.
دخلت عالموسيقى من خلال كورال عباد الشمس، التابع لإتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة، واللي هو مأسساه والدتي د. فيحاء عبد الهادي. هي أسسته سنة ١٩٨٨ أظن وأنا بالتالي كان عمري سنتين، هي كانت تنظمه وترتب البروفات وترتب الأغاني الجديدة وتتفاهم مع الناس وترتب الحفلات وأنا كنت بإيدها طول الوقت. من وقتها وهي كانت تحطني في الكورال، بيقولولي إني كنت أغني بين الحشد ومرات يزتوني عالمسرح برضه بالحفلات تبعتهم فأغني، وهيك يعني، من الصغر. أظن هاد اللي بلش موضوع الاهتمام بالموسيقى. وبعدين هالشي اتطور لصرت أغني أغاني صولو بالكورال، ولما نزل كاسيت الكورال الأول كان إلي أغنيتين صولو، ونزل فيديو ما في خوف وقتها، اللي اكتشفت بعدين إنه انتشر بفلسطين كتير وما كانش معاي خبر. كان وقت الإنتفاضة الأولى.
https://www.youtube.com/watch?v=8ZK4Iv5m45I
بتذكر لما سجلت الأغنية بالاستوديو كان عمري خمس سنين، عالأغلب الكليب نزل وأنا عمري ست سنين هيك إشي.
بلش غنا بالضبط. وبهاي الأثناء بنفس الوقت بالبيت كان الأهل يجيبولنا معلمين. يعني أنا من أول ما وعيت كان في أستاذ بيانو ضرير بيجي بيعلم أخوي وأختي. مرات بَنحِشِر وباخد درس ومرات بطلع وبحاول أتعلم زيهم وأعزف زيهم وهيك يعني، وبعدين من خلال الكورال. هو مدرب الكورال في الأساس عازف عود وملحن وكذا، جمال عطية، أنا بحبه كتير ومنه برضه بلشت فكرة إني أحب أعزف عود وألحن زيه. أعمل زي ما بعمل يعني. بلشت دروس عود وأنا ٩ سنين تقريباً. قبل العود أخدت دروس بيانو وجيتار وكمنجة وكذا إشي، كنت كل ما أطلّع على آلة بإيد حدا أقول لأهلي علموني اياها فبيجيبولي أستاذ يعلمني اياها.
أظن كذا إشي، أغلب الناس اللي كانوا يبهروني كانوا ماسكين عود. مش متذكر بالزبط مين بس يعني لنا أن نتخيل إنه كان مدرب الكورال بيعزف عود وكان التلحين مرتبط إلي بعزف العود، الملحن عازف عود، والزلمة الأساسي دايماً عازف عود يعني. ماكانش ببالي وقتها بصراحة إنه العود هو الحل، لما اتعلمته أظن إنه كان زي ما كل هالآلات اهتميت فيها وطلبت أتعلمها وبلشت أتعلمها صار نفس الشي بالعود. وبعد العود اتعلمت قانون، والعود رجع اتأكد واتركز واتمكن هيك لما رجعنا عـ فلسطين وتعلمت مع خالد جبران. وقتها كان هو مصر إني أنا عوّيد، وإنه لازم أجيب هاي الآلة وآخدها لآخرها وأفكني من كل الحكي الفاضي التاني.
نقلنا بالـ ٩٨، يعني كنت ١٢ سنة. من القاهرة لرام الله. بلشت وخالد كان طبعًا يعلمني كل الجوانب اللي بالموسيقى مش بس عود، ولما كان يقللي إنه لازم تعزف عود كان بالنسبة إلي حكيه صح لأنه كان مرجع للموسيقى كلها بالنسبة إلي مش بس للعود. يمكن عشان هيك علق العود وضل هو الأساس.
أكيد. أنا بالنسبة إلي ما كنتش أصلاً حاسس إنه لازم أكمل بالموسيقى أو إني قابض حالي جد إلا لما خالد أصرّ. هو اللي أعطاني ثقتي بنفسي كموسيقي. وبسببه بلّشت آخد الموسيقى جد وأشتغل على إنه يكون عندي عروض وإني رح أصير موسيقي وإنه أتمرن منيح وأجرب ألحّن. إنه لأ هاي الألحان مش منيحة بدي أجرب ألحّن أحسن من هيك. كل هاد الشغف تأكد وصار إله طريق بسبب خالد جبران.
صحيح، كملت اقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
علشان ما كانش عندي خيارات كتيرة. كان يا أدرس موسيقى برة العالم العربي بشكل مرتب، يعني أدرس موسيقى عن جد وأتخرج موسيقى بس بكون بعيد عن المنطقة، أو أضلني بالمنطقة وأدرس شي غير الموسيقى لأنه تعليم الموسيقى في المنطقة زي الزفت. فقررت أضل لأنه وجودي بالمنطقة كان بالنسبة إلي وقتها جزء من كوني بدي أعمل موسيقى. فإذا تركت المنطقة يمكن ما يكونش هالشي هو اللي بده يساعدني بالموسيقى تبعتي. حسيت إنه ضروري أضلني وإذا ضروري أضلني بدي أفتش على إشي تاني أدرسه. وكانت وقتها النظرية اللي شوي طفولية إنه طيب، ما دام أنا بدي أركز عالموسيقى بدي إشي يوازنها فاذاً خليني أدرس إشي إله علاقة بالبيزنس. فكان الإقتصاد.
هوة نوع من بلان بي للمجتمع والأهل وهيك. بس يعني بنفس الوقت إذا كنت كملت موسيقى برة ما كان حيكون في إعتراض.
صح، لأنه أول ما تخرجت طلعت عدبي واشتغلت بالدعاية الرقمية. لما بديت كانت شركة صغيرة يعني كنا ٣-٤ أشخاص بالمكتب، وبعدين ضليت فيها لحد ما دخلت بوكالة أكبر منها بكتير فمسكت التخطيط والتنفيذ تبع حملات الدعاية الرقمية بالمكاتب تبعة هاي الشركة بالمنطقة. كان شي بحبه صراحة. الدعاية أونلاين كانت مثيرة للاهتمام لأنه كانت هية والموسيقى البديلة عم يطلعوا جديد بنفس الوقت هون بالمنطقة. فكان بالنسبة إلي في توازي بينهم وكنت عم بتعلم.
أنا أسستها بعد ما طلعت عدبي بخمس أشهر.
