.
أنا أصلاً كنت بلعب مزيكا وبالأخص بيانو من وأنا صغيرة. بس عارفة فكرة درس البيانو اللي أهلك بيودوكي تاخديه ومابتبقيش واعية أوي بالموضوع؟ ودايمًا في المدرسة كانوا يقولولي انتي شاطرة في المزيكا وأنا فعلاً بحب المزيكا وكنت شاطرة في الكلاسِكس وكده. أنا كنت بدرس فنون جميلة وبعد ما اتخرجت من الجامعة حسيت إني عايزة أعمل حاجة ليها علاقة بالمسرح. وساعتها قابلت سلام يسري. سلام كان معايا في الجامعة بس مكنتش عارفاه أوي، بعدين اتعرفنا على بعض وقلتله أنا عارفة إنكوا في الطمي بتعملوا عروض وعايزة أدخل الفرقة. قللي تعالي يللا الأسبوع اللي جاي على طول. وفعلاً رحت. كان في عرض أيامها ورحت تمرنت معاهم، الموضوع بدأ بمشاركتي في عرض اسمه الطمي واحد والشجر ألوان، وكان بيتضمن أغاني للشيخ إمام وكان فيه جزء له علاقة بالتمثيل واللي كان في شكل سكيتشات كوميدية. بالنسبة لي الطمي هو المكان اللي أصلاً اتعلمت فيه المسرح. أقصد الوقفة عالمسرح، ولما جيت بعد كده أغني في مشروعي كنت خلاص اتعلمت التعامل مع الجمهور. الموضوع مقللش من خوفي أوي لأني لما بدأت في مشروعي الخاص كنت خايفة أكتر بكتير، بس في رأيي إن تجربة طمي خلتني واعية بالعلاقة بيني وبين الناس. بالذات إن بعد عرض الطمي واحد والشجر ألوان بدأنا نقدم عروض تانية وكانت عبارة عن عروض حكي. كنا بنكتب تجاربنا الشخصية ونحولها لحكايات، فنقدر نقول إن العرض كان بيتضمن حكي وارتجال وحاجات كتير مع بعض. هنا بقى أظن ده كان بداية الريفلكشن في حياتي لأن ساعتها أخدت بالي إن معنديش مشكلة إني أتكلم عن نفسي وأحكي حاجات خاصة كده. بالعكس، كنت دايمًا حاسة إني عايزة أقول حاجات كتير. فدة كان بداية عملية الإبداع وازاي تحولي الحكايات بتاعتك لحاجات مبدعة أو فنية حتى لو هي حكايات بس ومش أغاني. واظن إن الطمي أكتر مكان علمني فكرة الخطاب دي. سلام كان دايمًا يتكلم عن الخطاب اللي إحنا بنقوله. إني أركز أوي أنا بقول إيه لمين وبكلمهم على أي أساس. على أساس إني أحسن منهم ولا أقل منهم ولا ولا؟ كل التفكير ده اتعلمته في طمي. عروض طمي كان فيها مزيكا بس أنا ماكنتش بلعب مزيكا ساعتها خالص. يعني كان حتى معايا شادي الحسيني وصدقي صخر اللي معايا في الفرقة دلوقتي. كنت موقفة البيانو بقالي فترة طويلة فكنت بغني بس.
في الوقت ده حسيت إن أنا عايزة أرجع ألعب مزيكا تاني. بالذات لما بدأت اقعد مع شادي وصدقي وحسيت إن في حاجة عندي أنا سبتها زمان وابتدت ترجع تشدني جدًا. بس في الوقت ده كنت عايزة أتعلم آلة تانية غير البيانو وبدأت فعلاَ آخد دروس جيتار بس ماتبسطش وبعدين جه التفكير في الأكورديون لأنه كان عندي واحد صغير من أيام المدرسة. لقيته في البيت وقعدت ألعب بيه وساعتها قررت إني عايزة ألعب أكورديون لكن مالقيتش مكان في مصر أقدر أتعلم فيه لعب الآلة واتغظت إني ما لقيتش مكان أتعلم فيه، وكمان اكتشفت إن أصلاً مابقاش في ناس كتير بتلعب أكورديون. ابتديت أحاول أعلم نفسي وقعدت أجرب العب مزيكا أنا عارفاها وخصوصًا حاجات كنت بلعبها عالبيانو زمان. متهيألي أول حاجة جربت ألعبها كانت مزيكا إميلي بولان بتاعت يان تيرسن عشان هي أكورديون أصلاً. قعدت ألعبها بس ساعتها ماكنتش بعرف أستخدم زرار البايس اللي عالشمال في الأكورديون خالص، فالموضوع كان صعب أوي. بعدين فشلت في تعليم نفسي وسبت الآلة شوية وبعدين رجعت أحاول تاني لحد ما بقيت بعرف ألعب أكورديون .
في نفس الوقت اللي كنت قررت فيه إني حاعلم نفسي الأكورديون كان بدأ مشروع كورال. سلام قالي حنعمل كذا كذا وانضميت فعلاً، بس أول ورشة ماكنتش حابقى موجودة فيها لأني كنت مسافرة ساعتها فحضرت معاهم بس المشروع وسافرت ورجعت.
اه. في الورش اللي شاركت فيها بعد كده مع مشروع كورال كنت بلعب أكورديون. وكنت بتعامل إني خلاص عازفة أكورديون. مع إن كان لسه في حاجات كتير مش بعرف أعملها وكنت لسه ببتدي. والأكورديون أصلاً آلة صعبة. أنا عارفة إن كل آلة ليها صعوبتها بس الأكورديون آلة خاصة في صعوبتها. فكرة الحاجات الكتير اللي بتتعمل في نفس الوقت وإنه كبير وإن جسمك بيشارك في اللعب. بس أعتقد إن مشروع كورال كان فيه ميزتين، أولاً إن الناس اللي فيه مش ناس محترفة فإنتي عندك الراحة إن كلنا بنلعب وبنرتجل. كان فيه إحساس وكأننا كلنا في فصل مدرسة بنألف أغنية عالمدرس. وفي نفس الوقت المشروع بيجبرك إنك تلعبي عالمسرح. وأنا مؤمنة إن وقفة المسرح بتعلّم. بتخليكي تتعلمي حاجات كتير أوي. لما باجي أفكر في الوقت اللي قضيته في مشروع كورال بضحك على الطريقة اللي كنت بلعب بيها الأكورديون. كنت بلعب بإيدي اليمين بس وبطلع صوت مدرسي تمامًا. بس التجربة فعلاً علمتني كتير. وفي نفس الوقت كنت مؤلفة أغاني عالبيانو بس كانت حاجات شخصية كده.
فيه أغاني ألفتها أيام طمي اه، وحاجات تانية من وأنا أصغر كمان، يعني وأنا عندي حوالي ١٨ سنة. قعدت أجرب ألعب الأغاني دي تاني، وشوية شوية بقيت أسمعّهم لصحابي ويقولولي إنها لطيفة. بعدين بدأت أشتغل على أغاني جديدة. أول أغنية ألفتها كانت رومنسية وتقطع القلب. اسمها كانت أيام، وقعدت أغنيها لأصحابي اللي في طمي ومشروع كورال. كنت ساعتها اتعلمت أغني وأعزف في نفس الوقت. فبقيت بغني الأغاني دي في سهرات أو وإحنا خارجين أو في رحلة مثلاً.
بالضبط. بعدين عملت أغنية يا أتوبيس. وبعدها أنا وسلام كنا بنعمل ورشة لمشروع كورال في بيروت. كنا في مزيان القديم مطعم ومقهى في الحمرا في بيروت وكنت قاعدة في ترابيزتي. وبعدين سلام قالي العبي أغنية يا أتوبيس، فلعبتها ولعبت أغنية جيسيكا كمان، وساعتها الناس اهتمت.
وإحنا راجعين في الطيارة من بيروت سلام قالي إنه بيحضر لحاجة اسمها كومبو فيستفل وكان عبارة عن مهرجان في مسرح روابط فكرته قايمة على إن لو عملنا حفلات كتير مع بعض تكلفتها مش حاتبقى زي تكلفة حفلة واحدة. سلام كان عايز يعمل حفلة تضم مي وليد وآية متولي وشخص كمان. وكان بيفكر في مريم صالح بعدين خلى مريم في حفلة مع دينا الوديدي لأنه حس إن ستايل مريم أقرب ليها. وقال إنه حاسس إني أمشي مع مي وآية. على أساس إن دي كانت أول حفلة لينا إحنا التلاتة كمان. مريم ودينا كان عندهم تاريخ أطول مننا بكتير وخبرة وكده. ساعتها قلت لسلام إني مبغنيش. وكنت بفكر أكلم ناس صحابنا هما يغنوا وأنا أعزف.
اه. مكنتش عايزة أغني. سلام قعد يقنعني. سلام أصلاً هو اللي علمني ودخلني المسرح. كل حاجة اتعلمتها في الطمي ليها علاقة بيه هو. فلما بيقنعني ببقى شايفة إنه يمكن شايف حاجة أنا مش شايفاها. وهو كان بيقولي إنه لو حد تاني غنى الأغاني اللي كتباها مش حتبقى حلوة. وإن الأغاني ليها علاقة بيا وإنها حاجات شخصية وكده. فقولتله طيب بس أنا معنديش أغاني كتير مؤلفاها. قالي لا إنتي كان عندك حاجات بتغنيها لنا فكري كده وقوليلي هما قد ايه.
