
يا طعم ذاك الأمس | عصور طالب القره غولي
يبدأ علي محمود خضير قصة طالب القره غولي من حصاتين عزف بهما الإيقاع طفلًا في البساتين، مرورًا بتحديات أغانيه ثم تسيده على المشهد، وحتى الأفول

يبدأ علي محمود خضير قصة طالب القره غولي من حصاتين عزف بهما الإيقاع طفلًا في البساتين، مرورًا بتحديات أغانيه ثم تسيده على المشهد، وحتى الأفول

استقبل العراق الدورة الثالثة من بطولة كأس العرب عام ١٩٦٦. أعدّ الشاعر والملحن خزعل مهدي بهذه المناسبة أغنية إلعب يا حبيبي التي غنتها أخته الفنانة هناء مهدي. أصبحت هذه الأغنية البسيطة في كلماتها ولحنها الرقيق أيقونة في أغنيات كرة القدم العراقية المخصصة للمنتخب؛ وهي أقدم أغنية يمكن الحصول عليها في الأرشيف المتاح. تتكلم الأغنية برقة ...

وكان ماءٌ ونخلٌ، ورملةٌ تنعقدُ على مفارقها ركائب التائهين في صهيد من ذهب. أبو الخصيب والزبير، مفازتان بصريّتان اختزنتا جواهر العرب ووافدي بحرها من شعر ونثر وعلومِ حديث، مثلما تجاوبت في بساتينها وحدائق كرومها أَشْداء نفوس غنّت شجوها عفو الخاطر، طربًا حينًا، وتضرعًا ومواساة أحيانًا، بين غضون حياة تتلوى بين الكدّ والكد. ولأنها البصرة، ولأن ...

تلف رغباتنا المتاهة ذاتها التي تلف ما نكره. نتوه ونصاب بالدوار، هل منتهى الدوار السقوط أم الطيران؟ ندور ندور حول أنفسنا، حول الغير، حول عالمنا، ربما نصل لحلّ اللغز أو إلى إله المتاهة. نرقص. كما في غيرها من حضارات العالم القديم، قدّست حضارة بلاد الرافدين الدائرة. شكل هندسي منتظم، تام، مكتمل، لا بداية له ولا ...

دم دم دم تك دم تك تك، ما أن تسمع هذا الإيقاع في العراق، تشعر برغبة في رفع قدمك اليمنى ثم الانسحاب خطوتان ثم رفع قدمك الأخرى، ممسكًا بالإبهام والسبابة مسبحة أو قطعة قماش تلفها بقوة حول كف اليد المقبوض. هذه الخطوات المتناغمة التي تؤدى ضمن صف جماعي عادة، يتشابك فيه المشاركون بأيديهم ويتحركون تبعًا ...

لدى تصفح فيديوهات عشوائية على إنستجرام أو تيك توك، والتعثر بكل ما هو عبثي وساذج، تظهر شابة عشرينية تؤدي مقامًا غناه الفنان فؤاد سالم أول مرة قبل نحو نصف قرن. يجرّ ذلك ظهور الكثير من أعمال التراث الغنائي المندثر والمنسي بأصوات شابة جميلة، أغلبهم هواة، وفي أماكن عادة ما تكون منازلهم أو مقاهيًا أو خلال ...

على مدى العقود الأربعة الأخيرة، غاب وجه العراق الفني والإنساني وراء الحروب والنزاعات المتتالية التي شهدها. من أهم ملامح ذلك الوجه قراءة المقام العراقي؛ و”المقام في العراق ليس كما نعرفه نحن في باقي المشرق العربي، المقام ليس السلم النغمي، وليس حتى المسار أثناء الأداء، وليس الطبع في المغرب العربي؛ إنما إذا أردنا أن نرادف المقام ...

قبل أعوام، كنت أتمشى في النجف أيام زيارة أربعينية الحسين، كان هناك سرادق منصوب على الطريق بين النجف وكربلاء، الطريق الممتلئ على طوله بالمواكب والسرادقات. من هذا السرادق صدر أنين شجي ينبعث دون مكبر للصوت، بدا كأنه ناي مذبوح، لا تكاد تفهم ما يقول لشدة ما يمد صاحبه الكلمات مدًا وهو يئن، يسترجع بصوته آلام ...

عادةً ما تعبّر الموسيقى عن مكنون إثني وثقافي بعينه، بل إنّها لطالما اعتبرت ساحةً للتفريغ الإثني وشرعنته من واقع الصدام مع ثقافات أخرى في مجتمعات ذات فسيفساء اجتماعية وإثنية متنوّعة. على سبيل المثال، يمكن اعتبار الموسيقى المزراحية تأجيجًا حثيثًا ...

ماذا لو أخذ جلجامش بنصيحة الساقية التي أخبرته بأن الخلود مضيعة للوقت؟ وبقي معها في الحانة يقلب الثلج في كأسه وينتحب فقد حبيبه أنكيدو؟ لم يكن على الملك أن يبعثر شبابه في البحث عن حياة مستحيلة بدلاً من عيش اللحظة، وهذا ما حذرته منه الساقية: “إلى أين أنت سائر يا جلجامش؟ إن الحياة التي تريدها ...

ينفتح الحديث هنا، على أفاق بحث، يمتزج فيها التاريخي بالاجتماعي بالفني. فليس اعتباطاً أن نضع عام 1921 بداية لاستعراض ملامح الموسيقى العراقية: فهو العام الذي بدأ فيه تشكيل الدولة العراقيّة المعاصرة، وانطلاقاً منه راحت طرقات التحديث تضرب بقوة على وقائع روحيّة ساكنة ومادية خابية ميّزت عقود السيطرة العثمانيّة على العراق. ومن تلك الوقائع الروحيّة كانت ...

يبدأ، كالعادة، بتقديم الأغنية ليقول: “تعلّمت هذه الأغنية من والدي. هذه كذبة، لقد تعلمتها من أطفال في الفناء الخلفي لمسرح. هذه كذبة أيضاً. كله كذب. لقد تعلّمتها من بافاروتّي”.