كان عندي ألبومين خالصين قبل ما أطلع عدبي، اللي همة مرآة، والألبوم اللي عملته بالشراكة مع فرقة الطمي اللي هو ثورة قلق. الألبومين هدول من وقت ما خلصوا قبليها بسنتين وأنا بحاول أشوف كيف بدي أنزلهم. حكيت والتقيت منتجين زي محسن جابر تاع عالم الفن ومزيكا اللي هو منتج كبير، والتقيت بمنتجين اللي وقتها بلشوا بلبنان زي طوني صفير وكذا. هاد بـ ٢٠٠٥-٢٠٠٦. والجهتين بالنسبة إلي ما كانوش زابطين. الشركات الكبيرة كانوا مش فاهمين أصلاً شو الموضوع، يعني بسمعوا هاي الموسيقى وبيقولولي احنا مش فاهمين يعني إيه دي؟ دي أصلاً مزيكا؟ تسؤ، أصلاً هاي ايش يعني؟ [يضحك] والجهة الثانية الناس اللي كانت مبلشة حركة لذيذة بالموسيقى البديلة في إنتاجها وتوزيعها كانوا بشتغلوا على نطاق كتير ضيق. هو طبعاً كله نطاق ضيق، بس همه اشتغلوا على منظور إنه هاي الموسيقى حيضل نطاقها ضيق، وكان هذا الإشي مضايقني، إنه طب وين رايحين اذا هيك؟ ليش عم بيصير الانتاج والتوزيع إزا هو بس الألبوم كل ما هنالك إنه حينطبع بالمطبعة وبعدين ينباع بمحلين تلاتة. إنه شو هالرؤيا؟ ليش بدي اعمل هيك يعني؟ ليش عم بنزل الألبوم أصلاً؟ ما أنزلوش أحسن! فكان تعارضي مع هاي الشغلة وقتها، طبعاً هاد زمان كتير وما كانش في لسة هالحركة كلها أصلاً وماكانش في هالعدد من الفنانين والفرق.
الفكرة اللي براسي كانت إنه زي ما في بيلبورد بالشارع لأي فنان تقليدي، يكون في بيلبورد بالشارع لحدا زي كاميليا جبران، وهو الإكستريم يعني. إنه ليش ما في هاي الرؤيا إنه هاد جمب هاد والمستمع ينقي. ليش ما في إنه أنا بديش أشتغل على هاي الموسيقى لأنها شي لذيذ ومختلف، بدي أشتغل عليها لأنها بديل حقيقي لجمهور مستمعين. هاد الإشي اللي ضايقني عدم وجوده، وبلشت أفكر كيف أعمله وبلشت أبحث على الانترنت كيف الناس بيعملوه برة بعدين اكتشفت إنه في إشي اسمه independent labels واندي باندز وهاي حركة أصلا كبيرة وموجودة بكل محل، وفهمت إنه في إشي اسمه سوق مستقل بالعالم كله واحنا ما عناش هاد السوق قلت هاه! هاي الحل. بدنا نبلش ونعمل شركة إنتاج مستقل. فبدا الموضوع من هيك.
بالزبط. لما أسست الشركة نزلنا أول ألبومين ثورة قلق ومرآة. وعبال ما خلصنا الإجراءات وفهمنا كيف بدنا نطبع وكيف بدنا نخلّص التصميم اللي لازم ينعمل، كان أصلاً في كمان ألبومين محمد عنتر عازف ناي من مصر اسمه في عشق المقام وألبوم عزيز مرقة من الأردن اسمه ماستر كوبي، فالأربعة نزلوا سوا وقتها. وهاد لسبب أساسي – ما كملتلكش – مع إنه أنا بأول الطرح أو التساؤل كله إنه أنا عندي ألبومين بدهم ينزلوا. لما عملت هاد البحث وبلشت شغل على إنه تنفتح الشركة فهمت إنه بنفعش هاد الشي ينبنى على فنان أو اثنين أو ألبوم أو اثنين، مشان أعرف أودي هاي الألبومات للسوق وأنزلها ويحكوا معي موزعين أو حتى أوزعها ويحكوا معي محلات، بده يكون معي مجموعة، بده يكون في حركة، إنه السوق ينبنى بمنتجات كتيرة وغزيرة علشان هيك لأنه السوق كان هالقد فاضي تماماً. كانت استراتيجية الشغل إنه يلا ننتج ونطلع بغزارة، كان هاد هو الهدف. وكانت هاي هي النظرية، بدك كم لحتى يكون أصلاً في إشي اسمه سوق بتعاطى معك، بدون ما تطلع على تفاصيله، إنه تنتج روك أو كذا كان هاد السؤال مش مهم. إنتج أي شي بديل واعمل حركة وبعدين شوف.
لا طبعاً. بالأول كانت صعبة الدنيا وكنا لسة عم بنحاول نفهم شو لازم نعمل وكتير أشيا عملناها غلط. كان عمري ٢١ سنة فاكـ بني آدم ما عنديش خبرة كافية. بس كان بدي أحقق هالشي بطريقة أو بأخرى، والشباب إلي كانوا عم يشتغلوا معي بالموضوع ذات الشي كنا صغار ومتحمسين وماكناش عارفين شو بدنا نساوي بالزبط. فهاد أخد وقت كتير وخسارات كتيرة ومجهود وبنفس الوقت كان كل إشي جديد أحسن من اللي قبله.