قعدت أفكر وقلت أجرب وأسجل شوية من الأغاني في الاستوديو. رحت وسجلت أربع اغاني: جيسيكا، أتوبيس، ريحة الفراق، وعيرة. وساعتها قررت أحط يا أتوبيس وريحة الفراق على ساوندكلاود. أتوبيس انتشرت أوي عشان فيها كلمة خرا وفيها حكاية وكده. في حاجة كمان حصلت في نفس الوقت. كان عندنا عرض في طمي اسمه مد وجزر وكنا عرضناه مرة، وسلام اقترح عليا نحط أغنية يا أتوبيس فيه لأني في جزء من العرض كنت بحكي عن الزحمة وعن طريق شغلي من المهندسين لمدينة نصر وغنيت الأغنية مرة كمان خلال عرض لمشروع كورال وأغاني الطمي في باريس. أقصد أقول إني كنت جربت أغني الأغنية مرتين قبل ما أشارك في حفلة الكومبو هنا.
كانت كومبليه. وكان في ناس تيجي عالباب تسأل هو حفلة التلات بنات هنا؟ أصل سلام عمل زي برومو كده لينا إحنا التلاتة: أنا ومي وآية. برومو لتلات بنات ما حدش عارف بيغنوا إيه. أعتقد الفكرة علقت مع الناس وكانوا عايزين يستكشفوا مين التلات بنات دول. الحفلة كانت ناجحة جدًا لينا إحنا التلاتة. وفاكرة إني لما طلعت أغني كنت خايفة خوف ولا كأني كنت اشتغلت في طمي أو مشروع كورال قبل كده. كأنها حاجة تانية خالص. لوحدي تمامًا وبقدم حاجة منتظرة رأي الناس فيها. فاكرة إني في أول تلات أغاني كنت بترعش تمامًا. وحتى قلت للجمهور إني خايفة وساعتها صقفوا عشان يشجعوني. والفيدباك كان رهيب. والحقيقة إني متوقعتش إن التجربة حتنجح أو إن الحفلة حتكون كويسة أوي كده.
كنت بلعب، بس في نفس الوقت كنت واعية. وكنت عارفة إن في حاجات صوتي كان فيها وحش أو إني كنت بلعب وحش فكنت شايفة إن الموضوع آه لطيف بس إني لسه بلعب برضو. والشهر اللي بعده، إبريل، على طول سلام كان عايز يكرر نفس الفكره تاني والناس تحمست أوي.
آه. يعني أنا نشرت الأغاني اللي قولتلك عليها على ساوندكلاود في ديسمبر ٢٠١١ وبعدين من أول ٢٠١٢ بدأت حفلات الكومبو فستيفال. لما جت الحفلة التانية كنت قبلها باسبوعين عملت أغنية السور. سمعتها لسلام وشادي وقالولي إنها لطيفة جدًا. وبعدين دينا مجدي صاحبتي اقترحت إني أصورها قدام الجدار اللي بناه المجلس العسكري وقتها، وقلتلها إن أنا خايفة ومش عارفة ده حينفع ولا لأ. ساعتها ماعرفش ليه جه في بالي إني أقول لشادي وصدقي يعزفوا في الأغنية. وتحمسوا أوي. رحنا الستوديو تاني يوم وقعدنا نجرب وبعدين رحنا الستوديو تاني عدلنا حاجات وسجلنا الأغنية. في الوقت ده كنت بفكر إنه يبقى لطيف لو نزلنا أغنية قبل الحفلة التانية بتاعة الكومبو عشان الناس اللي جم أول حفلة يسمعوا الأغنية الجديدة فييجوا تاني. وفعلاً ماكانش في بالي أي حاجة ليها علاقة بإني أفكر بنفسي كفنانة. كنت منطلقة ومتحمسة. وروحنا صورنا الأغنية ومنتجناها والموضوع كله مكلفناش حاجة. هنا بقي حصل اللي حصل.
بالضبط! كانت مفاجأة كبيرة. أنا فاكرة إنه ده حصل قبل الحفلة التانية بيوم، وانه الناس جت الحفلة تاني يوم حافظة الأغنية. لقيت نفسي فجأة بقيت مشهورة. ويُسري فودة وعمرو أديب ذاعوها في برامجهم. ضربت يعني.
بس بصراحة دلوقتي لما بفكر في الموضوع ده بحس إنها آه كانت حاجة فشيخة بس في نفس الوقت ماكنتش حاجة كويسة على شاني. في حاجة كده في النجاح اللي بيحصل مرة واحدة ده بتبقى مضرة شوية لأنه النجاح الفجأة ده بيحطك في مكان إنتي فعلاً لسه ما تستهليهوش. وأنا حصلي كده شوية أكيد. كنت لسه يدوبك بعمل كام أغنية وبتعلم أكورديون وفجأة لقيت نفسي نطيت من الخطوة التانية للعاشرة. أكيد مكنتش مستعدة.
فكرة الحفلة اتكررت تاني وعملنا حفلة في اسكندرية وحفلة بعدها في القاهرة، كنت أنا وآية بس وساعتها قلت لشادي ماتيجي تعزف معايا. ابتديت أفكر إنه ليه لازم نلتزم إن كل حفلة تبقي بنفس الشكل، وفكرت ليه مايبقاش في أغنية شادي بيلعب بيانو فيها مثلاً، خصوصًا وإنه ساعتها كنت لسه عاملة أغنية جديدة اسمها بالمظبوط مع شادي. أعتقد في اللحظة دي بدأت أفكر في موضوع الفرقة.
آه، وكنت بفكر في الموضوع بطريقة: أنا عملت أغنية فيلا أسجلها على ساوندكلاود. في الوقت ده كنت كمان سبت شغلي في الإعلانات، وبالأخص في شركة بتعمل وثائقيات للشركات، كنت بشتغل فيها آرت دايركتر فكانت شغلانة مينفعش تعملي معاها حاجة تانية خالص.
لما أغنية السور نجحت بالشكل ده حسيت إنها علامة، إنه قشطة الدنيا ماشية فكملي. ماكنتش باخد فلوس من حته وكنت مفلسة بس كان فيه إحساس إني عايزة أعمل فن فإنه من الأفضل أكمل في الموضوع. في الوقت ده كمان السور كسبت جايزة في مسابقة اسمها Fair Play Anti-Corruption Youth Videos كسبنا فيها جايزة لجنة التحكيم. وكان ساعتها اللي بيكسب بيروح المؤتمر واللي سنتها كان مقرر يعقد في البرازيل. وفاكرة إنهم سألوني وأنا بملى الفورم عن الفرقة وفيه كام عضو ومكنش عندي فرقة أصلاً بس اضطريت أقول أي حاجة. وفاكرة إنه لما كسبنا كلمت شادي وصدقي قلتلهم إن إحنا فرقة وإن إحنا كسبنا جائزة!
عرفنا الخبر في يونيو والسفر كان في نوفمبر فقلنا نبتدي نتدرب قبل السفر، وساعتها عملنا حفلة في تياترو اسكندرية كفرقة. كنت أنا وشادي وصدقي وصديقنا وسام لعب معانا إيقاع، وكارل كابيلي Carl Capelle لعب ماندولا. كارل كان لعب معايا في حفلة قبل كده بس هو عشان مش مصري وكان بيسافر وييجي فماكنش دايمًا متواجد فأعتقد ملعبش معانا يوم حفلة اسكندرية.
ساعتها كمان مسرح الجنينة كلموني عشان نعمل حفلة ودي كانت أول حفلة لينا كفرقة. بالنسبة لي مسرح الجنينة هو أكبر وأحسن فينيو للمزيكا في مصر. بس مع ذلك دلوقتي لما بفكر في الموضوع بحس إنه ماكنش مفروض أعمل الحفلة دي! الحفلة كانت ناجحة جدًا وكان فيها حوالي ٦٠٠ شخص بس دلوقتي رأيي الموسيقي في الموضوع إنه كنا لسه مانستهلهاش. كان المفروض نبقى أشطر عشان نعمل الحفلة دي. بس في نفس الوقت النجاح ده كان بيخليني كل ما أيأس أفكر إن في حاجة ما مخلية الناس تحب المشروع ده. بس. الحفلة كانت قبل سفرية البرازيل على طول، يعني كنا عملنا الحفلة وسافرنا تاني يوم، وكان مفيد بالنسبة لنا إن إحنا نجرب.
عملت كمان أغنية جديدة قبل حفلة الجنينة على طول لما كنت في ورشة لفنانات الربيع العربي في تونس ومريم صالح كانت معايا. كل واحد كان المفروض يقدم أغنية في ألبوم وساعتها ألفت أغنية غريب عن المدينة، ولما عملتها حسيت إنها مش شبه الحاجات اللي كنت بعملها وقتها لأن في حاجة في مزيكتها وتفاصيل تانية مهياش معتمدة على الفكاهة. بعدين رحنا البرازيل في نوفمبر وعملنا تلات حفلات وساعتها ابتديت أفكر إنه خلاص.
لا أقصد إنه خلاص مابقاش مسموح أو ينفع نطلع عالمسرح ونغلط. وإننا لازم نقف وقفة كده ونفكر في اللي احنا بنقدمه.
الحاجات كانت كل شوية بتتطور. عملت أغاني جديدة منها أغنية هاتوا كتير، وفي النص كنا ساعات نروح نغني في برامج فالأغاني تتصور وتنزل على يوتيوب. أظن إن فكرة إني بنت وبلعب أكورديون خلت الناس تقول بصوا في بنت بتلعب أكورديون! كانت حاجة غريبة.
