.
عودة مظفّرة للبوب العربي إلى إصدار معازف الدوري لرصد أفضل موسيقى جديدة من حول العالم، النووي. من نانسي عجرم وأصالة وبهاء سلطان إلى بش وأسيوطي وعلاء عبد المجيد، تسيطر إنتاجات المنطقة على أهم مستجدات موسيقى العالم.
هالأغنية بتعطي إحساس إنها انعملت بقعدة، بكل معنى إيجابي ممكن من روقان وتلقائية، مع خفة دم وطاقة. يعني بنلاقي صوت محمد السالم مستنفر فعلًا لأنه مراته راح اتطلكه وتخبله ومحسود، بس بقفلة كل جملة ما بيقدر يقاوم صولوهات كيبورد السامرائي المجنونة وبيبدا يرقص ويرقصنا، وسط توزيع متفجّر من هيثم سالم.
أصدر الرابر المصري شوقي فيديو رزمن خمسة كجزء من ألبومه قصة الحي الشعبي. يعمل شوقي على صناعة صوت هيب هوب مصري مختلف من خلال هذا الألبوم بعيدًا عن التجارب السابقة، قد تكون أقرب هذه التجارب هي تجربة شبرا الجنرال مع سولي. نبرة شوقي قريبة من نبرة زياد ظاظا لكن مع شتلات أقل وفلو أفضل. تميز شوقي في هذا التراك بالقوافي الجديدة والغريبة: “كم صندل / بالشوت جان بام بام / رجلي تدب أسمع صوت صمت / بندغدغ عضم عضمضم.”
تؤكد تشارلي إكس سي إكس بألبومها الجديد، برات، على كونها أهم علامات البوب في الوقت الحالي. يعد الألبوم أكثر إصداراتها استساغة، إذ صارت أصوات الهايبر بوب أقل خشونة وطعّمتها بطابع راقص مرح وأصوات الرايف البريطاني. تتدفق التراكات وتترابط من حيث الثيمات والديناميكية والإنتاج الصلب. ما يزيد الألبوم إثارة تواجد روح سوفي في العديد من التراكات، فما زال تأثيرها طاغيًا على تشارلي وإي جي كوك الذي أنتج جزءًا كبيرًا من الألبوم. قد يُنسى ألبوم برات بعد بضعة أعوام ولن يكتب له أن يكون كلاسيكيًا، لكنه ألبوم هذا الصيف دون منافس، يغازل المشهد الإلكتروني الراقص وينجح بالفعل في ذلك.
صدرت جرح العرب ضمن ألبوم أصالة الخليجي المنتظر بعد تسريبها، كإحدى أجمل المفاجآت من فنانة بين الأكثر نشاطًا وذكاءً على ساحة البوب اليوم. فيه تكهنات حول لهجة الأغنية البدوية هل بتتبع بدو السعودية ولا الأردن ولا غيرهم، ويبدو إنه كويتية الشاعر ما ساعدت بالحسم، بس يمكن فينا نقول بدوية بيضا وجزلة، وجذابة للواحد يحب يسمع ويركّز. بالنسبة للحن اللي بيبدوا عريق، هو بالفعل مش كثير جديد، منسمع أصوله بأغنية حيوا الرجال المخلصين لـ كاظم الساهر وشيلة شومي له، مع أسبقية كاظم؛ لكن واضح إنه اللحن ما زال طازج لليوم وبيحمل يتقدم برؤية جديدة. بالإضافة لكل ما سبق، منحب ننضم للجماهير المبسوطة بطريقة توظيف قرار صوت أصالة اللي بنشتاق له.
شاب وليد هو أحد شباب الراي الحديثين في المشهد، خلق شاب وليد أسلوبه بناءً على نبرته الخشنة والعميقة مع الألحان التي تتماشى مع نبرته. في هذا التسجيل يؤدي وليد على إيقاع بطيء، ليغني عدة أغانٍ بأسلوبه الداكن. ضربت للشاب وليد عدة أغانٍ سابقًا أهمها كان هوما بوندا وانا وحدي، والتي كانت أحد أفضل إصدارات الراي من هذه السنة حتى الأن.