أصلاً أول ما أنتجنا هاي الألبومات صار بدنا نوزعهم. طيب كيف بدنا نوزعهم؟ قلنا خلينا نفتح توزيع. بلشنا نوزع الألبومات ونشوف مين كمان بده يوزع ألبومات، علشان برضه الفكرة إنه يكون في سوق ومشان السوق يصير مش لازم بس نشتغل عالألبومات اللي بس احنا بننتجها. إذا بدنا نوزع لازم نوزع للكل، فصار في مشكلة الترويج، مشان نروج للألبومات لازم نعمل حفلات، بدنا ننتج حفلات فصرنا ننتج حفلات. طبعا أنا بحكي بالمنطقة، هاد كله كان مبلش بالقاهرة وعمّان وبيروت بالتوازي. بلشنا ننتج حفلات مشان الألبومات اللي نزلناها. أو حفلات لفنانين محتاجين يعملوا حفلات وبالأخص إنه نعرّف جماهير كل بلد على فنانين البلاد التانية. وهاد كان شي مركزين عليه وأكتر، لأنه كان في كتير فصل بالبلاد والجمهور مش عارفين شو عم بيصير بالبلاد التانية. وهاد كان كتير مهم لأنه نفس الجمهور حيطلع بالآخر، اللي بسمع الفرقة الفلانية بهاد الستايل المختلف بالأردن مثلا لما تيجيه فرقة من مصر بتعزف نفس الستايل حيحبها برضه فليش ما يتعرفوا على بعض، فبلشنا شغل على هاد الجانب. كمية الأشيا الناقصة بالسوق خلانا ما نقدرش نعمل إشي واحد ونطوره لحد ما ينجح بسرعة. يعني كان في مشكلة إنه في كتير أشيا ناقصة لدرجة إنه كل شي بتعمله، مشان ينعمل صح بدك تعمل ١٠٠ إشي تاني. فالإشي الأول اللي إنت أصلاً بلشت فيه مش قادر تركز إنه يطلع ناجح لأنه بدك باقي السلسلة تطلع ناجحة كمان. هلق ممكن تقدر تلاقي شريك ينظم حفلة وبعدين شريك تاني يوزع وتالت يروج وانت بس بتنتج الألبوم. بس أول ما كانش هالحكي موجود. هذا لسا أول ما بلش يكون في إشي اسمه فيسبوك كمان.
طبعا هاد هو الموضوع.
٩ سنين هاي السنة.
بعد تسع سنين من هلق!
[يضحك]
بلاقيش.
صح، ولا زلت، وما بلاقي وقت للموسيقى وللأسف هو علشان أجبر حالي إنه أهتم بموسيقتي شوي قررت أعمل هاد الألبوم كجزء من العلاج، لأنه صارلي فترة قبل الألبوم عم بيجي في راسي أغاني جديدة وألحان جديدة ومش عارف شو أسوي فيها لأنه القديم مش عارفين شو نسوي فيه أصلاً. فكان جزء من علاج هاي المشكلة إنه أنزل هاد الألبوم وأضطر أقطع شهور من وقت الشغل مشان أركز على هاد الألبوم. علشان هلق إذا إجا ببالي إشي جديد أشتغل عليه بدون هاد الهم. بس هي ما إلها قانون معين. في أغلب الأيام بكون بشتغل على الشركة بلا انقطاع لحد ما أنفزر فبطلع أغنية. هيك بصير عادة، فبتيجي مرة في السنة مرة في الـ ٦ أشهر ما حدش عارف.
لأنه كله بيكمل بعضه. تأسيس إيقاع نابع من احتياجي كموسيقي لمنفذ أقدر أعتمد عليه، أسلمه الموسيقى وأكون واثق إنه حيوصلها لكل المعنيين بأفضل الطرق سواء في ترويجها أو توزيعها أو بيعها أو تنظيم حفلاتها أو تخطيط جولاتها أو حتى تغطيتها نقدياً ايجابياً وسلبياً. ولهلأ محتاج أكمل تركيزي على المؤسسة لحتى أنا – كموسيقي – أقدر أركن عليها كل ما أنتج عمل جديد، أو غيري من الموسيقيين. هي دائرة مفرغة، وطبعاً مش أنسب وضع إلي كوني بتمنى إني ما أسوي شي غير الموسيقى وبس، ولكن مع الوقت ومع تحسن المشهد الفني ومع تطور الشغل المؤسسي عم بلاقي وقت أكتر للموسيقى، شوي شوي، ما النا إلا الصبر.
بلاقي هذا السؤال مش في محله، لأنه الموسيقى بتخلق مؤسسات حولها، ولكن أيضاً المؤسسات بتخلق مناخ وقابلية للأفكار الجديدة. مثل ما بتنخلق مسارح وشركات إنتاج وغيرها بناءً على وجود فن محتاج لهالشي، كمان وجود هاي المؤسسات بيوسع المشهد وجمهوره وبيساعد في وجود مناخ محفز على الإلهام. كله بيكمل بعضه.
خُش.
لا هي تجميع بدأت تقريباً بأول الألفينات. كانت المرحلة اللي أنا عم بكتشف فيها كيف أعمل أغاني ما تزهقني. المرحلة اللي قبلها شوي كنت صغير طبعاً وبالتالي، مع إني كنت بلحّن كتير، كنت كل يوم بلحّن عالفاضي وعالمليان. في مرحلة ما وقفت عندها وقررت انه بنفعش أضلني أعمل هيك وبطلت ألحّن. بعد فترة من الإنقطاع عن التلحين رجعت، كنت شي ١٦ سنة، أبحبش بهاي الطرق التانية وألعب وأشوف شو بصير. هاي المرحلة اللي طلعت فيها أغاني مرآة اللي جمعتها وسجلتها.
لحد ما خلص الالبوم … هو خلص بـ ٢٠٠٦ وبلش بـ ٢٠٠٠-٢٠٠١.
فترة منيحة وفرق كبير وأصلاً لما نزل أنا كنت خلص مش فارق معي ينزل ما ينزلش، يعني كنت منزله تكملة واجب.
اه إشي طبيعي لما واحد ينزل ألبوم تاني يوم بندم عالأغاني كلها [يضحك] هاد العادي.
ماكانش عندي تصنيف الصراحة، هو كان مجرد إنه لما آجي ألحّن جملة موسيقية ما أعملش اللي أنا متوقعه، ما أعملش اللي أنا متعود أسمعه. هاي كانت معضلتي الأساسية، لما آجي أعمل لحن مثلاً، أعمل أول جملة، تاني جملة دايماً بالتالي حتطلع زي الجملة الاولى بس طالعة درجة نازلة درجة ـ يعني فيها إشيا معتادة. لما أجا الزهق من هاي الطريقة، صار بدي ألاقي إشي ثاني ومش عارف كيف. فهاد كان هو الموضوع أكتر من إنه جديد أو قديم، وهي مش محاولة تجديد أبداً. الموضوع كان شخصي، إنه أفاجئ حالي. قبل كان لما تخطر ببالي فكرة غريبة كنت أطنشها وأقول لا شو هالهبل. لا مش شو هالهبل بدي أعملها. برضه فيه مساحة شوي اتعلمت إني أعطيها لحالي وإني أترك حالي أنفذ هاي الأفكار. اهتميت بالتجريب يعني، إنه ليه ما أعمل هاد الإشي الغريب اللي ما حدش مسويه. كان بدي اكتشف الخيارات شو هية أصلاً وأدعس فيها، وماكانش في هدف معين في بالي.