طيب خلينا نحكي عن التيمات المختلفة في مشروعك وبالأخص علاقتك بالمدينة واهتمامك بإنك تحكي عن العلاقة دي، سواء في أغنية يا أتوبيس أو في السور، والتريقة على محاولة الدولة تقييد حركة المواطنين في الشارع. أو لما أخدتي شعر أمينة جاهين وغنيتي في الشارع، وفكرة الشارع كحيز عام، وإيه المسموح والممنوع في الحيز ده. هل دي كانت تيمة بتفكري فيها وإنتي بتنفذي الأغاني دي ولا كانت عملية عفوية أكتر؟
لا مكنتش بحط خطط بصراحة. بس أنا بتأثر أوي بعيشتي في القاهرة. أنا كنت متربية في الكويت بس فاكرة كويس إني لما انتقلت للعيشة في القاهرة كان عندي غضب تجاه أهلي إنهم ما ربونيش هنا. حسيت إنه فاتني حاجات كتير كان ممكن أتعلمها وأنا هنا. كمان أول ما جيت مصر جيت على ثانوية عامة ولسبب ما وقتها حد أقنع بابا إنه المدارس الخاصة أو اللغات فيها تسيب ومخدرات، ومع ظروفه المادية وقتها كمان قرر بابا إنه يدخلنا مدارس حكومة فجالي صدمة مرعبة وساعتها كنت مراهقة وكنت غاضبة من أهلي جدًا.
معلش أنا بدخل في مواضيع جانبية.
كنت بحكي ده عشان أقول إنه السنتين بتوع ثانوي دول فهموني حاجات مكنتش حافهمها خالص لو كنت نزلت مصر على الجامعة على طول خصوصًا وإن المدارس الحكومية في مصر بتخليكي تشوفي مستويات مختلفة من الناس. كان فيه ناس زيي في النص وناس أغنياء أوي ماكنتش فاهمة هما ليه معانا أو ناس من مستوى اقتصادي أقل وكلنا كنا في مكان واحد. ساعتها ابتديت أفهم ليه فيه مصريين كتير سافروا دول الخليج في السبعينات وده غيّرهم وغيّر المجتمع ازاي. ولما دخلت فنون جميلة بعدها كنا دايمًا نروح نرسم في الشارع وكنا نشوف الناس إزاي بتتعامل مع الناس اللي بترسم. ناس بتأيد وناس بتعارض وناس بتغلس.
أنا باتعامل مع المدينة كل يوم. وأظن ده مش أنا بس. القاهرة مدينة ماينفعش تتجاهليها. غصب عنك لو إنتي شخص بيعمل فن في مصر وفي القاهرة بالذات، لازم المنتج بتاعك حيطلع تقدري تشمي فيه ريحة القاهرة عشان هي أقوى مننا كلنا. مدينة القاهرة عندها شخصية حتطبع عليكي، حتى لو بتغني بالإنجليزي. وبعدين في الآخر أنا عايشة هنا وبتكلم عن الناس اللي حواليا وعن أهلي وصحابي. وعن العلاقات اللي بخش فيها حتى.
حقولك مثال. في حاجات ممكن أكون قريتها عشرين مرة وولا مرة لحنتها أو حسيت إنها حلوة. بس نفس الحاجة دي بعد تلات سنين ممكن أحس إنها حلوة فده دليل إنها وقتها كانت مش نافعة أو مش مأثرة فيا أصلاً بس بسبب حاجة حصلتلي في الوقت ده أثرت فيا. زي أغنية السور كده. كنت عارفة الرباعية دي بتاعة وليد طاهر من زمان وقريتها كتير بس كلمة سور ماكنتش تعنيلي أوي ساعتها زي ما عنتلي وقت ما شفت السور حقيقي قدامي.
ده استخدامي لللغة. السور كانت كلمات طاهر وأنا غنيتها زي ما هي بس ماجاش في دماغي أبدًا إنه كلمة بيبي ممكن تبقي جارحة لأي شخص! بس طلعت غلطانة. كلمة خرا بقى، الكلمة طلعت في دماغي كده. وبالنسبة لي ده كان اللعب اللي في الأغنية، إني بقول الكلمة. بس دي كلمة بقولها كتير في حياتي عامةً فماحستش إني بعمل حاجة بره نفسي.
أنا فاكرة إنه حد مرة كتب إن مشروعي معتمد على إن شكلي كيوت وبقول ألفاظ. اعتقد ده كان نشر في معازف. بس أنا ساعتها قعدت أفكر في الموضوع ولقيت إن عندي أغنيتين بس اللي فيهم ده، السور ويا أتوبيس، فالكلام ده ما بينطبقش على كل حاجة.
بس لو أنا حفكر في فكرة كسر تابوو، مش موضوع الألفاظ اللي يفرق معايا. أنا أصلاً بحس إن فيه حاجة ساذجة في نوع المشاريع اللي قايمة على ده: فكرة إني أشتم… شايفة إن كل حد من حقه يعبر عن موقفة بس مايبقاش كل كلامه كده. الحقيقة إنه المشاريع اللي عامله كده ما بعرفش أفضل متابعاها على طول. بس في نفس الوقت بحاول إن لو لفظ جه في دماغي وعايزة أقوله في الأغنية، أقوله. يعني مثلاً وأنا بعمل أغنية أمينة جاهين ماينفعش ماقولش إنه عادي إن إحنا نبوس بعض في الشارع! ما هو ده رأيي فبالتالي حابقى عايزة أقوله، بس في نفس الوقت حيبقي في أغاني تانية ليا مفيهاش ألفاظ ولا بتتطرق لموضوع يضايق حد.
وساعات بفكر قبل ما أقول لفظ على فكرة. يعني مثلاً كان عندي أغنية اسمها بلاكبيري وكانت أغنية تهييس كده، بغنيها لما ببقى في حفلة سولو، لأنه من سنة ونص كده لما لقيت نفسي بقيت أشطر في الأكورديون قررت أرجع أعمل حفلات سولو تاني. في الأغنية المفترض إني بكلم واحد بحبه وهو ما بيردش عالتليفون فباتخيل إنه في حتت وكده. وفي آخر الأغنية المفروض إني باقول “سحقًا للبلاك بيري وهاتفك البلاك بيري والبطارية التي تكرهني عن عمد، سحقًا للبلاك بيري انقطع اتصاله عن العالم الخارجي ولم يعد يستطيع استقبال رسائلي” أول مرة غنيت الأغنية كنت في حفلة سولو في روابط ولقيت نفسي باقول “ولم يعد يستطيع ابن الوسخة استقبال رسائلي” مفكرتش فيها وطلعت مني كده عالمسرح ولقيت تصقيف مهول. وبعدها دار حوار بيني وبين أصحابي على استخدام كلمة ابن الوسخة على المسرح ولقيت إنه في حياتي العادية ما بستخدمش الكلمة دي. باقول حاجات اسوأ بس مش الكلمة ده. وقعدت أفكر أنا ليه قلتها في لحظتها. بس قصدي إنه حسيت إني مش عايزة أقول الأغنية كده فبقيت بقول ابن الكلب مثلاً. حسيت إن الأولانية كانت بغرض الشتيمة وخلاص وأنا ماكنتش عايزة ده. فده مثال لحاجة فكرت فيها مرتين مش عشان أنا خايفة من المجتمع بس عشان هي دي طريقتي في الحياة حتى. إني بحاول إن الحاجات تبقى معقولة، يعني فكرة الصدام مش هي خالص قضيتي.
آه والنقد ده باين عامةً. خصوصًا في أغنية في الشارع وفي هاتوا كتير، بس ده أقل بكتير من اللي نفسي أقوله.
لا مش عايزة أعمل كده. يعني كتير أقول إنه وارد بعد شوية أبقي مابغنيش وما عنديش أي مشكلة في ده. المزيكا قضيتي آه وهي الحاجة اللي نفسي أفضل أعملها، وعزف الأكورديون بالذات. بس أنا مش عايزة ييجي يوم أبقي مضطرة أعمل أغنية لمجرد إنه لازم أعمل أغنية جديدة. مؤخرًا مثلا أنا موقفة شوية فكرة إني أنزل أغاني جديدة، بس جزء من ده سببه إني بشتغل عالألبوم. بس إني أبقى عايزة أعمل حفلة كل شهر وأبقى موجودة طول الوقت، لأ خالص. معنديش مانع إنه بعد شوية ما يبقاش عندي حاجة أقولها فماقولش. وإحنا الفترة اللي فاتت في حياتنا صعبة سياسيًا واجتماعيًا. كلنا يائسين كده وعندنا آراء مختلفة عن اللي بيحصل أو مش فاهمين، أو مش عايزة تقولي حاجة تبقى ريفلكشن غلط عن الفترة دي. فمحتارة شوية في إيه اللي المفروض يتقال أو مش حاسة بحاجة يمكن فمفيش تفكير في إني عايزة أعمل حاجة معينة. الموضوع لسه مرتبط بفكرة إني أغني عن حاجة حصلتلي أو أثرت فيا بشكلٍ ما. حاجة عايزة أتكلم عنها أو حاجة قريتها. بس ما بعرفش أعمل تخطيط قبل ما الحاجة تحصل.
طبعًا مي وآية بحكم إن إحنا عملنا في الأول حفلات الكومبو مع بعض كان جزء من الفكرة إنه بدل ما نعمل كذا سِت يبقي فيه ترانزيشن. هو ده اللي فكرنا فيه. بس ده عملناه عشان خاطر الحفلة دي. بس أنا معنديش أي مشكلة أبدًا، بالعكس فكرة التعاون بالنسبة لي تجربة وأنا دايمًا مستعدة لأي تجربة.
لايك جيلي في الوقت ده كانوا أصحابي أوي. كنا بنسهر سوا ونخرج وهما بيألفوا الأغاني بطريقة مضحكة جدًا. فيوم كنت عندهم في البيت وكانوا بيعملوا بروفة وكنت قاعدة أتفرج عليهم وكان عندي أغنية كنت كتبتها من شهر ومش عارفة أكلمها. وغنيتلهم أول حته وكانت متلحنة “أنا كنت ناوية أحبَك” فقررنا نكملها وكملوها معايا. وهي كانت مبنية على قصة حقيقية فعلاً. كنت شفت شخص في حفلة لصاحبتي وبعدها بفترة قررت تعمل حفلة تانية لأنها كانت مسافرة وأنا كنت عارفة إن كل الناس اللي كانوا في الحفلة الأولانية حيكونوا موجودين وهو كان عاجبني جدًا. يوم الحفلة التانية نزلت من البيت عشان أروح أشوفه بس الدنيا كانت زحمة جدًا وزهقت ورجعت البيت وما حبتهوش! فالأغنية طلعت كده ومكنتش عارفة أكملها ولما كنت قاعدة مع لايك جيلي كملناها سوا. فضلنا نغنيها بيننا وبين بعض بعدين جت حفلة الجنينة وقلتلهم ييجوا يغنوها معايا. فجم، والأغنية اتسجلت.