دائمًا ما يفعل زولي بثقة ما يحلو له، لكن في إصداره الأخير، لامبدا، يكسر التوقعات كليًا بتحرره من الضغط الجماهيري لإنتاج موسيقى راقصة للمرة المائة. يتطرق لامبدا للموسيقى المحيطة التي تبرز بطابع سينمائي متحوّل، متنقلًا بين أمزجة ومشاعر مختلفة. برغم هجر زولي القسم الإيقاعي بشكل كبير، مازال محتفظًا بمعالم أسلوبه الإنتاجي المعهود. نتبيّن ذلك في تواجد البايس الغليظ والضجيج وتقطيع ومعالجة الأصوات البشرية ولي الأنسجة الصوتية المحشرجة والحادة ثم بسطها في التوقيت الأمثل لتأخذ طابعًا أكثر نعومة، بمثابة استراحة. اختيار زولي للمغنيين المشاركين موفّق للغاية، حيث نتبيّن تباين المدى الصوتي بين الفنانين، ما يكسب الألبوم طابعًا إنسانيًا من السهل تفاعل المستمعين معه. لامبدا ألبوم جميل حافل بالجماليات الصوتية، يأخذ زولي خلاله دور المؤلف الموسيقى أو مؤلف أغاني قبل أن يكون منتجًا، وهو أكثر أعمال زولي ذاتية، ألبوم مغامر وملهم، وفي نفس الوقت مستفز لمستمع الكلَب العابر الذي ارتبطت صورة زولي لديه بالجانغل والجانغل فقط.
أطلق الفنان علاء عبد المجيد أغنية صبّوا القرا باللهجة الحورانيّة الكُح والتي تعني أحضروا الولائم يا أهل الكرم عند الفرح والأعراس. تذّكرنا الأغنية بالفنان الراحل متعب السقار، ابن مدينة الرمثا وصوته العذب عندما غنّاها في أول مسيرته. تميّز عبد المجيد بإنتاجه الغزير والمتنوع آخر سنتين، إذ تنقّل ما بين اللون الشعبي الحوراني وأغاني مستمدة من التراث الليبي مثل أغنية عيني يا مطراي، التي غنّاها الفنان أحمد القسيم أيضًا.
طوال السنوات الماضية، حفر جايبيج مافيا اسمه كأحد أهم الأسماء في تاريخ الراب التجريبي. يعود بعد أنقطاع دام لعام عن قناته على اليوتيوب بفيديو سوداوي مع إيقاع ملحمي عنيف. كعادته يحاول جايبيج العبث بالمهارات الكتابية بشكل ممتع للمستمع في السطور التي يكررها. كانت أخر إصداراته هي إي بي سكيرينج ذَ هوز بالتعاون مع داني براون من العام الماضي.
بهاء سلطان، النجم الذي اشتقنا إليه كثيرًا بعد غيابه الطويل عن ساحة البوب العربي. يملك بهاء صوتًا ذا خامة بديعة، واختيارات موفقّة غالبًا بالنسبة للكلام والألحان، وهو سيد من بكّانا على لحن راقص وفرح. نستطيع استشراف أن هذه الأغنية ستحقق نجاحًا في المستقبل وخاصة أن الكثير من إنتاجات بهاء غير مربوطة بزمن إنتاجها، إذ يمكنكم الاستماع إليها لآن أو بعد عشر سنوات، وستملك نفس الوقع و تثير نفس المشاعر.
بعد نجاح ألبوم سفالة الذي صدر منذ ثلاثة أعوام، تعود المنتجة اللبنانية ليليان شلالا بألبوم جديد، أناتومي أُف أ جرك على تسجيلات إينفينيت ماشين. ألبوم متكامل ومتوازن من عدة نواحي، هناك تركيز واضح على الإيقاعات وطابع حي يمكن تبينه من البنية الرخوة للتراكات. يفسح البعد الحي مجالًا للألحان بتنويعاتها المختلفة التي تتألق بشكل سينمائي يصل إلى الملحمية في أكثر من مكان في الألبوم. تتضح أكثر خبرة شلالا وحرفيتها في تصميمها الصوتي؛ توليفها للأصوات واعتمادها على خامات إيقاعية شتى. ألبوم قوي يضاف إلى رصيد شلالا الجاد من الإنتاجات.