إذا بدي أحلل هلق بحس إنه في اتجاه جديد بس مش مكتمل، يمكن الأهم فيه هو أسلوب التلحين. أهم من الأداء وأهم من التوزيع والصوت والتقنيات. بتهيألي إنه ما طلعت الأغاني بالقوة الكاملة اللي الكامنة في هاي الألحان. حتى الألحان نفسها إذا بدي أحللها مش ناضجة كفاية ولكنها بتطرح طريق. برضه هلق لما بسمعه بحس في مشكلة إنه الصوت كتير ناشف وحاد. شي بخلي الواحد يصدّع، مش لأنه مزعج بس لأنه الصوت ناشف وحاد، والأغاني بتتحمل تكون أنعم مرات، بتتحمل تطلع وبتنزل. لأ هو هذا الألبوم قطار. مرات بخبطك براسك وانت بتسمعه. فهالشي بيزعجني هلق لما أسمعه.
بس يمكن إنه هو ناتج عن إنه أنا هيك كنت أعزف، فكيف كنت أعزف نزل بالألبوم. مش إنه الألحان والأغاني انعطت الشكل اللي هي بدها اياه. الأغاني نزلت بالطريقة اللي بالطبيعة أنا بعزف فيها، وهاد الشي بالنسبة إلي مزعج شوي لإنه ما بعطي الأغاني حقها. ولو إنه طريقة العزف ممكن تكون لحدا مش متعرف عليها جديدة، أو طريقة الغنا مثلاً ـ قصدي كونه المرجعيات هية الجديدة، اللي هي أصلاً بالنسبة إلي موجودة زي كاميليا وزي خالد جبران، والإشيا اللي هي خلتني أعزف هيك وأغني هيك، فيمكن هي هاي المرجعيات تبعتي بس مش النتيجة نفسها. يمكن.
لا أكيد في منه بس بنفس الوقت هوة ممكن يكون الشغل في شي لذيذ، بس مش ناضج كفاية.
أحد الإشيا اللي أثرت على تذوقي هي الدراسة مع خالد. كان يعرفنا على مية ألف نوع موسيقى. كان يعطينا واجبات إشيا نسمعها بالبيت وبعدين نرجع نشتغل على إشيا تانية. فمرة يكون الشغل على راجا هندي ومرة يكون على موزارت ومرة على تقسيمة لـ جميل بيك الطنبوري، ومرة على سماعي قديم لحدا ملحن مصري. فكتير مراجع مرت علينا بهديك المرحلة وخلتني مثلاُ أحب أسمع أم كلثوم، مع إني ماكنتش أحب أم كلثوم أبداً في طفولتي. كانت بالنسبة إلي كليشيه، بمعنى إنه كل الناس بتحبها وهي قديمة وأنا مش فاهم منها إشي وخلص.
بالزبط. لحد ما اضطريت أسمعها طول إليوم فدخلت. فهمت ايش الحلو وايش العادي. فهمت شو رأيي فيها فعلاً، وطبعا قدرت كتير أنواع موسيقى بسبب هاد الشي. فآه هي خلطة. بس يعني لا يزال، أظن اكتر شي بحسه مؤثر هو كاميليا وخالد.
بالزبط.
لأ بدون قرار، هو كان في عود وبزق وقتها، البزق كان داخل عالخط.
مع خالد طبعاً. خالد كان قصته مثيرة مع البزق. سمع تسجيلات لمطر محمد وماكانش في إشي اسمه بزق بفلسطين حديثاً. فخالد وقتها، هاد من زمان طبعاً، سمع الصوت وبلش يشتغل مع والده اللي هو صانع آلات. بلش يشتغل معاه إنه كيف يطلعوا هاي الآلة اللي بتطلع هاد الصوت. استخدموا صور وتسجيلات وكل شي متاح علشان يعرفوا كيف يصنعوها، وطلعت آلة البزق من صنع أبو خالد. بعدين انتشرت وصار في إشي اسمه بزق بفلسطين. أنا حبيت الآلة لألله بسبب خالد، طول الوقت كان بعزفها. كانت آلته الأساسية وبعزفها أكتر من العود. فطبعاً كالعادة قلت إني بدي أعمل زي هاد الزلمة، بدي أعزف زيه وهيك. فبلشت أتعلم بزق وكان هو مصر إني ما أتعلمش بزق بالأول. كان بمنعني. عالأغلب علشان أركّز بالعود. كان حاسس إنه بكير أشطح وانه لازم أعزف عود زي البشر الأول بعدين بعزف بزق. وضله هيك لبعد فترة حتى بلش يرضى عني ويعلمني بزق. ومن وقتها كنت عم بعزف وبفكر بالآلتين.
لا والله ماكانش في قصدية بهالشي.
صح. بتهيألي إنه المرجع تبعي لهالشي هو عزف خالد، لأنه هو عزفه بهاد الاتجاه طبعا وأنا تأثرت بهالشي. كان دايماً يقولي إنه أنا كتير دفش عالعود، فعالأغلب إنه أنا عزفت زيه وزودت دفاشة، فطلعت هيك النتيجة. بالنسبة للوقفة، هي ملهاش علاقة بستايل العزف قد ما هي إنه أحاول أحرر نفسي من القعدة تبعت العود مش أكتر. كنت أطلع أعزف عود بعد انقطاع فترة دبي وأحس إني مكبّل، قاعد عالكرسي ومش عارف أعبر عن حالي زي البشر ولا آخد راحتي عالمسرح. مضطر أضلني قاعد ومؤدب. فقلت بدي أجرب إشي تاني، فقلت بحط رجلي على كرسي زي ما كنت بعمل وأنا وصغير، بحط رجل على كرسي وبحمل العود. إجر عالأرض وإجر عالكرسي، فبكون شبه واقف، وبعدين لقيت إنه هيه أنا بحط الكرسي وبحط اجر عالكرسي ولما بدي بنزل إجري. فكان عندي بأول عرض عملته في بيروت كرسي قدام المايك علشان لو ماعرفتش أمسك العود أحط رجلي عليه. فاكتشفت اني مش محتاج الكرسي بعدين [يضحك]. زابطة. يعني بساعد إنك طالما انت عم بتعبر عن شي، مش إنك تعزف اللي المفروض تعزفه وتروّح. بدك تعيش اللحظة، وعلشان تعرف تعيشها، بدك يكون جسمك حر. أنا مش من نوع الناس اللي بتحرك كتير ولا برقص، يعني مش من نوع اللي جسمه مطاوعه، بس بنفس الوقت كتير فرق إنه مجرد ما أكون واقف، لما بدي أدب رجلي عالأرض وأنا معصب أدبها يا أخي. مش زي لما تكون قاعد، بتكون كل المشاعر اللي بتطلعها بترجع بتخش جواك فبتصير معصب ومش عارف تنفس عن حالك.