أما التعاون مع عبدالله أبو ذكري فـ ده حصل قريب. كلموني وأنا في فرنسا عشان كانوا عايزيني أعمل حفلة في مهرجان في نانت Nantes بس مكنش عندهم ميزانية يجيبوا الفرقة وأنا مكنتش عايزة ألعب سولو. السولو بحب ألعبه أكتر مع الناس اللي بتفهم عربي. وأنا كنت عارفة إن عبد الله كان بيدرس في باريس. مكنتش لعبت معاه قبل كده. كلمته وسألته ووافق وهو كمان في المزيكا شاطر أوي. مش حد حياخد وقت عشان نتعلم حاجات سوا. رحنا قبل الحفلة باسبوع وعملنا بروفات لأغاني من أغانيه وأغانيا وأغاني ارتجلناها سوا. وإحنا في الحفلة عجبني صوت الساز مع الأكورديون وقلتله إني عاملة أغنية اسمها العلم مسجلاها في القاهرة، وكان اقتراحي إننا نسجل عليها صوت الساز في باريس. وفعلاً عملنا كده وصورناها كمان. رجعت عملت ميكسنج في القاهرة وحطيتها على يوتيوب. في حاجات بتيجي بالصدفة كده.
ودلوقتي كمان بحس إني واصلة مع الفرقة للصوت اللي أنا عايزاه. وخصوصًا من ساعة ما اشتغلنا على أغنية غريب على المدينة. حطوره أكيد بس في إحساس إن هو ده.
إحنا ابتدينا نكون الفرقة حتة حتة من سنة ٢٠١٢. دلوقتي بقينا ستة. شادي الحسيني عالبيانو، صدقي صخر عالبلاستك فلوت والهارمونيكا، كارل عالماندولا. وأنا فاكرة إن أول ما بدأت كنت بدور على حد بيلعب مندولين عشان بحب صوتها وهي آلة كانت موجودة زمان وكنت بحب صوتها جدًا في أغاني عبد الوهاب. والحقيقة انه دي أكتر آلة كنت بدور عليها في الصوت اللي كنت عايزاه وإحنا بنكون الفرقة وبعدين جه عازف إيقاعات، بس مش بيبقى حد ثابت اللي بيلعبه وفضلت التركيبة دي للفرقة، بعد كده جه البايس لما يامن الجمل انضم لنا في آخر ٢٠١٣. في نفس الوقت ده كارل مشي من مصر وكانت حوسة وقعدنا ندور لحد ما لقينا شخص بيلعب مندولين اسمه ميدو وانضملنا فعلاً. ميدو كمان اشتغل معانا في الأغاني الجديدة اللي عملناها بعد بابتسم والحاجات دي، وشارك في توزيعها كمان. ولما جينا نشتغل عالألبوم اللي بنشتغل عليه دلوقتي كنت حاسه إني عايزة كارل وميدو، كارل اللي كان بداية المشروع وميدو اللي انضملنا فقررنا نجرب الصوتين سوا، الماندولا والماندولين مع بعض ويبقى عندنا قسم وتريات! وفعلاً عملنا كده.
كمان أنا مش متمسكة بتركيبة الفرقة. يعني ساعات أحس إني عايزة أعمل أغاني مع الأكورديون بس، مثلاً أغنية بحب أغيب كنت لحنتها قبلها بسنتين وسبتها لأنه في حاجات بلحنها وبسيبها عشان مببقاش عارفة حأعملها ازاي لسه. في وقتها جه في بالي إنها حتكون حلوة لو حد غناها معايا واقترحت على سلام ووافق. بحس الأغنية دي جت في وقت بقى عندي تفكير مختلف شوية في المزيكا. ده كان في ٢٠١٥ قبل ما أسافر فرنسا بكام شهر. لأنه قبل ما أسافر أدرس كنت رحت ورشة في نفس المدرسة دي في آخر ٢٠١٤ وفرقت معايا جدًا. وبعد ما رحت قررت إني حارجع أدرس، هناك بس كنت بحاول أجيب فلوس عشان أقدر أعمل ده. جه سلام وغنيناها وحسيت إنها حتكون حلوة لو فيها بس البيانو والأكورديون. حتى أنا اللي عزفت البيانو في التسجيل مش شادي. وده نفس اللي حصل في أغنية العلم برضو، لما جيت أعملها مع عبدالله. ملعبناش بقية الآلات. حسيت إني حباها تطلع بالصوت ده ومش عايزة أكتر.
في حاجة سهلة في وجود الفرقة وهي إني مش ببقى معتمدة عالعزف بتاعي طول الوقت. ممكن أبقى مش بعزف كل الحاجات فيبقى الغنا كمان بالنسبة لي أسهل. الأكورديون كمان بيتطلب مجهود وبيخلي نفسك والصوت أضعف. الحاجة التانية إنك دايمًا بتخافي أكتر وإنتي لوحدك عالمسرح. ففضلت فترة معتمدة إنه في فرقة لحد ما جه مهرجان كان بيعمله روابط أسمه سولو وقالولي إنه حاعمل حفلة سولو وساعتها وافقت وكنت خايفة جدًا. بس بعد ما عملت الحفلة حسيت قد إيه كان وحشني العرض السولو، وجالي إحساس أول حفلة عاملتها واللي استمتعت بيها جدًا وحسيت إن ده اللي بحب أعمله.
مع الفرقة بنقعد بنعمل تمرينات بس في حاجة بتنقص وبيبقى ليها علاقة بقد إيه الحاجات عفوية. لما عملت حفلة سولو لقيت إني ممكن أقرر أبطّأ في آخر الأغنية مثلاً أو أوقف في حتة معينة وأنا بحس إني بعرف أبقى في اللحظة وقت الحفلة. وفعلاً كل أغنية بتطلع مختلفة خالص عن ما هي بتتلعب دايمًا. وبحب أتكلم مع الناس وأغير كلام الأغاني ونضحك. فمن ساعة حفلة روابط السولو وأنا حسيت إني لازم أعمل حفلات سولو كل شوية. وأعتقد التفكير ده كمان أثر عالحفلات اللي عملتها بعد كده مع الفرقة. اداني جرأة وحسسني إن إحنا ممكن نغير ونلعب. رجعلي إحساس إن إحنا لازم نسيب روحنا في الحفلة ودي حاجة مهمة جدًا. فكرة إن إحنا دايمًا مش عايزين نغلط دي بتبوظ الدنيا.
مظبوط. وأعتقد ده له علاقة بأنا بقالي أد إيه بشتغل وإني كل شوية بفهم الأكورديون أكتر. هي لغة. كل ما بتجمعي مصطلحات أكتر كل ما تقدري تتكلمي أكتر. كمان أنا والفرقة اشتغلنا مع بعض كتير وبقى فيه هارموني وكيمياء بيننا وما بقتش أخاف نغلط عالمسرح خلاص.
آخر حفلة كانت في البرتغال في نوفمبر (قبل حفلة روم في القاهرة فى يناير). كان في حاجتين. أولاً كنت مبسوطة أوي إن إحنا اتعزمنا على مهرجان للأكورديون. حاجة لا ليها علاقة بالثورة ولا بالشرق الأوسط إلخ. كنت فخورة بده. والحاجة التانية في رأيي إنها كانت أفشخ حفلة عملناها وده اللي أنا عايزاه وعايزة أحافظ عليه. وجزء من نجاح الحفلة كان إنه ساوند سستم كان رهيب وساعتها حسيت إني مش عايزة نرجع نلعب في مكان معندوش الإمكانيات دي. لما نعمل حفلة مزيكا أهم حاجة المزيكا تبقى أصلاً حلوة وتتسمع كويس. كل حاجة تانية ممكن نسترخص فيها إلا ده.
لعب الأكورديون أيام المدرسة ما كنش بإختياري لأنه وقتها كنت في الكويت وكنا فريق موسيقي بنقف في طابور الصباح نلعب الأكورديون. أنا فاكرة كمان إن في عيد ميلادي الحدعشر كنت عايزة أكورديون وقعدنا ندور ما لقيناش. بس أول حاجة شدتني للآلة هي إني ما لقيتش مكان أتعلمها فيه. الحاجة التانية إني ما لقيتش بنات بتلعب أكورديون في مصر. الحاجة التالتة إني لقيت إنه مبقاش في ناس كتير بتلعب أكورديون رغم إنه الأكورديون كان بيتلعب كتير في مصر. لما بدأت أعلم نفسي ما كنتش بلعب شرقي لأنه في أكورديون فيه سيكا أو ربع تون وده ما لعبتش بيه. كمان الستايلز اللي ابتديت أعلم نفسي بيها هي حاجات أوروبية تمامًا. فماكنش فيه حد في مصر ممكن يعلمني الحاجات دي.
