fbpx .
فعلها أحفاد مانديلا | أربع أغنيات للحرية من جنوب إفريقيا

فعلها أحفاد مانديلا | ست أغنيات للحرية من جنوب إفريقيا

ريم مرجي ۲۰۲٤/۰۱/۲٦

تصدرت جنوب إفريقيا المشهد في الأيام السابقة، ومثّلت جميع الشعوب الحرة بطلب وقف الإبادة الفوري ومحاسبة إسرائيل على جرائمها، من خلال رفع دعوى قضائية ضدّها أمام محكمة العدل الدولية، كما أشارت إلى محاسبة دول العالم الأبيض التي تدعي التفوق الأخلاقي. 

من رحم الاضطهاد تولد المقاومة، ووحدها الشعوب المقهورة تتكاتف في ظل التوحش الاستعماري. قالها مانديلا في زيارته إلى غزة عام ١٩٩٩: “نحن نعلم جيدًا أن حريتنا غير مكتملة بدون حرية الفلسطينيين”، نضال تكافلي مستمر ضد عدو أرعن.  

الرب يبارك إفريقيا

لجنوب إفريقيا تاريخ حافل من النضال يتجسد من خلال ثقافتهم الموسيقية المحفورة في الذاكرة الجمعية. من أكثر الأغاني انتشارًا في أثناء نظام الفصل العنصري وبعد سقوطه هي أغنية أوسي سيكاليلي أفريكا (الرب يبارك إفريقيا)، التي كانت ترنيمة مسيحية جاءت مع اللجان التبشيرية، وتحوّرت لاحقًا لأغنية سياسية ممنوعة، ثم إلى النشيد الوطني الإفريقي غير الرسمي:

“من زرقة سماواتنا ومن أعماق بحارنا

من فوق جبالنا الأبدية يدوّي صدى الصخور ليقول

الرب يبارك إفريقيا”

قطار الفحم | هيو ماسيكيلا

في أغنية ستيميلا (قطار الفحم)، غنّى هيو ماسيكيلا ناقلًا صوت عمّال المناجم الذين جرى استغلالهم أثناء نظام الفصل العنصري، حيث أبرمت حكوماتهم المتخاذلة صفقات اقتصادية لتعطيهم فتات الخبز مقابل الاستعباد اليومي. بالنتيجة سقط الكثير من الضحايا ممن ماتوا من الإرهاق وسوء ظروف العمل، وحملوا ثقل اقتصاد كامل على جثثهم.

لن نعيدها | أنبياء المدينة  

من أشهر الفرق التي عرفت بالهيب هوب السياسي فرقة أنبياء المدينة (POC) وخاصة بأغنية نيفر أجين التي أطلقوها عام ١٩٨٢ ومطلعها على لسان مانديلا: “لن نعيدها، هذه الأرض الجميلة لن تضطهد مرة أخرى”، ليختموها بـ:

“نهدي هذه الكلمات إلى الذين لا يغضّون أبصارهم عما يحدث

والذين يتكلمون بصوت عالٍ ضد الاستعمار والإمبريالية والعنصرية

من ساندونا في نضالنا المحلي، سنساندهم في نضالهم عالميًّا”

مُدّينا الأمل جوهانة | إيدي جرانت

أما عالميًا فتصدرت أغنية مُدّينا بالأمل جوهانة التي أطلقها المغني إيدي جرانت عام ١٩٨٨. خاطب جرانت في الأغنية الأقلية البيضاء المسيطرة والمتحكمة بالموارد الاقتصادية، والتي عززت نظام الفصل العنصري في مدينة جوهانسبرغ، خاصة أنها واحدة من أكبر المدن في إفريقيا وأكثرها زخمًا اقتصاديًّا.

ما الذي فعلناه؟

اكتسحت هذه الأغنية شوارع مدينة سويتو مع الانتفاضة الطلابية عام ١٩٧٦، والتي قامت كاحتجاج على قرار حكومة الفصل العنصري بفرض تعليم الطلاب السود اللغة الأفريكاينة كلغة أساسية في المدارس، هذه اللغة المشتقة من اللغة الهولندية، والتي كانت الأقلية البيضاء تتحدث بها. اعتبر الطلاب السود هذه الخطوة تثبيتًا للعنصرية وأعلنوا رفضهم القرار. لا تزال الأغنية تنشد بشكل جماعي في الميادين مستحضرةً ذكرى الانتفاضة التي قُتِل فيها ما يقارب الـ ٦٠٠ شاب.

لم ننل الحرية بعد | ليتا مبولو

في أغنية لم ننل الحرية بعد، تغني ليتا مبولو محاكيةً الواقع العام في جنوب إفريقيا بعد سقوط نظام الفصل العنصري ومتبنيةً وجهة نظر سياسية تصرح فيها أن المقاومة والفعل السياسي لا يزالان مستمرين، وأن الشعب لم يصل إلى الحرية بعد. تؤكد ليتا أن الأمم لا تتحرر عند سقوط أنظمة الاستبداد، وإنما من المفترض أن يبدأ النضال منذ تلك اللحظة، كما تحذر من استيلاء الأقلية الذكية على أنظمة الحكم: “سيتمتع الأذكياء بثروة الحمقى.”

المزيـــد علــى معـــازف