هو كان في كذا معطى بالموضوع. الأول إنه عيلتي أصلاً عيلة شعرية بامتياز. جدي وستي الله يرحمهم كانوا طول الوقت بعبروا بالشعر. إذا جدي كان بده يحكيلنا عن أي إشي صار معه بيقول بيت شعر بيأكد عالمعلومة، هيك عادته. لما يحكي بيت الشعر تقوم ستي ترد عليه ببيت شعر تاني مشان ترد عالحديث أو تأكده. كان هيك الوضع العائلي. وإمي طبعاً شاعرة وإلها ديوانين، وطول الوقت بتردد شعر. وبتعرف جيل أهلنا اللي بحبوا الشعر بأي موقف بطقلك بيت يعبر عن حاله فيه، وأبوي نفس الشي. أبوي مهندس ولكن الشعر أحد غراماته الأساسية، وحافظ منيح شعر وبيردد طول الوقت برضه بنفس الطريقة. فبالتالي لما حد فيهم كان يحكي قصيدة، سواء جدي أو ستي أو أمي أو أبوي، بتعلق بذهني وأقول أبصر شو باقي هاي القصيدة، فأبلش أدور عليهم وأقرأهم. نسيت أي وحدة بلشت بهاي الطريقة، بس هاد كان أحد المراجع المهمة إلي لما اقرأ شعر أو أبحث فيه. غير إنه والدتي كانت دايماً تعرفني على شعراء جداد ودواوين جديدة علشان تخليني أتثقف، لأنه ماكانش همي بالشعر أصلاً. كان همي بالموسيقى، فكنت طول الوقت أقرأ الشعر بنية إني ألحنه. من زمان هاد. من أول ما تعلمت أعزف عود وألحن. كنت كتير مرات أكون عم بتطلع على قصيدة مش فاهم منها ولا كلمة بس عم بلحنها بنفس الوقت.
يمكن كنت عم بلاقي حجة إنه اقرأ فيها الشعر بطريقة أحبها. كنت صغير ومش فاهم الكلمات، فكانت الحجة بيني وبين حالي إنه أكمل قراية الشعر إنه أنا عم بلحنه وبفكر فيه مشان أعرف أنو قصيدة ممكن تتلحن. كان هيك الموضوع مربوط. الجانب التاني هو إني بلشت أحاول أكتب، وأظن أول محاولة كتابة أغاني كانت دوامة، وكانت بسبب الزهق. كنت قاعد فترة بعمّان وباسبوري ضايع وتصريحي ضايع فمش عارف أفوت عـ رام الله، فقاعد بشكل مؤقت ليطلعلي ورق. فعفت طيزي وبلشت أكتب. اكتشفت وقتها إنه بحب هالشي وإنه جعبالي أعمله كمان مرة.
قصدك وأنا بكتب يعني؟ لو بنحكي على مرآة هي أكتر بتبدأ بإلهام ما، وبعدين بتكمل. بتلعب فيه وبتوديه يمين وشمال وبتشوف شو في حوليه وشو في جواه. بتبعبص بهاد الإلهام يعني. كانت هاي الطريقة اللي كتبت فيها وقتها. إشي زي تخبط كان سلسلة من الافكار اللي إجت ورا بعض وكانت بنفس الوقت مش متسلسلة. خطرت في بالي الجملة فكتبتها، وبعدين قريت الجملة أول وخطرت في بالي الجملة اللي بعدها فكتبتها. بعدين أرجع أقرأ وتخطر في بالي اللي بعدها وأكتبها. وكلهم مالهومش علاقة ببعض. كنت بتسلى يعني. بس بعد ما تسليت اطلعت هيك وقلت ايه! هاها طب بلكي بلحنها.
لا ماكانش هيك، يمكن حلم يقظة. وكانت المصيبة الكبرى بـ تخبط إنه كيف بدي أسمّعها لأي حدا بحترمني [يضحك].
هاد بعدين طبعاً، بس أول ما عملتها كان الموضوع صعب جداً. إنه حتى مثلاً كيف بدي أسمعها لخالد جبران أو هدى عصفور وقت كنا عم نشتغل مع بعض. كيف بدي أسمعها لإمي وتتقبل هيك إشي [يضحك]، طبعا ما أخدونيش جد.
الاتنين مع بعض. هو كان كله نفس المصيبة. فأول رد فعل كان إنه اه مزحة حلوة يعني.
قلت أجرب وخلينا نشوف شو بيصير. بس اللي عجبته كتير من أولها وخلاني اثق بالموضوع كان خالد جبران. واستغربت جداً يعني مافهمتش كيف عجبته الصراحة، يمكن الزلمة ماله إشي. بس هاي الدفشة هي اللي خلتني أحس إنها أغنية، مدام هاد الزلمة قال تمام معناته تمام.
هي جزء من طبيعتي إللي ما بتطلع إلا للقريب. أنا ببينش علي شخص ساخر أبداً ولا ضاحك ولا شي. القراب بيعرفوا إنه أنا طول الوقت ساخر، ويمكن كنت وقتها كمان أشوف الأمور بمنظور ساخر أكتر من هلق. بس ساخر وصاخب، مش ساخر وضاحك. وهاد موجود طبعاً.
لا والله، هي الإشيا بتطلع لحالها. مهرجان البلاعات طلعت بالزبط انه مرة صحيت من النوم على فرع الشجرة وبعدين لقيت حالي بكتب بعديها صحيت من النوم على بقعة مطرة. قعدت أضحك. إنه شو هالهبل اللي عم بكتبه وكيف طلع هيك، بعدين قلت تمام. جزء منه إني عم بمزح مع حالي، حتى تخبط بتذكر إني كنت بكتب وبفطس على حالي من الضحك. إنه عم بنكت مع حالي.