الموضوع كان صعب أوي في الأول لدرجة إني يئست، بس لما ابتديت أرجع تاني وأعلم نفسي حصل حاجة كدة وهي إني ابتديت أحب الآلة دي بشكل اعمق شوية وكنت متحيزة ليها أوي. كان مثلاً عاجبني إن الأكورديون صوته عالي أوي ومش محتاج ميكروفون على عكس الآلات التانية. الحاجة التانية إنه ينفع لوحده يعمل صوت مليان قوي، يعني لما بعمل حفلة سولو مثلاً بحس إنه صوت متكامل ولسه ممكن يتعمل بيه أكتر من كده كمان. برضه انك بتقدري تعملي صوت بايسي جدًا وفي ميلودي كمان وإنك ممكن بتعملي بيهم حاجتين غير بعض. الحاجة التالتة إن مسكته حلوة. بقيت بحبه وبحب كل التفاصيل اللي فيه. طبعًا الموضوع دلوقتي بقى هيستيري. بقيت بصحى من النوم أمسك الأكورديون بس ده حصل بس لما رحت فرنسا لما بقى لازم أعمل ده.
حبي للأكورديون فضل يكبر وخلاص بقي مفروض إن يسرا بتلعب أكورديون. بس أنا فعلاً قعدت فترة كبيرة مش بلعب أكورديون كويس. وده أقدر أشوفه لما أتفرج أو أسمع الحفلات القديمة دلوقتي. ودي بالمناسبة حاجة مش بتضايق منها. بحس إن في حاجة في المشروع ده: في ناس شافوني وأنا لسه ببتدي وبترعش في أول حفلة وشافوني كمان مشيت وتطورت إزاي. فبحس إني مش لوحدي.
فضلت أتطور شوية بشوية بعدين لما قلت إني حروح الورشة اللي في فرنسا، كان بقالي أربع سنين بلعب أكورديون ومخدتش درس أكورديون واحد في حياتي. فحقيقى مكنتش عارفة اللي بعمله صح ولا غلط. ابتديت أحس إني عايزة ألعب أحسن فقعدت أعمل بحث ولقيت المدرسة دي في قرية بفرنسا. رحت ورشة عمل أسبوعين. وهما سألوني قبل ما أروح أنا عايزة أعمل إيه وقلتلهم إني بلعب أكورديون بقالي أربع سنين وإني عايزة اتأكد اللي بعمله ده صح ولا غلط. رحت وابتدوا يصلحولي حاجات ليها علاقة بمسكة الأكورديون نفسها وتفاصيل تانية. والأسبوعين دول كانوا مفيدين جدًا وحتى رجعت بعدها حاسة انه في ثقة زيادة عندي.
وساعتها كمان ابتديت أفكر في إنه دايمًا بيشار ليا بعازفة الأكورديون. وابتديت أفكر أكتر في اللفظ ده ومعناه. عشان أبقى أكورديونست كان لازم أبقى أكورديونست فعلاً وأدرس! وكنت بفكر في موضوع إني أتعلم ده بس مش عارفة أعمله إزاي بالضبط. هنا مفيش وسيلة ومكنش معايا فلوس أسافر. بعدين جه موضوع أغنية فودافون. اللي حصل إن الشركة كلمتني وقالولي إنهم بيعملوا شبكة جديدة للشباب اسمها إن وعايزين يعملوا حملة وكده. وساعتها اعتذرت وقلت اني ما بعملش إعلانات بس اقترحوا نتقابل ونشوف. وسلام مثّل إنه المدير بتاعي ورحنا وطلبوا إني أعمل تلات حملات إعلانية وفكرت وكلمتهم واعتذرت لأنه ارتباط كبير قوي ليا. ساعتها اقترحوا إني أعمل أغنية وحدة بس. الفكرة إننا كنا حنكون خمس فنانين وكل واحد حيلحن ويكتب كلمات الجزء بتاعه. وساعتها اتأكدت إني مش حقول كلام أي حد تاني كتبه. التيم كان الصداقة، وحسن الشافعي كان المسؤول عن الأغنية. قابلت حسن وكان عندي فضول أشوف عملية الإنتاج في حاجة كبيرة زي كده بتحصل إزاي. أقصد موسيقيًا. وفهمت إنه مطلوب مني أعمل حاجة مدتها عشرين ثانية، وفعلاً عملت الجزء اللي طلع ده بعدين سجلته عند حسن في الاستوديو والتجربة كان ليها مؤيدينها ومعارضينها. بس لما خلصت الأغنية واخدت فلوسي كان عندي اختيارين: إما إني اعمل ألبوم بالفلوس دي أو اسافر أتعلم لأنه ساعتها كان بدأ التفكير فى إني عايزة أعمل ألبوم والألبوم والسفر كانوا أكتر حاجتين عايزة أعملهم. كان عندي خوف شوية لأنه في الوقت ده ناس من صحاب الصحاب والدواير اللي حواليا هاجموني على موضوع الإعلان وكان عندي فترة فيها تخبط وكمان اتخضيت من البيلبوردز اللي كان عليها صورتي وقتها وابتديت أفكر أنا فين وبعمل إيه.
طبعاً لأنه زي ما قلتلك، دايمًا بحب أسأل نفسي وأبقى واعية إنه الناس مثلاً صقفت جامد في حفلة بس إنها كانت حفلة وحشة. ويبقى نفسي انه مفيش حاجة تضحك عالناس ولا تضحك عليا ولا تضحك علينا احنا الإتنين! وكنت حقيقي خايفة من فكرة انه البيلبوردز عليها صورتي وبدأت أسال نفسي أنا بعمل إيه عشان أبقى عالبيلبوردز دي. وأنا فين من المشروع بتاعي ده. عشان أبقى فعلاً حاسة إني في الوقت ده أستاهل شهرة معينة لازم أديله [الفن] زي ما باخد منه. وساعتها قررت إني حاقدم عالبرنامج اللي في فرنسا وكويس إنه كان جالي فلوس فودافون وقتها. كنت رايحة أدرس سنة وماكنش فارق معايا أعمل ماجسيتير في المزيكا وكنت بعرف أقرا نوته وأساسات نظرية. وفعلاً مش مقتنعة إن حد ممكن يعلمني توزيع أو تلحين، مش بقتنع بالحاجات دي. وفاكرة إنه في الأول خالص لما رحت فرنسا أحضر ورشة العمل كنت بتكلم مع أحد المدرسين وهو قالي لا ماتجيش، قالي إنتي ملحنة مش عازف أكوردين، مش كويس ليكي تتعلمي موسيقى كثير قوي it's not good for you to learn too much music.
وافتكرت المدرس ده لما قررت أروح أدرس البرنامج. الحلو في المدرسة إنها بتساعدك تعملي اللي عايزة تعمليه. لو عايزة تشتغلي عشان تدخلي امتحان معين أو عايزه تتعلمي جاز بس مثلاً، وكمان بيقبلوا أي سن وأي مستوى. في حاجات كتير اتغيرت في الخطة بتاعتي بعد ما رحت المدرسة.
بالظبط. وفي آخر السنة فكرت ليه ماعملش سنة كمان؟ في حاجة حسستني إني محتاجة دراسة شوية كمان. وبالصدفة أخدت منحة من المعهد الفرنسي كنت مقدمة عليها السنة اللي قبلها وما اخدتهاش، غطت نص مصاريف السنة.
ابتديت تاني سنة في سبتمبر اللي فات وحاتخلص في يوليو. اللي اتغير هو أنه الخطة بتاعتي كانت إني أروح سنة واحدة وآخد شهادة دبلوما بعد سنة. هي أصلاً الدراسة هناك تلات سنين، وحارجع عشان هدفي إني عايزة أبقى بلعب أكورديون كويس وأتعلم ستايلز غير اللي بلعبها. أنا كنت رايحة عايزة ألعب جاز وتانجو، بعدين بدأت البرنامج وأقنعوني آخد نظري وابتديت تاني آخد عن البناء الموسيقي ورجعت لأيام الدراسة تاني. كمان المدرسة بتأهلك لامتحان الكونسرفاتوار. وأنا قدمت عالامتحان عشان كنت بفكر إني في مصر معنديش كارنيه نقابة الموسيقيين وحسيت إنه لو معايا شهادة حعرف أعمل ده بسهولة. ففجأة الموضوع تحول إلى جدية رهيبة، وأنا ساعتها مكنش عندي مشكلة خالص إني بعدت عن المشهد هنا. كنت باجي كتير وعملت حفلتين في مصر السنة اللي فاتت وأصلاً وأنا في مصر ما بعملش حفلات كتير. بس كنت مبسوطة إني وقفت الوقفة دي وشفت المشروع بتاعي وصل لحد فين والمفروض دلوقتي يحصل إيه.
بالظبط. عايزة أقولك إنه الوقت اللي مشيت فيه ده كان بعد فودافون، كان بيجيلنا حفلات كتير وكان فيها فلوس. قبل كده ولا حفلة في حياتي كنت كسبت منها، ولحد دلوقتي على فكرة. بس اللي وقفني هو إني حسيت اني مش عايزة أهيس، وإنه حتى لو كان مشروعي بدأ كده، ما ينفعش يكمل كده وإنه لو كمل كده حيروح. عشان كده كنت بقولك من شوية إنه حصلت مشكلة في البداية لما أغنية السور نجحت أوي وهي إن الناس اللي جت الحفلة اللي بعدها على طول أكيد كانوا بيتساءلوا إحنا بنلعب كده ليه وأكيد كانوا متخيلين إن مستوانا أحسن بكتير. وده ما حاصليش أنا بس على فكرة. لما وقفت الوقفة دي كل الفرقة وقفت الوقفة دي برضو. كل واحد قرر يشتغل على نفسه ويفكر في دوره في المزيكا.
حسيت إن التقديم عالامتحان حاجة حتخليني أذاكر كويس. وفاكرة بابايا ساعتها قالي حتسيبي كل ده وأنا مكنش فارق معايا وكنت مستمتعة وانا بشوف نفسي بتطور. مرة في نص الدراسة رجعت مصر وكنت بسجل في الاستديو ومهندس الصوت بتاعي قالي انتي بتلعبي الأكورديون كأنه آلة تانية وراح جايبلي تراك قديم كنت بلعب فيه أكورديون وشغلي الاتنين فوق بعض وقللي سامعة الفرق؟ وساعتها حسيت إني أكيد مش بضيع وقتي. خصوصًا وإني كمان كبيرة وعندي ٣٣ سنة.
