fbpx .
قوائم

ما نحبش خويا تصمرني الشرطة | أبرز أغاني سمارا قبل حبسه

هيكل الحزقي ۲۰۱۸/۱۰/۰۸

كان سمارا في طريقه إلى جنوب تونس لإحياء حفل عندما أوقفته الشرطة، وقُبض عليه بتهمة حيازة الكوكايين. يأتي ذلك في أوج صعود سمارا بعد أن اكتسح ساحة التراب التونسي بسلسلة أغان حشدت له الجماهير في تونس وبقاع أخرى من العالم العربي.

نستعرض في هذه القائمة أبرز إصدارات سمارا خلال مسيرته القصيرة التي بدأها منذ سنتين، والهوية الصوتية المميزة التي رسم ملامحها من خلال تعاملاته المثمرة مع ستوديو 8 ستريتس بمنزل بورقيبة ومهندس الإتقان أحمد الجنرال. تعكس هذه القائمة الزخم الذي راكمه سمارا، وصراعاته ونقائضه التي جعلت منه جريرًا وسط أكثر من فرزدق وفتحت من حوله العداوات مثلما جلبت إليه جبهةً موسعة من الحلفاء. هذه الأغاني التي أطلقها سمارا في غضون سنتين تبرز حجم الخسارة وما سنفقده في هذا العام الذي سيقضيه في السجن.

نقدر فيك

ثبتت هذه الأغنية انتشار سمارا بشكل واسع بفضل لازمتها المميزة: “انت وينك وقت البرد كلاني” (أين كنت عندما فتك بي البرد). أحدثت الأغنية طفرة في حجم المتابعات التي حصدها سمارا الذي بدأ بإظهار نضجٍ أسلوبي في نقدر فيك، متخليًا عن رومانسية التراب الذي كان يؤديه من قبل مع رفيقه تشيجي أو حتى أغانيه المنفردة. ظهر هنا أكثر ثباتًا في تدفقه ومتقنًا للأوتوتيون الذي سيصبح سلاحًا مهمًا لديه فيما بعد.

من وراء اللازمة التي أطلقت الأغنية وساهمت بشكل رئيسي في نجاحها، تمكن سمارا من تثبيت حضوره في ساحة التراب التونسي مبشرًا بشخصية مستقلة عن أعمال لينكو وناركو وعلاء وليل كا الذين كانوا سباقين له.

https://www.youtube.com/watch?v=ZuQGpHTRTEQ

ألعبي

بدأت قصة الأغنية إثر ظهور سمارا في منوعة تلفزية وما أحدثه من ضجةٍ واسعة. كان ذلك بسبب أسلوب حديثه الذي اعتبره البعض ناعمًا وكثير الافتعال، ما أطلق موجة هجوم وتهكم واسع بين الرابرز كان أشدها من كلاي بي بي جي الذي بدأ بإطلاق النار على سمارا في كومبا: “رابوركم المفضل يحكي بالرخفة معناها / يزي عاد / الساعة في بالك راجل يا مكبوب السعد.” اندلعت حرب قصيرة بين كلا الرابرز، ورد سمارا بأغنية ألعبي البديعة التي لم يستسغها كلاي وجمع طاقاته في سمرقند الموجهة خصيصًا وبشكل مباشر إلى سمارا.

تضعنا ألعبي أمام مقاربة إشكالية، فسمارا ليس بنفس الحيلة والتمكن المعجمي لدى كلاي، لكن الأغنية أبرزت جماليات تراب غير معهودة في تونس، وأظهرت ملامح شخصية صوتية محلية تميز منزل بورقيبة وساحة التراب هناك التي ساهمت في نحتها 8 ستريتس وأحمد الجنرال، العقل التوزيعي الذي يقف خلف سمارا والآخرين. لذلك ألعبي أكبر من أن تكون بالكامل عن صراع كلاي وسمارا. بل هي أغنية ممتازة تلتفت بسرعة إلى كلاي بي بي جاي، لكنها معنية أولًا وأخيرًا بكونها أغنية لها شخصية صوتية مختلفة وحبلى بالجماليات المبشرة، وهو ما ظهر جليًا فيما بعد، حيث استمر سمارا بشكل تصاعدي في إنتاجاته اللاحقة المتتالية بدءًا ببره شيخ، فيامي، مادايم والو ووصولًا إلى إيه أم جي.

https://www.youtube.com/watch?v=hGzAirt2dtE

آليي | مع هادي الآرتيست

يظهر سمارا في آليي (حلفاء) منتشيًا بتحالفه المعلن مع هادي لارتيست (من مدينة أريانة بتونس العاصمة) وبقية العصابة، معلنًا انتشار الموجة إلى خارج معقله بمنزل بورقيبة (يستعمل الهادي الترقيم البريدي لمدينته سكرة ٢٠٣٦ في مقابل الترقيم البريدي لمنزل بورقيبة ٧٠٥٠ الذي يظهر في عنوان الأغنية). آليي هي من أكثر تعاونات سمارا نجاحًا بعد أعماله المشتركة مع تشيجي (الذي اعتزل الراب) ورقى وإلياس بنزرت. الأغنية بمثابة إعلان انتصار لهوية 8 ستريتس الصوتية، ويظهر ذلك جليًا من خلال الكلمات: “عالموزيكا سهرنا ليالي لوين صبحنا / ماللي قالوا حومة والله زدنا نفحنا.” يقترب أسلوب هادي كثيرًا من سمارا من خلال التركيز على موسيقية الكلمة وإيقاعيتها أكثر من المعنى الذي تؤديه.