هاي هي الأغنية اللي حلمت فيها وصحيت كتبتها. بهديك الفترة كانت القصيدة قدامي وبدي أشتغل عليها ولسة مش عارف كيف بدي أبلش. قصيدة حسين البرغوثي. وكنت هالقد بحب القصيدة وشايفها إشي مهول وبالتالي مش عارف كيف بدي أشتغل على هاد الإشي الفظيع. ويا سيدي بنفس الوقت كنت، وهاي جزئية مهمة، كنت بسمع بهديك الفترة السيمفونية التاسعة لبيتهوفن بشكل مكثف. بسمعها لووب. والسمفونية التاسعة فيها محل إلهي فيه تعدد أصوات جاي من السما، وعالأغلب، هاد واضح، إنه في تأثير كبير. بيوم من الأيام فقت من النوم وأنا بتذكر الحلم اللي حلمته فيه اللحن هاد الأساسي [يدندن اللحن الأساسي] وبلشت من هناك. كتبتها، وبعد ما كتبت هاي الجملة خلصت الأغنية بكل لايناتها. هاي بالذات كنت بلحنها مرة وحدة. بلحّن الشطر مع الصوتين بالتلات آلات، عودين وبزق. كنت بلحنهم مرة وحدة بكل جملة، مش إنه خلصت اللحن بعدين قعدت أوزعه. فقعدت فترة منيحة يعني، قعدت كم سنة عبال ما خلصت الأغنية. لما بلشت تسجيل الألبوم كانت الأغنية يا دوب خلصانة، يعني قعدتلها ٤-٥ سنين تقريباً.
بالزبط، همة والآلات بكملوا بعض، زي كأنه همة والآلات كل ما واحد يقول إشي التاني بعمل الإشي اللي بعده والتالت اللي بعده والرابع اللي بعده، والخامس اللي بعده (همة خمس عناصر)، بعدين بعد ما يخلص هاد التتابع بيصيروا يلعبوا كلهم بهال العناصر سوا بطرق مختلفة. كانت كتير صعبة وكنت أحب أقعد أشتغل عليها لأنه كتير تحدي لذيذ وبنفس الوقت تحدي اللي هو من أصعب… هو اللي بيجيب الأفكار اللي بتقعد تمسك ورقة النوتة وتسمع الخمس عناصر بنفس الوقت. هوة الإشي اللي كنت بحاول أمرّن حالي عليه من خلال تلحين هاي الأغنية كمان، فكان كتير حلو لما تزبط معي. كنت أحب أقعد أعمل هاد الشي.
صح! ربيع جبران. ربيع (أخو كاميليا وخالد الصغير) من جيلي وعنده موهبة رهيبة بصوته. إشي خرافي. نبرة صوته وعرضه وثباته وهيبته كانت فظيعة. كنت كتير أحب صوته. لفترة طويلة اشتغلنا مع بعض وبدينا نتعلم وعملنا ثنائي بزق، بوقتها هو بلش يتعلم بزق وأنا كنت مبلش أفوت عالبزق. بعدين لما إجيت أعمل الألبوم هدول الأغنيتين كان بدهم صوت تاني وبنفس الوقت مش حاسس إنه بدي أغني الصوت التاني زي مرآة. بدي صوت غيري، وعلشان هيك كان ربيع الصوت التاني. في مقطع ارتجالي مأخوذ عن لحن هو كان دايماً يغنيه مرتجل بمقام إله خص بآية قرآنية، فكان شي هو دايماً بغنّيه بهاد السياق ولأنه كنا كتير نحبه كان في هاد المقطع طلبت منه يغنيه فيها، بكلمات الأغنية، فكان ربيع جزء من مرحلة عمل الألبوم.
صعوبته هي لذته بصراحة. أكتر إشي كان ممتع إلي بهاي الفرقة قديش أنا عندي فضول إني أفهم كيف هدول الناس بيفكروا، وليش عم بيقولوا اللي عم بيقولوه. هية هاي الأسئلة اللي خلتني جعبالي أضل بهاي الفرقة وأفهم موريس لما يحكي هاد الكلام إنه إيش قصده بالزبط؟ كيف يترجم هاد الحكي بالموسيقى من وجهة نظري أنا، أو لما خالد ياسين يتطلع هيك تطليعة ويعزف بجروف groove معين فهوة شو متوقع وين تنزل ضربات الآلة بالنسبة للإيقاع، هاي كلها أشيا لأنه كل حدا بعالم مختلف عن التاني نسبياً وبالتالي إشيا بتكمل بعض، بس علشان تكمل بعض بدها كل واحد يفهم التاني. فعملية الفهم هاي كتير ممتعة بالنسبة إلي ولا تزال، إنه أفهم وجهة النظر هاي أو الخلفية هاي شو بتعني بالنسبة لإلي. وفيها إشي ملهم، غير إنك متعود إنه إنت بتسمع صوت السينث أو الكيبورد بيعزف إشي تاني مع عزفك، إنت هلق عم تسمع إشي تاني تماماً وعم بتشوف بُعْد جديد لعزفك، عم بتشوف لون ماكنتش شايفه قبل بسبب إنه اللي عم بعزف الكيبورد هالمرة شخص من خلفية تانية، فهوة عم بحط لونه اللي بالنسبة إلي جديد على عزفي أو صوتي. وهكذا دواليك مع الكل يعني.
بتحب تبعبص عالمشاكل إنت [يضحك].
طب شو قال خيام؟
آه أيوا. طيب خليني أتذكر. كان في خلاف مثلاً على كيف بدنا نشتغل مع بعض أو نعمل إشي جديد. إنه هل مثلاً أنا فيني أحضر فكرة وأروح اقول للشباب إنه تعو نجرب هاي الفكرة وكل واحد يعمل كذا كذا، ولا بدنا نقعد من الصفر ونبلش ونشوف شو بيصير. وبالآخر يعني فش جهة فازت، قصدي بالآخر إنه اللي صار كان بين الاتنين.
الأغاني هدول انعملوا كلهم منا كلنا. مثلاً قوم يا بيش من أول الأغاني اللي أبهرتنا إنه كيف قعدنا قعدة، ولا واحد كان عنده فكرة عن الأغنية، وطلعنا من القعدة بأغنية جديدة. كانت بيوم واحد من أولها لآخرها. مثلاُ الصوت واطي علّي الصوت بلشت إنه كنا مبلشين نتمرن على هاي الأغنية، وكان الساوند سستم صوته واطي، وخيام راح يتشغل عليه. قلتله الصوت واطي علي الصوت، فرفع الفوليوم وكملت على هاي الثيمة، لحد ما قعدت لحالي وكتبت باقي الكلمات.