أيوه. عديت أول امتحان اللي يعادل سنتين والسنة دي حعدي الامتحان الأصعب. المدرسة عملت حاجة فشيخة وهي إنها كثفت الأربع سنين في سنتين. امتحان السنة دي له علاقة بالعزف وحيخليني آخد شهادة في الأكورديون. بس حقيقي على مدار السنة اللي فاتت لعبت ستايلز عمري ما لعبتها في حياتي. الامتحان بتاعي كان في بوسا نوفا bossa nova موسيقى برازيلية مشتقة من السامبا فيها تركيز أكبر على اللحن مثلاً. كنت دايمًا بفتكر كلام المدرس اللي نصحني ماخدش برنامج الدراسة الكامل بس حسيت إنها مش مشكلة لإني قادرة أفصل ما بين اللي بتعلمه وتلحيني. طبعا في تأثير في بناء الكوردز بس لسه ما بفكرش كتير وأنا بلحن. ولسه الحاجات بتتلحن في دماغي قبل ما ألعبها عالأكورديون.
بصي أنا معنديش حد بحس إني بسمعله كل حاجة عملها. التأثيرات أكيد جت من كل حاجة سمعتها في حياتي. وأنا كمان بيجيلي مراحل ممكن أسمع فيها شخص معين. يعني فاكرة مثلاً إني وقت الجامعة كان بالنسبة لي كوين هما المزيكا. دلوقتي بحبهم لسه بس ما بسمعهمش خالص فمش حقدر أقول ان في تأثيرات معينة. بس أنا بحب ساوندز معينة ليها علاقة بصوت الآلة. بحب مثلاً ذ دورز ومثلاً حاجات قليلة في الموسيقى الاكترونية بتعجبني. وبستمتع كده بأصوات معينة وقت اللعب. زي مثلاً لما بكون بسجل حاجة عالأكورديون ويبان صوت الزراير. بطلب من مهندس الصوت ما يشيلهاش عشان بحس إنه اللي حيسمع حيحس بالصوابع وهي بتلعب. الماندولين ساعات بيزيق مثلاً. بس بحب أسيب الحاجات دي وده اللي أقصده لما بحكي عن إني بحب الصوت الأكوستيك بتاع الآلات يبقي باين.
لما رجعت لمصر في النص بعد السنة الأولانية وعملنا حفلتين في القاهرة حسيت انه بقى في ثقة بيني وبين الفرقة. اشتغلنا على حاجات كتير وعارفين عايزين نعمل إيه. لما بيكون في حفلة بره بنتقابل قبلها بيومين ونعمل تمرينات وبنعمل حفلات كويسة. فيه إحساس ان كلنا كبرنا سوا.
لما جه وقت التفكير في الألبوم الجديد كنت متمسكة بفكرة إننا نعمل إقامة فنية نشتغل فيها على الأغاني بس. وفعلاً عملنا ده في إجازة الصيف اللي فاتت. أجرنا فيلا في العجمي وعشنا فيها مع بعض ١٥ يوم وكنت عاملالهم جدول مرعب. وقررنا إننا حنعمل عشر أغاني في الألبوم: أغنيتين قدام، أغاني عملتها في ٢٠١٥ فالناس ملحقتش تسمعها أوي ومش متسجلين، واتنين جداد خالص. كان هدفنا نسجل ديموز عشان لما نيجي نسجل الألبوم نبقى مكروتناش من كروتة: يعني شلفقة، شغل من قفا الإيد.
الشهر اللي فات جالنا منحة آفاق ودي حاجة فشيخة! فدلوقتي معانا فلوس نسجل. بس لسه حعمل حملة كراود فاندينج عشان فلوس الطباعة والحاجات التانية.
دلوقتي حاسة إني فعلاً مش عايزة أندم على أي خطوة حاخدها والمدرسة علمتني أقعد ١٠-١١ ساعة يوميًا بلعب أكورديون. عندي إحساس إإني عايزة أعمل الألبوم ده عشان أقدر أروح بمزيكتي لمرحلة تانية. المفروض في فبراير أشتغل مع منتج عشان نحضر للتسجيل اللي هيحصل في ابريل اللي جاي.
المفروض عالصيف الجاي.
بالنسبة للخطط، اللي اتغير مؤخرًا إن وأنا في المدرسة هناك ابتديت أحس إن حبي للأكورديون زاد زيادة عن اللزوم وبدأت أفكر إني عايزة أفتح مدرسة أكورديون في مصر وبقت دي الخطة. لأنه بقيت حاسة إن عندي مسؤولية وخصوصًا إنه لما حبيت أتعلم الآلة ملقيتش مكان أروحه. وكمان الخطوة التانية بالنسبة لي ليها علاقة بالأكورديون الشرقي. وقت الدراسة في فرنسا دايمًا بيجيلنا عازفى أكورديون عالميين يقدموا ورش عمل ودايمًا كنا نتكلم عن الأكورديون المتسيك أو ربع تون، ويطلعوا مش عارفين ده إيه. ولما دورت لقيت إن اللي اخترع الاختراع ده فاروق سلامة اللي كان بيلعب مع أم كلثوم. وفكرت إحنا ازاي عندنا إسهام لآله كده ومحدش يعرف عنه حاجة؟ واكتشفت إنك عشان تغيري الأكورديون ربع تون لازم توديه لشخص يعمله وفاضل بس اتنين بيعملوا ده وكلهم فوق السبعين، واللي كمان اللي بيلعبوا أكورديون في مصر، في السوق، تقريبًا خمسة! غير الناس اللي بتلعب في الكباريهات اللي أكيد برضو كتير. وأنا بشتري الأكورديون الجديد في هونر كنت بكلم المصمم وقاللي إنه مهتم إنه يعرف أكتر عن الأكورديون المتسيك. فقررت إني ممكن أعزمه ونفكر في طريقة محترفة أكتر بحيث إن الأكورديون الربع تون يبقي متواجد. هي مشاريع كبيرة، بس دي أحلامي. إني أرجع أفتح المدرسة وأتعلم أعزف عالأكورديون الشرقي. مش فارق معايا أكمل أعمل أغاني. يعني حعمل الألبوم ده ومش عارفة اللي جاي حيكون عامل إزاي. مش حفضل متمسكة بالطريقة اللي بنقدم بيها المشروع. بالعكس، أنا اتعلمت مزيكا عشان أبقى دايمًا عارفة إيه ممكن أعمله أكتر من كده.
كنتي بتسأليني عن الإنفلونسز وكنت عايزة أقولك إن أكتر حاجة بتأثر فيا مش أنواع المزيكا بس شخصيات الفنانين نفسهم. عشان أنا بخاف من الفن والشهرة وأثرهم عليا. الفن دايمًا بيخليكي تفكري بتعملي إيه ولمين وبتقولي إيه وينفع تقوليه ولا لأ، وبحس إن دايمًا في طريقين قدامك: إما إنك تسمعي نفسك وتبقي مغرورة أو تكتئبي لأنه الفن بيحطلك حقيقة الدنيا قدامك. الاختيارين وحشين. بس في الآخر لما أفكر في فنان بحبه بحب ابتدي أشوف ابتدى ازاي وأغانيه في الأول والنص والآخر كانت عاملة ازاي، ودي أكتر حاجة بتلهمني: شكل الشخصية. يعني مثلاً بحب نينا سيمون جدًا كشخصية. ومن أكتر الحاجات اللي بتلهمني إني اتفرج عليها في حفلة لايف عشان بحس إنها دايمًا في اللحظة، وفضلت كده لحد الآخر.
أنا بتغير كتير ومقتنعة إن الثبات هو الفشل. مثلاً في المشهد الموسيقي السائد اللي بيحصل إنه بيكون عندنا مطرب وراه فرقة كبيرة جدًا وبيفضل ده شكل الحفلة دايمًا. ممكن يكون الموسيقيين شاطرين بس صوتهم مع بعض مزعج أو بيلعبوا كلهم في نفس الوقت وطول الوقت. الحفلة بتفضل على نفس شكلها. طيب ليه شكل المطرب والفرقة دي مابتتغيرش؟ دي حاجة إحنا مفتقدينها تمامًا. التنويع في المشاريع. إنه حتى الشخص الواحد يبقى عنده تجارب مختلفة.
يعني مثلاً في ناس بتقولي إن أغنية السور هي الهِت وإن كل اللي عملته بعدها مش زيها. بس بقولهم لو كنت مسكت فيها وقررت أعمل كل الأغاني قصيرة وكيوت ماكانش ممكن أتطور! لأنه مفيش حاجة قايمة على إنه فى حاجة نجحتني فبالتالي أفضل أعملها. بالعكس! هو الموضوع إنه يكون عندك الشجاعة إنك توصلي مكان وتقولي إنك مش حتقدري تقدمي أي حاجة جديدة أو ليها معنى. فيمكن المفروض أوقف أو أنط في الخط اللي جنبي وأعمل حاجة مختلفة خالص. عارفة إيه اللي بيخلي العمل صادق في رأيي؟ إنه يبقي قائم على فكرة انه في حاجة لمساني ومخوفاني في إني أجرب حاجة جديدة مع الجمهور.
