأنسجة الصوتية والغوص في السايكو أكوستيكس. تأتي إصدارات بيور وجوشوا زابين وشين انعكاسًا قويًا لذلك بالإضافة إلى الإصدارات الأولى للثنائي إمبتيست، موسيقى ذات فضاءات واسعة متعددة الطبقات وتكسب الموسيقى المحيطة طابعًا سينمائيًا.

تحتفظ ألبومات آهو سان وران كاب دوي التي شغلت قائمة أفضل الإصدارات الإلكترونية لدينا، إضافةً إلى ميكسومي، بالخط التجريبي السائد على سبتكست لكن مع لمسات أكثر ليونة وبريقًا وديناميكية، ما يعد بلا شك إضافة مدروسة لضخ صوت متنوع وأكثر استساغة مما قبل. تغمر ألبومات مثل لايمن لـ كامارو وآهو سان وآش لـ إمبتي ست المستمع بالضجيج والخامات الصوتية الملتوية. في هذا العام تصل سبتكست إلى أفضل هيئة مع بلّا وزولي بإسهامها في مغامرتهم الموسيقية وخروجهم عن صوتهم المألوف، بجانب ألبوم بيور الثاني والصلب لتأكد على وجودها كواحدة من أفضل شركات التسجيل حاليًا.

تراتراتراكس

في ظل بروز مشاهد موسيقية من الجنوب العالمي واحتلالها مساحة كبيرة من حلبات الرقص والمهرجانات الموسيقية، تأتي تسجيلات تراتراتراكس على رأسها. منذ نشأتها في فترة حرجة أثناء الجائحة وفي ظل أربع سنوات اتخذت تراتراتراكس الموسيقى الشعبية الجنوب والوسط أمريكية قاعدة لها، مسورةً إياها بطابع إلكتروني لإحداث طفرات مثيرة في جنرات مثل الريجيتون والدمبو. ارتبطت الفترة الأولى بأسماء مثل نك ليون ولوكا دوران وبيتر بايب ونيكولا كروث وركّزت على الريجيتون بالأساس، ليدرك القائمين على تراتراتراكس اللحظة المثالية لتجنب التكرار.

تبدّل الأمر مع إصدار كيكسوسيس لتتسع ذائقة الليبل الكولومبية شاملةً ألبومات أكثر تنوعًا لـ دكتور جيب وباد سيستا وواحد من أفضل إصدارات ٣فاز، بالإضافة إلى اختيار مفاجئ وموفق جدًا للمنتج البلجيكي ماووبا ماتسوتشيتي. وصلت تراتراتراكس خلال العام المضي والحالي إلى منطقة ناجحة وباتت تشارك في العديد من المهرجانات المهمة في أوروبا ملهبةً وملهمةً مشاهد موسيقية أوروبية وإنجليزية بات العديد منها مهترئًا.

مابا

لم تخلُ ترشيحاتنا لشركات التسجيل من قبل من شركات شرق أوروبية. أثبتت السنوات أنه هناك العديد من الموسيقات المثيرة والمجددة للمشهد الإلكتروني نابعة من شرق أوروبا. تأتي تسجيلات مابا السلوفاكية دليلًا قويًا على ذلك. على مدار سنوات ركّزت مابا على فن الصوت والموسيقى الملموسة والتجريب كما في ألبومات إم بي هوبكينز وآدم أسنان وإنفانت، إضافةً إلى الارتجال كما في آي كيو+١ وسي سي سورنسن. تلك عينة بسيطة من قائمة ضخمة من الإنتاجات التي خصصت للاستماع المتمعن والتركيز في جودة الصوت والبنية الحرة مع بعد مفاهيمي صلب.

بقرار صائب وسعّت مابا مجالها لتصدر مؤخرًا أعمالًا رائعة لـ سلوفوم وبلَم جيرل وأديلا مِدي وفورسز. كما شاهدنا هذا العام إصداران مميزان يميلان إلى الكولاجات الصوتية لـ آلي كاتس وبنتو، تصميم صوتي في الصميم وألبوم متنوع الذائقة لـ آدا.

سي كيوكمبر

عانى المشهد الإلكتروني في الصين بشدة أثناء الجائحة بسبب طول فترة الإغلاق، ما أدى إلى سفر العديد من الفنانين بحثًا عن حياة أفضل في أماكن أخرى. لكن لم يمنع ذلك تزوسينج من تدشين تسجيلات سي كيوكمبر. مرت ثلاث سنوات على نشأتها، أصدرت خلالها تسعة ألبومات قصيرة. 

على رأس الفنانين يأتي الثنائي أسينك فيجر وخلطتهم التي تدمج بين ألحان ترانس جذابة وإيقاعات ممتلئة بالبايس. من ناحية أخرى ألبوم قصير لـ إن كاي سي الذي يعد من أهم منتجي الهارد درَم، كما هناك تحوير المنتج الياباني كيتو في الجوم. إضافةً إلى ألبوم فاينل تايباي التجميعي، إهداء إلى النادي الليلي المعروف في تايباي والذي يحمل نفس الاسم، حيث احتوى خمسة منتجين مأثرين من الشهد التايواني مثل ميوكو ميوكو! وبن وسانديس ترايس. مع عامها الرابع نزلت سي كيوكمبر تعاونًا قويًا بين واي تم وإشا أسفر عن تراكين جامحين. سي كيوكمبر من الشركات القليلة الواعدة وذات مؤشرات جيدة في وقت تحاول معظم الشركات جاهدة للاستمرار.