يمكن القول إن المعجم المستعمل محدود نسبيًا، ولكن طريقة الأداء والتدفق هي ما صنعت الفارق. تميُّز الثنائي بتطويع الأوتوتيون يمنح أداء كليهما تنوعًا في طبقات الصوت ينتقل بين الزهو والانتشاء، والتوعد والإصرار. في هذه الأغنية لا يتورع سمارا عن استعمال معجم مليء بالألغام، فهو يتشبه بطالبان ويتمنى الموت مثل بن لادن: “هونا الحومة نعيشوا كيما طالبان/ نحب الحرب وباش نموت كبن لادن” مشيرًا إلى عالمه الصغير بحي كوبا بمنزل بورقيبة، وأجواء الملاحقات التي يعيش على وقعها والصدامات المتكررة مع الشرطة. ينساق الهادي وراء سمارا ويتناغم معه في الاختيارات المعجمية بقوله: “فلوجي وعندي كاري.”

ما دايم والو

لا مبالغة إن قلنا إن ما دايم والو تشكل حالة فريدة في مشهد التراب العربي المعاصر، باحتوائها على ملامح جريئة ومفاجئة. تكتمل في هذه الأغنية جماليات الموجة المحلية، وتفصح عن صوت مصقول للتراب يختبئ وراءه المنتج أحمد الجنرال. يظهر سمارا لأول مرة في أغانيه على قدرٍ كبير من التنوع في انفعالاته، ومحافظًا على توازن هادئ ومتقن بين التدفق والبيت الذي يستمر بطيئًا وموحيًا بحالة من الموت والسكون كترجمة للعنوان الجنائزي للأغنية: “ما دايم والو لا شيء دائم - استطراد يقال عند الحديث عن الموت والإشارة إلى أن كل الأشياء لها نهاية“.

نكاد نستشعر لدى سمارا طريقة غناء عربي قديم، خامة تغص بالحزن ضخ فيها حمولة من الانفعالات، تذكرنا – ولو مع بعض المبالغة المستحبة – بـ أبوذيات العراق وحزنه المعتق. هنالك محاكاة أوتوتيونية لتقنيات أداء المواويل العربية، من خلال إشباع مخارج الحروف وتلوينات الصوت. يكاد سمارا يحاكي النبر، ما جعل أداءه يشبه التلاوة المشرقية التي تتميز بطول النفس عكس نظيرتها التونسية. يضعنا سمارا أمام حالة سماع ملتبسة، فقد جعل من التراب حالة تطريبية في بعض المواضع وخاصة عند مستوى اللازمة.

يامي

يامي ليست فقط الأغنية التي سبقت ما دايم والو، لكنها تعبر أيضًا عن المرحلة التي تدرّج بها سمارا ليصل إلى قمة نضجه في ما دايم والو، والتي عبدت لها طريق الجماليات. يظهر سمارا مستعطفًا أمه وطالبًا التوبة: “يامي لحرام يزينا خاسرين / وحومنا وحلة تبات تدور/ تي ماهي ثنية وربي قاصدين” ومتعذرًا بوضع البلاد الذي دفعته وأقرانه إلى ذلك: “وبلاد لزتك باش تغور” أو باليتم المبكر وظروف الحياة القاسية: “يبات يفكر / ماللي بوه خلاه وخلى الدنيا فيه تعثر / بين الزناقي والعدلية تحصر / يتمنى في الموت وزيد في القعدة شقف تكسر.” يتكلم سمارا عن أصدقائه وجيل سقط بأكمله في هاوية إدمان المخدرات، وهو ما يجعلنا نفهم التسلسل الذي دفع به إلى ما دايم والو والحالة الوجودية التي داهمته في تلك الفترة، قبل أن تنزاح تلك السحابة المأساوية مع صدور إيه أم جي ولازمتها الأيقونية “حبي المرة الجاية إنيكو بانكة”.

إيه إم جي | المرة الجاية إنيكو بانكة

إيه إم جي هي آخر إنتاجات سمارا قبل أن يتم إلقاء القبض عليه. الملفت هو أن هذه الأغنية حذفت من قناة سمارا على يوتيوب بعد أن حصدت أكثر من ٥ ملايين ما بين مشاهدة واستماع في وقت قصير جدًا. تقترب إيه إم جي من نقدر فيك في تفوق اللازمة: “حبي المرة الجاية إنيكو بانكة”، وكأن الأمر هين جدًا على سمارا. في نفس الوقت هو لا يدعي روبنهودية مصطنعة، ولكنه يفعل ذلك بدافع القلق ومن أجل المتعة لا غير: “ما تخافيش حبي / أنيكو الدنيا بايبي”.

عجلت الأغنية بالقبض على سمارا بعد أن تم تعقبه بالجنوب التونسي أثناء ذهابه لتقديم حفلة هناك، ورصد كمية من الكوكايين بحوزته حسب ادعاءات الشرطة. قبل ذلك، كان الفيديو قد أثار حفيظة الكثيرين الذين اتهموا سمارا بالمخاطرة والإفراط في الجرأة، حيث اختار أن يكون الموضوع إعادة تصوير لعملية تهريب مخدرات عبر البحر.

https://www.youtube.com/watch?v=388tlRtiKgg

المزيـــد علــى معـــازف