يمكن ضروري نتكلم عن مأساة العمل الفني في مصر. بيوجع قلبي كمية المساحات المفتوحة والحرة لأي شخص إنه يعمل أي حاجة بره مصر، وده عكس اللي عندنا بالذات دلوقتي وعلى مدار السنتين اللي فاتوا دول. بداية من الأماكن اللي اتعرضت لمشاكل وقفلت، زي روابط اللي اه فتحوه تاني بس ما فتحوش زي الأول. قبل الثورة ده مكانش بيحصل وعمر ما اتقال في مكان إن الفيلم الفلاني مش حيتعرض. كان في حياء شوية. واللي حصل لأحمد ناجي كان قلم في وشنا كلنا إن ده واحد لا كتب مقالة ضد حد ولا عشان هو ثوري أو اتمسك في مظاهرة. لأ ده واحد كتب كتاب مش منتشر أصلاً وخد سنتين سجن. وفجأةً أي حد بيشتغل في المجال الفني حس نفسه معرض لده، وطبعًا دي كارثة.
الحاجة التانية إن برة في مساحات حرة، في تقدير للفكرة، تقدير للشباب. هنا تبصي وتفكري ليه كل نقيب موسيقيين ييجي يبقي كل همه إنه يزود التصاريح؟ أو الطريقة اللي بياخد فلوس بيها من الناس؟ النقابة مفروض بتقدم خدمات للموسيقيين واللي مش عايز ما يخدهاش. بس مش هدفها إنها تمنع الناس من ممارسة الفن. في كل حتة في طبعًا تصاريح وضرايب بس إحنا معندناش حاجة مفهومة. لما جيت عملت حفلة الجريك كامبس نطو علينا ناس من النقابة قبل بداية الحفل بعشر دقايق عشان كان في كام حد عالمسرح معهوش كارنية النقابة واتطلب ندفع غرامة ودفعنا ألفين جنيه. وبعدين نطو علينا بتوع الضرايب واتطلب مننا ندفع خمس آلاف جنية في الحال ودفعنا. وبرغم إن الحفلة كانت كاملة وحضرها أكتر من ٦٥٠ شخص بس برضو طلعت من الحفلة دافعة فلوس عشان الموقفين اللي حصلوا دول. دلوقتي لو أنا معنديش شغل تاني إيه الحل؟ وإيه نهاية اللي إحنا فيه ده؟
اتكلمت مع ناس أكبر زي كاريوكي اللي مش بيقابلوا مشاكل أوي لانهم أقرب إلى أنهم يكونوا ماينسريتم دلوقتي وبيعملوا حفلات بسهولة. سألتهم لو كانوا اتعرضوا لأي مشاكل بعد أغنيتهم الأخيرة وقالوا لا. بس قالوا إنهم بيتعرضوا لمواقف زي إن قبل الحفلة بيومين ممكن الحفلة تتلغي لدواعي أمنية فيخسروا فلوس كتير. غلاسة كده بطريقة ما.
أنا متأزمة جدًا وخصوصًا لأنه بقى فيه شبه اتفاق إنه ده عادي والموضوع اتربط بالثورة والناس اللي عايزة تخرب البلد والناس اللي بتاخد فلوس من برة. وبقى فيه كده اتفاق إن اللي يتقبض عليه يتقبض عليه وممكن يكونوا ناس شغالين في الفن وشايفين إنه عادي شخص يتقبض عليه. مش عايزة أبقي متحيزة بس أنا فعلاً بشوف الشعب المصري مبدع، يمكن ليها علاقة بالقاهرة وإن في إنبُت طول الوقت وحاجات عكس بعضها تخليكي تفكري. بس بيصعب عليا إن يبقي فيه مشاريع كتير مش عارفين يعملوا شغلهم كويس أو إن أقصى آمالنا تكون إن الأماكن اللي بنلعب فيها مزيكا يبقي الصوت فيها كويس!
إحنا محظوظين إننا في وقت في إنترنت نوصل من خلاله للجمهور من غير تصاريح بس حتى دي بقى فيها مشكلة والدليل الشباب اللي في فرقة أطفال شوارع اللي اتخدوا. الموضوع حله إن حكومتنا ماتكونش خايفة، واحنا حكومتنا خايفة وحتفضل كل شوية تخاف أكتر وتتصرف بغباء. فهي دايرة مش حنخلص منها.
أنا مبسوطة إن إحنا عملنا الحاجات زي ما إحنا عايزينها وإحنا بنحضر للألبوم. وماشيين في خطوات التسجيل زي ما نفسنا تحصل. صحيح إن الألبوم كان مقدر ليه ينزل الشهر ده بس بقيت حاسه إن الحاجات تاخد وقتها أحسن. دلوقتي بالنسبة لي أكتر حاجة صعبة إنك توفقي بين كل ده والمذاكرة. يا رب ماسقطش بس!
أولاً إني لقيت نفسي في سياق تاني تمامًا. يعني أنا في مصر خلاص عندي جمهور ومعتمدة إنه أكيد لما اعمل حفلة حيكونوا مبسوطين يسمعوا أغانيا. فبيبقي في نوع من الاعتماد إنه في ناس بتحبني. وبالتالي ببقى مش مضطرة إني أعجب حد وبيتهيألي إن دي حاجة بيتعرضلها كل حد بيشتغل في الفن. فإني فجأةً أروح مكان تاني محدش يعرفني فيه، مكان لا أنا مشهورة فيه ولا حد فيه يعرف شغلي حسسني إني اتحطيت في طريقة تقييم تانية خالص، طريقة موسيقية بحتة. ده كمان مع إني أكيد مش أشطر عازفة أكورديون لأني متعلمتش عزف الآلة بطريقة كلاسيكية قبل ما آجي هنا. فده كان أول تغيير حسيت بيه لما جيت. وبصراحة كنت مستعدة له وكنت عايزاه. كنت نفسيًا محتاجة أكون في مكان عامل كده.
بالمدرسة، في ناس لسه مخلصة مدرسة وبيتعاملوا مع الموضوع كأنهم في الجامعة وسنهم ١٨ سنة مثلاً. ومعايا ناس كبار في السن، ومنهم ناس شاطرين جدًا وكاسبين جوايز مهمة في الأكورديون. وكمان ناس كبار ليهم مشاريعهم وكانوا حابين يتعلموا ستايلز معينة. فمن ساعة ما جيت اتعرفت على عازفي أكورديون ليهم تجارب مختلفة وبيلعبوا ستايلز مختلفة وكأني دخلت جنة الأكورديون!
بعد شهر واحد من بداية الدراسة، قلت لعازفين معايا في الفرقة إن اللي كنت بلعبه ده مش أكورديون. في حاجات ليها علاقة بطبيعة الآلة نفسها حسيت إني ما فهمتهاش غير لما جيت هنا. وكمان بحس إن الأكورديون آلة حساسة جدًا فممكن يطلع منها صوت يكون مدرسي ومزعج. بس لو بتعرفي تلعبيها كويس حتقدري تطلعي الصوت المظبوط. إحنا مثلاً في مصر مش بنتعامل معاها على إنها آلة نفخ زي الساكسفون والترامبت وده اللي اتعلمته هنا: إني أركز إنها آلة نفخ وإنه لازم استخدم الهوا كويس أوي عشان أقدر أطلع صوت حلو.
مظبوط! والصوت كمان – صوت الأكورديون – اتغير. دلوقتي لما بسمع التسجيلات القديمة ببقى منزعجة جدًا لإني ببقى عارفة إن ده مش صح.
عارفة، لما بتبدي حاجة من الأول بيبقي سهل بس لو أنتي بتتعلمي حاجة ومضطرة تقعدي تغيري كل اللي اتعلمتيه قبل كده، الموضوع بيبقي أصعب شوية. خصوصاً وإنك بتكوني اتعودتي على طريقة عزف معينة، ودلوقتي مضطرة تجربي تلعبي الأغاني بطريقة غير اللي بقالك سنين بتلعبي بيها. المزيكا في الأخر ليها علاقة بالتعود وذاكرة جسمك. دايمًا بيقولوا لنا كده في المدرسة. إنه منعتمدش على إننا شاطرين ومش محتاجين تمرين، لأنه في الحقيقة التمرين ده مهم لجسمك كعازفة ومش عشانك إنتي. جسمك بيتعلم يبقى عنده الذاكرة دي فلما تيجي تعزفي بعد كده، حتى لو خفتي أو أي مؤثر خارجي أثر على أعصابك، جسمك بيبقي محتفظ بالذاكرة دي.
طبعًا جزء كبير من الصعوبات إني ما بقتش عايشة في القاهرة. القاهرة بالنسبة لي هي أكتر مكان ملهم وهي المكان اللي كان بيطلع منه المزيكا والأغاني بتاعتي. وأنا كمان أول ما جيت ما كنتش بتكلم فرنساوي والدراسة هنا أصلاً بالفرنساوي. فكانت حاجة خزعبلية! درست شوية فرنساوي قبل ما أسافر بعدين لما رحت فرنسا وبقيت وسط الناس الدنيا مشيت وبقيت بعرف أتكلم. وعشان الدراسة لها علاقة بالمزيكا، الموضوع كان أسهل. هو بس الكورس اللي عن تاريخ الموسيقى اللي كان بالنسبة لي أصعب حاجة عشان فيه رغي كتير.
وبعدين فكرة إني رايحة فرنسا أتعلم أكورديون ودي حاجة ناس كتير بتعملها كانت صعبة. الناس الفرنساويين اللي بيلعبوا أكورديون هنا في تآلف بينهم وبين الآلة. فكنت حاسة إني رايحة في الحتة بتاعتهم.
آه بس في الآخر في حاجات كنت فاكراها صعبة وكنت شايلة همها بس مطلعتش صعبة.