برانسيب

على مدار ما يقرب من عشرة سنوات مازالت تسجيلات برانسيب تأخذ حيزًا مؤثرًا وسط الموسيقى الإلكترونية الراقصة، مؤكدةً مع كل عام على كسر الهيمنة الغربية على الموسيقات المثيرة والراقصة، مشاركةً في صوت الجنوب العالمي واحتوائه ثقافات غنية وأكثر تنوعًا. تسجيلات برانسيب حلقة وصل صلبة بين الموسيقى القادمة من أنجولا وغينيا بيساو ومنتجيها من الشتات في البرتغال، ويعود لها فضل كبير لنشر أنواع موسيقية ذات حس إيقاعي ملتوي ومتشابك مثل الباتيدا والكودورو والتاراشينه.

تشمل قائمة برانسيب فنانين مثل نيديا ونيجا فوكس ومارفوكس وناركيسو ونيرفوزو والعشرات من المنتجين التي تشكل موسيقتهم طفرة قوية على مستوى الإيقاعات في المشهد الراقص والمهرجانات. بالرغم من فترة التوقف أثناء الجائحة، رجعت بقوة ملهمةً لتنعش من جديد المشهد الراقص الذي افتقر لما هو محمّس في السنوات الأخيرة.

موندوى

قائمة موندوى البولندية مليئة بالكنوز وما يزيد من تفردها أنها لا تخطئ أبدًا، فكل إصدار بمثابة تحفة فنية. تركز موندوى على المشهد البولندي الذي مع الأسف لا يأخذ حقه بالقدر الكافي رغم قوته. نجد في طريقنا ألبومات لا يمل منها وتخطف الانتباه من أول تراك مثل صوت أنتونينا نوفاكا المحلّق وتجريب بيوتر كوريك وهمسات زومن الساحرة، بالإضافة إلى الثنائي بييتناستكا وارتجالهم الحرفي.

تتوسع إصدارات موندوى إلى خارج المشهد البولندي لتشمل الكولاجات الصوتية لـ سث جراهام وجاي.إس سلطان ومور إيز وموسيقتها الرقيقة وواحد من أفضل منتجي الموسيقى المحيطة نيك مالكين. على مدار السنوات الخمس الأخيرة تابعنا موندوج من كثب وأثبتت أهميتها وسط المشهد الإلكتروني المعني بالاستماع المركّز.

سنيكر سوشال كلَب

ليس من السهل العثور على شركات تسجيل إنجليزية جيدة مثلما كان الوضع منذ عشرة سنوات أو ما قبل ذلك. توقف العديد منها عن العمل، أما البقية فقد غرقوا في الاستعادية مع وجود استثناءات مثل هايبردَب وشركات مبشرة في بدايتها مثل أكسيدنتال ميتينجز. تأتي تسجيلات سنيكر سوشال كلَب لتؤكد على أن المشهد الراقص والرايف البريطاني بالأخص من بريستول لا يزال قادرًا على العطاء. تذكرنا إصداراتها بالصوت التسعيناتي لكن بطابع معاصر ساعيًا للتجديد.

ألبومات كوكتيل بارتي إيفكت ووولتن وجاي-شادو مثال على ذلك. هناك أيضًا ألبومات جانغل جذابة لـ ثج ويدو ومانيفستو وتحوير في البايس البريطاني من قِبل لو إند أكتيفست وسيلاس وتسوموتسومو، إضافةً إلى أسماء كبيرة مثل تيم ريبر ونيل لندسترام ودد مانز تشست وبايزك ريذم. سنيكر سوشال كلَب من الشركات الهامة التي تحافظ على ثقافة البايس البريطاني وصوته.

هوندبيس

لسنوات عدة كانت هوندبيس مكانًا لإصدارات يصعب تصنيفها كألبومات بالمفهوم الشائع، كانت لها لحظات بارزة وتوقفت حينًا كما لو كانت مشروعًا جانبيًا للمنتج والمؤسس ستيل (سيموني تارابوتشي). تبدل الأمر مع ألبوم بييتسو، واحد من أفضل أعمال المنتج الإيطالي، لتليهم إصدارات قصيرة مكونة من تراكين تسلط الضوء على منتجين صاعدين من إيطاليا مثل تالبا ونبلجن وأجوستينو وإتر ديكس، بالإضافة إلى المنتجة البارعة كتاتونيك سيلينسيو وأسيوطي مؤخرًا.

جميعها موسيقى إيقاعية راقصة وملفتة، تخللها ألبومات هامة لـ تالبا حافلة بالضجيج والتصميم الصوتي المتقن وتشيرو فيتييلو وموسيقته السينمائية، اثنين من أهم المنتجين الواعدين في المشهد الإيطالي. يبدو أن ستيل أخذ القرار الصائب باستثمار خبرته وفضوله على المستوى المحلي مع منتجين ذوي إمكانيات وتطلعات واسعة.

المزيـــد علــى معـــازف