أكيد في فرق بين الاتنين. همة مرحلتين، حتى لحنياً همة مختلفين عن بعض.
هو حتى مثلاً أغنية اعتراف اللي هية فصحى، برضه تعتبر من الجانب الأجد عن النُص الأول، لأنه حتى لحنياً طريقة الشغل اتطورت وفهمنا بعض أكتر وصار طرح الأفكار أسهل وأريح وأسرع. وبالتالي بتحس إنه الأغاني اللي بالآخر دخلت أفكار الكل أكتر، بتحس إنه مزيج صار مخلوط أكتر. الشوربة جهزت يعني. قبل الشوربة كان لسة فيها قطع مش مفروطة منيح. كان لسة عم بروح وبيجي الموضوع.
كذا سبب. كل الأسباب إلها خص بهاد الشي ومعانيه المختلفة. أولا الألبوم هوة تلت الألبومات اللي أنا عملتها لهلق، الثالث. وتانياً إنه الألبوم فيه تقريباً ٣ مراحل من الشغل، وهو في ٩ تراكس، وكل ٣ تراكات كانت بمرحلة تقريباً. ففي المرحلة تبعة فجر البيد وعلامة والغريب، ومرحلة حب ونملة وتخبط، ومرحلة حلم ومهرجان البلاعات وخبر عاجل، اللي هي آخر مرحلة بالألبوم. فهاد هو. هو الاسم وقعه حلو. أهم من المعنى الحرفي. وقع كلمة ثلث بالذات غريبة وفيها شي مش مألوف ومثير للفضول. وقعه حلو للأذن. الثاء التقيلة.
واللهي هو كان نتيجة كذا فكرة بنفس الوقت. مريم (صالح) فكرت إنه لازم يكون في تركيز عالعين، هية شايفة إنه عيني من العناصر اللي لازم يكون عليها تركيز بالتصميم، فكانت مفكرة بالأول إنه يكون في رسم حوالين العين، بعدين هاد الشي يتاخد ويتطور بالتصميم. نفس الوقت بالتوازي، عمر مصطفى اللي اشتغل عالتصميم والتصوير كان مشغول بهاي الفترة بالرسم، فكان هاد الشي اللي ساحره بشغله، ومن ضمن هالشي كان جعباله يبعبص بفكرة الكولاج، ويلعب فيها ويركب عناصر على عناصر ليطلع بشي وبطريقته هو كيف يشتغل بفنه يعني. فلقينا إنه الفكرتين بكملوا بعض. عمل هو كذا لوحة مختلفين عن بعض وكلهم كتير حبيتهم. وكان بالآخر وحدة اختارها واشتغل عليها، اللي هي بتجمع كل العناصر، التركيز عالعينين طلع بالآخر من خلال إغماضها. وبرسم الوش وبرسم عمر والكولاج اللي شغال عليه، فكلهم ركبوا على بعض واتطورت بكذا تصميم لحد ما وصلنا لهاد.
أغاني الألبوم نفسها مرت بمراحل من أغاني تم تلحينها زمان وما كملت إلا جديد. وأغاني نزلت في مرآة بعدين صارت أغاني تانية تماماً لما عزفناها بعروض مع الفرقة اللي بعزف معها مؤخراً. وفي أغاني نزلت كديموز أونلاين بس ما تسجلت من قبل. كل هالفترة انحطت سوا بهالألبوم بهالصوت اللي أنا هلق شايفه مناسب لهديك الأغاني. جزء من الموضوع كمان إله خص بالفرقة نفسها وصوت الفرقة اللي وصلناله بالآخر، اللي هو لما عزفنا بـ ٢٠١٢. كاتن أول مرة أعزف مع درامز مثلاُ، فأجا خيام. أنا قبل ٢٠١٢ ما كنتش أعمل حفلات بالمرة أصلاً. بعدين اتعرفت على خيام وكان مُصمم ومُصرّ إنه يا زلمة لازم تعمل حفلة وبدي أعزف معك درامز زي الله واحد. كان عايش بلندن لسة. بدي آجي وأدق درامز، وفي إشياء من ألبوم مرآة عارف شو بدي أعمل فيها وكذا، وأنا كنت مش كتير عم بدفش في الموضوع علشان كتر الشغل اللي عندي بالشركة وماكانش بدي أنشغل بأشيا تانية. في نفس الوقت، الفكرة نفسها قررت تنفذها كندة اللي كانت ماسكة إيقاع في لبنان. فقررَّت إنه سواء بدي أو بديش رح آجي أعمل العرض ورجلي فوق راسي. فصار بهاي الطريقة وتجمعنا في بيروت وكان وقتها خيام – أنا بعدت شوي عن الموضوع بس بدي أوصل – إنه جزء من كتير من الصوت إجا من دخول الدرامز على الأغاني. هاد عمل فرق كبير بالأغاني من وقت مرآة والأغاني كيف انعملت هلق. الدرامز جزء أساسي من هاد التغيير، وبالتالي البايس. حتى أغنية خبر عاجل مثلاُ لما كانت نازلة بإليكترونيك درامز وبايس صارت لايف فانفتحت أكتر فصار فيها ارتجال وأخد وعطى وصارت مرنة أكتر كأغنية. كل الأشيا أخدت طريق مختلف بوجود هاي الفرقة، بعدين من لما بلشت الفرقة تسجيل الألبوم، ضلت الأغاني تتطور بهاي الفرقة من حفلة لحفلة وبروفة لبروفة لحد ما فهمت إنه أغنية زي تخبط ما بنفع ومش لابق عليها تكون أغنية ذات لحن ثابت، محتاجة دايماً تتجدد. هية هيك الأغنية ما بنفع تنعزف زي ما هية طول الوقت. بينما أغنية زي الغريب ما بنفع ينلعب فيها كتير. إلها بنية وسرد بيوصل لكلايماكس ما. في إشيا بهيكل الأغاني وبطريقة توزيعها وكم الارتجال اللي فيها وأداء الغنا، كل هادا فهمته واتطور مع الفرقة من أول ما بلشنا نطلع عروض. والتصور النهائي اللي نزل بالألبوم حسيت فيه إنه أنا فهمت هاي الأغاني منيح، خلص فهمتها وقادر أكون متأكد إنه هاد الاتجاه المسجل بالألبوم هو اللي بده اياه لهاي الأغنية.