بعد إصداره الكبير مطلع هذا العام، والذي لم يشهد تغيرًا كبيرًا بأسلوبه، يعود ليجي سي بجانب تلحيني صوتي جديد ومتطور، ويحمل طابعًا من كلاسيكياته من ٢٠١٩. أضافت البركشنز المغاربية في الخلفية مع الوتريات الشرقية طابعًا جماليًا في التراك، كما عكست صورة الطاووس طابع التراك بشكل واضح بطابعها السوداوي والغامض.
كان من النادر أن نرى تيبو بلعباس يظهر على الميكروفون، لكن مؤخرًا أصدر عدة أغانٍ بصوته مثل سمعت لميمة بكت عليا، والغدرة مع دي جاي عادل بيراميد. يظهر تيبو بلعباس مجددًا بالتعاون مع ياسين تايجر في تراك دارها المكتوب الذي غلب عليه أسلوب الراي العاطفي الكلاسيكي من بداية الألفية. يحاول تيبو تطوير الراي بنفس إطاره بشكل خفيف ومسلي للمستمعين.
ألبوم جديد للمنتج الجنوب أفريقي دي جاي لاج يتعاون خلاله كعادته مع العديد من المغنيين. يعد الألبوم أطول إصداراته لكن ينجح دي جاي لاج على مدار ساعة في استحواذه على المستمعين والراقصين سويًا. الألبوم غني بألحان جذّابة تثير النشوة وإيقاعات متشابكة وضاربة تبرزها تراكات الجوم، في حين يطل الأمابيانو والأفرو والدريل بأشكال هجينة غير مألوفة للآذان.
طلّت نانسي عجرم في فيديو من نظرة، اللي بذكرنا بشكل كبير بنغاشة نانسي أول الألفينات، وبسترجع الفيديو شخصية نانسي المرحة اللي ظهرت تحديدًا مع المخرج سعيد الماروق. اللحن سريع وكاتشي والكلمات خفيفة بتعلّق بالراس، الفيديو ألوانه بتشبه أفلام ويس أندرسون، والأغنية معمولة بطريقة إنها تكون أغنية الصيف المثالية اللي بنرقص عليها كبار وصغار.
ينغمس المنتج المصري المقيم في برلين بشكل مكثف في الضجيج، ناحتًا من خلاله موادًا صوتية بخصائص متنوّعة يسهل تمييزها، ما يكسب ألبومه تماسكًا وديناميكية بالغة. البايس المشوّه والأنسجة الصوتية المشوّشة والخامات الإيقاعية الحادة، يوظفها أسيوطي جميعًا لتشكيل أنماطًا راقصة متقلّبة وبنية متقنة. إذ تعكس حسًا إيقاعيًا جميلًا يخلق تباينًا مع الطابع العنيف المسيطر على تراكات الإصدار الستة.
في الإصدار الجديد لداود المنطقي وبِش بيظهر روقان الثنائي وخفّتهم في إنتاج تراك شعبي مسلّي، بدون مبالغة في استخدام الأصوات الإلكترونية. دي البداية واحد من إنتاجات داود التجريبية اللي ظهرت بكثافة هالسنة ضمن تعاوناته مع فنانين آخرين من المشهد المصري.
مع إصدار أغنية روك ستار، بيظهر تألق ليسا بعد ما بدأت تشق طريقها الخاص بعيدًا عن شركة واي جي. بتعتمد ليسا بعد ما فردت جناحاتها على التجريب أكثر في النوع اللي بتأديه، واللي أظهرها في الأغنية متألقة مع إنتاج متقن ولحن راقص سهل وجذاب للإعادة.
تجدون في هذا القسم من النووي ما وصلنا من إصدارات جديدة على الإيميل، مع اختيارات جمهور معازف لأفضل الإصدارات الجديدة التي سمعوها: