.
تأتي ثلاثة أرباع قوة هذا المهرجان من استخدامه للعينة المألوفة والجذابة من In Da Club في المقدمة، حتَّى أننا نشعر بأثر غيابها عند توقف استخدامها بعد الدقيقة ١:٤٠. في الكثير من الأحيان، كل ما يلزم هو إضافة تفصيلة صغيرة كهذه لإضفاء نكهة جديدة على صوتٍ بات معتادًا. يدلنا المهرجان أيضًا، كما فعل لأ لأ من قبل، على جوع المهرجانات عمومًا لاستخدام العينات الصوتية في الخلفية عندما يكون هذا الاستخدام في محله، والأثر الواضح الذي يحدثه هذا الاستخدام في شعبية العمل.
https://www.youtube.com/watch?v=JN2-FntKW5w
مال رامي المصري دائمًا إلى توزيع مهرجانات إما أقرب إلى البوب أو أكثر سهولةً على الإدمان بشكلٍ ملحوظ، ومنذ النجاح الكاسح لمهرجان دراكولا الذي وزَّعه لـ سادات العالمي، أصبح أكثر جرأةً ومباشرةً في سعيه للرواج هذا. في مهرجان قولو روق، يجد رامي المصري تعاونًا ذهبيًا مع عازف الأورج يوسف أوشا الذي يظهر هنا في أحد أفضل أداءاته، يلحق السطر الإيقاعي الإدماني بالآخر. يحتل الصوت الخشن والذي يكاد يكون أحادي النبرة لـ وليد دالاس الواجهة، ليصبح المحور الثابت في مهرجان كل ما فيه يتحرَّك.
قد تكون الاسكندرية لا تزال ثانويةً مقارنةً بالقاهرة فيما يخص المهرجانات، إلا أن المشهد يدين لها (ولحي الدخيلة على وجه الخصوص) باختراع المهرجان التناوبي، أحد أشكال المهرجانات التي تكون طويلة عادةً، أكثر من خمس دقائق، تمسك إيقاعًا ثابتًا من أولها إلى آخرها، يتناوب فوقه عدة مغنين على أداء مقاطع غنائية متساوية في الطول ومتماثلة في التدفق، كما يكثر فيها الأخذ والرد بين المغنين في تنويع بين طبقات الصوت المتوسطة والحادة لإبقاء المستمع مصحصحًا. تمتلك هذه المهرجانات – لطولها ولتركيزها على الغناء على حساب المقاطع الآلاتية – إمكانية سرد قصص أطول وأكثر غنىً بالتفاصيل، ما جعلها مقترنةً إلى حدٍ ما بصنف فرعي خاص من القصص الشعبي المصري، وكأن مغنيها يصبحون حكواتية من نوعٍ ما. التعويذة هو مثال نموذجي وإدماني لهذا النوع من المهرجانات.
منذ عامٍ تقريبًا، بدأ عازف الأورج عصفورة والموزِّع رامبو بإصدار مولد جديد كل شهرٍ تقريبًا، كل مولد فيه من الريفَّات والـ لووبس Riffs and Loops ما يكفي ألبومًا كاملًا. مع تقدم هذه التعاونات، ازداد تركيز رامبو على صقل الجودة الإنتاجية للموالد، بينما بدأ أسلوب عصفورة، الذي لقَّب نفسه مؤخرًا وعن حق بـ وزير الأورج، بدأ أسلوبه يتحدد أكثر فأكثر. في مولد الصاروخ، بإمكاننا استيضاح ملامح هذا الأسلوب، الذي يقوم على تكرار عدة تنويعات من السطر الإيقاعي الواحد لفترة معينة، ثم عبور جسر عشوائي صاخب إلى سطر آخر سيأخذر عصفورة بتكراره وتنويعه، مستخدمًا أحد أكثر أساليب التطريب شهرةً ونجاحًا.
منذ دراكولا، يخطو سادات العالمي بثقة نحو تغيير أو تحديث أسلوبه بشكلٍ جذري، ومهرجان خربان هو أوَّل عينة ناضجة من هذا الأسلوب الجديد الذي نتوق لسماع المزيد منه. بين الإنتاج المصقول والتوزيع الغني، الوقع الخفيف والسلس، والكاريزما الأدائية النارية بين سادات وويجز، خربان هو أحد أقوى مرشحين المهرجانات كي يصبح نشيدًا رسميًا لهذا الصيف.
لقراءة مراجعتنا الكاملة لمهرجان خربان.