.
شغب في مدارس لندن | موسيقى لعبة بولي
أجنبي قديم

شغب في مدارس لندن | موسيقى لعبة بولي

شاب روكي ۲۰۲٤/۰۷/۳۰

لا أنسى أول مرة شاهدت فيها لعبة بولي (المعروفة باسم شغب في مدارس لندن) في منزلنا. كانت ألعاب كهذه ذات محتوى مخصص للبالغين محرمة تمامًا علينا، إلا أنني وجدت أخي يلعبها في غرفته. تلك الذكرى تحديدًا ضبابية للغاية لكنني أتذكر أن أخي جعل الشخصية الرئيسية جايمي هوبكنز يرتدي قبعة على شكل علبة بطاطس مقلية ليتجول في المدرسة. 

بعد سنوات ومع انتشار اليوتيوب في الفترة بين ٢٠١١ و٢٠١٤ بدأ رواد الجيمينج العربي مثل دحومي ٩٩٩ وخالد كويت بالعودة للعب اللعبة، لكن بجانبها الفكاهي والفوضوي؛ ما أعاد اللعبة الى المشهد بشكل أو بآخر، لأقوم حينها بقرصنتها على حاسب المنزل الضعيف والمخصص للأغراض المدرسية. 

كانت تجربة مكتنزة بالمتعة، رغم ضعف سرعة اللعبة وبطئها بسبب ضعف الجهاز، إلا أنني استطعت إنهاء كافة مستوياتها مستعملًا الماوس والكيبورد فقط دون استعمال وحدة تحكم، ما كان صعبًا وقتها. منذ تلك التجربة علقت موسيقى اللعبة في أذني لفترة طويلة، لدرجة أنني حتى يومنا هذا ما زلت أعود لألعبها بالكامل مع المهام الجانبية فقط للاستمتاع بالتجربة الموسيقية الآسرة. ربما أنهيت اللعبة لأكثر من ١٥ مرة خلال الـ ١٢ سنة الماضية.

ساوند تراك بولي متنوع بشكل غريب رغم أن من صنعه هو شخص واحد، العبقري الأمريكي شون لي. يضع شون لي تراكاته بشكل عام في مساحاته الشخصية التي يحب العبث فيها بأصواته السوداوية، مع فسحات من الخفة أحيانًا. نستطيع ملاحظة ذلك من خلال الاستماع لإصداراته الكلاسيكية مثل سلسلة بينج بونج أوركسترا، بجانب عدة إصدارات مثل مونكي بوي.

لا يختلف صوت شون لي كثيرًا عن صوته المعتاد على الرغم من تنوعه. نظرًا لجذوره المختلفة بين أمريكا ولبنان وأيرلندا، إضافة إلى التأثر بالموسيقى الهندية، أستطاع شون لي الخروج بصوت مختلف يحمل طابعًا ثقافيًا متنوعًا.

تدور الموسيقى التصويرية لبولي بين موسيقى السبعينات والثمانينات مع بعض عناصر التسعينات. من الفانك والبوست بانك إلى البريك بيتس. هذه الخلطة متناغمة مع أسلوب اللعب السريع، ويتبلور هذا التناغم بشكل أكبر مع هوية اللعبة البصرية وقصتها. يعكس تصميم اللعبة وحتى اسم مدينة اللعبة الخيالية بول وورث، المستوحاة من نيو إنجلاند، أحداثًا تدور في مكان ما في بريطانيا، إلا أن الحوارات تدور باللهجة الأمريكية، حتى الرياضة المفضلة في المدرسة هي كرة القدم الأمريكية. مع ذلك يغلب على الموسيقى الجو البريطاني. 

عندما تلاحقك مجموعة الرياضيين، يمكنك سماع تراك بريك بيت مع أصوات صرخات تشجيعية لتمتلئ بالحماسة أثناء الهروب منهم، وعند مواجهة راسل في الحفرة يأتي التراك بفواصل إيقاعية عنيفة مع تأثيرات تعكس مواجهتك للمتنمر الأكبر حجمًا في المدرسة. أما في تراكات مثل فئران في المكتبة يمكنك سماع صوت الفانك الثمانيناتي الرايق بالبايس والسنث الجروفي، بينما يتصاعد تراك حصة البدنية المليء بالترقب بشكل غريب، مع الحس الإيقاعي المعتمد على الهاي هاتس السريعة مع العناصر الموسيقية المتعددة والأنغام المتسارعة.

عند دفاعك عن قلعة النيردز في مواجهة الرياضيين يمكنك سماع تراك بوست بانك أخذ وقته في استعراض الجيتارات حتى منتصفه لتبدأ بعدها الدرامز بالانفجار صانعةً صوتًا سبعيناتيًا مليئًا بالطاقة. حتى أصوات اللعبة الخالية من الإيقاعات متأثرة بشكل كبير بأصوات البوست بانك، كما في الثيمة الرئيسية بنقرات الجيتار القصيرة مع البايس جيتار المرتفع. 

مع هذا الخليط الغريب من فرق الستينات والسبعينات وحتى الثمانينات، مثل بيتش بويز وديفو وجانج أُف فور، شكّلت موسيقى اللعبة عودة مميزة للبوست بانك المنسية بشكل كبير عند صدور اللعبة عام ٢٠٠٦، إضافة إلى ملاءمة الموسيقى لجو اللعبة العام. 

لا أنكر بأنه عند سماعي لألبوم سلطان لشب جديد والناظر، شعرت بأن الموسيقى مستوحاة من ساوند تراك اللعبة، فالأجواء متقاربة بشكل واضح. في تراكات مثل ٠١ ونشيد وحتى كذب، تشابه في الألحان والأصوات وحتى الحس الإيقاعي. ما جعل الألبوم يلامسني بشكل أكبر.

تطورت الموسيقى التصويرية لألعاب روك ستار منذ صدور بولي، فشاهدنا أصواتًا عظيمة لألعاب مثل ريد ديد ريدمبشن، ماكس باين، إل إيه نوار، باستثناء ألعاب جي تي إيه وميد نايت كلوب التي اعتمدت على شراء حقوق الموسيقى. 

دعتني موسيقى شغب في مدارس لندن لاكتشاف العديد من الجنرات المختلفة، ما ساهم في تطوير جزء من ثقافتي الموسيقية منذ الطفولة. قدّمت بولي موضوعًا جديدًا في عالم ألعاب الفيديو وموسيقى بولي أعطت هذا الموضوع حقه بعيدًا عن باقي موسيقى ألعاب الفيديو.

المزيـــد علــى معـــازف