مزبوط، أنا كنت ناوي بالأساس إنه هاي الأغاني أطنشها أصلاً، وأشتغل على أغاني جديدة وأنزلها بألبوم وما أنزل هاي الأغاني من أساسه. كونها انعزفت لايف وكذا بنزلها تسجيلات من حفلات وخلص. بعدين من كتر النق من الأصدقاء ومريم وخيام وباسم اللي بشتغل بالمحرك، كانوا كلهم ينقوا على فكرة إنه لازم تنتشر هاي الأغاني بتصورها النهائي. بالآخر اقتنعت. إنه أني وي الأغاني الجديدة اللي عم بشتغل عليها بدي لأخلصها كمان سنة سنتين. فبينما الأغاني الموجودة مع إنه توزيعها بالحفلات مختلف تماماً عن اللي بدي اياه ينزل بالألبوم إلا إني عارف تماماً شو اللي بدي اياه ينزل بالألبوم وعارف شو الاضافات اللي حضيفها وعارف مين حيعزف إيش، فجاهزة. صرت زي ما بقولك شاربها منيح كأغاني وعارف شو لازم يصير فيها. فلما فكرت فيها تحت هاد الضغط لقيت إنه فعلاً مقنع الكلام وفي أغاني زي خبر عاجل اللي إلها فيديو وتراك مسجل كديمو ونازل أونلاين وإلها تسجيلات من حفلات. حتى هاي الأغنية بعد ما إلها تسجيل يعبّر كاملاً عن الصوت اللي بدي أطلعه فيها، ففعلاً كان في إشي ناقص. المشكلة إنه في كتير ناس بتبعتبر بسهولة إنه اه أغنية مهرجان البلاعات أنا بعرفها وسمعتها ١٠٠ مرة فشو يعني أنزلها بالألبوم الجديد. وإله حق الشخص يفكر هيك طبعاً، بس الواحد ما بيوصله الفرق إلا لما يسمع إشي جديد عن جد فيفهم شو الفرق بينه وبين الإشيا التانية. بيضل التسجيل غير اللايف وغير الديموز. الديمو غير الألبوم تماماً كإتجاه وصوت ونضج. بتفرق كتير.
بالعكس، أنا بحس إنه بمرآة، حتى الأداء بـ حُب أنعم، لأنه كان رايح باتجاه لحني أكتر من تعبيري. يعني الجانب التعبيري اتطور بعد مرآة بكتير، وحتى بأغنية حب بألبوم ثلث في تركيز على التعبير أكثر من الإيقاع، وقوة ضربة الإيقاع، فأنا مش حاسه أنعم أبداً. يمكن إنه لما بتقول أنعم قصدك عالميكسينج تبع الصوت مش أداء الصوت. يمكن الميكسينج مطلّعه أفتَح صوتياً، وهاد ممكن يكون حاصل لأنه خيار فني بألوان الصوت، كيف يطلع الصوت بين الآلات والغنا. أكتر من إنه اختيار أو أداء أو لحن أو توزيع.
لعبتها بس بحفلة بيروت أثناء تسجيل الألبوم هاي السنة. يعني اللي ما إلهم تسجيلات همه الغريب ونملة وعلامة.
ما بعرف، ما بصنف أصلاً. يعني أنا لما أصنف ممكن أصنف كشركة إنتاج مثلاً، بس كفنان، ما بدي أصنف. يعني حتى فكرت بالموضوع شوي كمان في فكرة هل أنا المفروض أعرف حالي كفنان ولا عازف ولا ملحن ولا موسيقي ولا منتج، هاي برضه تصنيفات بتحطك في محل معين، بزنس مان ولا آنتربرنور ولا مؤسس مبادرات أو شركات. بس هاي بالآخر بتحطك إنت كمان بمحل إنت بدكش تضلك فيه. التصنيفات وأنواعها مؤذية. أنا بلاقيها مفيدة مثلاً لما يكون الواحد غريب عن الإشي، فالتصنيف بفيده إنه يقربه أكتر. فمثلاُ تصنيف الموسيقى الكلاسيكية أو تصنيف الكاتب الصحفي، هاي كلها تصنيفات، والتصنيفات برضه ممكن تكون وظائف. هي سير، والها كتير استخدامات. فهي مفيدة مثلاً لما أنا أكون بعيد عن يزن. ممكن أقول إنه يزن كاتب، بس كل ما أقرّب ليزن أكتر بعرف إنه يزن شخص اله مئة ألف جانب بكونوا شخصيته. فهو موضوع التصنيف كتير بصغّر الواحد. وبهاد السياق ممكن أقول للي بعرفش موسيقتي أبداً اني بعمل موسيقى بديلة، بس اللي بعرف شوي حبطل أقوله إشي لأنه لازم يكتشف.
بالزبط. يمكن ما أريحش حالي لأنه حيصير بده يسأل شو هي الموسيقى البديلة فبتصير مشكلة [يضحك].
في أربع أغاني جداد خالصين للألبوم جديد. بدي أحاول أكمل شغل على هالشي لحد السنة الجاي وما أتأخر لبعد السنة الجاي لأنزل الألبوم الجديد.
والله مش فارقة كتير طالما أنا قادر أضلني أعمل موسيقى. أنا همي أكتر إني أضل أخلي نفسي تهتم بالموسيقى تبعتي أكتر من حيث الوقت والجهد. إذا نجحت بهالشي يمكن يكون كافي. يمكن ما يفرقش عدد المستمعين قد ما يفرق إنه أنا قادر أعمل موسيقتي وقادر أكون على قيد الحياة من هالشي، فإذاً تمام. أكيد كل ما الناس تقدر شغلي أكتر حنبسط، أظن إشي طبيعي. بس هو مش همّ، إذا كان الانتشار تبع الموسيقى على مستوى الناس اللي من نوعية معينة بتتذوق هاي الموسيقى، فهاد الشي كتير جميل لأنه اله خصوصية جداً. وإذا كان الإنتشار على مستوى أعمّ، مع إنه لا اتوقع ذلك بحالتي، برضه حيكون شي غريب ولذيذ. بالحالتين هو مش إشي بسعاله قد ما هو همي إني أعمل موسيقى أصلاً.