إحنا المفروض بنبدأ كل يوم الساعة تمنية ونص الصبح بحاجة تشبه التمرين الإجباري. ببدأ التمرين. كل واحد في المدرسة عنده تمرين في أوضة صغيرة أوي مفيهاش غير كرسي وستاند للنوتة. كل واحد عنده بُكس تمرين بإسمه. سواء الطلاب اللي عايشين جوا أو حتى بره المدرسة. أنا أول ما جيت كنت عايشة جوا المدرسة بعدين نقلت لمكان يبعد عنها خمس دقايق مشي. بروح البُكس كل يوم وأتمرن. عادة بيبقى عندي قطعتين بشتغل عليهم وبيكونوا في الستايل اللي اخترته. بعدين المحاضرات بتبدأ الساعة تسعة وحسب جدول اليوم باخد سولفاج، هارمُني، وبندرس إزاي نلعب ريتمات على الأكورديون. وعندنا حاجة اسمها دُنس الي بندرس فيها كل الريتمات الراقصة زي البوليرو، فالس، روك boléro, valse, rock عشان لازم تتلعب ببيت Beat معين عشان تفضل راقصة.
كمان بندرس تكنيكات لعب الأكورديون وده كورس بيدرسهولنا مؤسس المدرسة. وبيبقي كمان فيه دروس خاصة اللي ببقي فيها مع المدرس وبنركز عالحاجات اللي بشتغل عليها ساعتها. وفي حاجة كمان اسمها إنسمبل واللي بعزف فيها مع طلاب تانيين.
هو صعب شوية إنك تكوني في مكان كل الناس بتلعب فيه أكورديون. مش فكرة منافسة على قد ما كلنا عارفين أسرار بعض، أنا صحيح مش بلعب أكورديون شرقي بس أنا بلعب مقامات شرقية ليها علاقة باللي اتعلمته طول حياتي واللي هي بالنسبة لهم بتبقي إكزوتِك غرائبية جدًا. فطبعًا أول ما بابتدي ألعب بيبقوا مش فاهمين أنا ازاي بعمل كده. يعني مثلا البيت اللي يعتبر أسهل واحد في مصر، اللي هو المقسوم، مش بيعرفوا يعملوه مع إن الموضوع بيبقى سهل بالنسبة لي.
فاكرة إني لما جيت حضرت ورشة عمل في نفس المدرسة قبل ما آخد قرار الدراسة هنا كانوا بيشجعوني ويقولولي إني سنشوال Sensual جدًا في الطريقة اللي بلعب بيها، وحتى مديرة المدرسة نفسها كانت بتقولي الكلام ده وتشجعني بس كانت بتزعقلي عشان عايزاني أتمرن اكتر!
وحسيت قد إيه التجربة فرقت معايا. وكل مرة كنت برجع فيها مصر وألعب مع الفرقة كانوا يقولولي إنه عزفي اتغير وخصوصًا إن السنة اللي فاتت كنت كمان باخد دروس غنا وكان برضو بيتقالي إن ده فرق معايا.
دروس الغنا كان حاجة نفسي أعملها من وأنا في مصر وبعدين جه موضوع السفر. ولما جيت هنا لقيت إنه عندي إمكانية اختيار كورسات برة المنهج سواء في تعلم آلات تانية أو غناء. وحسيت إني هنا كده كده فليه لأ، وأخدت الحصص فعلاً وحسيت إنها فادتني جدًا.
وكمان عشان أنا بغني وبعزف في نفس الوقت والأكورديون حاجة تقيلة وبتاخد من مجهودك البدني، في جزء كبير أوي اتحسن له علاقة بإني بقيت بلعب الأكورديون بطريقة كويسة فبالتالي بقيت بغني بطريقة أحسن. لما كمان بقيت مرنة أكتر في طريقة العزف نفسها ما بقيتش شايلة هم إني حاغلط في الغنا. بقيت مرتاحة أكتر وبالتالي مركزة أكتر عالغنا. بس في نفس الوقت عندي إحساس إن الحاجات اللي حاعملها بعد الألبوم اللي بنشتغل عليه دلوقتي حتاخد شكل آلاتي أكتر. متخيلة كده، بس مش عارفة حيحصل إيه.
أنا كنت قلتلك إني قبل ما آجي المدرسة كان في مدرس هنا نصحني إني مادرسش. وأنا كنت فعلاً مركزة إن طريقة تلحيني ماتتغيرش وأحافظ على الستايل بتاعي. وفعلاً ألفت أغنيتين جداد وأنا هنا بس الحقيقة أنا مش بلحن بنفس الكثافة زي لما كنت في مصر. لأن كل طاقتي الموسيقية رايحة على إني بتعلم. فبيبقى فعلاً عندي وقت قليل جدًا عشان أكتب، وجو المحاضرات مش مناسب أوي للتأليف، بس كويس إني قدرت أعمل الأغنيتين دول. واللي حصل إن في واحدة منهم ألفت المزيكا بتاعتها الأول ودي كانت أول مرة تحصل. والموضوع جه بالصدفة. يعني في الأول لما ألفتها قلت أني حاعتبرها إنسترومنتال تراك بعدين وأنا مع الفرقة في الاسكندرية السنة اللي فاتت قعدت أحاول ارتجل كلام كان وليد طاهر باعتهولي قبلها باسبوع على الأغنية. فطلعت الأغنية.
أما الأغنية التانية كنت عارفة الكلام وبلحنه بالقصد بس أنا فاكرة إنه العازفين في الفرقة لاحظوا إنه بقى فيه تطور في طريقة بناء الكورد بروجرشن Chord Progression في الأغاني الجديدة.
في كمان أغنية العلم اللي عملتها مع عبد الله أبو ذكري في فرنسا من سنة. الأغنية أصلاً قديمة فاللي حصل إن وأنا هنا بقيت ألعب الأغنية بطريقة مختلفة وغيرت شوية في توزيعها أو نوع الكوردز المستخدمة فيها. فدي كانت طريقة معالجة مختلفة للأغنية. والناس حسوا بده. ودي أكتر حاجة بتبسط منها. إن الناس تقولي إن طريقة بناء التراك اتغيرت في الأغاني الجديدة بس إنها لسه شبهي أو شبه ستايلي.
دلوقتي اتعلمت ستايلز مختلفة غير اللي كنت بلعبها قبل كده، والستايل اه له علاقة بالبِيت أو بطريقة لعب الأكورديون بس برضو بيبقي له علاقة بالكوردز المستخدمة. يعني مثلاً بيبقي فيه كوردز معينة للجاز والبلوز أصلاً ليه سلالم مختلفة. فاللي حصل إني لما بقيت ألعب ستايلز تانية، اتمرنت وسمعت بروجرشن مختلف للكوردز وكمان الكوردز عشان تتلعب صعبة شوية. لأن أماكنها بعيدة عن بعض وبتحتاج تكنيكات معينة عشان أعرف أجيب كوردين بعاد عن بعض مثلاً.
وأنا مكنتش بعرف أعمل ده قبل كده خالص فدلوقتي لما بقيت ألعب الستايلز التانية اتعلمت عن الكوردز دي وبالتالي بقت في الـ اللغة بتاعي. فدلوقتي لما باجي ألعب بقى عندي مصطلحات جديدة بتظهر في حاجات زي إني استخدم كورد مختلف أو استخدم كوردز معقدة أكتر ومش بس المايجر والماينر بس كمان حاجات زي السابع والتاسع اللي ماكنتش بستخدمها قبل كده. يعني التغيير بيظهر في تفاصيل صغيرة بس بتبان حتى لو الشخص اللي بيسمع مش فاهم أوي تفاصيل المزيكا بس حيحس إن في عمق أكتر.
بالظبط. وفي الإقامة اللي عملناها عشان نشتغل عالألبوم غيرنا الطريقة اللي بنلعب بيها أغاني قديمة والستايلز والكوردز اللي مستخدمة وكده. والحقيقة أنا حظي حلو إن كل الموسيقيين اللي معايا في الفرقة حصللهم تطور في نفس الوقت.
يعني حتى عازف الهارمونيكا صدقي صخر، واللي متجوز وعنده شغل دوام كامل بس هو أكتر واحد بيذاكر وشاطر. وإحنا في الإقامة كنا بنقول إن إحنا من سنة قبلها مكناش كده. شادي الحسيني مثال تاني برضو، هو بيلعب مع تامر أبو غزالة ومريم صالح، وعنده ستايلز مختلفة وعلى طول بيحب يتعلم حاجات. وده طورنا كلنا. وأنا بحس إني شجعتهم لما لاقوني بتمرن وبتطور. كانوا مهتمين يسمعوا عن اللي بدرسه وكنت بفضل أبعتلهم حاجات من المحاضرات. وبنشارك ده مع بعض على طول.
بالنسبة لطريقة كتابة الكلمات مفيش حاجة اتغيرت أوي لأني من ساعة ما بدأت معنديش خطط أنا حغني عن إيه. عادة بتبقى حاجة اتحمستلها فجأةً أو كلام قريته، بس حتى عمري ما بقول إني عايزة أتكلم عن موضوع محدد. حتى لو أنا متضايقة من حاجة معينة ما بقولش يلا أنا حكتب أغنية عنها عشان حبقي كده ما فرقتش أوي عن الماينستريم، وفكرة أغاني عيد الأم والعيد الوطني، إلخ. حاجات أنا بشوفها رخيصة وكذابة جدًا.
برضو ما بفكرش حكتب الأول ولا حلحن بعدين أكتب لإنها حاجات بتحصل بالصدفة. بس أنا مثلاً دلوقتي عندي حاجات كتير إنسترمنتال بس ما بتروحش في حتة. مشكلتي دلوقتي ليها علاقة بإني عايزة أخلص الألبوم. وساعات كده لما بيبقى عندك حاجة ما طلعتش لسه تبقى مش عارفة تفكري في حاجة تانية. يعني أنا مش عارفة حتى أفكر في المشاريع الجاية حيبقى شكلها إيه لأن مرحلة الألبوم بالنسبة لي أقدم من المرحلة اللي أنا فيها حتى وإن كان الألبوم حيضم أغنيتين جداد.
عشان أبقى قادرة أفكر في اللي جاي حيكون عامل ازاي، لازم أعمل توثيق للمرحلة القديمة، وبعدين أقفلها.